خطورة العين


الحمد لله وكفى وصلاة وسلاما على عباده الذين اصطفى لا سيما عبده المصطفى واله المستكملين الشرفَ ..أما بعد فقد غفل كثير من الناس عن خطر (العين) الا ما رحم ربى ..ونحن فى هذا الزمان ..زمان خراب الزمم...ازعم انها اى العين قد انتشرت جدا ..
ولا يفطن كثير من الناس اليها بل وينسى كثير من الناس ان يحصن نفسه منها الا ما رحم ربى ..
اخى الحبيب ..اختى الفاضلة ..
اصغ لى سمعك..
كانت العين في بني أسد، حتى أن البقرة السمينة أو الناقة السمينة تمر بأحدهم فيعانيها ثم يقول: يا جارية.. خذي المكتل والدرهم فأتينا بلحم من هذه الناقة فما تبرح حتى تقع للموت فتنحر. [تفسير القرطبي 18/554].
وكانت العرب إذا أراد أحدهم أن يصيب أحدًا – يعني في نفسه وماله – تجوع ثلاثة أيام، ثم يتعرض لنفسه وماله فيقول: تالله ما رأيت أقوى منه ولا أشجع ولا أكثر منه ولا أحسن، فيصيبه بعينه فيهلك هو وماله. [المصدر السابق].
قال الكلبي: كان رجل من العرب يمكث لا يأكل شيئًا يومين أو ثلاثة، ثم يرفع جانب الخباء فتمر به الإبل أو الغنم فيقول: لم أر كاليوم إبلاً ولا غنمًا أحسن من هذه! فما تذهب إلا قليلاً حتى تسقط منها طائفة هالكة. [المصدر السابق].


قد يسأل سائل هل هى بهذه الخطورة؟؟؟
هل أمر العين بهذه الخطورة؟ نعم
، فانظر إلى آثارها:
1- أكثر ساكني المقابر منها:


عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله: «أكثر من يموت من أمتي بعد كتاب الله وقضائه وقدره بالأنفس، يعني بالعين» [انظر السلسلة الصحيحة رقم 747 وصحيح الجامع (1217)].
إذا كان أكثر ساكني المقابر منها فكيف بساكني الأسرة البيضاء في المنازل والمستشفيات، وكيف بمن يتألم في صمت!
2- تدخل الرجل القبر، والجمل القدر:


عن جابر بن عبد الله t قال: قال رسول الله : «العينُ تُدخل الرجل القبر، وتدخل الجمل القدر».
[انظر صحيح الجامع (4023) 4/64].
قال المناوي: تدخل الرجل: أي تقتله فيدفن في القبر وتدخل الجمل: أي إذا أصابته أو أشرف على الموت ذبحه مالكه وطبخه في القدر.
3- تهوى بالرجل من فوق الجبل:


عن أبي ذر قال: قال رسول الله : «إن العين لتولع بالرجل بإذن الله حتى يصعد حالقًا فيتردى منه».
[صحيح الجامع (1677) 2/84].
4- تكاد تسبق القدر:


عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله: «العين حق ولو كان شيء سابق القدر لسبقته العين وإذا استغسلتم فاغسلوا» [رواه مسلم – باب الطب، والترمذي (3063) وانظر صحيح الجامع (5163)].
5- سرعة تأثيرها في أجساد الأطفال:


عن جابر بن عبد الله قال: «رخص النبي لآل حزم في رقية الحية، وقال لأسماء بنت عميس: مالي أرى أجساد بني أخي ضارعة يصيبهم الحاجة؟ قالت: لا، ولكن العين تسرع إليهم، فقال: ارقيهم، قالت: فعرضت عليه، فقال: ارقيهم»[صحيح مسلم (2198)].
6- وهذا يعقوب يخشى العين على أبنائه:


قال تعالى: ]وَقَالَ يَا بَنِيَّ لا تَدْخُلُوا مِنْ بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُوا مِنْ أَبْوَابٍ مُتَفَرِّقَةٍ وَمَا أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللهِ مِنْ شَيْءٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلا للهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ[[يوسف: 67].
قال القرطبي: «لما عزموا على الخروج خشى عليهم العين، فأمرهم ألا يدخلوا مصر من باب واحد، وكانت مصر لها أربعة أبواب، وإنما خاف عليهم العين لكونهم أحد عشر رجلاً لرجلٍ واحد، وكانوا أهل جمال وكمال وبشطة، قاله ابن عباس والضحاك وقتادة وغيرهم. [الجامع لأحكام القرآن 9/226].
وقال ابن كثير: قال ابن عباس ومحمد بن كعب ومجاهد والضحاك وقتادة والسدي وغير واحد، إنه خشي عليهم العين وذلك أنهم كانوا ذوي جمال وهيئة حسنة ومنظر وبهاء فخشي عليهم أن يصيبهم الناس بعيونهم فإن العين حق» [تفسير ابن كثير 2/484].
قال الفخر الرازي: «هو قول جمهور المفسرين إنه خاف من العين عليهم» [انظر تفسير الفخر الرازي والقرطبي وغيرهم عند تفسير هذه الآية].
7- والرسول يتعرض للإصابة بالعين:
قال تعالى: ]وَإِنْ يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ * وَمَا هُوَ إِلا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ[[القلم: 51، 52].
]لَيُزْلِقُونَكَ[ لينفذونك بأبصارهم، أي: يعينونك بأبصارهم قاله بن عباس ومجاهد وغيرهما [انظر تفسير ابن كثير 4/408].
وقال القرطبي: ]لَيُزْلِقُونَكَ[. أي: يعانونك بأبصارهم، أخبر بشدة عداوتهم للنبي r، وأرادوا أن يصيبوه بالعين فنظر إليه قوم من قريش وقالوا: «ما رأينا مثله ولا مثله حججه» [الجامع لأحكام القرآن القرطبي 18/254].




ها قد عرضنا خطور العين ..واذا تبين لك ذلك فاعلم ان:السنة النبوية تدل على أن العين حق وصدق


عن أبي هريرة قال: قال رسول الله : «العين حق ونهى عن الوشم» [البخاري مع الفتح 10/203، وعند مسلم لم يذكر الوشم].
عن عائشة رضي الله عنها أن النبي قال: «استعيذوا بالله من العين فإن العين حق» [ابن ماجه (3508) وصحيح الجامع 951].


هذا ما تيسر جمعه وترتيبه بفضل الله ..فما كان من خطأ فمنى ومن الشيطان
بقى علينا ان نببه انفسنا الى هذا الموضوع الخطير وان نحصن انفسنا بالاذكار الشرعية
ولا تنسوا العبد الفقير من دعوة صالح


تعليق