Tweet
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه وسلم
أمـــــا بعـــد..
الدعوة إلى الله تعالى تبليغ عن الله وعن رسوله صلى الله عليه وسلم
والداعي إلى الله تعالى منهجه القرآن، وهدي النبي العدنان
فيسير الداعية على منهج الله تعالى عامِلاً بقوله سبحانه:
{ ادْعُ إِلَىَ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ... } النحل: 125
وعامِلاً بقوله سبحانه:
{ وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَىَ تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ } الذاريات: 55
فالداعية حينما يمضي في طريقه مُبلِّغاً ومُذكِّراً كما أمر الله تعالى؛ فهو يدعو بكل أساليب الجذب والإقناع ومراعاة إختلاف العقول،
وإختلاف إستقبال الناس لما يدعو به
ولذلك فالحكمة مطلوبة للداعية، والحكمة تشمل كل صفات جمع الناس وتقبلهم لما يقوله الداعية،
ومما تشمله الحكمة من صفات الجذب والإقناع:
الفطنة، والذكاء، واللين
ومثالاً لاكتساب هذه الصفات؛
ما نحن بصدده من اقتراب يوم الإحتفال بأعياد الكريسماس، وحاجة الكثير من المسلمين إلى تذكيرهم ونصحهم
بعدم الإنجراف مع النصارى بمشاركتهم إحتفالاتهم
فتلك مصيبتنا في كثير من المسلمين ممن تشبعوا بأفكار الغرب،
ويساهمون في تنفيذ المخططات الرامية لنزع الدين من قلوبنا دون دراية منهم، ناهيكم عمَّن يدرون بالمخطط ويساهمون فيه!!
فلديك أيها الداعية أسلوبان:
أحدهما...
بتركيزك على أن مُشاركة النصارى هى مشاركة لأهل الكفر، وهذه حقيقة، لكنَّ البعض من المسلمين -للأسف الشديد- سينفر منك،
ويقف عند وصفك النصارى بالكافرين، فيدخل معك في جدال بإنكاره وصفك له متشبهاً بالكافرين،
ويا للأسف الشديد إذا دخل معك في جدال ليُثبت لك عدم كفرهم -كحال كثير من المسلمين ولا حول ولا قوة إلا بالله-،
ناهيك عن أشياء أخرى سيجادلك فيها، فتنشغل بالرد عليه في تلك القضايا ويضيع منك هدفك الأساسي!!
والآخر...
بتوضيح أن الكريسماس ليس من أعياد المسلمين، وأن أعيادنا هي التي حددها الله لنا وأخبرنا بها رسول الله صلى الله عليه وسلم،
والتذكير بمظاهر الإحتفال، من صلاة في جماعة وذكر لله تعالى وزيارة الأهل والأقارب ومسامحة المُسيئين....
فكل هذه المظاهر الإحتفالية تقربنا إلى الله تعالى -وهذا ما أمرنا به سبحانه- وتلك غايتنا بلا شك،
أمَّا ليالي الكريسماس، فماهى مظاهر الإحتفال لدى المُقلَّدين من المسلمين -عافانا الله وإياكم مما يفعلونه- ؟!
ألا تكون بالسهر واللهو فيما لا ينفع ولا يُفيد من متابعة المسلسلات والأفلام وبرامج الممثلين والممثلات المتبرجات!!
وقد تكون عند البعض بالسهر ليلا والفجور وارتكاب المعاصي بشرب الخمور، وإطلاق العنان لكل المنكرات وجمع أكبر قدر من السيئات!!
أيها الداعية الكريم
كُلَّما ذَكَّرتَ الناس بحكمة وموعظة حسنة كما أمر الله سبحانه، كلما وجدت حولك أعدادا كبيرة تسمع لقولك وتعمل به
والعبرة ليست بالعدد، إنَّما بشعور الناس أنهم يحتاجون لمن يُذَكِّرهُم دوما،
وأول من سيبحثون عنه هو من يدعوهم بالحكمة والموعظة الحسنة واللين في القول، وقبل ذلك كله الإقناع
أيها الداعية الكريم
ليست العبرة بمن يلتفَّ حولك من الناس؛ فيأخذك الزهو والإعجاب بنفسك -عياذاً بالله-، لكنها في تحقيق هدفك المرجو بالتقرب إلى الله تعالى
في امتثالك لأمره بالتبليغ والدعوة إليه عسي أن يتغمدك برحمته وتكون من أهل الجنَّة
جعلنا الله وإياكم جميعا من أهل الجنة يدخلون فيها بغير حساب ولا سابقة عذاب
تعليق