إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

قوة التحمل ......<<< بين الطاعة والبلاء >>>

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • قوة التحمل ......<<< بين الطاعة والبلاء >>>

    الحمـــد للــه رب العــالمـيـــن

    قوة التحمل


    إنها قوة الصبر لكن .. ما هو الصبر؟!


    قال أبو قدامة :

    " فالصبر عبارة عن ثبات باعث الدين في مقابل باعث الشهوات ، فإن ثبت حتى قهر الشهوة التحق بالصابرين ، وإن ضعف حتى غلبت الشهوة ولم يصبر على دفعها ، التحق بأتباع الشياطين ، وإذا ثبت أن الصبر عبارة عن ثبات باعث الدين في مقاومة الهوى ، فهذه المقاومة من خاصية الآدميين "‏ .‏

    وحديثنا القادم يتناول نوعين : الصبر على الطاعات والصبر عن المعاصي.


    بين الطاعة والبلاء


    الصبر على الطاعة أعلى مقاما من الصبر على البلاء لأن الصبر على الطاعة صبر اختيار ، والصبر على البلاء صبر اضطرار ، لذلك ( كان صبر نوح وإبراهيم وموسى وعيسى عليهم الصلاة والسلام على ما نالهم في الله باختيارهم وفعلهم ومقاومتهم قومهم : أكمل من صبر أيوب على ما ناله في الله من ابتلائه وامتحانه بما ليس مسبَّبا عن فعله ، وكذلك كان صبر إسماعيل الذبيح وصبر أبيه إبراهيم عليهما السلام على تنفيذ أمر الله أكمل من صبر يعقوب على فقد يوسف ) .

    وسبب آخر لكون الصبر على الطاعة أكمل من الصبر على البلاء ؛ وهو أن من علامات كمال الصبر على البلاء وأمارات قبوله عند الله : فعل الطاعة بعده ، ولذلك قال تعالى في معرض الحديث عن غزوة أحد : (( وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ [ آل عمران : 144 ] ، ولم يقل وسيجزي الصابرين مع أن المقام مقام صبر بل قال : الشَّاكِرِينَ ، أي الطائعين الذين استمروا على طاعتهم عقب البلاء .. أعظم بلاء ، وهل أعظم من مقتل النبي ( صلى الله عليه وسلم )؛ وكـأن المطلوب منك يا صاحب القلب الحي أن تخرج من مصيبتك بمزيد الطاعة والقرب من ربك والحرص على رضوانه ، وإلا رُدَّ صبرك عليك ولم يُقبل.


    وأصحاب القلوب الحية لا يزيدهم البلاء إلا طاعة لله ، لذا حكى الله موقف الصحابة بعد غزوة أحد حيث البلاء الشديد والجراح الغائرة استجابتهم لأمر الله ورسوله ، وخروجهم وهم المثخنون بالجراح الغارقون في الأوجاع والأحزان إلى غزوة حمراء الأسد بعد أقل من خمس عشرة ساعة من نهاية غزوة أحد ، فقال عز وجل :

    (( الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ * فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ )) [ آل عمران : 173-174 ]


    بل قد لا تكون المصيبة سوى طريقا لجذب العبد إلى الطاعة وتقريبه منها ، كما قال ابن عطاء في حكمة تحذيرية :


    " من لم يُقبِل على الله بملاطفات الإحسان ، قِيْد إليه بسلاسل الامتحان " .

    والصابرون على الطاعات المداومون عليها دوما قلة قليلة بين الناس. قال تعالى :(( وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِنْ دِيَارِكُمْ مَا فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِنْهُمْ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا [ النساء : 66 ] ، ولأنهم قلة وسط كثرة مفرِّطة فقد وعدهم الله بأثمن المكافآت وأغلى الجوائز. قال تعالى : ï´؟ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا [ النساء : 69 ] فهل علمتم ثوابكم يا أهل الصبر على طاعته ، ولو لم يكن لكم من جزاء غير هذا لكفى.


    والصديقون هم السابقون في تصديقهم المبالغين في الصدق وهم أفضل أصحاب الأنبياء عليهم الصلاة والسلام وخواصهم المقربين ، والشهداء هم الذين بذلوا أرواحهم في طاعة الله تعالى وإعلاء كلمته ، والصالحون هم الصارفون أعمارهم في طاعته وأموالهم في مرضاته " وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا" ، وما أروعها من صحبة ، والصابر على الطاعات هؤلاء غدا هم أصحابه وجيرانه وأحبابه وخلانه ، إنه أسمى نعيم الجنة ، وهل أحلى من صحبة الأنبياء وأشباه الأنبياء وأصفياء الله من خلقه ومن صنعهم على عينه؟!


    بين الطاعة والمعصية


    والصبر على الطاعة أكمل كذلك وأعلى من الصبر عن المعصية لأن عدم ملء الوقت بالطاعة كان سبب وقوع المعصية ، وعدم سدِّ الفراغ بالطاعة مهَّد الطريق لاقتحام المعصية ، فكلما حُجِب الإنسان عن طاعة وقع في معصية ، بل وكانت الطاعة مكافأة كل صبر عن معصية ، ومن هنا كان الصبر على الطاعة أعلى درجات الصبر ، بل وكان ترك الصبر على الطاعة أبغض عند الله من عدم الصبر عن المعصية. قال سهل بن عبد الله : " ترك الأمر عند الله أعظم من ارتكاب النهى ؛ لأن آدم نهى عن أكل الشجرة فأكل منها فتاب عليه ، وإبليس أُمِر أن يسجد لآدم فلم يسجد فلم يتب عليه " .

    ثم شرع ابن القيم في ذكر ثلاثة وعشرين وجها بيَّن من خلالها صحة القاعدة السابقة ، ثم قال بعد ذلك :


    " سِرُّ هذه الوجوه أن المأمور محبوبه والمنهى مكروهه ، ووقوع محبوبه أحب اليه من فوات مكروهه ، وفوات محبوبه أكره اليه من وقوع مكروهه " .

    التعديل الأخير تم بواسطة أم عبد الرحمن .; الساعة 03-12-2013, 12:37 AM. سبب آخر: تنسيق الخط ، بارك الله فيكم ونفع بكم .

  • #2
    قوة الصبر الثلاثية :///

    قوة الصبر الثلاثية :


    من الناس من يشقُّ عليه الصبر على الطاعة ، وبعضهم بالعكس تسهل الطاعة عليه ، لكن ترك المعصية عليه شاق ، وبعض الناس يسهل عليه الصبر على الطاعة والصبر عن المعصية ، لكنه ضعيف الصبر عند المصائب فيجزع ، وأعظم الصابرين من عرف الأنواع الثلاثة : ذاق الطاعة فواظب عليها ، وذاق المعصية فعافها ، ونزل به البلاء فاستقبله استقبال الأبطال.


    - الصبر على ما بعد الصبر :

    قد يصبر الإنسان على العمل الصالح حتى يؤديه ، لكنه يُعجب بعمله ويُتبِعه بالمنِّ فيكون هذا أضر عليه من كثير من المعاصي ، فمن الصبر عدم إبداء الصبر كما أن من الإخلاص إخفاء الإخلاص ، فمن صبر عن الحرام وجعل ذلك سرا بينه وبين ربه لم يُفشه أوتي أجره مرتين : ثواب الصبر وثواب الإخلاص ، وقد حقق هذين الأجرين كثير من الصالحين ولا يزالون ، فعن أبي عبدة العبدري :


    " لما هبط المسلمون المدائن وجمعوا الغنائم أقبل رجلٌ بحُقٍّ معه ، فدفعه إلى صاحب الأقباض (بيت المال) ، فقال الذين معه : ما رأينا مثل هذا قط ما يعدله ما عندنا ولا يقاربه ، فقالوا له : هل أخذت منه شيئا؟! فقال : أما والله لولا الله ما أتيتكم به ، فعرفوا أن للرجل شأنا ، فقالوا : من أنت؟! فقال : لا والله لا أخبركم لتحمدوني ، ولا غيركم ليُقرِّظوني ، ولكني أحمد الله وأرضى بثوابه ، فأتبعوه رجلا حتى انتهى إلى أصحابه ، فسأل عنه فإذا هو عامر بن عبد قيس " .

    تعليق


    • #3
      رد: قوة الصبر الثلاثية :///

      موضوع قيم جداً ما شاء الله .

      جعله الله في ميزان حسناتكم .

      اللهم ارزقنا الصبر دائما يارب .

      القمم .. لأهل الهمم ، ومن هجر الرقاد سبق العباد

      ----
      من نذر نفسه لخدمة دين الله سيعيش متعبًا ولكن سيحيا كبيرًا؛
      فالحياة في سبيل الله أصعب من الموت في سبيل الله .
      ________

      خاب وخسر من أبتعد عن خدمة دين الله .






      تعليق


      • #4
        رد: قوة التحمل ......&lt;&lt;&lt; بين الطاعة والبلاء &gt;&gt;&gt;

        بسم الله ما شاء الله

        موضوع مميز جداً .

        جعله الله في ميزان حسناتكم .

        القمم .. لأهل الهمم ، ومن هجر الرقاد سبق العباد

        ----
        من نذر نفسه لخدمة دين الله سيعيش متعبًا ولكن سيحيا كبيرًا؛
        فالحياة في سبيل الله أصعب من الموت في سبيل الله .
        ________

        خاب وخسر من أبتعد عن خدمة دين الله .






        تعليق


        • #5
          رد: قوة التحمل ......&lt;&lt;&lt; بين الطاعة والبلاء &gt;&gt;&gt;


          بارك الله فيكم
          يمنع وضع أكثر من موضوعين في اليوم
          تم الدمج

          دخول متقطع لظروف الإجازة
          اللهم احفظ أهلنا في غزة

          تعليق

          يعمل...
          X