سلسلة "زاد الداعية"(2)!!!!
.
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على البشير النذير والسراج المنير ....وبعد...
حياكم الله إخوانى الأحباء وأخواتى الكريمات.....
سأتكلم إن شاء الله عن "الداعية"....
**من هو الداعية::
*إن الداعى الأول إلى الله تعالى هو:رسولنا الكريم ...وقد كرر القرأن الكريم الخطاب إلى رسولنا الكريم يأمره بالدعوة إلى الله والإستمرار عليها وعدم التحول عنها ....
_قال الله ((وادع إلى ربك ولا تكونن من المشركين))...
_وقد ظل _صلى الله عليه وسلم_ يدعو إلى ربه _تبارك وتعالى_ حتى أتاه اليقين من ربه إلى جواره الكريم راضياً مرضياً فجزاه الله عن المسلمين خير الجزاء...
*الأمة شريكة لرسولها في وظيفة الدعوة إلى الله::
_قال الله ((كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر ))....
_فهذه الأية الكريمة أفادت معنيين::
1_خيرية هذه الأمة....
2_أنها حازت هذه الخيرية لقيامها بوظيفة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر ....وأول ما يدخل في
الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر ::الدعوة إلى الله وحده والبراءة من الشرك بأنواعه...
_وقال الله أيضاً ((والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر))...
_قال الإمام القرطبى _رحمه الله_((فجعل الله تعالى الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر فرقاً بين
المؤمنين والمنافقين ،فدل ذلك على أن أخص أوصاف المؤمنين ::الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر
ورأسها الدعاء إلى الإسلام))....
_وأضيف إلى قول القرطبى_رحمه الله_ أن الله تعالى بهذه الأية وصف الأمة الإسلامية بما وصف به
رسوله الكريم ...قال الله عن رسوله المصطفى((يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويُحل لهم الطيبات ويُحرم عليهم الخبائث))).....
*من هو المكلف بالدعوة إلى الله::
_إن المكلف بالدعوة إلى الله هو كل مسلم ومسلمة لأن الأمة الإسلامية تتكون منهم ....فكل بالغ عاقل من الأمة الإسلامية _وهى المكلفة بالدعوة إلى الله_ مكلف بهذا الواجب،،ذكراً كان أو أنثى ،فلا يختص العلماء بأصل هذا الواجب لأنه""واجب على الجميع""....وإنما العلماء يختصون""بتبليغ تفاصيله وأحكامه ومعانيه نظراً لسعة علمهم به ومعرفتهم بجزئياته.....
_قال الله ((قل هذه سبيلى أدعوا إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعنى وسبحان الله وما أنا من المشركين ....)))....فأتباع الرسول _عليه الصلاة والسلام_ المؤمنون به يدعون إلى الله على بصيرة "أى علم ويقين"....كما كان رسولهم الكريم يدعو إلى الله على بصيرة ويقين.....
*ومعنى ذلك ::أن من اللوازم الضرورية لإيمان المسلم أن يدعو إلى الله....فإذا تخلف عن الدعوة دل تخلفه هذا على وجود"نقص أو خلل في إيمانه يجب تداركه بالقيام بواجب الدعوة إلى الله"....
**شبهات البعض حول وجوب الدعوة::
*قد يقول قائل ::إن الدعوة إلى الله تعالى أمر حسن وشىء مستحب ولكنه "ليس واجباً لازماً على كل مسلم ومسلمة ؟؟!!!
*الجواب::
_إن الدعوة إلى الله تعالى أشرف الأعمال وأزكاها وهى أمانة في أعناق المسلمين جميعاً ....لقول النبى الكريم ((بلغوا عنى ولو أية فرب مبلغ أوعى من سامع ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه))..
_والدعوة _كما قلت_فى عمومها "فرض عين" _لا محالة_ وبالنسبة للدعاة والعلماء فهى في حقهم أوجب ،بدليل قول الله (((فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفةٌ ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون )))....
_وبهذا يتضح :::أن هناك "واجباً عينياً" على الفرقة ""الأفراد والجماعات ""....وهناك "واجباً عينياً" على الطائفة ""المؤهلين لأمر الدعوة"......
**قد يقول البعض ::لقد اقتنعت أن الدعوة إلى الله ليست واجبة على الدعاة والعلماء فحسب ولكن قد يدعو إلى الله من هم أكثر حماساً منى وبالتالى يرفعون عنى الحرج!!!!!!
*الجواب::
_إن خدمة الدين ليست قضية من هم أكثر حماساً بل هى قضية كل مسلم ينتمى للإسلام "لمحض كونه مسلم" وتركيبته كمسلم لن يستقيم إلا بتبنى هذه القضية بحيث تصبح حياة المسلم ممزوجة بهذه العاطفة نحو دينه ،فإذا سأل عن طعامه وشرابه فلن ينسى أن يسأل نفسه ::""ماذا قدم لدين الله؟؟!!""...
_إن عقيدة ""خدمة الدين"" يجب أن تكون في قلوب وأفئدة كل المسلمين فضلاً عن الدعاة والغيورين على دين الدعاة والغيوريين على دين الله ولنعلم أنه لو حدث هذا فإن الدعوة ستقطع شوطاً واسعاً في إعلاء كلمة الله تعالى...
_يقول العلامة _ابن عثيمين _عن حكم الدعوة وهل هى واجبة على كل مسلم ومسلمة أم هى مقصورة على العلماء وطلاب العلم فقط ؟؟؟!!!
**قال_رحمه الله_ :::إذا كان الإنسان على بصيرة فيما يدعو إليه فلا فرق بين أن يكون عالماً كبيراً
يُشار إليه أو طالب علم مجتهد أو عامياً لكنه علم المسألة علماً يقينياً ...فإن الرسول الكريم يقول ((بلغوا عنى ولو أية)))...ولا يُشترط في الداعية أن يبلغ مبلغاً كبيراً من العلم لكن يُشترط أن يكون ""عالماً بما يدعو إليه"" ...أما أن يكون داعياً عن جهل ويدعو بناء على عاطفة عنده فإن هذا لا يجوز ولهذا نجد عند الأخوة الذين يدعون إلى الله وليس عندهم من العلم إلا القليل نجدهم لقوة عاطفتهم يُحَرمون ما لم يُحرمه الله ويوجبون ما لم يوجبه الله على عباده وهذا أمر خطير جداً ......
**وأضيف لكلام شيخنا العلامة _رحمه الله _ ::
_لو قلنا إن الدعوة إلى الله تجب على البعض دون البعض الأخر إنها من الفروض الكفائية ...فإن الشرط للخروج من عهدة الفرض "الكفائى" هو :::حصول الكفاية بمن يقوم به ولما كانت الكفاية غير حاصلة فيجب أن يقوم بهذا الواجب كل مسلم حسب قدرته ......
**قد يتشبث البعض بقول الله(((يا أيها الذين أمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم))...
متوهماً أن الأية الكريمة تعفيه من تكليف الدعوة ما دام هو في نفسه صالحاً مهتدياً.....
*الجواب:::
_إن هذا الوهم تسرب إلى البعض في زمن "الصديق أبى بكر _رضى الله عنه_" فخطب الناس وقال::""أيها الناس إنكم تقرؤن هذه الأية وتضعونها في غير موضعها ...وإنى سمعت رسول الله _صلى الله عليه وسلم_يقول :::إن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه يوشك أن يعمهم الله بعقاب""".....
_هذا ويلاحظ أن في الأية نفسها ما يؤكد وجوب الدعوة إلى الله تعالى على كل مسلم وينفى الوهم الذى يتشبث به القاعدون ،ذلك أن الله سبحانه وتعالى قال في الأية (((إذا اهتديتم)) ...والإهتداء كما قال
شيخ الإسلام "ابن تيمية "(إنما يتم بأداء الواجب .فإذا قام المسلم بما يجب عليه من الأمر بالمعروف
والنهى عن المنكر ،كما قام بغيره من الواجبات لم يضره ضلال الضلال).....
**قد يقول البعض ::إن الباطل انتشر في الأرض ولم يعد الدعوة إلى الله تنفع شيئاً وعلى المسلم أن يهتم بنفسه ويدع أمر الخلق.......
*الجواب:::
**إن الواجب على المسلم هو القيام بواجب الدعوة إلى الله سواء حصل المقصود واستجاب الناس أو لم يستجيبوا ،وقد حصلت هذه الشبهه لأقوام سالفين قصَ الله لنا من أخبارهم وكيف أن الدعاة إلى الله ردوا عليهم شبهتهم ...قال الله ((({وَإِذَ قَالَتْ أُمَّةٌ مِّنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْماً اللّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَاباً شَدِيداً قَالُواْ مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ }الأعراف164
_والأية الكريمة تشير إلى::أن أهل القرية صاروا ثلاث فرق ::
1_فرقة ارتكبت المعاصى....
2_فرقة أنكرت عليهم ووعظتهم....
3_فرقة سكتت عنهم فلم تفعل ولم تنته ...ولكنها قالت للمنكرة ((لمَ تعظون قوماً........))...
أى ::لم تنهون هؤلاء وقد علمتم أنهم قد هلكوا واستحقوا العقوبة من الله "فلا فائدة في نهيكم إياهم"
فقالت الفرقة المنكرة بالجواب الصحيح (((معذرةً إلى ربكم )))...أى :فيما أخذ علينا من واجب الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر فنحن نعتذر إلى ربنا لا نملك إلا أن ندعو هؤلاء العصاة للإقلاع عن
معصيتهم والإنابة إلى ربهم(((ولعلهم يتقون))) أى ::ولعل هذا الإنكار عليهم ودعوتنا إياهم للإنابة
إلى ربهم والرجوع إليه يدعوهم إلى الإستجابة.....
_ومن ثم ::نشير إلى أنه مادام هناك إحتمال قبول الدعوة فلا بد من الإستمرار في الوعظ والإرشاد والدعوة إلى الله ليحيا من حى عن بينة ويهلك من هلك عن بينة....
هذه بعض الشبهات التى يثيرها البعض للتخلص من مهمة الدعوة إلى الله .....
*إن شاء نكمل الإسبوع القادم .....
فستذكرون ما أقول لكم وأفوض أمرى إلى الله.....إن الله بصيرُ بالعباد....
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على البشير النذير والسراج المنير ....وبعد...
حياكم الله إخوانى الأحباء وأخواتى الكريمات.....
سأتكلم إن شاء الله عن "الداعية"....
**من هو الداعية::
*إن الداعى الأول إلى الله تعالى هو:رسولنا الكريم ...وقد كرر القرأن الكريم الخطاب إلى رسولنا الكريم يأمره بالدعوة إلى الله والإستمرار عليها وعدم التحول عنها ....
_قال الله ((وادع إلى ربك ولا تكونن من المشركين))...
_وقد ظل _صلى الله عليه وسلم_ يدعو إلى ربه _تبارك وتعالى_ حتى أتاه اليقين من ربه إلى جواره الكريم راضياً مرضياً فجزاه الله عن المسلمين خير الجزاء...
*الأمة شريكة لرسولها في وظيفة الدعوة إلى الله::
_قال الله ((كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر ))....
_فهذه الأية الكريمة أفادت معنيين::
1_خيرية هذه الأمة....
2_أنها حازت هذه الخيرية لقيامها بوظيفة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر ....وأول ما يدخل في
الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر ::الدعوة إلى الله وحده والبراءة من الشرك بأنواعه...
_وقال الله أيضاً ((والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر))...
_قال الإمام القرطبى _رحمه الله_((فجعل الله تعالى الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر فرقاً بين
المؤمنين والمنافقين ،فدل ذلك على أن أخص أوصاف المؤمنين ::الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر
ورأسها الدعاء إلى الإسلام))....
_وأضيف إلى قول القرطبى_رحمه الله_ أن الله تعالى بهذه الأية وصف الأمة الإسلامية بما وصف به
رسوله الكريم ...قال الله عن رسوله المصطفى((يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويُحل لهم الطيبات ويُحرم عليهم الخبائث))).....
*من هو المكلف بالدعوة إلى الله::
_إن المكلف بالدعوة إلى الله هو كل مسلم ومسلمة لأن الأمة الإسلامية تتكون منهم ....فكل بالغ عاقل من الأمة الإسلامية _وهى المكلفة بالدعوة إلى الله_ مكلف بهذا الواجب،،ذكراً كان أو أنثى ،فلا يختص العلماء بأصل هذا الواجب لأنه""واجب على الجميع""....وإنما العلماء يختصون""بتبليغ تفاصيله وأحكامه ومعانيه نظراً لسعة علمهم به ومعرفتهم بجزئياته.....
_قال الله ((قل هذه سبيلى أدعوا إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعنى وسبحان الله وما أنا من المشركين ....)))....فأتباع الرسول _عليه الصلاة والسلام_ المؤمنون به يدعون إلى الله على بصيرة "أى علم ويقين"....كما كان رسولهم الكريم يدعو إلى الله على بصيرة ويقين.....
*ومعنى ذلك ::أن من اللوازم الضرورية لإيمان المسلم أن يدعو إلى الله....فإذا تخلف عن الدعوة دل تخلفه هذا على وجود"نقص أو خلل في إيمانه يجب تداركه بالقيام بواجب الدعوة إلى الله"....
**شبهات البعض حول وجوب الدعوة::
*قد يقول قائل ::إن الدعوة إلى الله تعالى أمر حسن وشىء مستحب ولكنه "ليس واجباً لازماً على كل مسلم ومسلمة ؟؟!!!
*الجواب::
_إن الدعوة إلى الله تعالى أشرف الأعمال وأزكاها وهى أمانة في أعناق المسلمين جميعاً ....لقول النبى الكريم ((بلغوا عنى ولو أية فرب مبلغ أوعى من سامع ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه))..
_والدعوة _كما قلت_فى عمومها "فرض عين" _لا محالة_ وبالنسبة للدعاة والعلماء فهى في حقهم أوجب ،بدليل قول الله (((فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفةٌ ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون )))....
_وبهذا يتضح :::أن هناك "واجباً عينياً" على الفرقة ""الأفراد والجماعات ""....وهناك "واجباً عينياً" على الطائفة ""المؤهلين لأمر الدعوة"......
**قد يقول البعض ::لقد اقتنعت أن الدعوة إلى الله ليست واجبة على الدعاة والعلماء فحسب ولكن قد يدعو إلى الله من هم أكثر حماساً منى وبالتالى يرفعون عنى الحرج!!!!!!
*الجواب::
_إن خدمة الدين ليست قضية من هم أكثر حماساً بل هى قضية كل مسلم ينتمى للإسلام "لمحض كونه مسلم" وتركيبته كمسلم لن يستقيم إلا بتبنى هذه القضية بحيث تصبح حياة المسلم ممزوجة بهذه العاطفة نحو دينه ،فإذا سأل عن طعامه وشرابه فلن ينسى أن يسأل نفسه ::""ماذا قدم لدين الله؟؟!!""...
_إن عقيدة ""خدمة الدين"" يجب أن تكون في قلوب وأفئدة كل المسلمين فضلاً عن الدعاة والغيورين على دين الدعاة والغيوريين على دين الله ولنعلم أنه لو حدث هذا فإن الدعوة ستقطع شوطاً واسعاً في إعلاء كلمة الله تعالى...
_يقول العلامة _ابن عثيمين _عن حكم الدعوة وهل هى واجبة على كل مسلم ومسلمة أم هى مقصورة على العلماء وطلاب العلم فقط ؟؟؟!!!
**قال_رحمه الله_ :::إذا كان الإنسان على بصيرة فيما يدعو إليه فلا فرق بين أن يكون عالماً كبيراً
يُشار إليه أو طالب علم مجتهد أو عامياً لكنه علم المسألة علماً يقينياً ...فإن الرسول الكريم يقول ((بلغوا عنى ولو أية)))...ولا يُشترط في الداعية أن يبلغ مبلغاً كبيراً من العلم لكن يُشترط أن يكون ""عالماً بما يدعو إليه"" ...أما أن يكون داعياً عن جهل ويدعو بناء على عاطفة عنده فإن هذا لا يجوز ولهذا نجد عند الأخوة الذين يدعون إلى الله وليس عندهم من العلم إلا القليل نجدهم لقوة عاطفتهم يُحَرمون ما لم يُحرمه الله ويوجبون ما لم يوجبه الله على عباده وهذا أمر خطير جداً ......
**وأضيف لكلام شيخنا العلامة _رحمه الله _ ::
_لو قلنا إن الدعوة إلى الله تجب على البعض دون البعض الأخر إنها من الفروض الكفائية ...فإن الشرط للخروج من عهدة الفرض "الكفائى" هو :::حصول الكفاية بمن يقوم به ولما كانت الكفاية غير حاصلة فيجب أن يقوم بهذا الواجب كل مسلم حسب قدرته ......
**قد يتشبث البعض بقول الله(((يا أيها الذين أمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم))...
متوهماً أن الأية الكريمة تعفيه من تكليف الدعوة ما دام هو في نفسه صالحاً مهتدياً.....
*الجواب:::
_إن هذا الوهم تسرب إلى البعض في زمن "الصديق أبى بكر _رضى الله عنه_" فخطب الناس وقال::""أيها الناس إنكم تقرؤن هذه الأية وتضعونها في غير موضعها ...وإنى سمعت رسول الله _صلى الله عليه وسلم_يقول :::إن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه يوشك أن يعمهم الله بعقاب""".....
_هذا ويلاحظ أن في الأية نفسها ما يؤكد وجوب الدعوة إلى الله تعالى على كل مسلم وينفى الوهم الذى يتشبث به القاعدون ،ذلك أن الله سبحانه وتعالى قال في الأية (((إذا اهتديتم)) ...والإهتداء كما قال
شيخ الإسلام "ابن تيمية "(إنما يتم بأداء الواجب .فإذا قام المسلم بما يجب عليه من الأمر بالمعروف
والنهى عن المنكر ،كما قام بغيره من الواجبات لم يضره ضلال الضلال).....
**قد يقول البعض ::إن الباطل انتشر في الأرض ولم يعد الدعوة إلى الله تنفع شيئاً وعلى المسلم أن يهتم بنفسه ويدع أمر الخلق.......
*الجواب:::
**إن الواجب على المسلم هو القيام بواجب الدعوة إلى الله سواء حصل المقصود واستجاب الناس أو لم يستجيبوا ،وقد حصلت هذه الشبهه لأقوام سالفين قصَ الله لنا من أخبارهم وكيف أن الدعاة إلى الله ردوا عليهم شبهتهم ...قال الله ((({وَإِذَ قَالَتْ أُمَّةٌ مِّنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْماً اللّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَاباً شَدِيداً قَالُواْ مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ }الأعراف164
_والأية الكريمة تشير إلى::أن أهل القرية صاروا ثلاث فرق ::
1_فرقة ارتكبت المعاصى....
2_فرقة أنكرت عليهم ووعظتهم....
3_فرقة سكتت عنهم فلم تفعل ولم تنته ...ولكنها قالت للمنكرة ((لمَ تعظون قوماً........))...
أى ::لم تنهون هؤلاء وقد علمتم أنهم قد هلكوا واستحقوا العقوبة من الله "فلا فائدة في نهيكم إياهم"
فقالت الفرقة المنكرة بالجواب الصحيح (((معذرةً إلى ربكم )))...أى :فيما أخذ علينا من واجب الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر فنحن نعتذر إلى ربنا لا نملك إلا أن ندعو هؤلاء العصاة للإقلاع عن
معصيتهم والإنابة إلى ربهم(((ولعلهم يتقون))) أى ::ولعل هذا الإنكار عليهم ودعوتنا إياهم للإنابة
إلى ربهم والرجوع إليه يدعوهم إلى الإستجابة.....
_ومن ثم ::نشير إلى أنه مادام هناك إحتمال قبول الدعوة فلا بد من الإستمرار في الوعظ والإرشاد والدعوة إلى الله ليحيا من حى عن بينة ويهلك من هلك عن بينة....
هذه بعض الشبهات التى يثيرها البعض للتخلص من مهمة الدعوة إلى الله .....
*إن شاء نكمل الإسبوع القادم .....
فستذكرون ما أقول لكم وأفوض أمرى إلى الله.....إن الله بصيرُ بالعباد....
تعليق