إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

شكر المسلم ترجمة لأخلاقه

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • [منقول] شكر المسلم ترجمة لأخلاقه




    أخلاق المسلم

    الشكر

    الشكر
    كان في بني إسرائيل ثلاثة رجال: أبرص وأقرع وأعمى. وكان كل منهم يدعو الله أن يزيل ما به من مرض وأن يرزقه المال، فاستجاب الله لهم، وبعث إلى الأبرص مَلَكًا وضع يده على جلده، فأصبح حسن اللون، وأعطاه ناقة عُشَرَاءَ ولدت وأصبح لها نسل كثير حتى صار غنيا. وذهب الملَك إلى الأقرع فمسح رأسه فشفاه الله، وأعطاه بقرة حاملا فولدت، وصار له قطيع من البقر.
    ثم ذهب الملك إلى الأعمى فوضع يده على عينه، فشفاه الله، وأعطاه الملك شاة وولدها فولدت له حتى صار له قطيع من الغنم، وبعد فترة، جاء إليهم الملك ليختبرهم، هل يشكرون الله -سبحانه-، ويتصدقون على الفقراء أم لا؟
    فذهب إلى الأبرص ثم ذهب إلى الأقرع، فلم يعطياه شيئًا، وقالا له: إنا ورثنا المال عن آبائنا، فعادا كما كانا، وأصبحا فقيرين.
    ثم ذهب الملك إلى الأعمى وطلب منه صدقة فرحب به، وقال له: قد كنتُ أعمى فرد الله على بصري، فخذ ما شئتَ ودع ما شئتَ. فقال له الملك: قد رضي الله عنك. [القصة من حديث متفق عليه]. وهكذا يكون الأعمى قد نجح في الامتحان؛ فشكر ربه وتصدَّق مما رزقه الله؛ فزاد الله عليه النعمة وباركها له، بينما بخل الأقرع والأبرص ولم يشكرا ربهما؛ فسلب الله منهما النعمة.
    ***
    يحكى أن رجلا ابتلاه الله بالعمى وقطع اليدين والرجلين، فدخل عليه أحد الناس فوجده يشكر الله على نعمه، ويقول: الحمد الله الذي عافاني مما ابتلى به غيري، وفضَّلني على كثير ممن خلق تفضيلا، فتعجب الرجل من قول هذا الأعمى مقطوع اليدين والرجلين، وسأله: على أي شيء تحمد الله وتشكره؟
    فقال له: يا هذا، أَشْكُرُ الله أن وهبني لسانًا ذاكرًا، وقلبًا خاشعًا وبدنًا على البلاء صابرًا.
    يحكى أن رجلا ذهب إلى أحد العلماء، وشكا إليه فقره، فقال العالم: أَيسُرُّكَ أنك أعمى ولك عشرة آلاف درهم؟ فقال الرجل: لا. فقال العالم: أيسرك أنك أخرس ولك عشره آلاف درهم؟ فقال الرجل: لا. فقال العالم: أيسرك أنك مجنون ولك عشرة آلاف درهم؟ فقال الرجل: لا. فقال العالم: أيسرك أنك مقطوع اليدين والرجلين ولك عشرون ألفًا؟ فقال الرجل: لا. فقال العالم، أما تستحي أن تشكو مولاك وله عندك نعم بخمسين ألفًا.
    فعرف الرجل مدى نعمة الله عليه، وظل يشكر ربه ويرضى بحاله ولا يشتكي إلى أحد أبدًا.

    ما هو الشكر؟
    الشكر هو المجازاة على الإحسان، والثناء الجميل على من يقدم الخير والإحسان.
    شكر الأنبياء:
    كان الشكر خلقًا لازمًا لأنبياء الله -صلوات الله عليهم-، يقول الله -تعالى- عن إبراهيم -عليه السلام-: {
    إِنَّ إِبْرَ‌اهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِّلَّـهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِ‌كِينَ ﴿١٢٠﴾ شَاكِرً‌ا لِّأَنْعُمِهِ ۚ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَىٰ صِرَ‌اطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿١٢١﴾ }.
    [النحل: 120-121].
    ووصف الله -عز وجل- نوحًا -عليه السلام- بأنه شاكر، فقال: {
    ذُرِّ‌يَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ ۚ إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورً‌ا } [الإسراء: 3]. وقال الله تعالى عن سليمان -عليه السلام-: { قَالَ هَـٰذَا مِن فَضْلِ رَ‌بِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ‌ أَمْ أَكْفُرُ‌ ۖ وَمَن شَكَرَ‌ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ‌ لِنَفْسِهِ ۖ وَمَن كَفَرَ‌ فَإِنَّ رَ‌بِّي غَنِيٌّ كَرِ‌يمٌ} [النمل: 40].
    وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم كثير الشكر لربه، وقد علَّمنا أن نقول بعد كل صلاة: (اللهم أعنِّي على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك)
    [أبو داود والنسائي].
    وتحكي السيدة عائشة -رضي الله عنها- أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يقوم الليل، ويصلي لله رب العالمين حتى تتشقق قدماه من طول الصلاة والقيام؛ فتقول له: لِمَ تصنع هذا يا رسول الله، وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟! فيرد عليها النبي صلى الله عليه وسلم قائلا: (أفلا أكون عبدًا شَكُورًا)
    [متفق عليه].
    أنواع الشكر:
    المسلم يشكر كل من قدم إليه خيرًا، أو صنع إليه معروفًا، ومن أنواع الشكر:
    شكر الله: المسلم يشكر ربه على نعمه الكثيرة التي أنعم بها عليه، ولا يكفر بنعم الله إلا جاحد، قال تعالى: {
    فَاذْكُرُ‌ونِي أَذْكُرْ‌كُمْ وَاشْكُرُ‌وا لِي وَلَا تَكْفُرُ‌ونِ ﴿١٥٢﴾} [البقرة: 152].
    ويقول تعالى: {
    يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا رَ‌زَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُ‌وا لِلَّـهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ } [البقرة: 172].
    ونعم الله على الإنسان لا تعد ولا تُحْصَى، يقول تعالى: {
    وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّـهِ لَا تُحْصُوهَا ۗ إِنَّ الْإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ‌} [إبراهيم: 34].
    ويقول تعالى: {
    قُلْ هُوَ الَّذِي أَنشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ‌ وَالْأَفْئِدَةَ ۖ قَلِيلًا مَّا تَشْكُرُ‌ونَ } [الملك: 23].
    ويقول تعالى: {
    وَأَيَّدَكُم بِنَصْرِ‌هِ وَرَ‌زَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُ‌ونَ}
    [الأنفال: 26].
    ويقول تعالى: {
    وَمِن رَّ‌حْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ‌ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُ‌ونَ } [القصص: 73].
    ويتحقق شكر الله بالاعتراف بالنعم، والتحدث بها، واستخدامها في طاعة الله، قال تعالى: {
    وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَ‌بِّكَ فَحَدِّثْ } [الضحى: 11].
    وقال الله صلى الله عليه وسلم: (التحدُّث بنعمة الله شكر، وتركها كفر، ومن لا يشكر القليل لا يشكر الكثير، ومن لا يشكر الناس لا يشكر الله) [البيهقي]. وقال الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله ليرضى عن العبد أن يأكل الأَكْلَة فيحمده عليها، أو يشرب الشَّربة فيحمده عليها) [مسلم والترمذي وأحمد].
    وقال الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله يحب أن يرى أثر نعمته على عبده) [أبوداود والترمذي].
    وقال عمر بن عبد العزيز عن الشكر: تذكروا النعم؛ فإنَّ ذكرها شكرٌ..
    والرضا بقضاء الله شكر، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا مات ولد العبد، قال الله لملائكته: قبضتم ولد عبدي؟! فيقولون: نعم. فيقول: قبضتم ثمرة فؤاده؟!
    فيقولون: نعم. فيقول: ماذا قال عبدي؟ فيقولون: حمدك واسترجع. فيقول الله: ابنوا لعبدي بيتًا في الجنة، وسمُّوه بيت الحمد) [الترمذي وأحمد]..
    وعلمنا النبي صلى الله عليه وسلم أن نسجد لله سجدة شكر إذا ما حدث لنا شيء يسُرُّ، أو إذا عافانا الله من البلاء.
    شكر الوالدين: أمر الله -عز وجل- بشكر الوالدين والإحسان إليهما، يقول تعالى: {
    أَنِ اشْكُرْ‌ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ‌} [لقمان: 14]. فالمسلم يقدم شكره لوالديه بطاعتهما، وبرهما، والإحسان إليهما، والحرص على مرضاتهما، وعدم إغضابهما.
    شكر الناس: المسلم يقدِّر المعروف، ويعرف للناس حقوقهم، فيشكرهم على ما قدموا له من خير. قال الله صلى الله عليه وسلم: (لا يشْكُرُ اللهَ من لا يشْكُرُ الناسَ) [أبو داود والترمذي]. وقال الله صلى الله عليه وسلم: (إن أشكر الناس لله -عز وجل- أشكرهم للناس) [أحمد].
    وأحق الناس بأن تقدم له الشكر مُعَلِّمُك؛ لما له عليك من فضل، قال الشاعر:
    قُم للمُـعَلِّم وفِّـه التبـجـيـلا
    كــاد العلـم أن يكـون رســولا
    وحثنا النبي صلى الله عليه وسلم أن نقدم كلمة الشكر لمن صنع إلينا معروفًا؛ فنقول له: جزاك الله خيرًا. قال الله صلى الله عليه وسلم: (من صُنِع إليه معروف، فقال لفاعله: جزاك الله خيرًا، فقد أَبْلَغَ في الثناء) [الترمذي والنسائي].
    فضل الشكر:
    إذا تحلى المسلم بخلق الشكر والحمد لربه، فإنه يضمن بذلك المزيد من نعم الله في الدنيا، ويفوز برضوانه وجناته، ويأمن عذابه في الآخرة، قال تعالى: {
    لَئِن شَكَرْ‌تُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ۖ } [إبراهيم: 7]. وقال سبحانه: { مَّا يَفْعَلُ اللَّـهُ بِعَذَابِكُمْ إِن شَكَرْ‌تُمْ وَآمَنتُمْ ۚ وَكَانَ اللَّـهُ شَاكِرً‌ا عَلِيمًا } [النساء: 147]. وقال الحسن: كلما شكرتَ نعمة، تَجَدَّدَ لك بالشكر أعظم منها.
    عدم الشكر وآثاره: المسلم ليس من الذين لا يقَدِّرُون المعروف، ولا يشكرون الله -سبحانه- على نعمه، ولا يشكرون الناس، فإن هؤلاء هم الجاحدون الذين ينكرون المعروف، وقد ذمهم القرآن الكريم، فقال تعالى: {
    وَمَن شَكَرَ‌ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ‌ لِنَفْسِهِ ۖ وَمَن كَفَرَ‌ فَإِنَّ رَ‌بِّي غَنِيٌّ كَرِ‌يمٌ} [النمل: 40].
    وقال الإمام على -رضي الله عنه-: كفر النعمة لؤم. وقال تعالى: {
    لَئِن شَكَرْ‌تُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ۖ وَلَئِن كَفَرْ‌تُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ} [إبراهيم: 7]. فقد جعل الله الجنة جزاءً للشاكرين الحامدين، وجعل النار عقابًا للجاحدين المنكرين.



    التعديل الأخير تم بواسطة أم عبد الرحمن .; الساعة 03-05-2013, 02:26 AM. سبب آخر: تنسيق الخط و تشكيل الآيات الكريمة، وجزاكم الله خيرًا
    أستغفر الله العظيم من كل ذنب أذنبته
    أستغفر الله العظيم من كل فرض تركته
    أستغفر الله العظيم من كل صالح جفوته
    أستغفر الله العظيم من كل برٍّ أجلته
    أستغفر الله العظيم من كل إنسان ظلمته
    أستغفر الله العظيم من كل ظالم صاحبته

  • #2
    رد: شكر المسلم ترجمة لأخلاقه

    موضوع مميز حقاً ما شاء الله .

    جعله الله في ميزان حسناتكم أخونا الفاضل .
    القمم .. لأهل الهمم ، ومن هجر الرقاد سبق العباد

    ----
    من نذر نفسه لخدمة دين الله سيعيش متعبًا ولكن سيحيا كبيرًا؛
    فالحياة في سبيل الله أصعب من الموت في سبيل الله .
    ________

    خاب وخسر من أبتعد عن خدمة دين الله .






    تعليق


    • #3
      رد: شكر المسلم ترجمة لأخلاقه

      بارك الله فيكم وجزاكم الله عني كل خير
      أستغفر الله العظيم من كل ذنب أذنبته
      أستغفر الله العظيم من كل فرض تركته
      أستغفر الله العظيم من كل صالح جفوته
      أستغفر الله العظيم من كل برٍّ أجلته
      أستغفر الله العظيم من كل إنسان ظلمته
      أستغفر الله العظيم من كل ظالم صاحبته

      تعليق


      • #4
        رد: شكر المسلم ترجمة لأخلاقه

        السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
        بارك الله فيكم أخونا الكريم على الموضوع المميز حقاً موضوع رائع والله
        التعديل الأخير تم بواسطة أم عبد الرحمن .; الساعة 03-05-2013, 06:38 PM. سبب آخر: صيغة الجمع في الحوار بين الجنسين أكرمكم الله ورفع قدركم .

        تعليق


        • #5
          رد: شكر المسلم ترجمة لأخلاقه

          و عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
          جعلنا الله وإياكم من العابدين الشاكرين الذاكرين الله كثيرا
          أستغفر الله العظيم من كل ذنب أذنبته
          أستغفر الله العظيم من كل فرض تركته
          أستغفر الله العظيم من كل صالح جفوته
          أستغفر الله العظيم من كل برٍّ أجلته
          أستغفر الله العظيم من كل إنسان ظلمته
          أستغفر الله العظيم من كل ظالم صاحبته

          تعليق


          • #6
            رد: شكر المسلم ترجمة لأخلاقه

            وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
            جزاكم الله خيرًا ونفع الله بكم

            استغُفِركَ ربّي مِن كُل نية سيئة جَالت في صُدورنا
            ومِن كُل عًمل سئ تَضيقُ به قبورنًا




            تعليق


            • #7
              رد: شكر المسلم ترجمة لأخلاقه

              وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
              جزاكم الله خيرًا ونفع الله بكم
              وجعلها الله في موازين حسناتكم

              تعليق


              • #8
                رد: شكر المسلم ترجمة لأخلاقه

                السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                بارك الله فيكم أختي الكريمة
                أستغفر الله العظيم من كل ذنب أذنبته
                أستغفر الله العظيم من كل فرض تركته
                أستغفر الله العظيم من كل صالح جفوته
                أستغفر الله العظيم من كل برٍّ أجلته
                أستغفر الله العظيم من كل إنسان ظلمته
                أستغفر الله العظيم من كل ظالم صاحبته

                تعليق


                • #9
                  رد: شكر المسلم ترجمة لأخلاقه

                  جزاكم الله خيرا
                  وعظ أعرابي ابنه فقال : أي بني إنه من خاف الموت بادر الفوت ، و من لم يكبح نفسه عن الشهوات أسرعت به التبعات ، و الجنة و النار أمامك .

                  تعليق


                  • #10
                    رد: شكر المسلم ترجمة لأخلاقه

                    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                    بارك الله فيكم
                    أستغفر الله العظيم من كل ذنب أذنبته
                    أستغفر الله العظيم من كل فرض تركته
                    أستغفر الله العظيم من كل صالح جفوته
                    أستغفر الله العظيم من كل برٍّ أجلته
                    أستغفر الله العظيم من كل إنسان ظلمته
                    أستغفر الله العظيم من كل ظالم صاحبته

                    تعليق

                    يعمل...
                    X