السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
][فنون الإلقاء!!!(بحث متكامل)][
إن السيطرة على التوتر لدى المتكلم شيء مقدور عليه خاصة إذا عرف كيف يتعامل مع التوتر، وعرف نقاط القوة والضعف لديه وعالجها، وتمكن من مبادئ الإلقاء، وخاصة إذا علم أنها تبدو دائماً أسوأ من الداخل.
لابد أنك تعرف كيف تتعامل مع الضغطفالتوتر يؤئر على الأشخاص المختلفين بطرق مختلفة، فقد تشعر أن يديك وركبتيك تتحركان بشكل لا تستطيع السيطرة عليها أثناء تحدثك أمام مجموعة، وآخرون قد يشعرون بضيق التنفس وبارتعاش في الصوت. وكيفما كانت استجاباتكللضغط، لا تنتظر القيام بمحاضرة كي تكتشفها. إن معرفة استجاباتك للضغط تساعدك بطريقتين: الأولى: إن هذه المعرفة ستُمكنك من التعرف على هذه الحالة ووضع الحلول لها، وبالتالي فإن جفاف الفم وتعرق الكفين لن يفاجئك في المستقبل، والثانية: بما أنك تتوقع أن تعيش هذه الظروف الفيزيائية، فإنك ستكون قادراً على إخفائها عن جمهورك، وتستطيع تجربة بعض هذه التقنيات:
- إذا كنت تعلم بأن يديك ترتعشان عندما تكون متوتراً، فلا تحمل ورقة أثناء الإلقاء، لأن الورقة المرتعشة ستُظهر حركة يديك وتعطي إشارة للجمهور بتوترك.
- إذا كان صوتك على وشك الإرتعاش عند البدء بالكلام، فخذ نفساً عميقاً قبل بدء الكلام.
- إذا كنت متوتراً قبل بدء الكلام، فجرّب بعض تقنيات استرخاء العضلات: مثل أن تشد يديك وذراعيك وكتفيك، ثم تقوم بالاسترخاء ببطء.
- وإذا كنت تعلم بأنك تعاني الارتباك قبل البدء بالتكلم، تأكد من وصولك في الوقت المناسب أو قبل الوقت المحدد بقليل ومن عدم تأخرك، حتى تستطيع أن تتآلف مع المكان بشكل أفضل مما يؤدي إلى تقليل توترك.
- وإذا كان النظر إلى الجمهور يُرعبك، فتحدث إلى بعض الجمهور قبل دخولك القاعة، وعندما تبدأ كلامك، ابحث عن الوجوه اللطيفة بين الجمهور وانظر إليها.
اقترح عليك: الأن.. اجلب ورقة، وقسّمها إلى عمودين: ضع في العمود الأول قائمة بحالات التوتر التي تمر بها أثناء التكلم أمام مجموعة من الأشخاص (مثلاً: اللعب بخاتم أصبعك وتحريكه أثناء الكلام)، وفي العمود الثاني ضع قائمة بالطرق التي تتحكم بواسطتها بهذه الحالات (مثلاً: إزالة الخاتم قبل التكلم والمحافظة على تباعد اليدين واستخدامهما في الإيماءات).
أيضاً أرجو أن تتعرف على نقاط القوة والضعف لديك فالجراحون يمضون ساعات عديدة لتعلم كيفية استخدام الأدوات التي يحتاجونها أثناء القيام بالعمليات الجراحية، ويعلم معظم الجراحون مدى قدرة كل أداة وكيفية استخدامها بالفاعلية القصوى، وأدواتك كمتكلم هي صوتك وجسدك وعقلك وشخصيتك، وستستخدم كل هذه الأدوات مع بعضها لخلق الرسائل وتوصيلها للجمهور.
ولمعرفة نفسك، عليك تقييم كل من نقاط القوة ونقاط الضعف لديك، وعليك استخدام نقاط القوة لتوصيل رسالتك بقوة وتأثير، فإذا كنت شخصاً حيوياًوحماسياً، فأنت تستطيع تحويل هذه الطاقة لدعم إلقائك ولتنشيط مستمعيك. وإذا كانت لديك موهبة في إنشاء عبارات قابلة للاستذكار، فاستخدمها لتساعد المستمعين ولتذكيرهم بأفكارك. فبهذه الطرق ستتمكن من استثمار إلى نقاط قوتك. وبنفس الوقت تجنب نقاط ضعفك إذا كنت تعرفها. فإذا لم تكن تعرف كيفية إلقاء الدعابة، فعليك ألا تبدأ الإلقاء بنكتة، لأن القيام بذلك سيعرضك لخطر الفشل في هذه النقطة الحرجة من الإلقاء مما سيجعلك متوتراً أكثر.
كلما استطعت أن تفهم نقاط قوتك وضعفك أكثر، فإن إلقائك سيكون أكثر براعة. وكلما كانت لديك ثقة أكبر بقدرتك على انجاز ما تخطط له، فإنك ستكون أقل توتراً. تحذير: لا تكن قاسياً جداً مع نفسك ولا تبالغ في نقاط ضعفك، وبدلاً من ذلك وسّع قدراتك باستخدام استراتيجيات جديدة في الإلقاء. اقترح عليك: الأن.. اجلب ورقة، وقسّمها إلى عمودين: ضع في العمود الأول قائمة بعشرة من نقاط قوتك (مثلاً: أحب القراءة كثيراً), وأشر في العمود الثاني إلى كيفية الاستفادة من هذه النقاط في الالقاء (مثلاً: لدي أفكار كثيرة عن مواضيع اعرفها، ويمكنني استخدام هذه المهارة بشكل جيد أثناء قيامي بالبحث حول مواضيع أريد إلقائها).
شيء آخر... لابد أن تعرف مبادئ الإلقاء فإذا كنت واثقاً من إعدادك لإلقائك فإنك ستكون أكثر ثقة عندما تقف على المنصة... فما هي الوظائف الخمسة لمقدمة الإلقاء الفعّالة؟ وكيف يجب أن تنظّم متن الإلقاء؟ وكيف يمكن أن تطّور كل فكرة رئيسية؟ وما هي الاستراتيجيات التي تساعدك في إنهاء الإلقاء بشكل فعّال؟ وكيف يمكنك استخدام صوتك وجسدك في ايصال أفكارك؟ وما هي التي تساعدك في ترتيب أفكارك بشكل صحيح وواضح؟ حين تبدأ بالإجابة عن هذه الأسئلة، وبتطبيق أجوبتها، ستكون أكثر ثقة بإلقائك، وبمحتواه، وبتنظيمه، وبأفكارك.
أخيراً أرجو أن تتذكر أنها تبدو دائماً أسوأ من الداخل.... بسبب شعورك بالتوتر فأنت ستركز أكثر على الخوف وتبالغ فيه... فتصبح متوتراً أكثر. وتذكر بأن جمهورك لا يستطيع رؤية ما بداخلك، فقد وجد منظمو دراسة حول 95 متكلماً "أن الجمهور غير المدرب ليس لديه الخبرة الكافية لاكتشاف الخوف الشخصي للمتكلمين المبتدئين" أي أنك حتى إن شعرت بالتوتر المُفرط، فإن الجمهور قد لا يدركه، لأنه غير قادر على رؤية حالتك الداخلية، ومعرفتك لذلك ستجعلك أكثر اطمئناناً، وتمكنك من تقليل توترك.
إن لم يتلقى المتكلم التشجيع من جمهوره، فإنه سيحتفظ بمستوٍٍٍ عالٍ من الخوف من التكلم أمام المجموعة، وربما أنه في المستقبل سيتجنب التشارك بأفكاره مع الآخرين. ومن جهة أخرى قد يساعد الجمهور المتعاون المتكلم في إلقائه، وفي التقليل من مخاوفه وتشجيعه على الاستمرار في تحسين مهاراته في الإلقاء. بالإضافة إلى ذلك، تذكر أن الأخرين لديهم خوفاً أيضاً من التكلم أمام المجموعة، وبنفس الوقت تستطيع النظر إلى المستمعين على أنهم أفراد داعمون ويتمنون لك الأفضل.
أتستطيع أن تخبرني: أثناء قيامك بمحاضرة أمام جمهور كبير... كيف ستتوتر إذا كنت تعرف عن موضوعك أكثر من كل الموجودين... ولديك ثقة بأهمية موضوعك وفائدته لجمهورك.... وأنت أساساً ترى نفسك محاضراً ناجحاً؟... فهذه الصفات عادة ما تقلل من توترك بشكل كبير...
فمعرفتك لنقاط قوتك وضعفك، ولمبادئ الإلقاء، ولجمهورك، لا يكفي دون أن تعرف موضوع إلقائك... لابد أن تتعرف على الاستراتيجيات التي تمكنك من تذكر الأفكار والمواد الداعمة لإلقائك، فإذا لم تكن تعرف ما ستقوله فإنك لن تقوله، وإذا كنت تظن بأنك ستنسى فستنسى، وكلما كنت أكثر ثقة برسالتك فإنك ستكون أقل توتراً.
تذكر دائماً أنك لاتحتاج لتذكر موضوع الإلقاء كاملاً، ولكن إذا كان تحضيرك جيداً، فإنك ستتذكر النقاط الرئيسية لإلقائك، والترتيب الذي سيتم طرحها به، حتى وإن نسيت أوراقك، أو إن سقطت منك في طريقك إلى المنصة ولم تستطع إعادتها بالترتيب الصحيح، فإنك ستبقى قادراً على إلقاء محاضرتك.
أما ثقتك بموضوعك فهذا شيء آخر... فإذا كنت تلقي خطاباً تثقيفياً، فعليك أن تثق بأن ما تقوله سيفيد المستمعين وأن استماعهم لإلقائك سيُحسّنهم بطريقة ما. وإذا كنت تلقي خطاباً إقناعياً، عليك أن تسلم بالاعتقاد الذي تحاول أن تطبعه في أذهان جمهورك أو بالحدث الذي تحاول تلقينه، إن إقناع جمهورك بأن عليهم الاستماع لإلقائك هو أمر سهل إذا كان الموضوع مهماً، وكلما كانت ثقتك أكبر بموضوعك، كلما كنت أكثر جدية في إقناع المستمعين. باختصار.... إذا كان لديك شك بأهمية الموضوع، فإنك ستشعر بالتردد، وسينتقل هذا إلى جمهورك.
وأرجو أن تنظر للإلقاء بإيجابية... يقول هوارد نمروف عن الإدراك الحسي أن: "ما نعرفه لا يمثل الواقع أبداً، فما نعرفه هو معرفتنا فقط"، وبكلمات أخرى، نحن لا نختبر العالم بشكل مباشر، وإنما من خلال عناوين ألصقناها بالأشياء والتجارب. ونحن نكتشف ونستثمر أكثر فأكثر قدرة عقلنا وتأثيره بسلوكن، فالأطباء مثلاً يعلمون أن موقف المرضى من أمراضهم يؤثر بشكل واضح في سرعة استرداد عافيتهم وشفائهم.
إن إحدى طرق تقليل الخوف من الاتصال هي تلك التي تدعى "إعادة بناء الإدراك"، وهي تقول بأن التوتر يتأثر بالمعتقدات اللامنطقية، فإذا تمكنت من إعادة بناء تفكيرك ومن التركيز على العبارات الإيجابية دون السلبية، عندها سيتم تقليل الخوف لديك، إذاً "هي استراتيجية في تقليل الخوف من التواصل من خلال استبدال الأفكار والعبارات السلبية بأخرى ايجابية"، وتتضمن إعادة بناء الإدراك خطوتين: تقوم في الخطوة الأولى بتحديد عباراتك السلبية ("كل شخص سيضحك عندما يسمع إلقائي")، وتستبدل في الخطوة الثانية تلك العبارات السلبية بأخرى إيجابية ("لقد بحثت ورتبت وسلسلت وحضّرت موضوعي بشكل ممتاز.. أنا متألق ").
إذا كنت ترى في إلقائك أنه عمل ممل، عندها سيشعر جمهورك بذلك من خلال صوتك ومن طريقة إلقائك أو حتى من اختيارك لموضوعك. أما عندما تنظر إلى الإلقاء نظرة إيجابية فإن هذا سيساعدك في التحكم بتوترك، والأمثلة التالية توضح كيفية استبدال الأفكار السلبية بأخرى إيجابية: تستطيع استبدل الفكرة السلبية "عندما سأبدأ بالمحاضرة، سيصبح ذهني فارغاً وليس لدي ما أقوله" بالفكرة الإيجابية "لقد تدربت على الإلقاء ولدي مجموعة جيدة من الأفكار لأتكلم عنها، وإذا نسيت فكرة ما للحظة، فإنني فقط سأنظر إلى البطاقات التي دونت عليها أفكاري وأتابع..."... وتستطيع استبدل الفكرة السلبية "سيشعر الجمهور بالملل من إلقائي" بالفكرة الإيجابية "لقد شعرت بأن الموضوع ممتعاً، وسيشعر الجمهور بذلك أيضاً".
إذاً فالتفكير الإيجابي يحوّل الخوف إلى متعة، وسيوجهك حماسك للتكلم أمام الجمهور في اختيار موضوعك الذي سيبدو واضحاً من خلال إلقائك الحيوي. لذا ابحث عن فرص لاختبار وتطوير مهاراتك في الاتصال، اغتنم الفرص التي تسنح لك ... تحدث في الاجتماعات واللقاءات التي تسنح لك، لأن هذه المواقف الإيجابية ستساعدك في التمرس لتكون أقل خوفاً وأكثر ثقة.
وأخيراً... تخيّل النجاح... ففي لعبة كرة القدم يتم استدعاء اللاعبين البدلاء لمحاولة إحراز أهداف ونقاط إضافية في أوقات معينة من المباراة، وقبل دخول الملعب يقف اللاعبون البدلاء بعيداً عن اللاعبين الآخرين في حالة تركيز عميق، ويقومون بتخيّل أنفسهم وهم يقتربون من الكرة، وثم يقومون بركلها بقوة وبراعة، ويتخيّلون الكرة وهي تدخل المرمى، والحكم وهو يرفع ذراعه للإشارة إلى هدف، وهتاف الجمهور، وبهذه الطريقة يركز اللاعبون على مهمتهم ويتخيّلون كيفية إنجازها. وكذلك الأمر بالنسبة للمتكلمين فهم كاللاعبين، حيث أنهم يستخدمون التخيّل لتقليل توترهم وتحسين أدائهم. أظهرت دراسة شملت 430 من المدربين الجدد بأن الذين يتخيّلون أنفسهم وهم يقومون بعرض إيجابي يعتريهم توتراً وخوفاً أقل من بقية المدربين.
أتستطيع أن تخبرني: أثناء قيامك بمحاضرة أمام جمهور كبير... كيف ستتوتر إذا كنت تعرف عن موضوعك أكثر من كل الموجودين... ولديك ثقة بأهمية موضوعك وفائدته لجمهورك.... وأنت أساساً ترى نفسك محاضراً ناجحاً؟... فهذه الصفات عادة ما تقلل من توترك بشكل كبير...
إن معرفتك العميقة في الموضوع الذي تتكلم فيه وثقتك العالية بأهميته وتفكيرك الاإيجابي سيجعلك متحكماً بشكل كبير في مجريات إلقائك.
][فنون الإلقاء!!!(بحث متكامل)][
إن السيطرة على التوتر لدى المتكلم شيء مقدور عليه خاصة إذا عرف كيف يتعامل مع التوتر، وعرف نقاط القوة والضعف لديه وعالجها، وتمكن من مبادئ الإلقاء، وخاصة إذا علم أنها تبدو دائماً أسوأ من الداخل.
لابد أنك تعرف كيف تتعامل مع الضغطفالتوتر يؤئر على الأشخاص المختلفين بطرق مختلفة، فقد تشعر أن يديك وركبتيك تتحركان بشكل لا تستطيع السيطرة عليها أثناء تحدثك أمام مجموعة، وآخرون قد يشعرون بضيق التنفس وبارتعاش في الصوت. وكيفما كانت استجاباتكللضغط، لا تنتظر القيام بمحاضرة كي تكتشفها. إن معرفة استجاباتك للضغط تساعدك بطريقتين: الأولى: إن هذه المعرفة ستُمكنك من التعرف على هذه الحالة ووضع الحلول لها، وبالتالي فإن جفاف الفم وتعرق الكفين لن يفاجئك في المستقبل، والثانية: بما أنك تتوقع أن تعيش هذه الظروف الفيزيائية، فإنك ستكون قادراً على إخفائها عن جمهورك، وتستطيع تجربة بعض هذه التقنيات:
- إذا كنت تعلم بأن يديك ترتعشان عندما تكون متوتراً، فلا تحمل ورقة أثناء الإلقاء، لأن الورقة المرتعشة ستُظهر حركة يديك وتعطي إشارة للجمهور بتوترك.
- إذا كان صوتك على وشك الإرتعاش عند البدء بالكلام، فخذ نفساً عميقاً قبل بدء الكلام.
- إذا كنت متوتراً قبل بدء الكلام، فجرّب بعض تقنيات استرخاء العضلات: مثل أن تشد يديك وذراعيك وكتفيك، ثم تقوم بالاسترخاء ببطء.
- وإذا كنت تعلم بأنك تعاني الارتباك قبل البدء بالتكلم، تأكد من وصولك في الوقت المناسب أو قبل الوقت المحدد بقليل ومن عدم تأخرك، حتى تستطيع أن تتآلف مع المكان بشكل أفضل مما يؤدي إلى تقليل توترك.
- وإذا كان النظر إلى الجمهور يُرعبك، فتحدث إلى بعض الجمهور قبل دخولك القاعة، وعندما تبدأ كلامك، ابحث عن الوجوه اللطيفة بين الجمهور وانظر إليها.
اقترح عليك: الأن.. اجلب ورقة، وقسّمها إلى عمودين: ضع في العمود الأول قائمة بحالات التوتر التي تمر بها أثناء التكلم أمام مجموعة من الأشخاص (مثلاً: اللعب بخاتم أصبعك وتحريكه أثناء الكلام)، وفي العمود الثاني ضع قائمة بالطرق التي تتحكم بواسطتها بهذه الحالات (مثلاً: إزالة الخاتم قبل التكلم والمحافظة على تباعد اليدين واستخدامهما في الإيماءات).
أيضاً أرجو أن تتعرف على نقاط القوة والضعف لديك فالجراحون يمضون ساعات عديدة لتعلم كيفية استخدام الأدوات التي يحتاجونها أثناء القيام بالعمليات الجراحية، ويعلم معظم الجراحون مدى قدرة كل أداة وكيفية استخدامها بالفاعلية القصوى، وأدواتك كمتكلم هي صوتك وجسدك وعقلك وشخصيتك، وستستخدم كل هذه الأدوات مع بعضها لخلق الرسائل وتوصيلها للجمهور.
ولمعرفة نفسك، عليك تقييم كل من نقاط القوة ونقاط الضعف لديك، وعليك استخدام نقاط القوة لتوصيل رسالتك بقوة وتأثير، فإذا كنت شخصاً حيوياًوحماسياً، فأنت تستطيع تحويل هذه الطاقة لدعم إلقائك ولتنشيط مستمعيك. وإذا كانت لديك موهبة في إنشاء عبارات قابلة للاستذكار، فاستخدمها لتساعد المستمعين ولتذكيرهم بأفكارك. فبهذه الطرق ستتمكن من استثمار إلى نقاط قوتك. وبنفس الوقت تجنب نقاط ضعفك إذا كنت تعرفها. فإذا لم تكن تعرف كيفية إلقاء الدعابة، فعليك ألا تبدأ الإلقاء بنكتة، لأن القيام بذلك سيعرضك لخطر الفشل في هذه النقطة الحرجة من الإلقاء مما سيجعلك متوتراً أكثر.
كلما استطعت أن تفهم نقاط قوتك وضعفك أكثر، فإن إلقائك سيكون أكثر براعة. وكلما كانت لديك ثقة أكبر بقدرتك على انجاز ما تخطط له، فإنك ستكون أقل توتراً. تحذير: لا تكن قاسياً جداً مع نفسك ولا تبالغ في نقاط ضعفك، وبدلاً من ذلك وسّع قدراتك باستخدام استراتيجيات جديدة في الإلقاء. اقترح عليك: الأن.. اجلب ورقة، وقسّمها إلى عمودين: ضع في العمود الأول قائمة بعشرة من نقاط قوتك (مثلاً: أحب القراءة كثيراً), وأشر في العمود الثاني إلى كيفية الاستفادة من هذه النقاط في الالقاء (مثلاً: لدي أفكار كثيرة عن مواضيع اعرفها، ويمكنني استخدام هذه المهارة بشكل جيد أثناء قيامي بالبحث حول مواضيع أريد إلقائها).
شيء آخر... لابد أن تعرف مبادئ الإلقاء فإذا كنت واثقاً من إعدادك لإلقائك فإنك ستكون أكثر ثقة عندما تقف على المنصة... فما هي الوظائف الخمسة لمقدمة الإلقاء الفعّالة؟ وكيف يجب أن تنظّم متن الإلقاء؟ وكيف يمكن أن تطّور كل فكرة رئيسية؟ وما هي الاستراتيجيات التي تساعدك في إنهاء الإلقاء بشكل فعّال؟ وكيف يمكنك استخدام صوتك وجسدك في ايصال أفكارك؟ وما هي التي تساعدك في ترتيب أفكارك بشكل صحيح وواضح؟ حين تبدأ بالإجابة عن هذه الأسئلة، وبتطبيق أجوبتها، ستكون أكثر ثقة بإلقائك، وبمحتواه، وبتنظيمه، وبأفكارك.
أخيراً أرجو أن تتذكر أنها تبدو دائماً أسوأ من الداخل.... بسبب شعورك بالتوتر فأنت ستركز أكثر على الخوف وتبالغ فيه... فتصبح متوتراً أكثر. وتذكر بأن جمهورك لا يستطيع رؤية ما بداخلك، فقد وجد منظمو دراسة حول 95 متكلماً "أن الجمهور غير المدرب ليس لديه الخبرة الكافية لاكتشاف الخوف الشخصي للمتكلمين المبتدئين" أي أنك حتى إن شعرت بالتوتر المُفرط، فإن الجمهور قد لا يدركه، لأنه غير قادر على رؤية حالتك الداخلية، ومعرفتك لذلك ستجعلك أكثر اطمئناناً، وتمكنك من تقليل توترك.
إن لم يتلقى المتكلم التشجيع من جمهوره، فإنه سيحتفظ بمستوٍٍٍ عالٍ من الخوف من التكلم أمام المجموعة، وربما أنه في المستقبل سيتجنب التشارك بأفكاره مع الآخرين. ومن جهة أخرى قد يساعد الجمهور المتعاون المتكلم في إلقائه، وفي التقليل من مخاوفه وتشجيعه على الاستمرار في تحسين مهاراته في الإلقاء. بالإضافة إلى ذلك، تذكر أن الأخرين لديهم خوفاً أيضاً من التكلم أمام المجموعة، وبنفس الوقت تستطيع النظر إلى المستمعين على أنهم أفراد داعمون ويتمنون لك الأفضل.
أتستطيع أن تخبرني: أثناء قيامك بمحاضرة أمام جمهور كبير... كيف ستتوتر إذا كنت تعرف عن موضوعك أكثر من كل الموجودين... ولديك ثقة بأهمية موضوعك وفائدته لجمهورك.... وأنت أساساً ترى نفسك محاضراً ناجحاً؟... فهذه الصفات عادة ما تقلل من توترك بشكل كبير...
فمعرفتك لنقاط قوتك وضعفك، ولمبادئ الإلقاء، ولجمهورك، لا يكفي دون أن تعرف موضوع إلقائك... لابد أن تتعرف على الاستراتيجيات التي تمكنك من تذكر الأفكار والمواد الداعمة لإلقائك، فإذا لم تكن تعرف ما ستقوله فإنك لن تقوله، وإذا كنت تظن بأنك ستنسى فستنسى، وكلما كنت أكثر ثقة برسالتك فإنك ستكون أقل توتراً.
تذكر دائماً أنك لاتحتاج لتذكر موضوع الإلقاء كاملاً، ولكن إذا كان تحضيرك جيداً، فإنك ستتذكر النقاط الرئيسية لإلقائك، والترتيب الذي سيتم طرحها به، حتى وإن نسيت أوراقك، أو إن سقطت منك في طريقك إلى المنصة ولم تستطع إعادتها بالترتيب الصحيح، فإنك ستبقى قادراً على إلقاء محاضرتك.
أما ثقتك بموضوعك فهذا شيء آخر... فإذا كنت تلقي خطاباً تثقيفياً، فعليك أن تثق بأن ما تقوله سيفيد المستمعين وأن استماعهم لإلقائك سيُحسّنهم بطريقة ما. وإذا كنت تلقي خطاباً إقناعياً، عليك أن تسلم بالاعتقاد الذي تحاول أن تطبعه في أذهان جمهورك أو بالحدث الذي تحاول تلقينه، إن إقناع جمهورك بأن عليهم الاستماع لإلقائك هو أمر سهل إذا كان الموضوع مهماً، وكلما كانت ثقتك أكبر بموضوعك، كلما كنت أكثر جدية في إقناع المستمعين. باختصار.... إذا كان لديك شك بأهمية الموضوع، فإنك ستشعر بالتردد، وسينتقل هذا إلى جمهورك.
وأرجو أن تنظر للإلقاء بإيجابية... يقول هوارد نمروف عن الإدراك الحسي أن: "ما نعرفه لا يمثل الواقع أبداً، فما نعرفه هو معرفتنا فقط"، وبكلمات أخرى، نحن لا نختبر العالم بشكل مباشر، وإنما من خلال عناوين ألصقناها بالأشياء والتجارب. ونحن نكتشف ونستثمر أكثر فأكثر قدرة عقلنا وتأثيره بسلوكن، فالأطباء مثلاً يعلمون أن موقف المرضى من أمراضهم يؤثر بشكل واضح في سرعة استرداد عافيتهم وشفائهم.
إن إحدى طرق تقليل الخوف من الاتصال هي تلك التي تدعى "إعادة بناء الإدراك"، وهي تقول بأن التوتر يتأثر بالمعتقدات اللامنطقية، فإذا تمكنت من إعادة بناء تفكيرك ومن التركيز على العبارات الإيجابية دون السلبية، عندها سيتم تقليل الخوف لديك، إذاً "هي استراتيجية في تقليل الخوف من التواصل من خلال استبدال الأفكار والعبارات السلبية بأخرى ايجابية"، وتتضمن إعادة بناء الإدراك خطوتين: تقوم في الخطوة الأولى بتحديد عباراتك السلبية ("كل شخص سيضحك عندما يسمع إلقائي")، وتستبدل في الخطوة الثانية تلك العبارات السلبية بأخرى إيجابية ("لقد بحثت ورتبت وسلسلت وحضّرت موضوعي بشكل ممتاز.. أنا متألق ").
إذا كنت ترى في إلقائك أنه عمل ممل، عندها سيشعر جمهورك بذلك من خلال صوتك ومن طريقة إلقائك أو حتى من اختيارك لموضوعك. أما عندما تنظر إلى الإلقاء نظرة إيجابية فإن هذا سيساعدك في التحكم بتوترك، والأمثلة التالية توضح كيفية استبدال الأفكار السلبية بأخرى إيجابية: تستطيع استبدل الفكرة السلبية "عندما سأبدأ بالمحاضرة، سيصبح ذهني فارغاً وليس لدي ما أقوله" بالفكرة الإيجابية "لقد تدربت على الإلقاء ولدي مجموعة جيدة من الأفكار لأتكلم عنها، وإذا نسيت فكرة ما للحظة، فإنني فقط سأنظر إلى البطاقات التي دونت عليها أفكاري وأتابع..."... وتستطيع استبدل الفكرة السلبية "سيشعر الجمهور بالملل من إلقائي" بالفكرة الإيجابية "لقد شعرت بأن الموضوع ممتعاً، وسيشعر الجمهور بذلك أيضاً".
إذاً فالتفكير الإيجابي يحوّل الخوف إلى متعة، وسيوجهك حماسك للتكلم أمام الجمهور في اختيار موضوعك الذي سيبدو واضحاً من خلال إلقائك الحيوي. لذا ابحث عن فرص لاختبار وتطوير مهاراتك في الاتصال، اغتنم الفرص التي تسنح لك ... تحدث في الاجتماعات واللقاءات التي تسنح لك، لأن هذه المواقف الإيجابية ستساعدك في التمرس لتكون أقل خوفاً وأكثر ثقة.
وأخيراً... تخيّل النجاح... ففي لعبة كرة القدم يتم استدعاء اللاعبين البدلاء لمحاولة إحراز أهداف ونقاط إضافية في أوقات معينة من المباراة، وقبل دخول الملعب يقف اللاعبون البدلاء بعيداً عن اللاعبين الآخرين في حالة تركيز عميق، ويقومون بتخيّل أنفسهم وهم يقتربون من الكرة، وثم يقومون بركلها بقوة وبراعة، ويتخيّلون الكرة وهي تدخل المرمى، والحكم وهو يرفع ذراعه للإشارة إلى هدف، وهتاف الجمهور، وبهذه الطريقة يركز اللاعبون على مهمتهم ويتخيّلون كيفية إنجازها. وكذلك الأمر بالنسبة للمتكلمين فهم كاللاعبين، حيث أنهم يستخدمون التخيّل لتقليل توترهم وتحسين أدائهم. أظهرت دراسة شملت 430 من المدربين الجدد بأن الذين يتخيّلون أنفسهم وهم يقومون بعرض إيجابي يعتريهم توتراً وخوفاً أقل من بقية المدربين.
أتستطيع أن تخبرني: أثناء قيامك بمحاضرة أمام جمهور كبير... كيف ستتوتر إذا كنت تعرف عن موضوعك أكثر من كل الموجودين... ولديك ثقة بأهمية موضوعك وفائدته لجمهورك.... وأنت أساساً ترى نفسك محاضراً ناجحاً؟... فهذه الصفات عادة ما تقلل من توترك بشكل كبير...
إن معرفتك العميقة في الموضوع الذي تتكلم فيه وثقتك العالية بأهميته وتفكيرك الاإيجابي سيجعلك متحكماً بشكل كبير في مجريات إلقائك.
تعليق