إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

أسس الدعوة إلى الله .

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أسس الدعوة إلى الله .


    *********************************



    أسس الدعوة إلى الله
    ________________


    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده
    نبينا وإمامنا ومعلمنا محمد
    صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم
    أمــا بعـــــد ..

    فأحييكم بتحية الاسلام


    *********

    الحمد لله الذى جعلنا من أمة الاسلام التى وصفها الله بالخيرية
    حيث قال تعالى:

    { كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ۗ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم ۚ مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ }
    آل عمران - الآية 110



    قال الإمام عبد الرحمن السعدى:
    " يمدح تعالى هذه الأمة ويخبر أنها خير الأمم التي أخرجها الله للناس، وذلك بتكميلهم لأنفسهم بالإيمان المستلزم للقيام بكل ما أمر الله به، وبتكميلهم لغيرهم بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر المتضمن دعوة الخلق إلى الله وجهادهم على ذلك وبذل المستطاع في ردهم عن ضلالهم وغيهم وعصيانهم، فبهذا كانوا خير أمة أخرجت للناس "




    تأملوا معى أيها الكرام وتدبروا قول الله تعالى، تدبروا جيدا أمره لهذه الأمة بالدعوه اليه سبحانه..


    فهذا واجبنا المفروض علينا جميعا،
    فالدعوة الى الله تعالى شرف عظيم يناله المسلم والمسلمة كلٌّ بحسب عِلمُه، فالعالم المتخصص فى مجال الدعوة يجب أن يسير على أسس سليمة فى طريقه إلى الدعوة، وأيضا غالب المسلمين،
    يجب عليهم أن يتعلموا بعضا من هذه الأسس، أو كلها على سبيل المعرفة.




    وأعرض عليكم بعضاً من هذه الأسس مما عَلِمتُه وتعَلَّمتُه سائلا المولى عز وجلَّ أن تجدوا فيها الفائدة والنفع بحوله وقوته.. فأقول وبالله التوفيق
    :



    الأساس الأول: إخلاص النية لله تعالى والإيمان بالدعوة
    _____________________________



    لا بد لمن يعتزم القيام بواجب الدعوة إلى الله تعالى أن يكون مؤمنًا بها، ومعتقدًا خيرية دعوته الإسلامية وصلاحيتها وحاجة الناس الملحّة لها.
    ولن يستقيم العمل فى الدعوة –كما هو فى سائر الأعمال- إلا بإخلاص النيّة لله تعالى التى هى الأساس فى كل أعمالنا، والأساس فى محاسبة العباد على أعمالهم يوم المعاد، رزقنا الله وإياكم الإخلاص فى القول وفى العمل، وحسن النوايا..


    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
    " إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى دُنْيَا يُصِيبُهَا أَوْ إِلَى امْرَأَةٍ يَنْكِحُهَا فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ " رواه البخاري


    ولتأكيد تحقيق إخلاص النية ينبغي ملازمة الدعاء لله ليل نهار بإخلاص وإلحاح العبد الفقير المتذلل إلى ربه سبحانه، إلى مالك الملك الذى أمرنا بالدعاء ووعدنا بالإجابة، والدعاء هو العبادة كما قال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهكذا فالدعاء مع تجديد النية الخالصة ليل نهار هو أقرب الطرق الموصلة للفوز برضا الله سبحانه فى الدنيا والآخرة، وأقرب الطرق إلى الجنة برحمة الله تعالى.

    فما بالكم بمن يدعو إلى الله تعالى بهذا الإخلاص المنبعث من قلب صادق ليتجه كلامه مباشرة إلى قلوب العباد؟

    وهنا يجب على الداعية علمه بالأمور التالية:
    ----------------------------------------

    1- استحالة سعادة البشر عامة والمسلمين
    خاصة في الدنيا وفي الآخرة ما لم تكن من طريق الإسلام
    .

    قال الله تعالى:
    {.... فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى(123)وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى(124)} سورة طه
    وقال تعالى:
    { وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ (85)} سورة آل عمران

    2- الإسلام رحمة إلهية ، والواجب فيها أن تعرض على كل فرد وفي أي مكان، ولهذا حمّل الله تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم مسئولية إبلاغها إلى الناس،ونشرها بينهم فقال:
    { ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ....(125)} سورة النحل ،
    كما ألزم أتباعه المؤمنين بأن يقوموا بنشرها، ودعوة الناس إليها
    فى قوله تعالى:

    { وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ(104 )} سورة آل عمران

    3- حاجة العَالَم إلى الإسلام اليوم لا تقل عن حاجته إليه يوم حمل المسلمون دعوته إلى الأمم والشعوب؛ لكن بداية يجب على الدعاة المسلمين أن يبدءوا بدعوتهم الأمم والشعوب الإسلامية قبل غيرها حتى إذا نجحوا وارتفعت الأمة الإسلامية بمبادئ الإسلام وتعاليمه إلى قمة المجد العالية تقدموا بدعوتهم يعرضونها على أمم العالم وشعوبه المحرومة من هداية الله؛ لأن الناس عادة ينظرون إلى المبادئ والتعليم من خلال حال صاحبها.





    الأساس الثاني: سلامة الدعوة من الشوائب، لتحقيق النتائج السليمة
    _______________________________________________



    فالدعوة السليمة الموصلة إلى الهدف المرجو بأمر الله تعالى يجب أن تتوفر فيها عدة أمور، أهمها:

    1- عــــدم الــريـــــاء؛ فالرياء من الأخلاق المذمومة فى الإسلام، بل إنه من الشرك الأصغر، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
    " إنَّ أخوَفَ ما أخافُ عليكم الشركُ الأصغرُ فسُئل عنه فقال: الرياءُ يقولُ اللهُ يومَ القيامةِ للمرائين:
    ( اذهبوا إلى ما كنتم تُراءون في الدنيا فانظروا هل تجدون عندَهم مِن جزاءٍ؟
    )"
    الراوي: محمود بن لبيد الأنصاري المحدث:ابن باز - المصدر: فتاوى نور على الدرب لابن باز - الصفحة أو الرقم: 4/71
    خلاصة حكم المحدث: صحيح

    وعَنْ أَبو هُرَيرَةَ رَضِيَ الله عَنْهُ أنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدَّثَهُ:

    " أَنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ يَنْزِلُ إِلَى الْعِبَادِ لِيَقْضِيَ بَيْنَهُمْ وَكُلُّ أُمَّةٍ جَاثِيَةٌ فَأَوَّلُ مَنْ يَدْعُو بِهِ رَجُلٌ جَمَعَ الْقُرْآنَ وَرَجُلٌ يَقْتَتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَرَجُلٌ كَثِيرُ الْمَالِ فَيَقُولُ اللَّهُ لِلْقَارِئِ أَلَمْ أُعَلِّمْكَ مَا أَنْزَلْتُ عَلَى رَسُولِي قَالَ بَلَى يَا رَبِّ قَالَ فَمَاذَا عَمِلْتَ فِيمَا عُلِّمْتَ قَالَ كُنْتُ أَقُومُ بِهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَآنَاءَ النَّهَارِ فَيَقُولُ اللَّهُ لَهُ كَذَبْتَ وَتَقُولُ لَهُ الْمَلَائِكَةُ كَذَبْتَ وَيَقُولُ اللَّهُ بَلْ أَرَدْتَ أَنْ يُقَالَ إِنَّ فُلَانًا قَارِئٌ فَقَدْ قِيلَ ذَاكَ وَيُؤْتَى بِصَاحِبِ الْمَالِ فَيَقُولُ اللَّهُ لَهُ أَلَمْ أُوَسِّعْ عَلَيْكَ حَتَّى لَمْ أَدَعْكَ تَحْتَاجُ إِلَى أَحَدٍ قَالَ بَلَى يَا رَبِّ قَالَ فَمَاذَا عَمِلْتَ فِيمَا آتَيْتُكَ قَالَ كُنْتُ أَصِلُ الرَّحِمَ وَأَتَصَدَّقُ فَيَقُولُ اللَّهُ لَهُ كَذَبْتَ وَتَقُولُ لَهُ الْمَلَائِكَةُ كَذَبْتَ وَيَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى بَلْ أَرَدْتَ أَنْ يُقَالَ فُلَانٌ جَوَادٌ فَقَدْ قِيلَ ذَاكَ وَيُؤْتَى بِالَّذِي قُتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقُولُ اللَّهُ لَهُ فِي مَاذَا قُتِلْتَ فَيَقُولُ أُمِرْتُ بِالْجِهَادِ فِي سَبِيلِكَ فَقَاتَلْتُ حَتَّى قُتِلْتُ فَيَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى لَهُ كَذَبْتَ وَتَقُولُ لَهُ الْمَلَائِكَةُ كَذَبْتَ وَيَقُولُ اللَّهُ بَلْ أَرَدْتَ أَنْ يُقَالَ فُلَانٌ جَرِيءٌ فَقَدْ قِيلَ ذَاكَ ثُمَّ ضَرَبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى رُكْبَتِي فَقَالَ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ أُولَئِكَ الثَّلَاثَةُ أَوَّلُ خَلْقِ اللَّهِ تُسَعَّرُ بِهِمْ النَّارُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ "

    رواه الترمذي وقال: حديث حسن غريب، وصححه الألبانى فى لفظ آخر(صحيح الترغيب)

    *هذا الحديث رواه أبو هريرة بعدما أغشى عليه ثلاث مرات قبل أن يحدث به.. (1)

    والوقوف عند هذا الحديث يجعل العبد فى حالة خوف مستمرة من الله تعالى، ويراجع نفسه مع كل عمل يقوم به، عافانا الله وإياكم من الرّياء وشرِّه،
    ورزقنا وإياكم الإخلاص.


    2- عدم الهدف إلى تحقيق أي كسب مادي أو شخصي، وأن تقوم الدعوة على أساس التجرد لله، كما هو حال الأنبياء والمرسلين في دعوتهم ،
    { وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ(127)}
    سورة الشعراء.


    3- الدعوة السليمة هي التي لا يكون من أغراضها نشر الشر أو إظهار الفساد، وإنما تكون أغراضها مقصورة على الخير والإصلاح، شعار صاحبها دائمًا:
    {إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيب} [سورة هود:88]

    4- الدعوة السليمة تكون بالسهولة واليسر لا بالعنف أو الشدة،لأنها دعوة خير؛ تهدف دائمًا إلى الخير.. وصفها الله بالخيرية في قوله تعالى:
    {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [سورة آل عمران:104]،
    وبالرحمة في قوله تعالى
    : {وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ} [سورة البلد:17]،
    وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم في قوله:

    " الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمْ الرَّحْمَنُ ارْحَمُوا مَنْ فِي الْأَرْضِ يَرْحَمْكُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ " أخرجه أبو داود والترمذي وقال : هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.
    ولأنها دعوة خير فيجب أن تكون خالية من العنف والحرج، وخلوها من العنف أي بالحكمة والموعظة الحسنة لا بالشدة والغلظة، فالله تعالى يقول:

    { ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ ۖ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ } سورة النحل - الآية 125

    قال الامام السعدى:
    ( أي: ليكن دعاؤك للخلق مسلمهم وكافرهم إلى سبيل ربك المستقيم المشتمل على العلم النافع والعمل الصالح { بِالْحِكْمَةِ } أي: كل أحد على حسب حاله وفهمه وقوله وانقياده.
    ومن الحكمة الدعوة بالعلم لا بالجهل والبداءة بالأهم فالأهم ، وبالأقرب إلى الأذهان والفهم ، وبما يكون قبوله أتم ، وبالرفق واللين ، فإن انقاد بالحكمة ، وإلا فينتقل معه بالدعوة بالموعظة الحسنة ، وهو الأمر والنهي المقرون بالترغيب والترهيب .
    إما بما تشتمل عليه الأوامر من المصالح وتعدادها ، والنواهي من المضار وتعدادها ، وإما بذكر إكرام من قام بدين الله وإهانة من لم يقم به .
    وإما بذكر ما أعد الله للطائعين من الثواب العاجل والآجل وما أعد للعاصين من العقاب العاجل والآجل ، فإن كان [المدعو] يرى أن ما هو عليه حق . أو كان داعيه إلى الباطل ، فيجادل بالتي هي أحسن ، وهي الطرق التي تكون أدعى لاستجابته عقلا ونقلا .
    ومن ذلك الاحتجاج عليه بالأدلة التي كان يعتقدها ، فإنه أقرب إلى حصول المقصود ، وأن لا تؤدي المجادلة إلى خصام أو مشاتمة تذهب بمقصودها ، ولا تحصل الفائدة منها بل يكون القصد منها هداية الخلق إلى الحق لا المغالبة ونحوها ) .

    أما عن خلوها من الحرج، فيقول ربنا تبارك وتعالى:

    {...وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ ...} [سورة الحج:78]

    قال الإمام السعدي:
    { وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ }أي: مشقة وعسر، بل يسره غاية التيسير، وسهله بغاية السهولة، فأولا ما أمر وألزم إلا بما هو سهل على النفوس، لا يثقلها ولا يؤودها، ثم إذا عرض بعض الأسباب الموجبة للتخفيف، خفف ما أمر به، إما بإسقاطه، أو إسقاط بعضه. ويؤخذ من هذه الآية، قاعدة شرعية وهي أن" المشقة تجلب التيسير "و" الضرورات تبيح المحظورات "فيدخل في ذلك من الأحكام الفرعية، شيء كثير معروف في كتب الأحكام.

    وقال الإمام الطبري:
    وقوله( وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ )يقول تعالى ذكره: وما جعل عليكم ربكم في الدين الذي تعبَّدكم به من ضيق, لا مخرج لكم مما ابتليتم به فيه، بل وسَّع عليكم, فجعل التوبة من بعض مخرجا, والكفَّارة من بعض, والقصاص من بعض, فلا ذنب يذنب المؤمن إلا وله منه في دين الإسلام مخرج.

    هذا المعنى يجب أن يضعه الداعية نصب عينيه وفى عقله وفى قلبه حينما يخاطب الناس ويدعوهم إلى الله تعالى، والأيات الموضحة لذلك كثيرة منها:
    قوله عز وجل:
    {مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ} [سورة المائدة:6]،
    وقوله تعالى: {...يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ...} [سورة البقرة:185].
    وأحاديث النبى صلى الله عليه وسلم أيضا توضح هذا المعنى، منها:
    عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
    " يَسِّرُوا وَلَا تُعَسِّرُوا وَبَشِّرُوا وَلَا تُنَفِّرُوا " رواه البخارى، وصححه الألبانى(السلسلة الصحيحة).

    عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
    " إِنَّ الرِّفْقَ لَا يَكُونُ فِي شَيْءٍ إِلَّا زَانَهُ وَلَا يُنْزَعُ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا شَانَهُ " رواه مسلم، وصححه ابن باز(مجموع الفتاوى).
    وعن عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
    " يَا عَائِشَةُ إِنَّ اللَّهَ رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ وَيُعْطِي عَلَى الرِّفْقِ مَا لَا يُعْطِي عَلَى الْعُنْفِ وَمَا لَا يُعْطِي عَلَى مَا سِوَاهُ " رواه مسلم وصححه الألبانى(صحيح الجامع).







    الأساس الثالث : الوضوح فى عرضه للدعوة
    _______________________



    ينبغي للداعي مراعاة وضوح دعوة الإسلام، وسلامتها من الغموض والتعقيد في عقائدها وفي عبادتها ومعاملاتها ، فيعرضها على الناس كما هي واضحة سليمة، وليحذر إدخال عناصر غريبة عنها نتيجة تشدده أو تزمته وغلوه، فيفقدها أكبر عوامل قبول الناس لها واعتناقهم إياها، وهو الوضوح والسلامة.







    الأساس الرابع : العلم بها
    _____________



    العلم بالدعوة يقوم على ثلاثة أمور:
    أ- المعرفة بأصول الدعوة وفروعها وأهدافها وغاياتها شرط أساسي في نجاح الداعي ، وفوزه في دعوته.
    والعلم بالدعوة المطلوب من الداعي هو البصيرة التي ذكر الله تعالى في قوله: { قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ... }[سورة يوسف: 108].
    قال الامام ابن كثير:
    (يقول تعالى لرسوله صلي الله عليه وسلم إلى الثقلين الجن والإنس آمرا له أن يخبر الناس أن هذه سبيله ، أي طريقته ومسلكه وسنته ، وهي الدعوة إلى شهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، يدعو إلى الله بها على بصيرة من ذلك ويقين وبرهان ، وكل من اتبعه يدعو إلى ما دعا إليه رسول الله صلي الله عليه وسلم على بصيرة ويقين وبرهان عقلي وشرعي) .

    فيتعين على الداعي أن يتضلع من علوم الشريعة الإسلامية كالتفسير والحديث والتوحيد والفقه، ومن علوم الآلة كاللغة وقواعدها وآدابها، والبيان وفنونه، والمنطق ومبادئه..
    ومن المُسلَّم به أن من كمال الداعي أن يكون مزوّدًا بشتى العلوم والمعارف زيادة على ما يتعلق بدعوته وأصولها، وذلك كعلم النفس وعلم النبات والحيوان وخصائصها والفلسفة، وعلم تقويم البلدان (الجغرافيا)، والكيمياء.
    ومما يدل على فائدة ذلك في الدعوة أن الله تبارك وتعالى أبطل دعوة اليهود والنصارى في كون إبراهيم الخليل يهوديًا أو نصرانيًا كما زعم كل من اليهود والنصارى؛
    أبطلها بحجة التاريخ فقال تعالى: { يَاأَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تُحَاجُّونَ فِي إِبْرَاهِيمَ وَمَا أُنْزِلَتِ التَّوْرَاةُ وَالْإِنْجِيلُ إِلَّا مِنْ بَعْدِهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ(65)} سورة آل عمران
    .


    ب- على الداعي أن يكون عالمًا بأحوال وظروف ونفسيات من يدعوهم ويتصدى لهم.
    ج- أن يختار الطريقة الصحيحة لدعوتهم ؛ فيعطي كل داء ما يحتاج من دواء، ويتعامل مع كل حالة بما يناسبها، وإلى هذه أشارالنبى صلى الله عليه وسلم في قوله لمعاذ رضي الله عنه:
    " إنك تأتي قومًا أهل كتاب "
    (2)








    الأساس الخامس : كمال شخصية القائم بها
    _______________________



    إن كمال شخصية الداعية من أهم الأسس التي تقوم عليها الدعوات، حيث عليه أن يعمل على تكميل شخصيته وتقويتها؛ حتى تبلغ الممكن من الكمال البشري.
    ومن أهم العناصر التي تتكون منها الشخصية القوية ما يلي:

    1- اليقين: وهو أن يكون الداعي على يقين تام بصلاحية دعوته وخيريتها .

    2- الروحانية: وذلك بالتجافي عن الدنيا والإقبال على النفس تطهيرًا لها وتزكية، وذلك بذكر الله وفعل الطاعات من فرض ونفل؛ حتى يبلغ حالاً تعظم فيها فراسته؛
    وتطهير النفس هنا لازم للعباد كلهم جميعا.. لمن أراد الآخرة ورحمة ربه، فعلى الداعية أن يجتهد فى العبادة والتقرب إلى الله تعالى، وأن يحذر القول بما لا يعمل به حتى لا ينطبق عليه قول الله تعالى:
    { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ } سورة الصف آية 2
    قال الامام الطبرى :
    (اختلف أهل التأويل في السبب الذي من أجله أُنـزلت هذه الآية، فقال بعضهم: أُنـزلت توبيخًا من الله لقوم من المؤمنين، تمنَّوا معرفة أفضل الأعمال، فعرّفهم الله إياه،
    فلما عرفوا قصَّروا، فَعَوتِبوا بهذه الآية
    ).،،،،

    أما قول الامام السعدى:
    " أى: لم تقولون الخير وتحثون عليه ، وربما تَمَدَّحتُم به وأنتم لا تفعلونه ، وتنهون عن الشر وربما نزَّهتُم أنفسكم عنه ، وأنتم متلوثون به ومتصفون به ".

    وقد تعرض الامام السعدى لنفس هذا المعنى فى شرحه للآية رقم 44 من سورة البقرة فى قول الله تعالى:
    " أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ ۚ أَفَلَا تَعْقِلُونَ "
    حيث قال الامام السعدى:
    ( وذلك أن العقل يحث صاحبه أن يكون أول فاعل لما يأمر به ، وأول تارك لما ينهى عنه ، فمن أمر غيره بالخير ولم يفعله ، أو نهاه عن الشر فلم يتركه ، دَلّ على عدم عقله وجهله ، خصوصا إذا كان عالما بذلك ، قد قامت عليه الحجة ، وهذه الآية ، وإن كانت نزلت في سبب بني إسرائيل ،فهي عامة لكل أحد لقوله تعالى:
    { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ } وليس في الآية أن الإنسان إذا لم يقم بما أمر به أنه يترك الأمر بالمعروف ،
    والنهي عن المنكر ، لأنها دلت على التوبيخ بالنسبة إلى الواجبين ، وإلا فمن المعلوم أن على الإنسان واجبين
    :

    أمر غيره ونهيه ، وأمر نفسه ونهيها ، فترك أحدهما ، لا يكون رخصة في ترك الآخر ، فإن الكمال أن يقوم الإنسان بالواجبين ، والنقص الكامل أن يتركهما ، وأما قيامه بأحدهما دون الآخر ، فليس في رتبة الأول ، وهو دون الأخير ، وأيضا فإن النفوس مجبولة على عدم الانقياد لمن يخالف قوله فعله ، فاقتداؤهم بالأفعال أبلغ من اقتدائهم بالأقوال المجردة ) انتهى.


    3- الشجاعة: بنوعيها شجاعة القلب وشجاعة العقل:
    -فشجاعة القلب تحمله على أن لا يخاف غير الله تعالى، فيمضي في حزم لا يضعف ولا ينهزم مهما لاقى من الأهوال، قال الله تعالى:
    { وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِين } [سورة آل عمران :146]
    وقال تعالى:
    { الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيل } [سورة آل عمران:173].

    -وشجاعة العقل تدفعه إلى أن يجاهر برأيه، ويصرح بعقيدته.

    4- الثقافة العامة الواسعة الآفاق:
    والتي يكون معها ملمًا بأكبر قدر من العلوم البشرية الخاصة والعامة ما كان منها وما يستجد في الحياة في حدود طاقة الداعي.








    الأساس السادس: التبليغ وعدم تحرى النتيجة، وعدم اليأس أو القنوط من الناس
    __________________________________________________ _____



    الداعية إلى الله تعالى يجب أن يعلم جيدا أنه اختار طريقاً لا عودة فيه ولا تراجعا حتى آخر لحظة فى عمره، وذلك أدعى للتقوي والورع والتزود من الدنيا بخير الزاد، لكنه فى هذا الطريق لا يظن أنه سيمضى بلا عثرات أو منغصات هى فى حقيقتها ابتلاءات، من ردود أفعال الناس ومدى تجاوبهم ودرجة تفاعلهم وإنصاتهم لما يقول..
    فليحذر الداعية من أمران هامان:



    1- أن يـشـغـــــل نفسه بنتيجة تبليغه الناس حرصاً على هدايتهم ومتابعتهم أو ملاحقتهم من باب الخوف الشديد عليهم، ولنا فى رسول الله صلى الله عليه وسلم الأسوة الحسنة الذى أرسله الله رحمة للعالمين، فيخاطبه رب العالمين:

    " فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ عَلَىٰ آثَارِهِمْ إِن لَّمْ يُؤْمِنُوا بِهَٰذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا " الكهف 6

    قال الإمام السعدي:
    ولما كان النبي صلى الله عليه وسلم حريصا على هداية الخلق، ساعيا في ذلك أعظم السعي، فكان صلى الله عليه وسلم يفرح ويسر بهداية المهتدين، ويحزن ويأسف على المكذبين الضالين، شفقة منه صلى الله عليه وسلم عليهم، ورحمة بهم، أرشده الله أن لا يشغل نفسه بالأسف على هؤلاء، الذين لا يؤمنون بهذا القرآن، كما قال في الآية الأخرى:{ لعلك باخع نفسك أن لا يكونوا مؤمنين }وقال{ فلا تذهب نفسك عليهم حسرات }وهنا قال{ فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ }أي: مهلكها، غما وأسفا عليهم، وذلك أن أجرك قد وجب على الله، وهؤلاء لو علم الله فيهم خيرا لهداهم، ولكنه علم أنهم لا يصلحون إلا للنار، فلذلك خذلهم، فلم يهتدوا، فإشغالك نفسك غما وأسفا عليهم، ليس فيه فائدة لك. وفي هذه الآية ونحوها عبرة، فإن المأمور بدعاء الخلق إلى الله، عليه التبليغ والسعي بكل سبب يوصل إلى الهداية، وسد طرق الضلال والغواية بغاية ما يمكنه، مع التوكل على الله في ذلك، فإن اهتدوا فبها ونعمت، وإلا فلا يحزن ولا يأسف، فإن ذلك مضعف للنفس، هادم للقوى، ليس فيه فائدة، بل يمضي على فعله الذي كلف به وتوجه إليه، وما عدا ذلك، فهو خارج عن قدرته، وإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول الله له:{ إنك لا تهدي من أحببت }وموسى عليه السلام يقول:{ رب إني لا أملك إلا نفسي وأخي }الآية، فمن عداهم من باب أولى وأحرى، قال تعالى:{ فذكر إنما أنت مذكر لست عليهم بمسيطر}


    2- أن يــصـــــل إلى مرحلة اليأس من الناس أنهم لا يعملون بما يدعوهم إليه..

    فاليأس والقنوط له صور كثيرة –أعاذنا الله وإياكم منها جميعاً-
    فلو يأس الداعية وقنط مثلاً من توبة العاصي أو الإستجابة لدعوته، فسيجره ذلك إلى التخذيل عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر:
    ويكون التخذيل عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بدعوى عدم وجود تغير ملموس وفائدة، كما قال تعالى حكاية عن بعض الناس:

    { وَإِذَ قَالَتْ أُمَّةٌ مِّنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا قَالُواْ مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ } [الأعراف: 164].
    قال ابن كثير:
    (يخبر تعالى عن أهل هذه القرية أنهم صاروا إلى ثلاث فرق: فرقة ارتكبت المحذور، واحتالوا على اصطياد السمك يوم السبت، وفرقة نهت عن ذلك، وأنكرت واعتزلتهم. وفرقة سكتت فلم تفعل ولم تنه، ولكنها قالت للمنكرة: لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا، أي: لم تنهون هؤلاء، وقد علمتم أنهم هلكوا واستحقوا العقوبة من الله؟ فلا فائدة في نهيكم إيَّاهم. قالت لهم المنكرة: مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ أي: نفعل ذلك مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ أي: فيما أخذ علينا من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ يقولون: ولعل بهذا الإنكار يتَّقون ما هم فيه ويتركونه، ويرجعون إلى الله تائبين، فإذا تابوا تاب الله عليهم ورحمهم)









    وختاماً أسأل الله تعالى أن أكون وفقت فى عرض الموضوع بما فيه الفائدة والنفع لنا جميعاً،
    وأعتذر عن تكرار بعض النقاط التى كتبها الكرام ممن سبقونى جزاهم الله كل الخير،
    وقد أعددت هذا الموضوع مستعينا بالله بالإطلاع على المواضيع المشابهة فأخذت نقاطه الأساسية من كتاب للشيخ
    أبو بكر الجزائري (أسس الدعوة وآداب الدعاة).


    أسألكم الدعاء بارك الله فيكم جميعا ووفقنا وإياكم لما فيه الخير.







    ----------------------
    الهوامــــــــــش

    (1) روى الإمام الترمذي في السنن باب ما جاء في الرياء والسمعة ( 8/ 390 )2304 -
    حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ نَصْرٍ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ أَخْبَرَنَا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ أَخْبَرَنِي الْوَلِيدُ بْنُ أَبِي الْوَلِيدِ أَبُو عُثْمَانَ الْمَدَائِنِيُّ أَنَّ عُقْبَةَ بْنَ مُسْلِمٍ حَدَّثَهُ أَنَّ شُفَيًّا الْأَصْبَحِيَّ حَدَّثَهُ:
    أَنَّهُ دَخَلَ الْمَدِينَةَ فَإِذَا هُوَ بِرَجُلٍ قَدْ اجْتَمَعَ عَلَيْهِ النَّاسُ فَقَالَ مَنْ هَذَا فَقَالُوا أَبُو هُرَيْرَةَ فَدَنَوْتُ مِنْهُ حَتَّى قَعَدْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُوَ يُحَدِّثُ النَّاسَ فَلَمَّا سَكَتَ وَخَلَا قُلْتُ لَهُ أَنْشُدُكَ بِحَقٍّ وَبِحَقٍّ لَمَا حَدَّثْتَنِي حَدِيثًا سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَقَلْتَهُ وَعَلِمْتَهُ
    فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ:
    أَفْعَلُ لَأُحَدِّثَنَّكَ حَدِيثًا حَدَّثَنِيهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَقَلْتُهُ وَعَلِمْتُهُ ثُمَّ نَشَغَ أَبُو هُرَيْرَةَ نَشْغَةً فَمَكَثَ قَلِيلًا ثُمَّ أَفَاقَ فَقَالَ لَأُحَدِّثَنَّكَ حَدِيثًا حَدَّثَنِيهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي هَذَا الْبَيْتِ مَا مَعَنَا أَحَدٌ غَيْرِي وَغَيْرُهُ ثُمَّ نَشَغَ أَبُو هُرَيْرَةَ نَشْغَةً أُخْرَى ثُمَّ أَفَاقَ فَمَسَحَ وَجْهَهُ فَقَالَ لَأُحَدِّثَنَّكَ حَدِيثًا حَدَّثَنِيهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا وَهُوَ فِي هَذَا الْبَيْتِ مَا مَعَنَا أَحَدٌ غَيْرِي وَغَيْرُهُ ثُمَّ نَشَغَ أَبُو هُرَيْرَةَ نَشْغَةً أُخْرَى ثُمَّ أَفَاقَ وَمَسَحَ وَجْهَهُ فَقَالَ أَفْعَلُ لَأُحَدِّثَنَّكَ حَدِيثًا حَدَّثَنِيهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا مَعَهُ فِي هَذَا الْبَيْتِ مَا مَعَهُ أَحَدٌ غَيْرِي وَغَيْرُهُ ثُمَّ نَشَغَ أَبُو هُرَيْرَةَ نَشْغَةً شَدِيدَةً ثُمَّ مَالَ خَارًّا عَلَى وَجْهِهِ فَأَسْنَدْتُهُ عَلَيَّ طَوِيلًا ثُمَّ أَفَاقَ فَقَالَ:
    حَدَّثَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:.... (ولفظ الحديث بالموضوع)




    (2) عن عبد الله بن عباس رضى الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث معاذا إلى اليمن فقال له:
    " إنك تأتي قوما أهل كتاب فادعهم إلى: شهادة أن لا إله إلا الله ، وأني رسول الله ، فإن هم أطاعوا لذلك ، فأعلمهم أن الله افترض عليهم خمس صلوات في اليوم والليلة . فإن هم أطاعوا لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم صدقة في أموالهم ، تؤخذ من أغنيائهم ، وترد على فقرائهم ، فإن هم أطاعوا لذلك ، فإياك وكرائم أموالهم واتق دعوة المظلوم فإنها ليس بينها وبين الله حجاب "

    رواه الترمذى، وصححه الألبانى
    التعديل الأخير تم بواسطة نبض داعية; الساعة 10-03-2013, 12:40 PM. سبب آخر: تنسيق بسيط
    إنّ من جملة الهجر أن يهجر المرء الإعتقاد الفاسد إلى الإعتقاد الصحيح،
    والسلوك الفاسد إلى السلوك الصحيح، والفقه الفاسد إلى الفقه الصحيح،
    يهجُر البدعة إلى السنة، ويهجر المعصية إلى الطاعة.

    الشيخ/ أبو اسحق الحويني ، حفظه الله

  • #2
    رد: أسس الدعوة إلى الله .

    بسم الله ما شاء الله .

    موضوع ممتاز جداً .

    جعله الله في ميزان حسناتكم .

    تقييم .
    القمم .. لأهل الهمم ، ومن هجر الرقاد سبق العباد

    ----
    من نذر نفسه لخدمة دين الله سيعيش متعبًا ولكن سيحيا كبيرًا؛
    فالحياة في سبيل الله أصعب من الموت في سبيل الله .
    ________

    خاب وخسر من أبتعد عن خدمة دين الله .






    تعليق


    • #3
      رد: أسس الدعوة إلى الله .

      المشاركة الأصلية بواسطة أم عبد الرحمن . مشاهدة المشاركة
      بسم الله ما شاء الله .

      موضوع ممتاز جداً .

      بارك الله فيكم وأعزكم بالإسلام ونفع بكم

      جعله الله في ميزان حسناتكم .

      اللهم آمين آمين، ولكم بمثل

      تقييم .

      جزاكم الله خير الجزاء
      إنّ من جملة الهجر أن يهجر المرء الإعتقاد الفاسد إلى الإعتقاد الصحيح،
      والسلوك الفاسد إلى السلوك الصحيح، والفقه الفاسد إلى الفقه الصحيح،
      يهجُر البدعة إلى السنة، ويهجر المعصية إلى الطاعة.

      الشيخ/ أبو اسحق الحويني ، حفظه الله

      تعليق


      • #4
        رد: أسس الدعوة إلى الله .

        وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
        موضوع قيم
        جزاكم الله خيرًا وجعل عملكم في ميزان حسناتكم
        ووفقنا الله وإياكم لكل ما يحبه ويرضاه
        استغُفِركَ ربّي مِن كُل نية سيئة جَالت في صُدورنا
        ومِن كُل عًمل سئ تَضيقُ به قبورنًا




        تعليق


        • #5
          رد: أسس الدعوة إلى الله .

          المشاركة الأصلية بواسطة نبض داعية مشاهدة المشاركة
          وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
          موضوع قيم
          جزاكم الله خيرًا وجعل عملكم في ميزان حسناتكم
          ووفقنا الله وإياكم لكل ما يحبه ويرضاه

          اللهم آآآآآمين آآآآآمين يارب العالمين
          ولكم بمثل إن شاء الرحمن
          بارك الله فيكم ونفع بكم، وجزاكم خير الجزاء

          إنّ من جملة الهجر أن يهجر المرء الإعتقاد الفاسد إلى الإعتقاد الصحيح،
          والسلوك الفاسد إلى السلوك الصحيح، والفقه الفاسد إلى الفقه الصحيح،
          يهجُر البدعة إلى السنة، ويهجر المعصية إلى الطاعة.

          الشيخ/ أبو اسحق الحويني ، حفظه الله

          تعليق

          يعمل...
          X