السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بقلم أنين الصمت
http://www.youtube.com/watch?v=22vEqS6m7Bc
إنــــــــى أخـــــــاف
قلنا أن المؤمن يطير بجناحين ؛ جناح الخوف ، وجناح الرجاء ، ورأس الطائر : الحب.
قلنا مَن يجتمع عنده هذه الأشياء الثلاث، يصل إلى منزلة الصديقين ، يصل إلى أن يحب الله كثيرًا ، ويرجو ما عنده، وفي نفس الوقت يهابه، ويخافه و يُجلّهُ سبحانه وتعالى، ويرجو رحمته
إذا كنت بعيدًا عن الله، وتتمنى أن تقترب منه و يمتلىء قلبك بالإيمان
إذا كنت تشعر أنك مُنافق، وتتمنى أن تكون صادق ومُخلص لله سبحانه وتعالى
إذا كان هناك ذنب تتمنى أن تتركه ولا تعود إليه أبدًا، ولا تعرف ماذا تفعل مع نفسك الأمارة
إذا كانت الدنيا تأخُذك حيث شاءت(تحيا الحياة كيفما كان)، وتضل وتشرد وتبعد،ولا تعرف ماذا تفعل معها؟
إذا كنت تريد علاج شافي للشهوة، علاج من النظر الحرام، علاج من العادات السيئة، من مشاهدة الصوّر والمواقع، والحب، والمُصاحبة الحرام...إلخ
إذا كنت بالفعل تريد أن تلتزم بالطريق الصحيحة، وتصبح وقد وضعت قدميك على طريق التمكين لدين الله سبحانه وتعالى في الأرض
أتريد أن تستقيم على طريق الله وتمسك طوق النجاة الذي يؤدي بك إلى شاطيء الأمان في الجنة إن شاء الله تعالى؟
هيا، أدلك اليوم على أعظم سائق إلى الله
أكثر شيء يعيدك إلى الله، أكثر شيء يفتح باب التوبة النصوح
http://www.youtube.com/watch?v=M3zS5oyTUCM
إنه الخـــــــــــــوف
يقول الله: )قُلْ إِنِّيَ أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ) (الأنعام:15 (
وقال تعالى :(مَّن يُصْرَفْ عَنْهُ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمَهُ وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ) (الأنعام :16(
حتى تصل إلى مرحلة الإيمان الحقيقي بداخلك، فالطريق من هنا..ربنا قال: { فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ } [ آل عمران/175[
لذلك الخوف هو ما يُحقق الإيمان ،الخوف يرضِي عنك الرحمن، الله يقول: (رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ) (البينة:8)
من يقول: إني أخاف ،أشعر أنني مُنافق، يوم نشيط ومجتهد ويوم في حالة من الفتور والانتكاس، أنا مُنافق، أنا لا أستطيع أن أكون مُخلص...
الخوف هو ما يُورث الإخلاص.قال تعالى: (إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلَا شُكُوراً) (الإنسان:9)
وقال تعالى: (إِنَّا نَخَافُ مِن رَّبِّنَا يَوْماً عَبُوساً قَمْطَرِيراً) (الإنسان:10 )
انظر إلى نفسك عندما تكون خائف، ستصبح المعاني عندك مُختلفة تمامًا، الخوف يُريك أصادق أنت أم كاذب؟؟
لذلك ربنا سبحانه وتعالى جعله علامة على الصادق والعكس يكون للمنافق والكاذب،ربنا قال: (لِيَعْلَمَ اللّهُ مَن يَخَافُهُ بِالْغَيْبِ) المائدة :94)
هل تخاف ربك في الغيب، هل تقول : لا، لا تمتد يدي على حرام، لا أخون ربي أبدًا؟؟؟ هذا هو من يخاف ربه بالغيب.
الخوف أعظم شيء يُردعك عن المعاصي،
الخوف اخوتاه أعظم سبب من أسباب المغفرة،
النبي صلى الله عليه وسلم قال: كان رجلٌ يُسرِف على نفسه فلما حضرهُ الموت قال لبنيه: إذا أنا متُ فاحرقوني، ثم اطحنوني، ثم ذروني في الريح،من شدة خوفه، اعتقد أنه عندما يُفعل فيه ذلك وقال اطحنوني، واحرقوني و هكذا و أكون بذلك قد نجوّت)، قال: فوالله لإن قدر الله عليّ ليُعذبني عذابًا ، ما عذبه أحد، فلما مات فُعل به ذلك،فأمر الله الأرض، فقال : اجمعي ما فيكِ، ففعلت) فالله أمر الأرض أن تجمع فلان هذا، فإذا هو قائم،فقال: ما حملك على ما صنعت؟ قال : خَشْيَتُكَ يا رب، مخافَتُكَ يا رب، فغفر الله له،
ما الذي يُخرج الدنيا من عقلك ويضبطك ويعيدك للطريق؟؟؟ الخـــــــوف.
كان إبراهيم بن سفيان يقول: إذا سكن الخوف القلوب ، أحرق مواضع الشهوات منها ، وطرد الدنيا عنها.
فهو يحرق الشهوه لذلك هو علاج لموضوع الشهوات و في نفس الوقت يُخرج الدنيا من قلبك.
قال الفضيل : من خاف الله دلَّه الخوف على كل خير.
وكان ذو النون يقول : الناس على الطريق ما لم يزل عنهم الخوف ،) إذا ذهب الخوف عنهم ضلوا عن الطريق(
الخوف يزيد إيمانك وفي نفس الوقت يلقي المهابة في صدور أعدائك،
قال الفضيل : من خاف الله لم يضره أحد،
مَن خاف الله، أخاف الله منه كل شيء، ومن لم يخف الله، خاف من كل شيء.
أعظم سبيل للنجاه هو الخوف ،
النبي صلى الله عليه وسلم في ما يرويه عن رب العزة قال ماذا يقول الله عزوجل في الحديث القدسي ) : وعزتي لا أجمع على عبدي خوفين وأمنين ، من يخافني في الدنيا ،أمنته يوم القيامة ، وإذا أمِنَني في الدنيا ، أخفته يوم القيامة).
أفهمتم ؟ من يخاف الآن يصبح في أمان، إذًا خاف في الدنيا أمِن يوم القيامة، وإذا أمِن في الدنيا، فليحذر الخوف يوم القيامة.
إذاً لابد من حزن وخوف وإلا حُرِمتَ الجنة، وعُذِبت في النار.
قال إبراهيم التيّمي: ينبغي لمن لم يحزن أن يخاف أن لا يكون من أهل الجنة، ألم تسمعوا الله يقول عنهم { وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ } ( فاطر/34 ) (أين الحزن؟؟ متى حزنوا؟؟) حزنوا في الدنيا على أنفسهم،فعندما دخلوا الجنة قالوا: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ) وينبغي لمن لم يُشفق (من لا يخاف)أن يخاف أن لا يكون من أهل الجنة، لأنهم قالوا { قَالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ } [ الطور/26]،
الخوف يا جماعة يُبلِّغ منازل الأبرار ، ربنا قال (وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ) (الرحمن :46)
النبي صلى الله عليه وسلم قال: من خاف ، أدلج ، ومن أدلج ،بلغ المنزلة. أيّ من يخاف، يمشي في الليل ، أدلج أي مشى في الليل، فيواصل الليل بالنهار حتى يصل للطريق،ألا إن سلعة الله غالية ، ألأ إن سلعة الله الجنة.
هل نحن فعلًا نخاف الله ؟ قل لي بالله عليك ،كم موقف تستطيع أن تعدُّه ،كنت ستقع في الذنب فقلت :لا ،إن الله ناظر إليّ، إن الله مُطّلع عليّ،
أم أنك جريء على المعاصي وهذه المعاني لا تأتي على بالك إلا قليلًا؟؟؟
اخوتاه... الخوف من ربنا واجب واجب.. ما هو الدليل؟؟
أليس الله قد أمر به؟؟ والأصل في الأمر الوجوب،قال الله: { فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي وَلأُتِمَّ نِعْمَتِي عَلَيْكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ } [ البقرة/150، وقال: { وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ } [ آل عمران/175)، وقال: {وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ } [ البقرة/40)،
أليست هذه أوامر؟ لذلك هذا الخوف واجب.
من لا يخاف-من لا يفعل الواجب- ماذا يحدث له؟؟
بالله عليك، هل عمرك تبت من أنك لا تخاف الله؟
الخوف من الله واجب، والله سبحانه وتعالى وصف العذاب في كتابه في عدة مواضع ليتحقق الخوف في نفوس العباد... قال : (لَهُم مِّن فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِّنَ النَّارِ وَمِن تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ ذَلِكَ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ يَا عِبَادِ فَاتَّقُون ((الزمر : 16 )
ألست خائف؟ تصور معي،- تصوّر أن رجل وأنتِ أيضًا أختاه تصوري إمرأة في النار،فوقها نار ، وتحتها نار، والظلة نار
إذًا كيف لا نخاف والله حذرنا منه ، قال تعالى:(وَيُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَه ) (آل عمران/ 30)
ما هى أنواع الخوف؟؟ ما هو أول شيء أخاف منه؟؟ ذنوبي، أخااااااف إن عصيت ربي أن يعاقبني
اسمع ربنا وهو يقول (فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُم بِذَنبِهِمْ فَسَوَّاهَا) (الشمس / 14)، دمدم أيّ غَضِب وانتقم، (وَلَا يَخَافُ عُقْبَاهَا) (الشمس/15 )
ما المشكلة ...إن هذه الأرض كلها تُنسف؟ ما أنت في ملك ربنا؟(وَلَا يَخَافُ عُقْبَاهَا (
كيف لاتخاف عقاب الله والنبي يقول صلى الله عليه وسلم، (لو يعلم المؤمن ما عند الله من العقوبة، ما طَمِع بجنته أحدٌ قط) ،
كيف لا تخاف من عقوبات المعاصي؟ والله يقول (فَلَمَّا آسَفُونَا انتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ) (الزخرف/ 55 )، فلما آسفونا أي لما أغضبونا ، والله جل وعلا من صفته أنه يغار، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله يغار، وغيرة الله أن تُنتهك محارمه (متفق عليه)
هذه بعض الأعمال افعلها إذا كنت فعلًا تُريد الإيمان يدخل قلبك
أول شيء: أجندة ، واكتب فيها معاصيك ستجد نفسك تكتب عشرة معاصي , خمس عشرة فقط هذه هي المشكلة لهذا عندما تتوب تتوب منهم فقط، والبقية؟ والآفات القلبية ما أخبارها ؟ أليس هناك أوقات تجد في قلبك ذرة كِبر؟ ألم تهجر القرآن..؟
لو عددنا الذنوب لن ننتهي , فموضوع كتابة الذنوب سيجعلك تُجدد التوبة من معاني لم تكن مُلتفت إليها من قبل
دائمًا تذكَّر هذه العبارة واكتبها في أول الأجندة :لا تنظر إلي صِغَر الذنب وانظر إلي عِظَم من أذنبت في حقِّه
ضعها فى البداية حتي تراها في كل مرة تفتح الأجندة فيها لتكتب شيء، ولا تقول أنها لا تفرق هذه الكلمة و لن تحدث فرق ،لا، بل ستفرق ...
الأمر الثانى : ضع خط أحمر بالنسبة لذنوب الخلوات الذنوب التي تُفعَل فى السِّر هذه ضع عندها خط أحمر , إياك وذنوب الخلوات
ألا تخاف من مكر الله؟ الله يقول :{أَفَأَمِنُواْ مَكْرَ اللّهِ فَلاَ يَأْمَنُ مَكْرَ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ } [الأعراف/99 ]
أنت تفعل ذنوب وربنا يبعث لك نِعَم هذا اسمه استدراج.. استدراج ما معناه..؟ معناه سوء خاتمة
جلس النبي صلى الله عليه وسلم على شفير القبر وبكي وهو المعصوم صلى الله عليه وسلم وقال :" يا إخواني لمثل هذا فأعدوا
ومن أجل ذلك قلنا نكثر من زيارة القبور
الأمر الثالث: من أعظم الأشياء التي تُدخل الخوف في قلبك، والإيمان:سماع مواعظ القرآن،
أريد أن نتفق على واجب عملي عليكم جميعًا ، وِردك من القرآن خلال هذا الأسبوع ، كل واحد يخبرني ما هي أخوّف آية في القرآن؟
الأمر الرابع: نريد أن نتأمل هذه السوّر ، قد قلت لكم سابقًا هذا الواجب ولكني أُكرره لأنه يناسب موضوع الخوف جدًا ،
النبي صلى الله عليه وسلم قال: من سرّه أن ينظرَ إلى يوم القيامة كأنه رأي عين ، فليقرأ سورة التكوير، )إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْو سورة الإنفطار )إِذَا السَّمَاء انفَطَرَتْ) (الإنفطار /1) ، وسورة الإنشقاق (إِذَا السَّمَاء انشَقَّتْ) (الانشقاق /1هذه السور الثلاث نريد أن نحفظهم، لمن لا يحفظهم ، ومن يحفظهم فليُصلِّ بهم كل ليلة، مع سورة تبارك، وأيضًا تكثر من تأملهن والتدبر فيهن، وتشعر أنك في يوم القيامة،
كان ابن الجوزي يقول : لو أن مؤمنًا عاقلًا قرأ سورة الحديد )أتذكرون درس قسوة القلب؟، قلنا وقتها سورة الحديد(، وسورة الحشر، وآية الكرسي، وسورة الإخلاص ،بتفكُّر لتصدَّع قلبه من خشية الله.
هذه كلها واجبات عملية، سورة الحديد، سورة الحشر ، آية الكرسي، سورة الإخلاص، مع سورة التكوير، والإنفطار والإنشقاق، هذا كله يُدخل المعنى في قلبك،
الأمر الخامس: أن تُدمِن النظر للسماء
النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ): إنكم ستروّن ربكم كما تروّن القمر في ليلة البدر )
انظر إلى السماء ستجد معانى بداخلك تعظيم وإجلال، ومحبة و شوق، معاني رائعة جدًا، لذلك أدمِن النظر إلى السماء.
الأمر السادس: مُطالعة سيرة النبي صلى الله عليه وسلم ، وأحوال الصحابة و الصالحين.
النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول : والله لوددت أن أكون شجرة تُعضد
السيدة عائشة رضي الله عنها ، قرأت قوّل الله تعالى ) فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ(الطور /27)، فأخذت تبكي في صلاتها،
* كان أبو بكر رضي الله عنه يُمسِك لسانه ويقول هذا الذي أوردني الموارد ،هذا الذي أوّردني المهالك، ياليتني شجرة تُؤكل ،
* كان في خد عمر رضي الله عنه خطان أسودان محفوران، من شدة بُكاء عمر ، كان عمر رضي الله عنه يسمع )إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ) (الطور/7 ) (مَا لَهُ مِن دَافِعٍ) (الطور /8) فيجلس شهر لا يستطيع أن يخرج للصلاة، شهر مريض في بيته، و يعودونه،
* أمسك عمر رضي الله عنه مرة تِبن ، وقال : وددت أني هذه ،وددت أن أمي لم تلدني ،ياليتني كنت نسيًا منسيًا،
*عثمان رضي الله عنه كان يقول : وددت لو أني مت فلم أُبعث،
*أبو هريرة رضي الله عنه كان إذا نطق بحديث ) أول من تُسعَّر بهم النار ثلاثة وفيهم عالم(كيف وقد قيل -مُرائي -، كان كلما قرأ هذا الحديث ، أُغشي عليه، كلما نطق بحرفٍ في الحديث، حتى صنعها ثلاث مرات،
أوصيك الوصية الخاتمة بكثرة الدعاء،أريدك مثلما كان السلف يفعلوا، كانوا يُدمنون ربي سَلِم سَلِم....ربي سَلِم سَلِم
بقلم أنين الصمت
http://www.youtube.com/watch?v=22vEqS6m7Bc
إنــــــــى أخـــــــاف
قلنا أن المؤمن يطير بجناحين ؛ جناح الخوف ، وجناح الرجاء ، ورأس الطائر : الحب.
قلنا مَن يجتمع عنده هذه الأشياء الثلاث، يصل إلى منزلة الصديقين ، يصل إلى أن يحب الله كثيرًا ، ويرجو ما عنده، وفي نفس الوقت يهابه، ويخافه و يُجلّهُ سبحانه وتعالى، ويرجو رحمته
إذا كنت بعيدًا عن الله، وتتمنى أن تقترب منه و يمتلىء قلبك بالإيمان
إذا كنت تشعر أنك مُنافق، وتتمنى أن تكون صادق ومُخلص لله سبحانه وتعالى
إذا كان هناك ذنب تتمنى أن تتركه ولا تعود إليه أبدًا، ولا تعرف ماذا تفعل مع نفسك الأمارة
إذا كانت الدنيا تأخُذك حيث شاءت(تحيا الحياة كيفما كان)، وتضل وتشرد وتبعد،ولا تعرف ماذا تفعل معها؟
إذا كنت تريد علاج شافي للشهوة، علاج من النظر الحرام، علاج من العادات السيئة، من مشاهدة الصوّر والمواقع، والحب، والمُصاحبة الحرام...إلخ
إذا كنت بالفعل تريد أن تلتزم بالطريق الصحيحة، وتصبح وقد وضعت قدميك على طريق التمكين لدين الله سبحانه وتعالى في الأرض
أتريد أن تستقيم على طريق الله وتمسك طوق النجاة الذي يؤدي بك إلى شاطيء الأمان في الجنة إن شاء الله تعالى؟
هيا، أدلك اليوم على أعظم سائق إلى الله
أكثر شيء يعيدك إلى الله، أكثر شيء يفتح باب التوبة النصوح
http://www.youtube.com/watch?v=M3zS5oyTUCM
إنه الخـــــــــــــوف
يقول الله: )قُلْ إِنِّيَ أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ) (الأنعام:15 (
وقال تعالى :(مَّن يُصْرَفْ عَنْهُ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمَهُ وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ) (الأنعام :16(
حتى تصل إلى مرحلة الإيمان الحقيقي بداخلك، فالطريق من هنا..ربنا قال: { فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ } [ آل عمران/175[
لذلك الخوف هو ما يُحقق الإيمان ،الخوف يرضِي عنك الرحمن، الله يقول: (رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ) (البينة:8)
من يقول: إني أخاف ،أشعر أنني مُنافق، يوم نشيط ومجتهد ويوم في حالة من الفتور والانتكاس، أنا مُنافق، أنا لا أستطيع أن أكون مُخلص...
الخوف هو ما يُورث الإخلاص.قال تعالى: (إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلَا شُكُوراً) (الإنسان:9)
وقال تعالى: (إِنَّا نَخَافُ مِن رَّبِّنَا يَوْماً عَبُوساً قَمْطَرِيراً) (الإنسان:10 )
انظر إلى نفسك عندما تكون خائف، ستصبح المعاني عندك مُختلفة تمامًا، الخوف يُريك أصادق أنت أم كاذب؟؟
لذلك ربنا سبحانه وتعالى جعله علامة على الصادق والعكس يكون للمنافق والكاذب،ربنا قال: (لِيَعْلَمَ اللّهُ مَن يَخَافُهُ بِالْغَيْبِ) المائدة :94)
هل تخاف ربك في الغيب، هل تقول : لا، لا تمتد يدي على حرام، لا أخون ربي أبدًا؟؟؟ هذا هو من يخاف ربه بالغيب.
الخوف أعظم شيء يُردعك عن المعاصي،
الخوف اخوتاه أعظم سبب من أسباب المغفرة،
النبي صلى الله عليه وسلم قال: كان رجلٌ يُسرِف على نفسه فلما حضرهُ الموت قال لبنيه: إذا أنا متُ فاحرقوني، ثم اطحنوني، ثم ذروني في الريح،من شدة خوفه، اعتقد أنه عندما يُفعل فيه ذلك وقال اطحنوني، واحرقوني و هكذا و أكون بذلك قد نجوّت)، قال: فوالله لإن قدر الله عليّ ليُعذبني عذابًا ، ما عذبه أحد، فلما مات فُعل به ذلك،فأمر الله الأرض، فقال : اجمعي ما فيكِ، ففعلت) فالله أمر الأرض أن تجمع فلان هذا، فإذا هو قائم،فقال: ما حملك على ما صنعت؟ قال : خَشْيَتُكَ يا رب، مخافَتُكَ يا رب، فغفر الله له،
ما الذي يُخرج الدنيا من عقلك ويضبطك ويعيدك للطريق؟؟؟ الخـــــــوف.
كان إبراهيم بن سفيان يقول: إذا سكن الخوف القلوب ، أحرق مواضع الشهوات منها ، وطرد الدنيا عنها.
فهو يحرق الشهوه لذلك هو علاج لموضوع الشهوات و في نفس الوقت يُخرج الدنيا من قلبك.
قال الفضيل : من خاف الله دلَّه الخوف على كل خير.
وكان ذو النون يقول : الناس على الطريق ما لم يزل عنهم الخوف ،) إذا ذهب الخوف عنهم ضلوا عن الطريق(
الخوف يزيد إيمانك وفي نفس الوقت يلقي المهابة في صدور أعدائك،
قال الفضيل : من خاف الله لم يضره أحد،
مَن خاف الله، أخاف الله منه كل شيء، ومن لم يخف الله، خاف من كل شيء.
أعظم سبيل للنجاه هو الخوف ،
النبي صلى الله عليه وسلم في ما يرويه عن رب العزة قال ماذا يقول الله عزوجل في الحديث القدسي ) : وعزتي لا أجمع على عبدي خوفين وأمنين ، من يخافني في الدنيا ،أمنته يوم القيامة ، وإذا أمِنَني في الدنيا ، أخفته يوم القيامة).
أفهمتم ؟ من يخاف الآن يصبح في أمان، إذًا خاف في الدنيا أمِن يوم القيامة، وإذا أمِن في الدنيا، فليحذر الخوف يوم القيامة.
إذاً لابد من حزن وخوف وإلا حُرِمتَ الجنة، وعُذِبت في النار.
قال إبراهيم التيّمي: ينبغي لمن لم يحزن أن يخاف أن لا يكون من أهل الجنة، ألم تسمعوا الله يقول عنهم { وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ } ( فاطر/34 ) (أين الحزن؟؟ متى حزنوا؟؟) حزنوا في الدنيا على أنفسهم،فعندما دخلوا الجنة قالوا: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ) وينبغي لمن لم يُشفق (من لا يخاف)أن يخاف أن لا يكون من أهل الجنة، لأنهم قالوا { قَالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ } [ الطور/26]،
الخوف يا جماعة يُبلِّغ منازل الأبرار ، ربنا قال (وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ) (الرحمن :46)
النبي صلى الله عليه وسلم قال: من خاف ، أدلج ، ومن أدلج ،بلغ المنزلة. أيّ من يخاف، يمشي في الليل ، أدلج أي مشى في الليل، فيواصل الليل بالنهار حتى يصل للطريق،ألا إن سلعة الله غالية ، ألأ إن سلعة الله الجنة.
هل نحن فعلًا نخاف الله ؟ قل لي بالله عليك ،كم موقف تستطيع أن تعدُّه ،كنت ستقع في الذنب فقلت :لا ،إن الله ناظر إليّ، إن الله مُطّلع عليّ،
أم أنك جريء على المعاصي وهذه المعاني لا تأتي على بالك إلا قليلًا؟؟؟
اخوتاه... الخوف من ربنا واجب واجب.. ما هو الدليل؟؟
أليس الله قد أمر به؟؟ والأصل في الأمر الوجوب،قال الله: { فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي وَلأُتِمَّ نِعْمَتِي عَلَيْكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ } [ البقرة/150، وقال: { وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ } [ آل عمران/175)، وقال: {وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ } [ البقرة/40)،
أليست هذه أوامر؟ لذلك هذا الخوف واجب.
من لا يخاف-من لا يفعل الواجب- ماذا يحدث له؟؟
بالله عليك، هل عمرك تبت من أنك لا تخاف الله؟
الخوف من الله واجب، والله سبحانه وتعالى وصف العذاب في كتابه في عدة مواضع ليتحقق الخوف في نفوس العباد... قال : (لَهُم مِّن فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِّنَ النَّارِ وَمِن تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ ذَلِكَ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ يَا عِبَادِ فَاتَّقُون ((الزمر : 16 )
ألست خائف؟ تصور معي،- تصوّر أن رجل وأنتِ أيضًا أختاه تصوري إمرأة في النار،فوقها نار ، وتحتها نار، والظلة نار
إذًا كيف لا نخاف والله حذرنا منه ، قال تعالى:(وَيُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَه ) (آل عمران/ 30)
ما هى أنواع الخوف؟؟ ما هو أول شيء أخاف منه؟؟ ذنوبي، أخااااااف إن عصيت ربي أن يعاقبني
اسمع ربنا وهو يقول (فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُم بِذَنبِهِمْ فَسَوَّاهَا) (الشمس / 14)، دمدم أيّ غَضِب وانتقم، (وَلَا يَخَافُ عُقْبَاهَا) (الشمس/15 )
ما المشكلة ...إن هذه الأرض كلها تُنسف؟ ما أنت في ملك ربنا؟(وَلَا يَخَافُ عُقْبَاهَا (
كيف لاتخاف عقاب الله والنبي يقول صلى الله عليه وسلم، (لو يعلم المؤمن ما عند الله من العقوبة، ما طَمِع بجنته أحدٌ قط) ،
كيف لا تخاف من عقوبات المعاصي؟ والله يقول (فَلَمَّا آسَفُونَا انتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ) (الزخرف/ 55 )، فلما آسفونا أي لما أغضبونا ، والله جل وعلا من صفته أنه يغار، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله يغار، وغيرة الله أن تُنتهك محارمه (متفق عليه)
هذه بعض الأعمال افعلها إذا كنت فعلًا تُريد الإيمان يدخل قلبك
أول شيء: أجندة ، واكتب فيها معاصيك ستجد نفسك تكتب عشرة معاصي , خمس عشرة فقط هذه هي المشكلة لهذا عندما تتوب تتوب منهم فقط، والبقية؟ والآفات القلبية ما أخبارها ؟ أليس هناك أوقات تجد في قلبك ذرة كِبر؟ ألم تهجر القرآن..؟
لو عددنا الذنوب لن ننتهي , فموضوع كتابة الذنوب سيجعلك تُجدد التوبة من معاني لم تكن مُلتفت إليها من قبل
دائمًا تذكَّر هذه العبارة واكتبها في أول الأجندة :لا تنظر إلي صِغَر الذنب وانظر إلي عِظَم من أذنبت في حقِّه
ضعها فى البداية حتي تراها في كل مرة تفتح الأجندة فيها لتكتب شيء، ولا تقول أنها لا تفرق هذه الكلمة و لن تحدث فرق ،لا، بل ستفرق ...
الأمر الثانى : ضع خط أحمر بالنسبة لذنوب الخلوات الذنوب التي تُفعَل فى السِّر هذه ضع عندها خط أحمر , إياك وذنوب الخلوات
ألا تخاف من مكر الله؟ الله يقول :{أَفَأَمِنُواْ مَكْرَ اللّهِ فَلاَ يَأْمَنُ مَكْرَ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ } [الأعراف/99 ]
أنت تفعل ذنوب وربنا يبعث لك نِعَم هذا اسمه استدراج.. استدراج ما معناه..؟ معناه سوء خاتمة
جلس النبي صلى الله عليه وسلم على شفير القبر وبكي وهو المعصوم صلى الله عليه وسلم وقال :" يا إخواني لمثل هذا فأعدوا
ومن أجل ذلك قلنا نكثر من زيارة القبور
الأمر الثالث: من أعظم الأشياء التي تُدخل الخوف في قلبك، والإيمان:سماع مواعظ القرآن،
أريد أن نتفق على واجب عملي عليكم جميعًا ، وِردك من القرآن خلال هذا الأسبوع ، كل واحد يخبرني ما هي أخوّف آية في القرآن؟
الأمر الرابع: نريد أن نتأمل هذه السوّر ، قد قلت لكم سابقًا هذا الواجب ولكني أُكرره لأنه يناسب موضوع الخوف جدًا ،
النبي صلى الله عليه وسلم قال: من سرّه أن ينظرَ إلى يوم القيامة كأنه رأي عين ، فليقرأ سورة التكوير، )إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْو سورة الإنفطار )إِذَا السَّمَاء انفَطَرَتْ) (الإنفطار /1) ، وسورة الإنشقاق (إِذَا السَّمَاء انشَقَّتْ) (الانشقاق /1هذه السور الثلاث نريد أن نحفظهم، لمن لا يحفظهم ، ومن يحفظهم فليُصلِّ بهم كل ليلة، مع سورة تبارك، وأيضًا تكثر من تأملهن والتدبر فيهن، وتشعر أنك في يوم القيامة،
كان ابن الجوزي يقول : لو أن مؤمنًا عاقلًا قرأ سورة الحديد )أتذكرون درس قسوة القلب؟، قلنا وقتها سورة الحديد(، وسورة الحشر، وآية الكرسي، وسورة الإخلاص ،بتفكُّر لتصدَّع قلبه من خشية الله.
هذه كلها واجبات عملية، سورة الحديد، سورة الحشر ، آية الكرسي، سورة الإخلاص، مع سورة التكوير، والإنفطار والإنشقاق، هذا كله يُدخل المعنى في قلبك،
الأمر الخامس: أن تُدمِن النظر للسماء
النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ): إنكم ستروّن ربكم كما تروّن القمر في ليلة البدر )
انظر إلى السماء ستجد معانى بداخلك تعظيم وإجلال، ومحبة و شوق، معاني رائعة جدًا، لذلك أدمِن النظر إلى السماء.
الأمر السادس: مُطالعة سيرة النبي صلى الله عليه وسلم ، وأحوال الصحابة و الصالحين.
النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول : والله لوددت أن أكون شجرة تُعضد
السيدة عائشة رضي الله عنها ، قرأت قوّل الله تعالى ) فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ(الطور /27)، فأخذت تبكي في صلاتها،
* كان أبو بكر رضي الله عنه يُمسِك لسانه ويقول هذا الذي أوردني الموارد ،هذا الذي أوّردني المهالك، ياليتني شجرة تُؤكل ،
* كان في خد عمر رضي الله عنه خطان أسودان محفوران، من شدة بُكاء عمر ، كان عمر رضي الله عنه يسمع )إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ) (الطور/7 ) (مَا لَهُ مِن دَافِعٍ) (الطور /8) فيجلس شهر لا يستطيع أن يخرج للصلاة، شهر مريض في بيته، و يعودونه،
* أمسك عمر رضي الله عنه مرة تِبن ، وقال : وددت أني هذه ،وددت أن أمي لم تلدني ،ياليتني كنت نسيًا منسيًا،
*عثمان رضي الله عنه كان يقول : وددت لو أني مت فلم أُبعث،
*أبو هريرة رضي الله عنه كان إذا نطق بحديث ) أول من تُسعَّر بهم النار ثلاثة وفيهم عالم(كيف وقد قيل -مُرائي -، كان كلما قرأ هذا الحديث ، أُغشي عليه، كلما نطق بحرفٍ في الحديث، حتى صنعها ثلاث مرات،
أوصيك الوصية الخاتمة بكثرة الدعاء،أريدك مثلما كان السلف يفعلوا، كانوا يُدمنون ربي سَلِم سَلِم....ربي سَلِم سَلِم
محاضره للشيخ هانى حلمى
تعليق