وعندها تطيع أمر الله وتستسلم له ولو كان شاقا وسترى العجب كما سبقه ورآه خليل الرحمن لما صبر. قال ابن القيِّم :
" وأُنبِّهك على خصلة واحدة مما أكرمه الله به في محنته بذبح ولده ، فإن الله تبارك وتعالى جازاه على تسليمه ولده لأمر الله بأن بارك في نسله وكثرة حتى ملأ السهل والجبل ، فإن الله تبارك وتعالى لا يَتكرَّم عليه أحد وهو أكرم الاكرمين ، فمن ترك لوجهه أمرا أو فعله لوجهه بذل الله له أضعاف ما تركه من ذلك الامر أضعافا مضاعفة ، وجازاه بأضعاف ما فعله لأجله أضعافا مضاعفة ، فلما أمر إبراهيم بذبح ولده ؛ فبادر لأمر الله ، ووافق عليه الولد أباه رضاء منهما وتسليما ، وعلم الله منهما الصدق والوفاء فداه بذبح عظيم ، وأعطاهما ما أعطاهما من فضله ، وكان من بعض عطاياه أن بارك في ذريتهما حتى ملؤا الارض ، وجعل النبوة والكتاب في ذريته خاصة وأخرج منهم محمدا " .
من كالخليل يُرينا خيرَ تضحية جلَّت مواقفها عن كل تبيين
صحا مع الفجر صوت الوحي يُفزِعه قم يا بني فصوت الله يدعوني
إني بذبحك قد أُلهمتُ يا ولدي أمرُ السماء فهل تعصي وتُخزيني
فشمَّر الطفل إيمانا بلا جزعٍ جمِّع قواك أبي خُذْ تلك سكيني
تعليق