.أمارة القلب الحي :
حدّد ابن القيم ست مشاهد لا يشهدها إلا القلب الحي السليم ، وكان للذكر فيها نصيب الأسد وهو النصف أي ثلاث مشاهد من أصل سته حيث جعل من علامات صحة القلب : أن لا يفتر العبد عن ذكر ربه ، وأنه إذا فاته وِرْده وجد لفواته ألما أعظم من تألم الحريص على فوات ماله وفقده ، وأنه إذا دخل في الصلاة ذهب عنه همُّه وغمُّه بالدنيا واشتد عليه خروجه منها .
وما كان ابن القيم بقوله السابق غير شارح لقول النبي عن أبي موسى قال : قال رسول الله : « مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر مثل الحي والميت ».
فمن أراد اليوم معرفة موقع قلبه من الحياة والموت ، فلينظر كيف ذكره لله ومواظبته عليه ، وليعلم أن القلب الحي إذا انقطع عن ذكر ربه فقد حرم نفسه أسباب حياته ، وهو ميت لا محالة.
قال ابن القيِّم : " وسمعت شيخ الاسلام ابن تيمية قدَّس الله تعالى روحه يقول : الذكر للقلب مثل الماء للسمك ، فكيف يكون حال السمك إذا فارق الماء؟! " .
وفي المقابل بشارة وبارقة أمل ، فإن القلب الميِّت إذا عاد إلى ذكر ربه وداوم عليه عادت فيه الحياة ودبَّت فيه الروح وقام من قبره.
أعنف معارك الشيطان :
إن الذكر هو الجرعة الوقائية والدفاع الحصين التي تُرهِب به عدو الله وتُبقي الشيطان بعيدا يخاف أن يقترب فيحترق أو يجتاز حدود قلبك فينتحر ، فعن الحارث الأشعري أن النبي قال : « إن الله أمر يحيى بن زكريا بخمس كلمات أن يعمل بها ويأمر بني إسرائيل أن يعملوا بها وإنه كاد أن يبطىء بها. قال عيسى : إن الله أمرك بخمس كلمات لتعمل بها وتأمر بني إسرائيل أن يعملوا بها ، فإما أن تأمرهم وإما أن آمرهم ، فقال يحيى : أخشى إن سبقتني بها أن يُخسف بي أو أُعذَّب ، فجمع الناس في بيت المقدس ، فامتلأ وقعدوا على الشُّرُف ، فقال : إن الله أمرني بخمس كلمات أن أعمل بهن وآمركم أن تعملوا بهن :
وأمركم أن تذكروا الله ، فإن مثل ذلك كمثل رجل خرج العدو في إثره سراعا حتى إذا أتى على حصن حصين ، فأحرز نفسه منهم ، كذلك العبد لا يحرز نفسه من الشيطان إلا بذكر الله » .
لذا لابد أن تعلم أن الشيطان سيبذل قصارى جهده في سبيل أن يحول بينك وبين هذا الدواء الناجع والسد المنيع ، حتى يحرمك من الخير ، فعن أبي الجوزاء قال : " والذي نفسي بيده إن الشيطان ليلزم بالقلب حتى ما يستطيع صاحبه ذكر الله ، ألا ترونهم في المجالس يأتي على أحدهم عامة يومه لا يذكر الله إلا حالفا ، والذي نفس أبي الجوزاء بيده : ماله في القلب طرد إلا قول لا إله إلا الله ، ثم قرأ : وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلَى أَدْبَارِهِمْ نُفُورًا [ الإسراء : 46 ] " .
حدّد ابن القيم ست مشاهد لا يشهدها إلا القلب الحي السليم ، وكان للذكر فيها نصيب الأسد وهو النصف أي ثلاث مشاهد من أصل سته حيث جعل من علامات صحة القلب : أن لا يفتر العبد عن ذكر ربه ، وأنه إذا فاته وِرْده وجد لفواته ألما أعظم من تألم الحريص على فوات ماله وفقده ، وأنه إذا دخل في الصلاة ذهب عنه همُّه وغمُّه بالدنيا واشتد عليه خروجه منها .
وما كان ابن القيم بقوله السابق غير شارح لقول النبي عن أبي موسى قال : قال رسول الله : « مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر مثل الحي والميت ».
فمن أراد اليوم معرفة موقع قلبه من الحياة والموت ، فلينظر كيف ذكره لله ومواظبته عليه ، وليعلم أن القلب الحي إذا انقطع عن ذكر ربه فقد حرم نفسه أسباب حياته ، وهو ميت لا محالة.
قال ابن القيِّم : " وسمعت شيخ الاسلام ابن تيمية قدَّس الله تعالى روحه يقول : الذكر للقلب مثل الماء للسمك ، فكيف يكون حال السمك إذا فارق الماء؟! " .
وفي المقابل بشارة وبارقة أمل ، فإن القلب الميِّت إذا عاد إلى ذكر ربه وداوم عليه عادت فيه الحياة ودبَّت فيه الروح وقام من قبره.
أعنف معارك الشيطان :
إن الذكر هو الجرعة الوقائية والدفاع الحصين التي تُرهِب به عدو الله وتُبقي الشيطان بعيدا يخاف أن يقترب فيحترق أو يجتاز حدود قلبك فينتحر ، فعن الحارث الأشعري أن النبي قال : « إن الله أمر يحيى بن زكريا بخمس كلمات أن يعمل بها ويأمر بني إسرائيل أن يعملوا بها وإنه كاد أن يبطىء بها. قال عيسى : إن الله أمرك بخمس كلمات لتعمل بها وتأمر بني إسرائيل أن يعملوا بها ، فإما أن تأمرهم وإما أن آمرهم ، فقال يحيى : أخشى إن سبقتني بها أن يُخسف بي أو أُعذَّب ، فجمع الناس في بيت المقدس ، فامتلأ وقعدوا على الشُّرُف ، فقال : إن الله أمرني بخمس كلمات أن أعمل بهن وآمركم أن تعملوا بهن :
وأمركم أن تذكروا الله ، فإن مثل ذلك كمثل رجل خرج العدو في إثره سراعا حتى إذا أتى على حصن حصين ، فأحرز نفسه منهم ، كذلك العبد لا يحرز نفسه من الشيطان إلا بذكر الله » .
لذا لابد أن تعلم أن الشيطان سيبذل قصارى جهده في سبيل أن يحول بينك وبين هذا الدواء الناجع والسد المنيع ، حتى يحرمك من الخير ، فعن أبي الجوزاء قال : " والذي نفسي بيده إن الشيطان ليلزم بالقلب حتى ما يستطيع صاحبه ذكر الله ، ألا ترونهم في المجالس يأتي على أحدهم عامة يومه لا يذكر الله إلا حالفا ، والذي نفس أبي الجوزاء بيده : ماله في القلب طرد إلا قول لا إله إلا الله ، ثم قرأ : وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلَى أَدْبَارِهِمْ نُفُورًا [ الإسراء : 46 ] " .
تعليق