إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الطريق إلى استشعار لذة الإيمان والقرب من الرحمن

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الطريق إلى استشعار لذة الإيمان والقرب من الرحمن

    الطريق إلى استشعار لذة الإيمان والقرب من الرحمن

    http://www.youtube.com/watch?v=oEgywFL2oBA
    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
    فإن التقرب إلى الله تعالى بفعل الفرائض وترك المحرمات ثم بالإكثار من نوافل العبادات من أعظم الأشياء أثرا في إصلاح القلب، وهذه الفرائض التي نشير إليها ليست ما يختص بفعل الجوارح فحسب، بل أصل صلاح القلب القيام بما أوجبه الله من أعمال القلوب، فينظر المرء في قلبه ويجتهد في إصلاحه وتجنيبه الأمراض المردية من الغل والحقد والحسد والكبر واتباع الهوى، ثم يعلقه بربه تعالى حبا وخوفا ورجاء وتوكلا وإنابة وإخباتا وانقيادا ورضا، ساعتها تكون نفسه هي المطمئنة، فيجد حلاوة الإيمان وبرد اليقين، ويكون الله تعالى وعبادته أحب إليه من كل شيء وآثر عنده مما عداه، فلا تكون له قرة عين إلا في مرضاته، ولا يكون له أنس إلا به ولا شوق إلا إليه، فاجتمعت همته على هذا المقصود الأجل فلا يبغي عنه حولا ولا يرضى به بدلا، فإن أصاب الشيطان منه غرة وأبعده عن مقصوده بادر ذلك بتوبة نصوح يكون بعدها خيرا مما كان قبلها، ولا يتم هذا إلا بدوام المحاسبة للنفس على القليل والكثير فالكيس من دان نفسه كما في الحديث.
    قال ابن القيم: والمقصود أن صلاح القلب بمحاسبة النفس، وفساده بإهمالها والاسترسال معها. انتهى.

    والحياة مع القرآن تلاوة وتدبرا وفهما عن الله تعالى أعظم معين على هذا المقصد، فيعرض العبد دائما قلبه على كتاب الله تعالى فمهما يكن فيه من مرض مانع من ذوق لذة الإيمان فالقرآن شفاؤه، ومهما يكن مقصرا في عمل من أعمال القلوب التي بها يحصل صلاح القلب وتكمل لذته فالقرآن مبين له.

    يقول ابن القيم رحمه الله: فتبارك الذي جعل كَلَامه حَيَاة للقلوب وشفاء لما فِي الصُّدُور، وَبِالْجُمْلَةِ فَلَا شَيْء أَنْفَع للقلب من قِرَاءَة الْقُرْآن بالتدبر والتفكر فَإِنَّهُ جَامع لجَمِيع منَازِل السائرين وأحوال العاملين ومقامات العارفين، وَهُوَ الَّذِي يُورث الْمحبَّة والشوق وَالْخَوْف والرجاء والانابة والتوكل وَالرِّضَا والتفويض وَالشُّكْر وَالصَّبْر وَسَائِر الأحوال الَّتِي بهَا حَيَاة الْقلب وكماله، وَكَذَلِكَ يزْجر عَن جَمِيع الصِّفَات والافعال المذمومة وَالَّتِي بهَا فَسَاد الْقلب وهلاكه، فَلَو علم النَّاس مَا فِي قِرَاءَة الْقُرْآن بالتدبر لاشتغلوا بهَا عَن كل مَا سواهَا، فَإِذا قَرَأَهُ بتفكر حَتَّى مر بِآيَة وَهُوَ مُحْتَاج إِلَيْهَا فِي شِفَاء قلبه كررها وَلَو مائَة مرّة وَلَو لَيْلَة فقراءة آيَة بتفكر وتفهم خير من قِرَاءَة ختمة بِغَيْر تدبر وتفهم، وأنفع للقلب وأدعى إلى حُصُول الايمان وذوق حلاوة الْقُرْآن، وَهَذِه كَانَت عَادَة السّلف يردد أحدهم الآية إلى الصَّباح، وَقد ثَبت عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم أنه قَامَ بِآيَة يُرَدِّدهَا حَتَّى الصَّباح وَهِي قَوْله: {إِن تُعَذبهُمْ فَإِنَّهُم عِبَادك وَإِن تغْفر لَهُم فَإنَّك أَنْت الْعَزِيز الْحَكِيم} فقراءة الْقُرْآن بالتفكر هِيَ أصل صَلَاح الْقلب وَلِهَذَا قَالَ ابْن مَسْعُود: لا تهذوا الْقُرْآن هَذَ الشّعْر وَلَا تنثروه نثر الدقل، وقفُوا عِنْد عجائبه وحركوا بِهِ الْقُلُوب . انتهى.
    http://www.youtube.com/watch?v=koCQNWYdPNg

    وإذا صلح للعبد قلبه صلحت نفسه واستقامت وخلع عليها القلب الذي هو ملك الأعضاء خلع الطمأنينة، فانشرحت وذاقت من اللذة ما لا يوصف بل يحس.

    قال ابن القيم: لما كان القلب هو الملك وكان صلاحه صلاح جميع رعيته كان أَولى بالتقديم، وقد قال النبى صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ فِى الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ لَهَا سَائِرُ الْجَسَدِ، وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ لَهَا سِائِرُ الْجَسَدِ، أَلا وَهِى القلب"، والقلب إِذا استغنى بما فاض عليه من مواهب ربه وعطاياه السنية خلع على الأُمراءِ والرعية خلعاً تناسبها، فخلع على النفس خلع الطمأْنينة والسكينة والرضا والإِخبات، فأَدت الحقوق سماحة لا كظماً بانشراح ورضا ومبادرة، وذلك لأَنها جانست القلب حينئذ ووافقته فى أَكثر أُموره، واتحد مرادهما غالباً فصارت له وزير صدق، بعد أَن كانت عدواً مبارزاً بالعداوة، فلا تسأَل عما أَحدثت هذه المؤازرة والموافقة من طمأْنينة ولذة عيش ونعيم هو دقيقة من نعيم أَهل الجنة. هذا ولم تضع الحرب أَوزارها فيما بينهما بل عدتها وسلاحها كامن متوار، لولا قوة سلطان القلب وقهره لحاربت بكل سلاح، فالمرابطة على ثغري الظاهر والباطن فرض متعين مدة أَنفاس الحياة. وتنقضي الحرب محموداً عواقبها ... للصابرين، وحظ الهارب الندم. انتهى.

    فليعتن اللبيب بهذا الموضع فإنه أهم ما يعنى به العبد، ولينظر في قلبه وليتعاهده وليكثر من المحاسبة وليكن متيقظا للشيطان ومكايده، وللنفس الأمارة بالسوء، فإن الحرب بينه وبين شيطانه وهواه ونفسه الأمارة بالسوء لا تنقضي إلا بانقضاء أنفاسه.



  • #2
    كيف أستطيع أن أكون قريبا من الله؟

    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
    http://www.youtube.com/watch?v=mCDSPrV1kSE
    فبقدر طاعة العبد لربه يكون قربه منه، وكلما ازداد العبد امتثالاً للشرع بطاعة أوامره واجتناب نواهيه، ازداد قرباً من الله تعالى، وذلك لأن الأعمال الصالحة تزيد الإيمان، والمعاصي والذنوب تنقصه، والقرب والبعد من الله تعالى يكون بحسب زيادة الإيمان ونقصانه، قال حافظ بن أحمد الحكمي رحمه الله في سلم الوصول:
    إيماننا يزيد بالطاعات === ونقصه يكون بالزلات
    وأهله فيه على تفاضل === هل أنت كالأملاك أو كالرسل
    والفاسق الملي ذو العصيان === لم ينف عنه مطلق الإيمان
    لكن بقدر الفسق والمعاصي === إيمانه مازال في انتقاص

    وقد وعد الله تعالى المؤمنين الذين اتصفوا بصفات الإيمان أن يرحمهم ويغفر لهم، فقال الله عز وجل: إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ [الأعراف:56].
    وقال الله تعالى: وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآياتِنَا يُؤْمِنُونَ [الأعراف:156].
    والمؤمن لا يزال يترقى في مراتب الدين ومدارج القرب حتى يكون أقرب ما يكون من الله تعالى، ومراتب الدين ثلاث:
    1- الإسلام 2- الإيمان 3- الإحسان.
    فالإسلام أركانه خمسة وهي معروفة، من استوفاها وقام بها فقد ترقى في مراتب الدين درجة، والإيمان أركانه ستة، من استوفاها ترقى درجة ثانية، والإحسان أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك، وهذه هي أعلى مراتب الدين، وأبلغ درجات القرب.
    قال حافظ بن أحمد الحكمي في سلم الوصول:
    وثالث مرتبة الإحسان === وتلك أعلاها لدى الرحمن
    وهي رسوخ القلب في العرفان === حتى يكون الغيب كالعيان


    ألا تريدين الفرج؟ ألا تريدين أن يرزقك الله جل وعلا من حيث لا تدرين ولا تحتسبين؟ ألا تريدين تيسير الأمور، ألا تريدين رضا الله؟ إذن: فعليك بتقوى الله؛ قال تعالى: ((وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ))[الطلاق:2-3] وقال تعالى: ((ذَلِكَ أَمْرُ اللَّهِ أَنزَلَهُ إِلَيْكُمْ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا))[الطلاق:5]. وقال تعالى: ((وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا))[الطلاق:4].

    ألا تريدين أن تعرفي طريقك واضحاً فتيسيرين على نور وهدى؟ فعليك بقول الله تعالى: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ))[الأنفال:29] فهذا هو سبيلك.

    وعليك بصحبة الصالحات، عليك باستبدال رفقة السوء بصحبة الصالحات القانتات، عليك بأن تحرصي على القرب من ربك بدعائه والتضرع إليه بل وبفعل الخيرات، وأيضاً عليك بالاقتصاد والتوسط في عبادة الله، فليس المطلوب هو كثرة النوافل، وليس المطلوب هو إرهاق نفسك، ولكن عليك أن تجمي نفسك بالأمور المباحة مع اجتناب الحرام وفعل الواجبات؛ فحينئذ فقد تمت نعمة الله عليك لتكون فتاة مؤمنة طائعة لربها فييسر الله أمرك في الدنيا والآخرة، وحينئذ يرغب فيك الصالحون ويرغب فيك أهل الخير وأهل الأخلاق وأهل الفضل، فما عليك إذن إلا أن تصلحي ما بينك وبين الله حتى يصلح الله أمرك جميعاً، قال تعالى: ((إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ))[الرعد:11] وقال جل وعلا: ((ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ))[الأنفال:53].
    ولمعرفة أسباب القرب من الله بمزيد من التفصيل والفائدة راجع الفتاوى ذات الأرقام التالية: 27513، 18073، 4014، 8372، 20879، 24565.
    والله أعلم.























    تعليق


    • #3
      جزاك الله خيرا رفيقه الدرب وسدد الله خطاك


      ماااشااء الله
      زادك الله من فضله وجزاك الله خيرا
      رفيقة الطريق
      من هو الله وكيف تقترب منه ..؟ وكيف تنال رحمته ..؟


      من هو الله وكيف تقترب منه ..؟ وكيف تنال رحمته ..؟
      التعديل الأخير تم بواسطة أم عبد الرحمن .; الساعة 24-01-2014, 10:42 PM.

      تعليق


      • #4
        رد: كيف أستطيع أن أكون قريبا من الله؟

        جزاكم الله خيراً
        وفقكم الله


        قال الحسن البصري - رحمه الله :
        استكثروا في الأصدقاء المؤمنين فإن لهم شفاعةً يوم القيامة".
        [حصري] زاد المربين فى تربية البنات والبنين


        تعليق


        • #5
          رد: الطريق إلى استشعار لذة الإيمان والقرب من الرحمن

          باارك الله فيكن اخواتي الكريمات .

          جعله الله في ميزان حسناتكن يارب .


          القمم .. لأهل الهمم ، ومن هجر الرقاد سبق العباد

          ----
          من نذر نفسه لخدمة دين الله سيعيش متعبًا ولكن سيحيا كبيرًا؛
          فالحياة في سبيل الله أصعب من الموت في سبيل الله .
          ________

          خاب وخسر من أبتعد عن خدمة دين الله .






          تعليق


          • #6
            رد: الطريق إلى استشعار لذة الإيمان والقرب من الرحمن

            جزاكم الله خيرا وجعله في ميزان حسناتكم

            تعليق

            يعمل...
            X