السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الغثائية …ذلك الداء العضال
الحمد لله الذي قدر فهدى فأخرج المرعى فجعله غثاءً أحوى
والصلاة والسلام على الحبيب المصطفى وعلى آله وصحبه المستكملين الشرفا.
أما بعد..
فالغثائية مرض يصيب الأمم فإن كانت في غير أمة المسلمين ... انتهت إلى غير رجعة،
وعجيب ذلك أن الله قدر لأمة الإسلام أن تبقى ولدينه أن يسود ويحكم و لكن متى؟
... عسى أن يكون قريبا.
والغثائيةُ
صفةٌ
عربية ...
قرآنية ...
نبوية ...
صفةٌ
عربية ...
قرآنية ...
نبوية ...
فأما كونها عربية
فانظر رحمك الله
جاء في (مقاييس اللغة - لابن فارِس )
في(باب الغين والثاء وما يثلثهما)
قال –رحمه الله-
في (غثر) الغين والثاء والراء أُصيلٌ يدلُّ على تجمُّع من ناسٍ غير كرام...
وفي (غثي) الغين والثاء والحرف المعتل كلمةٌ تدلُّ على ارتفاعِ شيء دَنِيٍّ فوق شيء.
و من ذلك الغُثَاء: غُثَاء السَّيْل... يقال لسَفِلة الناس: الغُثَاء.
قال صاحب اللسان:
( غثا ) الغُثاءُ بالضم والمدّ ما يَحملِهُ السَّيلُ من القَمَشِ وكذلك الغُثَّاءُ بالتشديد وهو أَيضاً الزَّبَد والقَذَر ،
وحَدَّه الزجاج فقال الغُثاءُ الهالِكُ البال من ورق الشجر الذي إذا خَرَجَ السيلُ رأَيته مخالِطاً زَبَدَه والجمع الأَغْثاء،
وفي حديث القيامة كما تَنْبتُ الحِبَّة في غُثاءِ السيلِ،
قال الغُثاءُ بالمدّ والضم ما يجيءُ فوقَ السيلِ مما يَحْمِلُه من الزَّبَدِ والوَسَخِ وغيره.
وقال أَبو زيد غَثا الماءُ يَغْثُو غَثْواً وغَثاءً إذا كثر فيه البَعَرُ والوَرَق والقَصب.
قلت : وأصول معاني الكلمة لا تحتاج إلى مزيد تعليق ،
فإنا لله وإنا إليه راجعون.
ولله در من قال :
تساوي أهل دهرك في المساوي ...
فما يستحسنون سوى القبيح
وصار الناس كلهم غثاء ...
فما يرجون للأمر النجيح
وأضحى الجود عندهم جنوناً ...
فما يستعقلون سوى الشحيح
وكانوا يغضبون من الأهاجي ...
فصاروا يغضبون من المديح
قلت إلا من رحم الله
وأما كونها صفة قرآنية:
فقد قال عز مِن قائل: في معرض الكلام عن أمة كذبت نبيها قولا وعملا...
(إِنْ هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ (37) إِنْ هُوَ إِلَّا رَجُلٌ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا وَمَا نَحْنُ لَهُ بِمُؤْمِنِينَ (38) قَالَ رَبِّ انْصُرْنِي بِمَا كَذَّبُونِ (39) قَالَ عَمَّا قَلِيلٍ لَيُصْبِحُنَّ نَادِمِينَ (40) فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ بِالْحَقِّ فَجَعَلْنَاهُمْ غُثَاءً فَبُعْدًا لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (41) المؤمنون
قال ابن كثير في تفسير على سور المؤمنون
: وقوله: { فَجَعَلْنَاهُمْ غُثَاءً } أي: صرعى هَلْكى كغثاء السيل، وهو الشيء الحقير التافه الهالك الذي لا يُنتفع بشيء منه.
قال أسعد الحمود حفظه الله في منتقاه لأيسر التفاسير:
فَأَصْبَحُوا هَلْكَى لاَ غَنَاءَ فِيهِمْ ، وَلاَ فَائِدَةَ تُرْجَى مِنْهُم ، كَغُثَاءِ السَّيْلِ ، وَظَلَمُوا أَنْفَسَهم . وَفِي هَذَا مِنَ المَذَلَّةِ والمَهَانَةِ والاسْتِخْفَافَ بِهِمْ مَا لاَ يَخْفَى ، وَإِنَّ الذي يَنْزِلُ بِهِمْ فِي الآخِرَةِ مِنَ العِقَابِ والمَهَانَةِ لأَعْظَمُ مِمَّا حَلَّ بِهِمْ فِي الدُّنْيَا ، وَفِيهِ عَظِيمُ العِبْرَةِ لِمَنْ يَأْتِي بَعْدَهُمْ . وأما كونها صفة نبوية:
يقول الأستاذ سيد قطب في تعليقه الأدبي في ظلاله: "
ثم جاء على المسلمين زمان ما نزال نعانيه ضعفوا فيه عن حماية أنفسهم ، وعن حماية عقيدتهم ، وعن حماية نظامهم ، وعن حماية أرضهم ، وعن حماية أعراضهم وأموالهم وأخلاقهم . وحتى عن حماية عقولهم وإدراكهم! وغيّر عليهم أعداؤهم الغالبون كل معروف عندهم ، وأحلوا مكانه كل منكر فيهم .
كل منكر من العقائد والتصورات ،
ومن القيم والموازين ،
ومن الأخلاق والعادات ،
ومن الأنظمة والقوانين
. . . وزينوا لهم الانحلال والفساد والتوقح، والتعري من كل خصائص « الإنسان »
وردوهم إلى حياة كحياة الحيوان . .
وأحياناً إلى حياة يشمئز منها الحيوان . .
ووضعوا لهم ذلك الشر كله تحت عنوانات براقة من « التقدم »
و « التطور »
و « العلمانية »
و « العلمية »
و « الانطلاق »
و « التحرر »
و « تحطيم الأغلال »
و « الثورية »
و « التجديد » . .
إلى آخر تلك الشعارات والعناوين . .
وأصبح « المسلمون » بالأسماء وحدها مسلمين . (
قلت إلا من رحم الله ، فلا تزال طائفة من الأمة ظاهرين على الحق كما أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم -) وعليه لا يجوز التعميم ... فتنبه أخي الحبيب.
قال - رحمه الله - وأصبح « المسلمون » بالأسماء وحدها مسلمين . ليس لهم من هذا الدين قليل ولا كثير . وباتوا غثاء كغثاء السيل لا يمنع ولا يدفع ، ولا يصلح لشيء إلا أن يكون وقوداً للنار . . وهو وقود هزيل! . .
وأما كونه صفة نبوية
فأعني بهذا أن النبي – صلى الله عليه وسلم استخدمها للوصف
يتمثل ذلك
فيما رواه ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:
" يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها،
فقال قائل: ومن قلة نحن يومئذ؟ قال: بل أنتم يومئذ كثير
ولكنكم غثاء كغثاء السيل،
ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم،
وليقذفن الله في قلوبكم الوهن،
فقال قائل يا رسول الله:
وما الوهن؟
قال حب الدنيا وكراهية الموت" رواه أحمد وأبو داود واللفظ له، وقال الهيثمي في المجمع إسناد أحمد جيد.
فائدة هامة جدا:
في صحيح مسلم عن ثوبان قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
" إن الله زوى لي الأرض فرأيت مشارقها ومغاربها…
وفيه، وإني سألت ربي لأمتي أن لا يهلكها بسنة عامة،
وأن لا يسلط عليهم عدواً من سوى أنفسهم، فيستبيح بيضتهم،
وإن ربي قال يا محمد :
"إني إذا قضيت قضاء فإنه لا يرد،
وإني أعطيتك لأمتك أن لا أهلكهم بسنة عامة،
وأن لا أسلط عليهم عدواً من سوى أنفسهم يستبيح بيضتهم…"الحديث
هذا الحديث الصحيح والذي قبله قد يظن البعض أن ظاهرهما التعارض ،
وهذا محض وهم يحتاج إلى فهم جيد للنصوص
فإذا تسرع أحدهم وقال : أما ترى ما يصيب بعض المسلمين الآن من قتل وتشريد واغتصاب من غيرهم أليس هذا الواقع المرير يتعارض مع هذا الحديث؟
والإجابة على هذا أنه لا تعارض...
فاستعن بالله على الفهم الصحيح... حتى لا تزل قدمك
لأن معنى هذا أن جماعة المسلمين وأصلهم لا يستبيحها غيرهم من الأمم جملة،
كما أنه تعالى لا يهلكهم بقحط يعمهم جميعا،
بل إن وقعت الاستباحة والقحط فإنما يكون ذلك في ناحية يسيرة بالنسبة إلى باقي بلاد المسلمين،
فلله الحمد والشكر على ما أنعم وأولى،
ومعنى الحديث الأول:
أن فرق الكفر وأمم الضلالة يقرُب أن يدعو بعضهم بعضاً لقتال المسلمين إذا كثروا عدداً وكانوا غثاء كغثاء السيل،
ليغلبوهم ويكسروا شوكتهم،
ولن يكون ذلك،
فالمنفي في الحديث الثاني هو استئصال المسلمين، واستباحة ملكهم وعذرهم،
ومدلول الحديث الأول:
هو أن المسلمين إذا لم يستعدوا بالحزم
والقوة لجهاد عدوهم،
وركنوا إلى الدنيا وقلت شجاعتهم،
فما النتيجة؟
... الجزاء من جنس العمل
انتزع الله الخوف والرعب من قلوب أعدائهم،
لماذا...؟
من أجل إخلال المسلمين بواجباتهم
وعدم امتثالهم لأمر ربهم،
ومع ذلك فما سيقع من العدو لن يصل إلى مرحلة الاستئصال العام،
حتى تكون الملحمة الكبرى في آخر الزمان؟
فتعلو كلمة الله ،
ويأذن سبحانه لدينه أن يحكم ،
ولشرعه أن يسود
وهذا ما عليه فهم أهل السنة ...
والله أعلم
فاستعدوا لهذا اليوم... أحبتي في الله
واعلموا...
* أن الله بالغ أمره،
* وأنه لا يغير ما بقوم من العقوبات حتى يغيروا ما بأنفسهم من المخالفات.
* وأنه لن لن لن تتغير الرؤوس حتى تتغير النفوس،
* أن من خان حي على الصلاة .
حي على الفلاح
يخون حي على الجهاد.
... الجزاء من جنس العمل
انتزع الله الخوف والرعب من قلوب أعدائهم،
لماذا...؟
من أجل إخلال المسلمين بواجباتهم
وعدم امتثالهم لأمر ربهم،
ومع ذلك فما سيقع من العدو لن يصل إلى مرحلة الاستئصال العام،
حتى تكون الملحمة الكبرى في آخر الزمان؟
فتعلو كلمة الله ،
ويأذن سبحانه لدينه أن يحكم ،
ولشرعه أن يسود
وهذا ما عليه فهم أهل السنة ...
والله أعلم
فاستعدوا لهذا اليوم... أحبتي في الله
واعلموا...
* أن الله بالغ أمره،
* وأنه لا يغير ما بقوم من العقوبات حتى يغيروا ما بأنفسهم من المخالفات.
* وأنه لن لن لن تتغير الرؤوس حتى تتغير النفوس،
* أن من خان حي على الصلاة .
حي على الفلاح
يخون حي على الجهاد.
أسأل الله أن يستعملنا و لا يستبدلنا
إنه بكل جميل كفيل
وهو حسبنا ونعم الوكيل
وفي الجنة نلتقي
إن شاء الله
وكتب
محبكم في الله
(أبو أنس)
حادي الطريق
عفا الله عنه
آمين
إنه بكل جميل كفيل
وهو حسبنا ونعم الوكيل
وفي الجنة نلتقي
إن شاء الله
وكتب
محبكم في الله
(أبو أنس)
حادي الطريق
عفا الله عنه
آمين
تعليق