إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

من وصايا الشيخ محمد حسين يعقوب.....متجدد إن شاء الله

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • من وصايا الشيخ محمد حسين يعقوب.....متجدد إن شاء الله

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    من وصايا الشيخ محمد حسين يعقوب

    الوصية باللزوم

    أحبتي..
    إن كان لابد من وصية.. فإني أوصيكم كما كان السلف يتواصون.. باللزوم.. لزوم ما يلزم !
    1- لزوم السكوت.

    2- لزوم البيوت.

    3- لزوم المساجد.

    4- لزوم القرآن.

    5- لزوم الصالحين.

    - لزوم السكوت:
    ولا أدري لماذا يتواصى الناس بالسكوت، ولا يسكت أحد!
    لعل الناصح لم يسكت، فلم يقبل منه المنصوح!
    إن السكوت من أصول الدين:
    قال صلى الله عليه وسلم: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت" [متفق عليه]، وقال صلى الله عليه وسلم: "
    سبحان الله..
    كم تحرق الكلمات الحسنات !
    وكم تضيع المقالات المقامات !
    وكم تحبط الأقـوال الأعمال !
    سبحان الله؛ صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم: "
    إنك تحتاج أن تملك لسانك ..
    عن أسود بن أصرم رضي الله عنه قال: قلت يا رسول الله أوصني! فقال صلى الله عليه وسلم: "تملك يدك"، قلت: فماذا أملك إذا لم أملك يدي؟ قال: "تملك لسانك" قلت فماذا أملك إذا لم أملك لساني؟ قال: "لا تبسط يدك إلا إلى خير، ولا تقل بلسانك إلا معروفا"

    2- لزوم البيوت:

    لا يدري العبد اليوم أين يذهب؟!
    فسدت الشوارع، وأماكن العمل، والأسواق، والبيوت، حتى المساجد! إلا ما رحم ربك
    فأصلح بيتك، والزم قعر بيتك.
    "صلوا في بيوتكم ولا تتخذوها قبورا" [الترمذي، وصححه الألباني]
    "لا تجعلوا بيوتكم مقابر. إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة
    عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: قلت يا رسول الله، ما النجاة؟ قال: "أمسك عليك لسانك، وليسعك بيتك

    3- لزوم المساجد:

    هلا سكنت بيت المتقين؟!
    يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "المسجد بيت كل تقي
    تصبر على الرباط في المسجد، وهنيئاً لك تبشبش الملك!
    يقول صلى الله عليه وسلم: "ما توطن رجل مسلم المساجد للصلاة والذكر إلا تبشبش الله له كما يتبشبش أهل الغائب بغائبهم إذا قدم عليهم
    أدمن مجالسة الملائكة، واغنم وفاءهم؛ فإنهم لا يمرض جليسهم إلا عادوه، ولا غاب عنهم إلا سألوا عنه، ولا احتاج إلا أعانوه.. {عِبَادٌ مُكْرَمُونَ}
    يقول صلى الله عليه وسلم: "إن للمساجد أوتادا هم أوتادها، لهم جلساء من الملائكة، فإن غابوا سألوا عنهم، وإن كانوا مرضى عادوهم، وإن كانوا في حاجة أعانوهم
    وفي السبعة الذين يظلهم الله في ظله – جعلنا الله منهم – يوم لا ظل إلا ظله، يقول صلى الله عليه وسلم: "ورجل قلبه معلق بالمسجد إذا خرج منه حتى يعود إليه" [الترمذي، وصححه الألباني]
    لزوم المسجد.. من صور الرجولة الحقيقية..

    يقول الملك جل جلاله: {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآَصَالِ
    (*) رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ (*) لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ}
    فكن رجلاً بحق: والزم المسجد.


    4- لزوم القرآن:

    إن من مظاهر التيه الذي تعانيه الأمة أننا نعيش زماناً يحضر معنا فيه القرآن بقُرّائه ويغيب عنا بالأفراد القرآنيين الذين يُعرفون بسيماهم.. قرآناً يمشي على الأرض.
    نعم.. القرآن حاضر معنا في المساجد، وحلقات التعليم، ودور التحفيظ والإذاعات، والقنوات.. لكنه غاب عنا – في الغالب – بأثره ومفعوله.
    القرآن حاضر معنا بطبعاته الفاخرة، وتغليفاته المبهرة، وآياته التي تزين الجدران، وتُرسم على المشغولات الذهبية.. لكنه غائب عن دوره الحقيقي في قيادة الحياة وتوجيهها إلى الله عز وجل..
    تفتتح به المحلات، وتُصنع منه المسابقات، وتُنشأ له المعاهد والكليات.. ومع ذلك لا نجني من وراء هذا الاهتمام ثماراً حقيقية تظهر في واقعنا، وتصطبغ بها حياتنا.
    ذكر أبو عمرو الداني عن عثمان وابن مسعود وأُبيّ رضي الله عنهم: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يُقرئهم العشر آيات فلا يجاوزونها إلى عشر أخرى حتى يتعلموا ما فيها من العمل؛ فيعلمهم القرآن والعمل جميعاً، وعن أبي عبد الرحمن السُّلمي قال: "كنا إذا تعلمنا عشر آيات من القرآن لم نتعلم العشر التي بعدها حتى نعرف حلالها وحرامها، وأمرها ونهيها".
    يقول الرافعي:
    "..ستظل هناك فجوة عميقة بيننا وبين القرآن مالم نتمثل في حِسّنَا، ونستحضر في تصورنا أن هذا القرآن خوطبت به أمة ذات وجود حقيقي، ووجهت به أحداث واقعية في حياة هذه الأمة، وأديرت به معركة ضخمة في داخل النفس البشرية وفي رقعة من الأرض كذلك.."
    يا بَنِيَّ..
    إخوتي..
    أوصيكم بلزوم القرآن:
    أ( اهتموا بالقرآن واجعلوه نصب أعينكم.
    ب( التلاوة أهم من الحفظ، وهي نوعان لا يُستغنى بأحدهما عن الآخر:
    الأولى؛ تلاوة تدبر وتفكر:
    وهي ختمة لا يُتسرع بالوصول إلى آخر القرآن فيها؛ بل يهتم فيها بالعلم فتعطي كل آية حظها من التدبر، والبحث عن العمل بها، والتنقيب عن أسرارها بالقراءة في التفاسير وكتب العلم وسؤال أهل العلم.
    والثانية؛ تلاوة الأجر:
    وهي الختمات التي أنت مطالب بوردها اليومي، فهذه قد يُتغاضى فيها عن التدبر، وتُصرف الهمة إلى تحصيل الأجر من الله فحسب.. فإن الوعد بأن على كل حرف عشر حسنات لم يشترط فيه التدبر.
    ج( حفظ القرآن: وظيفة الأمة ومطلب شرعي، ولا يزهدك ما ذكرت من حال أمتنا في أن تحفظ، فإني قلت لك ذلك لتزيد على الحفظ العمل.. لا لتترك الحفظ !
    د( حفظ حدود القرآن وتحكيمه في كل دقيقة وجليلة، ولزوم عقائده وآدابه، فيكون سائقك وحاديك وصانعك ومربيك.
    الزم القرآن..فإنه درجتك في الجنة: "يقال لقارئ القرآن: اقرأ وارق، ورتل كما كنت ترتل في دار الدنيا؛ فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها" [أحمد، وصححه الألباني].. انظر للزوم: "كما كنت ترتل في الدنيا"
    كثيرا قلت لك: وهي وصيتي فعلقها في أذنك:
    كل ما شغلك عن القرآن فهو شؤم عليك
    والله يا إخي.. لن تتلذذ في حياتك بشيء أكثر من القرآن

    5- لزوم الصالحين:

    الزم أهل السنة والجماعة، الزم صحبة الصالحين الغرباء، الزم من يجمع في همه تزكية نفسه وإصلاح الناس، الزم من طلب العلم وعمل بما تعلم.. الزم الصالحين.
    ومن لزومهم أن تحبهم..
    عزَّ الحب..
    عزّ الحب في الله..
    أين الحب الذي يقتضي العطاء دون مقابل.. ولا حتى مبادلة الحب ؟!
    اجعل البداية منك، فابذل كل حبك للمسلمين، ولا تنتظر مقابلاً..
    إنه دستور الحب.. قال الله جل جلاله: {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَة} [المؤمنون: 96]
    و عن علي رضي الله عنه قال:) وجدنا في قائم سيف رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اعف عمن ظلمك، وصل من قطعك، وأحسن إلى من أساء إليك ،وقل الحق ولو على نفسك"( [صححه الألباني لغيره في صحيح الترغيب والترهيب]

    إخوتي.. أوصيتكم باللزوم..

    لزوم السكوت
    ولزوم البيوت
    ولزوم المساجد
    ولزوم القرآن
    ولزوم الصالحين
    فاصدقوا اللَّجأ إلى الله تعالى أن يلزمكم مرضاته، فإن نواصيكم بيده، ماض فيكم حكمه..
    {فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا
    } [الفتح: 26]
    فاللهم خذ بأيدينا إليك أخذ الكرام عليك
    اللهم ألزمنا كلمة التقوى، واجعلنا أحق بها وأهلها
    وأستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه
    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    صلِ علي الحبيب قلبك يطيب




    منقول من موقع الربانية

    التعديل الأخير تم بواسطة راجية جنة الرحمن; الساعة 08-03-2013, 09:35 PM. سبب آخر: إضافة المقال لتعُم الفائدة إن شاء الله
    القرآن الكريـم بصوت الشيخ حاتم الواعر(اضغط هنا)
    نفسك تكون سبب في هداية الناس ويكونوا في ميزان حسناتك "وبرضه بأقل مجهود"؟
    الفريق الإعلامي للموقع"فريق فرسان الدعوة والحملات الدعوية"
    فريق يختص بنشرالدعوة وتحضيرأقوى الحملات الدعوية

  • #2
    رد: من وصايا الشيخ محمد حسين يعقوب.....متجدد إن شاء الله

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    بسم الله الرحمن الرحيم
    بارك الله فيكم ونفعك بكم، ووفقنا وإياكم لما يحب ويرضى.
    التعديل الأخير تم بواسطة راجية جنة الرحمن; الساعة 08-03-2013, 08:00 PM. سبب آخر: استخدام صيغة الجمع في مخاطبة النساء وجزاكم الله خيرا

    تعليق


    • #3
      رد: من وصايا الشيخ محمد حسين يعقوب.....متجدد إن شاء الله

      جزاكم الله خيرا والله يا أختي

      كنت نفسي أضيفه بس الكمبيوتر بيعلق معايا فقلت كفاية كدا وهم يرجعوا له

      كدا تمام الله يبارك فيك
      القرآن الكريـم بصوت الشيخ حاتم الواعر(اضغط هنا)
      نفسك تكون سبب في هداية الناس ويكونوا في ميزان حسناتك "وبرضه بأقل مجهود"؟
      الفريق الإعلامي للموقع"فريق فرسان الدعوة والحملات الدعوية"
      فريق يختص بنشرالدعوة وتحضيرأقوى الحملات الدعوية

      تعليق


      • #4
        رد: من وصايا الشيخ محمد حسين يعقوب.....متجدد إن شاء الله

        وفيكم بارك الله أختنا الفاضلة
        موضوع هام وقيم..نفعنا الله جميعا به
        جزاكم الله خيرا وبارك فيكم ونفع بكم



        (اللهم ارزقنى شهادة فى سبيلك واجعل موتى فى بلد رسولك)


        تعليق


        • #5
          رد: من وصايا الشيخ محمد حسين يعقوب.....متجدد إن شاء الله

          وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
          جزاكم الله خيرًا ونفع بكم
          وبارك الله في الشيخ ونفعنا بعلمه
          استغُفِركَ ربّي مِن كُل نية سيئة جَالت في صُدورنا
          ومِن كُل عًمل سئ تَضيقُ به قبورنًا




          تعليق


          • #6
            رد: من وصايا الشيخ محمد حسين يعقوب.....متجدد إن شاء الله


            بسم الله الرحمن الرحيم
            الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين

            السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
            ثم أما بعد
            فمن مظاهر التأسي بالنبي صلى الله عليه وسلم أن يوصي من هو مُقدِمٌ على سفر، وتحت نفس الغطاء تندرج وصيتي إليكم، فلعلي لا ألقاكم بعد يومي هذا.
            وأول الوصية التقـوى، قال الله عزّ وجلّ: {وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُواْ اللهَ} النساء-آية:131.
            وأعظم التقوى التوحيد.
            وتلك وصيتنا الكبرى مصحوبةً بالدعوة إلى التمسك بالسنة في زمن التنكّر للسنة، صلى الله وسلم على صاحبها وعلى آله.

            ثم ثلاث كلمات...

            الكلمة الأولى: تعلّق القلب بالآخرة
            إنَّ حب الموت والشوق للقاء الله والتطلع إلى المتاع الأخروي هي العوامل التى تثبت على الإيمان حتى نلقى الله على الإسلام.
            (اللهم يا ولي الإسلام وأهله؛ مسِّكْنا بالإسلام حتى نلقاك به).
            في هذا الزمن كثرت الفتن، وعمّ موت الفجأة، وشاع سوء الخاتمة.. وأنت تحتاج لأن تثبت، وليس من سبيل للثبات مثل حب الموت، فالذي يحب الموت ويشتهيه، ويرجو لقاء الله ويستعجله ويتمناه، يكون جاهزا متحفزا لذلك اللقاء.
            أما أهل الغفلة وأهل الدنيا وأهل المعاصي والذنوب، فإنَّ لهم ما يشغلهم.
            والتطلع إلى المتاع الأخروي يزَهِّدُ في مُتَعِ هذه الدنيا، وما مُتع الدنيا بشيء أبدا ولا حتى بـ"ذرة" مقارنةً مع المتاع الأخروي.
            تلكم الكلمة الأولى.

            الكلمة الثانية: ليس في قاموس الوقت إلا الآن، وليس في قاموس السعادة إلاّ الرضا

            ليس فى قاموس الوقت إلا كلمةٌ واحدة وهي: "الآن"، فالأمس فاتَ وانقضى، وغدًا لمَّا يأذن به الله بعد، فلم يبْقَ إلاَّ الآن.
            وما ينبغي أن تنشغل به هو السؤال التالي: "ما هو واجب الوقت الآن؟"
            كم من أناس يضيعون الآن، ويمضون الوقت في الندم على الماضي والقلق على المستقبل.
            فيا بني،،،
            دعِ الماضي فقد مضى، ودعِ المستقبل فلم يأتِ بعد، وقل لي: ماذا تفعل الآن؟!
            الماضي إن كان ذنوبًا؛ فالتوبة تَجُبّ ما قبلها، وإن كان حسنات؛ فالله أعلم بقبولها.
            وما سيأتي لست بمدركه بعد، فقد تموت الآن.
            فليس في قاموس الوقت إلا الآن، وليس في قاموس السعادة إلا الرضا .

            (اللهم ارزقنا الرضا)
            الرضا جنة الدنيا. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ذاق طعم الإيمان من رضِيَ بالله ربًا وبالإسلام دينًا وبمحمد رسولا" رواه مسلم_المسند الصحيح.
            فهل يا ترى تملك الرضا في حياتك؟ أين الرضا الذي تعيش به؟ أين الرضا عن الله مقسمًا للأرزاق؟ أين الرضا عن شريعة الإسلام - فلا تفرط في شيء منها، ولا تختلف على شيء منها-؟ أين الرضا؟

            الكلمة الثالثة: أوصيكم بالحرص على هذه العدوى

            يقول مصطفى صادق الرافعي في كتاب وحي القلم: "وعلامة الرجل من هؤلاء.. –هو يتكلم عن صفات الرجال- (اللهم اجعلنا من الرجال) ..أن يعمل وجوده فيمن حوله أكثر مما يعمل هو بنفسه، كأنما بينه وبين الأرواح نسباً شابكًا، فله معنى أبوة الأب في أبنائه، لا يراه من يراه منهم إلا أحس أنه شخصه الأكبر.."
            فمجرد تواجد مثل هؤلاء الرجال دون حديث ودون أمر ودون نهي يعمل فيمن حوله..
            مجرد رؤيتك له تجعلك تقول: "هكذا ينبغي أن أكون".
            عندما تسمع مثلا عن أبي بكر رضي الله عنه تقول: "هو والدي وأتمنى أن تكون مثله"..
            عندما تستحضر في ذهنك الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله تقول: "هذا هو الرجل حقا".
            اسمع بتركيز بقية كلام الرافعي. يقول: ".. هذا الذي تكون فيه التكملة الإنسانية للناس، كأنه مخلوق خاصة لإثبات أن غير المستطاع مستطاع.."
            أي كأنَّ الله خلق هذا الإنسان خصيصًا ليُكْمِلَ به هذه الأمة الناقصة، فينفي عنك فكرة استحالة القيام بما يفعله هو، إذ عندما تقول: "إني لا يمكن أن أفعل كذا" يجيبك عمليا ويقوم به، وكأنه يقول لك أنت: "أنت الناقص، أما الفعل في ذاته فممكن"
            "ومن عجيب حكمة الله عز وجل أن الأمراض الشديدة تعمل بالعدوى فيمن قاربها أو لامسها، وكذلك القوى الشديدة تعمل بالعدوى فيمن اتصل بها أو صاحبها.."
            ولهذا؛ يخلق الله الصالحين، ويجعل التقوى فيهم إصابة كإصابة المرض؛ تصرف عن شهوات الدنيا كما يصرف المرض عنها، وتكسر النفس كما يكسرها المرض.."
            فإنك تجد المريض يُعرض عن الأكل، ويُعرض عن الزواج، ويُعرض عن كل متع الدنيا لعِلة مرضه، وكذلك التّقيّ؛ فمرضه التقوى، وهو الذي يدفعه إلى كراهية الدنيا ونبذ شهواتها.
            ".. وتفقد الشيء ما هو به شيء، فتتحول قيمته، فلا يكون بما فيه من الوهم، بل بما فيه من الحق".
            فالمال مثلا ليس له أي معنى ولا فائدة من دون قوة شرائية، فلو لم يكن لهذا المال تلك القوة فلن تكون له قيمة، ومبلغ تأثير التقوى أنها تفقِد المال قوته الشرائية، وتفقِد الأكل قوته الشهوانية.
            "وإذا عَدِم الناس هذا الرجل الذي يعْديهم بقوته العجيبة، فقلما يصلحون للقوة، فكبار الصالحين وكبار الزعماء وكبار القُوَّاد وكبار الشجعان وكبار العلماء وأمثالهم كل هؤلاء من باب واحد؛ كلهم في الحكمة ككبار المرضى: يعدون بالقوة"
            فلو عشت يا بني طوال عمرك بين الأغنام؛ فلن يكون رجلاً.
            (نسأل الله عز وجل أن يرزقنا هذه العدوى لكي نكون رجالا).

            فوصيتي أن تبحث عن رجل قوي يعديك، وعندما تنتقل عدوى التقوى إليك لا تعالج نفسك منها، بل ادْعُ الله ألا يشفيك منها أبدًا.

            أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه
            والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
            صلِ علي الحبيب صلى الله عليه وسلم
            لاتنسوني من صالح دعائكم


            متجدد...........إن شاء الله تعالى

            التعديل الأخير تم بواسطة راجية جنة الرحمن; الساعة 10-03-2013, 11:15 PM. سبب آخر: تعديل إملائي بسيط..جزاكم الله خيرا
            القرآن الكريـم بصوت الشيخ حاتم الواعر(اضغط هنا)
            نفسك تكون سبب في هداية الناس ويكونوا في ميزان حسناتك "وبرضه بأقل مجهود"؟
            الفريق الإعلامي للموقع"فريق فرسان الدعوة والحملات الدعوية"
            فريق يختص بنشرالدعوة وتحضيرأقوى الحملات الدعوية

            تعليق


            • #7
              رد: من وصايا الشيخ محمد حسين يعقوب.....متجدد إن شاء الله

              أبشركــــــــــم...ستـــــموتــــــون

              أبشـــركــــــــــم...ستمـــــوتــــــــــــون
              إن الحمد لله، نحمده تعالى، ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا. من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
              اللهم صلّ على محمد النبي وأزواجه أمهات المؤمنين وذريته وأهل بيته، كما صليت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد.
              أما بعد،
              فأولاً: والله أنا أحبكم في الله، (وأسأل الله جل جلاله أن يرزقني وإياكم الإخلاص في القول والعمل، وأن ينجيني وإياكم من الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يعافينا من البلاء، اللهم إنا نسألك الثبات على الحق، والعزيمة على الرشد، والغنيمة من كل بر، والسلامة من كل إثم، والفوز بالجنة، والنجاة من النار).

              ثم هذه وصية مودع..
              الوصية الأولى: "لا تنشغلوا بالناس"
              فتأمل كاف الخطاب في آخر كل كلمة (لسانك، بيتك، خطيئتك) لأن الخطاب يقول: "نفسك.. نفسك". نحن في زمن سوء، والناس تخطّـفتهم الفتن، وأهمّتهم أنفسهم بجاهلية هي غيرُ الحق، والشيطان وجد في هذا الزمان مدخلاً يفسد به على المرء دينه بأن يشغله بمن حوله: "انظر ماذا فعل فلان.."، "انظر ماذا قال فلان.."، "انظر ماذا يركب فلان.."، "انظر أين يسكن فلان.."، "انظر فلان ماذا عنده.." وهكذا..
              فلان.. وفلان.. وفلان..
              وصرت مشغولاً ليلك ونهارك بالناس وبالأشياء، ونسيت الله. (اللهم ذكّرنا بك فلا ننساك).
              في سياق الكاف أنهم انشغلوا بالناس عن الله، فأنساهم أنفسهم. وهكذا حال من تجده مشغولا بالرد على الناس.. مشغولا بإسكات الناس.. مشغولا بإرضاء الناس.. مشغولا بتحسين صورته عند الناس.. هذا هو الضياع نفسه (اللهم نجّنا).
              الوصية الثانية: "ذروا الشهوات"
              يقول ابن القيم في كتاب الفوائد: "ترك المعاصي وإن أنجى من عذاب الله إلا أن كنوز الخير وذخائر البر موقوفة على من ترك الشهوات لله".
              الكلام شهوة، والنوم شهوة، والأكل شهوة، والاختلاط بالناس شهوة، وتحسين وتزيين اللباس شهوة... الخ
              دائماً يساق السياق: {قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللّهِ الَّتِيَ أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالْطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ}، ويوقف عند هذا الحد، ثم تأتي بقية الآية: {قُلْ هِي لِلَّذِينَ آمَنُواْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ}. فالذي يؤمن أن شهواته هناك ستنطلق، يستطيع أن يحجّم شهواته في الدنيا، ويذخرها لانفلاتها خالصة يوم القيامة.
              لابد من ترك بعض الشهوات، ونحن نرى كثيرًا من الإخوة يضيّعون دينهم في هذه الأيام من أجل المال، أو من أجل امرأة أو..
              إخوتي،،، أبنائي،،
              لم أكن أتصور قط أن يأتي يوم نرى فيه بعض الملتزمين وكل همّهم لقمة العيش، ألا فلتذهب لقمة العيش إلى الجحيم إن كان هذا سيقدح في الدين..

              لم أكن أتصور قط أن يأتي يوم على ملتزم تكون طاعته فيه لامرأة طاعة مطلقة، سبحان الله!! بعض المواقف قد تبدو في عينيك صغيرة، لكن المواقف الصغيرة..-وهذا من قوانين مدرسة الحياة- .. المواقف الصغيرة تخفي خلفها مصائب كبيرة.
              فلان زوجته أنجبت:
              - ماذا ستسمي البنت يا بني؟
              -سأسميها: "مِنّة الله"
              - لماذا يا بني؟ سمّها فاطمة.
              - لا. زوجتي أصرّت، ولا أريد أن أغضبها.
              أقول إن مثل هذا الموقف قد يبدو في عينيك صغيراً، ولكن عندما توضَع فيه، وتضطر أن تسمي ابنتك رغم أنفك: "هي اسمها كذا وإلا.. فتأهّب لتنغيص حياتك" ، فإنا لله وإنا إليه راجعون.
              هذه هي الحقيقة التي لا تفصح عنها لأحد، إنك تفعل ذلك لمجرد أن هذه الشخصية ستنغص عليك معيشتك، تفعله إذن خوفاً منها. أليس هذا قادحا في التوحيد؟ شيء مخيف!!
              هذا موقف صغير جداً وتافه، سمّها منة الله.. ذاك ليس بحرام، وارضِ امرأتك.. لا مشكل، ولكني أتكلم عن عمق المأساة.. فتنبّه.
              . وأقول للإخوة الذين التزموا الالتزام الشكلي: {عَلَى خَوْفٍ.....} إن أصحاب الإيمان الذي يقوم على غير أصل ثابت، تضطرب قلوبهم عند لمعان السيوف أو بريق الذهب والفضة.. تضطرب قلوبهم عند الخوف وعند الرجاء.. عند الشدة وعند الرخاء.. عند المحنة وعند النعمة... تجد الواحد من هؤلاء إذا خاف فرّط في التزامه ودينه...، وإذا فتح الله عليه الدنيا فرّط فيهما من جديد، واهتز قلبه.
              إنها مرحلة الأمان: أن لا يُحبس.. ولا يُضرب.. ولا يُهان.. ولا يُؤذى..
              مرحلة الحرص على الرخاء: أن يأكل جيداً.. وينام جيداً.. ويقضي شهواته جيداً..
              متى نعبر هذه المرحلة؟ متى نعبرها لنؤْثر الله على شهواتنا.. على ذواتنا؟

              وإن قال ربي شيئا فلا اعتراض، بل على الجميع أن يقول: "سمعنا وأطعنا" عوض أن نسمع تساؤلات من قبيل: "أفضل مني لماذا؟"، "أفضل مني بماذا؟"..
              لقد أقام ربي تراتبية في البيت لأنه سبحانه عليم بالنفوس، ويعلم أن البيت الذي يحكمه رجلان يتوقف، فلا مجال لتساوي السلط لضمان سلاسة الحياة ويسرها، على أن الرجل يجب أن يدرك المسؤوليات التي تلقى على عاتقه -لداعي القوامة- فلا يظلم ولا يجور.
              وفي ذات الآية بيّن الله سبحانه وتعالى أن المعترضات على هذا لسن من أهل الله: {فَالصَّالِحَاتٌ قَانِتَاتٌ} يعني: مطيعات مستسلمات.
              الوصية الثالثة والأخيرة: "أحسنوا"
              مازلنا نعيش حياة عشوائية، وبناءًا عليه جاءت الأعمال عشوائية، فلم يعد هناك إحسان في العمل، وعزّ الإتقان فيما يُفعَل. يُفعَل.
              كم أتمنى أن أرى الأخ الذي يحسن الوضوء، ويحسن الصلاة، ويحسن ارتداء الملابس المتاحة له، ويحسن الهيئة والسمت الصالح، ويحسن الكلام، ويحسن حتى في عمله الدنيوي..
              يحسن..
              الإحسان: أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك.
              الإحسان أقل درجاته أن تراقب الله: "الله يراك"، ومنه إحسان المعاملة مع الآخرين.
              إخوتي في الله،،،
              أحسنوا..
              أحسنوا لبعضكم البعض..
              قد صارت الحياة ملأى بالتربص: الكل متربص بالكل، والأعصاب شُدّت، بل انفلتت..
              فيا أحبائي.. أحسنوا
              أُخرجوا من هذه الوصية بهذه الكلمات الثلاث:
              لا تنشغلوا بالناس: دع من يقول يقول، ومن يعلو يعلو ، ومن يقع يقع... وانشغل بالله وحده.
              اتركوا الشهوات لله: فمنهجنا يحتاج إلى وقت: نحتاج إلى وقت كي نعبد الله؛ كي نقرأ.. كي نختم القرآن.. كي نقول بعض الأذكار.. كي نتعلم بعض العلم.. كي ندعو إلى الله عز وجل.. كي نربي أولادنا.. كي نحكم نساءنا..
              نحتاج لفعل كل ذلك وغيره مما لا مجال لذكره في هذه الوصية المختصرة.
              فلا تنشغلوا بالناس، وذروا الشهوات كي يبقى أكبر وقت لله.
              . . . فأحسنوا..
              و أخيراً...
              أبـــــــــــــــــشركـــــــــــــم.. ستمـــــــوتـــــــــون..
              ســـتـــــــــــــــمـــــوتــــــــون والـــــــلـــــــــه..
              وتدخـــــــــــــــلـــــــــــــــــــون القبــــــــــــــــــــور..
              وتــــــــــــــــلقــــــــــــــون الــــــــلـــــــــه..
              وســـــــــــيســـــــــألكـــــــــــم..
              اللهم إني بلغت، اللهم فاشهد.
              أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه.
              والسلام عليكم ورحمة الله.

              إضغط هنا للاستماع إلى الوصية

              القرآن الكريـم بصوت الشيخ حاتم الواعر(اضغط هنا)
              نفسك تكون سبب في هداية الناس ويكونوا في ميزان حسناتك "وبرضه بأقل مجهود"؟
              الفريق الإعلامي للموقع"فريق فرسان الدعوة والحملات الدعوية"
              فريق يختص بنشرالدعوة وتحضيرأقوى الحملات الدعوية

              تعليق


              • #8
                رد: من وصايا الشيخ محمد حسين يعقوب.....متجدد إن شاء الله

                السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
                بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمـَنِ الرَّحِيمِ

                إن الحمدَ لله، أحمدُه تعالى وأستعينه وأستغفره، وأعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا. من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهدُ أن محمدًا عبده ورسوله.

                (اللهم صلِّ على محمد وعلى آلِ محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آلِ إبراهيم إنك حميدٌ مجيد. اللهم بارك على محمدٍ وعلى آلِ محمد، كما باركت على إبراهيم وعلى آلِ إبراهيم إنك حميدٌ مجيد).

                { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ}آل عمران- آية:102.
                {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا}النساء-آية:1.
                {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا}الأحزاب - آية: (70_71).

                أما بعد،

                فإن أصدق الحديث كلام الله تعالى، و خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، وإن شر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

                إخوتي في الله،،،

                تأتي هذه الوصية في وقت حرج، تضاربت فيه الأقوال، واختلط فيه الجابل بالنابل، وصدق قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إن بين يدي الساعة سنين خداعة؛ يصدق فيها الكاذب، ويكذب فيها الصادق، ويؤتمن فيها الخائن، ويخوّن فيها الأمين، وينطق فيها الرويبضة" قيل: "وما الرويبضة؟" قال: "المرء التافه يتكلم في أمر العامة" السلسلة الصحيحة_2253.
                فقد صارت خاصية زماننا الحاضر أن: "يتكلم فيه الزنديق بلسان الصّدّيق" كما قال شيخ الإسلام، ووجدنا من التافهين والخائنين من يصدق عليهم هذا الوصف.
                ومن كان هذا حال زمانه، فليأخذ عني هذه النصائح الأربع:


                النصيحة الأولى: الثبات والالتزام بالمنهج

                لا ينبغي أن تغرنا فوضى الفوضويين، ولا حماس المتحمسين، ولا كثرة المنافقين.. فإن الذي يحكمنا هو المنهج.
                وكثيرا ما أؤكد أن منهجنا "الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة" معصوم بعصمة الكتاب والسنة.
                فهو ليس منهج شيخ أحبه أو ألتزم معه، إنما هو هذا الدين، لأن الله أمرنا بالتزامه، فقال سبحانه: {فَإِنْ آمَنُواْ بِمِثْلِ مَا آمَنتُم بِهِ فَقَدِ اهْتَدَواْ}البقرة_آية:137.


                النصيحة الثانية: طلب العلم

                طلب العلم فريضة، ونحن نرى في هذه الأيام إهمالا لهذه الفريضة. حتى من يزعمون السلفية والمنهج مهملون في طلب العلم، بل حتى الذين يزعمون أنهم طلبة علم مقصرون أيضا. فالكل - إلا من رحم الله - إنما يطلب علم الجمهور.. علم الدعوة؛ فقط يهتم بما سيقول للناس!
                أما العلم الأكاديمي الذي يبني عالما مجتهدا، فهو معنى مفقود في حياة الأمة هذه الأيام.
                الذين يريدون أن يحصُـلوا على شهادات عليا من قبيل "الماجستر" والدكتوراه يذاكرون ليصلوا إليها، والذين يؤلفون الكتب يذاكرون لتأليف الكتب، والثالث الذي يعمل في الدعوة وفي إلقاء الخطب والدروس يذاكر ما يقوله للناس. أما بناء طالب علم يُعَدّ ليكون عالما مجتهدا فهذا حال مفقود في الأمة حاليا مع الأسف.
                نصيحتي لك إذن أنِ اطلب العلم، وقد قلت قبل عشرين سنة بأن الأحداث لا ينبغي أن تشغلنا بعيدا عن مرمى الهدف.

                إن حراسة الدين هي هدفنا الأول، ولا ينبغي أن يبقى الدماغ مشغولا بقضية فلسطين وقضية الشيشان، وقضية أفغانستان، وقضية كشمير ..الخ
                اترك هذا لأناس آخرين ولا مانع، وساعدهم أنت بالدعاء لهم، وركزْ كطالب علم على ما تطلبه: عقيدة، فقه، تفسير، قرآن، أصول، مصطلح، لغة..
                هذا التخصص في طلب العلم والاجتهاد فيه هو الكفيل بأن ينجب لنا عالما مجتهدا مرجعيا. ففي هذه الأيام تغيب المرجعية العلمية الثقيلة المؤهلة لحمل الأمانة.


                النصيحة الثالثة: لا تنس أن من عظمة ديننا أنه دين مرن شمولي

                نعم؛ إنه دين مرن يعالج الواقع بواقعية، ويتخذ من الوسائل أوسع الوسائل، ومن عظمته أنه لا يواجه هذا الواقع بنظريات متجمدة، ولا يعالج هذه النظريات بوسائل محددة، ،وهذه الفكرة هي من أصول فقه الدعوة.
                وأنا دائما أقول بأن فقه الدعوة له أهله، فلا يتكلم فيه من هبّ ودبّ، فلكل حدود عليه أن يلزمها، وعلى كل واحد أن يعرف مقامه.
                خذ مثلا مسألة: هل نصطدم بعواطف الجماهير أم نرشّد عواطفهم؟
                هذه مسألة شرعية تحتاج إلى بحث دقيق يختص به العلماء.
                الجماهير هذه الأيام هائجة؛ فهل نهيج معهم؟ أم نرشّدهم ونضبطهم على مقتضى الشرع (وإن كرهوا ذلك.. وإن كرهونا من أجل قول الحق)؟؟

                إذا عدت إلى مواقف النبي -صلى الله عليه وسلم- حيال مثل هذه الأحداث، تجده مثلا يقول للسيدة عائشة -رضي الله عنها-: "لولا أن قومك حديثو عهد بكفر لنقضت الكعبة، ثم بنيتها على أساس إبراهيم" مسلم-1333وهنا نلمس مراعاة الجماهير.
                لما طلب عمر رضي الله عنه من رسول الله-صلى الله عليه وسلم- أن يقتل عبد الله بن أبيّ بن سلول المنافق قال له: "دعه؛ لا يتحدث الناس أن محمدا يقتل أصحابه" متفق عليه.

                لكنك تجد من جهة أخرى أنه -صلى الله عليه وسلم- لما أسري به إلى بيت المقدس، وعرج به إلى السماء، أصبح فأخبر الناس.
                لما كان خارجا لصلاة الصبح من بيته شدّته السيدة أم أيمن من ثيابه، وقالت: "إياك أن تحدث الناس فإنهم سيكذبونك" قال: "وإن كذبوني". وخرج فحدثهم، وارتد بعض المسلمين لعدم إطاقة عقولهم فهم المسألة.
                انظر كيف أنه في صلح الحديبية؛ كان كل المسلمين يعارضون قرار الرسول -صلى الله عليه وسلم- باستثناء أبي بكر -رضي الله عنه-، ولك أن تفهم ذلك من أنه لمّا أمرهم أن يحلقوا رفضوا، ولما طلب منهم أن يتحللوا عبروا عن رغبتهم في دخول مكة، ورغم ذلك ثبت وواجههم.

                وسأسوق لكم قصة فاصلة للرد على من يتعامل مع الأحداث بمنطق الربح والخسارة:
                في قصة الهجرة إلى الحبشة، قال عبد الله بن عمرو بن العاص: "والله لآتينهم غدا بما أستأصل به شأفتهم"، وذهب إلى النجاشي وقال له: "إنهم يقولون في عيسى بنِ مريم قولا عظيما، فاسألهم عنه" واجتمع المسلمون، وتشاوروا..

                هنا المواجهة حاصلة، ولا بد من قرار يُخرَج به.
                هل أداهن مثلا المعجبين بحسن أفندي نصر؟ أم أخبرهم بحقيقة الشيعة؟؟
                إنني حين أختار الخيار الثاني يرتفع صوت بعض الناس على اختلاف مشاربهم، ويقولون: "وهل ترى الوقت الحالي مناسبا لطرح مثل هذه الأفكار؟"
                وأقول: تعالوا لنطالع موقف الصحابة لنكتشف إن كان الوقت الحالي مناسبا أو لا.
                ألستم سلفيين، وتعبدون الله على مقتضى الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة؟
                حسنا؛ تعالوا معي لنطالع رد الصحابة رضي الله عنهم.

                ..لما قرأ سيدنا جعفر -المتحدث الرسمي باسم المهاجرين- سورة مريم بكى النجاشي، وبكى من حوله من بطارقته، وخرج المسلمون منتصرين..
                لقد كان الصحابة مخيرين بين خسران الأمان والعودة إلى القتل والتعذيب وبين استعمال الدهاء السياسي والمواربة كي يحافظوا على المكاسب. ولم يختاروا في النهاية أيا من الخيارين، بل قال جعفر -رضي الله عنه-: "والله لو سألني لأصدُقنه". إذ لا مفاصلة على العقيدة والمنهج.
                وإن قلت لي بأنهم تصرفوا بخلاف ذلك في بناء الكعبة مثلا، قلت إن ذلك لم يرتقِ إلى المس بالمنهج، كما أن قتل منافق أو عدمه لا يمس المنهج بدوره.
                أما عندما يتعلق الأمر بالمنهج فلا بد من قول الحق وإن كره الناس.
                وأكرر أن من فضل الله علينا -كما قلت في دروس الحج- بأن أناسا لا يجيدون الحج وفق السنة كي نقوم نحن بذلك.

                لذلك أقول: حتى وإن ترك كل الدعاة حتى أهل الحق منهم (لتأويل صحيح أو فاسد) قول الحق للناس، فلنقله نحن، ولنتميز ولنثبت. ولسنا بحريصين على رضا الناس.

                لما جمع النجاشي جعفر والصحابة رضي الله عنهم، أجابوه وقالوا: "عيسى بن مريم عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه" -بنص القرآن-.فقال: "والله ما عدا عيسى بن مريم ما قلتهم هذا العود" ورفع عودا من الأرض، ونخره البطارقة، فقال: "وإن نخرتم".

                قل الحق إذن، وسيقيّد الله لك من ينقل كلمتك، ويسعد بها، وإن كان واحدا وسط الأمة.


                النصيحة الأخيرة: تحمل أذى الناس والصبر عليهم والرضا بقضاء الله

                المحن تجلّي الصادق، وتفضح الكاذب، والله تعالى لم يترك الناس عند ادّعاء الإيمان، بل قال: {أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ} العنكبوت_آية:2. فلابد من الامتحان إذن.

                إنني أؤكد أننا على مدار السنين الطويلة في طريق الدعوة رأينا أناسا الله أعلم بعددهم، وفي كل مرحلة كانت عملية الغربلة متواصلة: {فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ} الرعد_آية:17.
                الزبد هو ما يعلو الأمواج من أزبال وفضلات..
                كل ما يطفو على السطح يسقط..
                كل من يركب الموجة يسقط..
                ولا يثبت إلا من كانت له جذور راسخة في الدين..
                لذلك قال الله جل جلاله: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لاَ يَحْزُنكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُواْ آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِن قُلُوبُهُمْ }المائدة_آية:41.

                لا يهزنا أن يسقط كثير من الناس، ولا يؤلمنا أن يتنكر كثير من الناس، ولا يضرنا أن يتخلى كل الناس، ولكن.. اثبت أنت: {فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ لاَ تُكَلَّفُ إِلاَّ نَفْسَكَ}النساء_آية:84.

                (نسأل الله أن يرزقنا وإياكم الثبات على الحق، والعزيمة على الرشد، والغنيمة من كل بر، والسلامة من كل إثم، والفوز بالجنة، والنجاة من النار).


                أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه
                والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


                صلِ علي الحبيب صلي الله عليه وسلم
                اللهم بلغنا رمضان واجعلنا من الفائزين بليلة القدر يارب
                لاتنسوني من صالح دعائكم

                القرآن الكريـم بصوت الشيخ حاتم الواعر(اضغط هنا)
                نفسك تكون سبب في هداية الناس ويكونوا في ميزان حسناتك "وبرضه بأقل مجهود"؟
                الفريق الإعلامي للموقع"فريق فرسان الدعوة والحملات الدعوية"
                فريق يختص بنشرالدعوة وتحضيرأقوى الحملات الدعوية

                تعليق


                • #9
                  رد: من وصايا الشيخ محمد حسين يعقوب.....متجدد إن شاء الله

                  أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
                  بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمـَنِ الرَّحِيمِ

                  الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد،

                  فأولا؛ أنا أحبكم في الله... قدَّر الله أن تكون هذه سفرة مفاجِـئة سريعة.. (أسأل الله أن يجعلها بركة علينا وعلى أمة محمد، وأن يدبّر لنا فيها أحسن أمورنا على أفضل ما يحبه ويرضاه.. آمين يا رب العالمين)

                  أيها الأحبة ،،،

                  وقع في روعي في الأيام الماضية أمر مهم جدًا وخطير جدًا؛ كثُر في الأيام الأخيرة الغـل والحسد والحقد والضغائـن والمكر، وصار الصفاء بين المسلمين - حتى بين الإخوة الملتزمين- نادرًا. فلذلك؛ نصيحتي:


                  تصافـــوا
                  على كل شخص أن يخرج ما في قلبه، ويخبر به أخاه حتى وإن خسره، ولكن لا تضمر شرًا. لابد أن تُخرج ما في قلبك.. قل له: "أنا غاضب منك بسبب كذا وكذا.."، و"أنت مقصر في كذا وكذا.."، و"أنا لا أحب فيك كذا وكذا.." إلخ.


                  لأن الذي اكتشفته بعد لأي أن الاستمرار في العلاقة مع الدغل الموجود في القلب لا يشفي هذا الدغل، وإنما يظل هذا الدغل مثل العفن. أتعلمون كيف يصير الخبز عندما يتعفن وينمو فيه العفن؟؟

                  فالعفن الموجود في العلاقة ينمو ويتكاثر؛ فلذلك نصيحتي لكم: تصافــــــوا.

                  تصافوا.. وعيشوا في صفاء.. فنحن علاقتنا لله، ليست من أجل نقود ولا من أجل مصالح. وعليه؛ فلا ينبغي أن يكون هدفك من العلاقة أن تتزوج أخت صاحبك ولا أن تتحصل منه على المال، لهذا لا تبنوا علاقتكم على ماديات ولا على تجارة، بل اجعلوها علاقة في الله ولله، وشيّدوها على الصفاء لتكون علاقة نظيفة جدًا.. وطاهرة جدًا.. وسامية جدًا.. وبعيدة عن أهواء النفوس وزلاتها.


                  وإذا كنت أدعوكم للتصافي بينكم وبين بعض، فالنصيحة الأخيرة هي:

                  الصفاء مع الله

                  نقِّ علاقتك مع الله أولاً بأول بالتوبة الصادقة وإن شقت، وإياك أن تحاول خداع الله بأن تقول بلسانك: "تبت" وهو يرى أنك لست بتائب، بل قلها من قلبك ولا تخادع، وكن صادقًا دومًا معه سبحانه وتعالى.


                  وكثيرًا ما قلت إن شريعة الإسلام لا تطالبنا أن نكون ملائكة (لا نخطئ). فــ: "كل ابن آدم خطاء" صحيح الترغيب-3139و"ما من عبد مؤمن إلا وله ذنب" السلسلة الصحيحة_2276 و"لو لم تذنبوا لذهب الله بكم" رواه مسلم_2749.


                  الشريعة تقول هذا، وتخبرك بأنك سوف تذنب، لكنها وضعت لك المخرج كما في حديث آدم عليه السلام؛ فإنه لما اقترف الخطيئة صار يجري في الجنة،لا يعرف أين يذهب، فأخذت نخلة برأسه، فقال له الله عز وجلّ: " يا آدم؛ أمِنّي تفرّ؟!"، قال:"لا يا رب؛ لكني أستحييك يا رب"فقال الله: "وإن العبد ليستحيي من ربه إذا أخطأ، ولكنه يعلم أين المخرج". والمخرج في التوبة والاستغفار: {فَتَلَقّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَـلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَـيْهِِ} البقرة: آية_37 والكلمات هي: {رَبَّنَا ظَلَمْنَاأَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَالْخَاسِرِينَ} الأعراف:آية_23.


                  فإذا أخطأت فتب.. ولكن لا تكن توبتك كما يفعل العوام؛ فالواحد من هؤلاء عندما تقول له: "تب"، يقول لك: "تبت إلى الله". والأمر ليس هكذا. وإنما أريدك أن تتوب بصدق، وذلك بأن تعرف ذنبك وتعاهد الله على عدم العودة إليه مرة أخرى، ويرى الله من قلبك أنك نادم وعازم. (نسأل الله لنا ولكم العافية)


                  فنصيحة هذه السفرة: الصفاء

                  وإن شاء الله لن أغيب أكثر من أربعة أيام بإذن الله تعالى، اسألوا الله أن يدبر لنا الأمور على ما يحبه ويرضاه سبحانه وتعالى، ثم احفظوا هذا الصفاء، وجرّبوه في هذه الأيام الأربعة لعلكم تفلحون.


                  أحبكم في الله ،،،
                  وأستودعكم الله الذي لا تضـيـع ودائعه
                  والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


                  ..................
                  اللهم صلِ علي محمد وعلي آل محمد إنك حميد مجيد
                  اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني
                  اللهم بلغنا رمضان وبلغنا ليلة القدر يارب
                  القرآن الكريـم بصوت الشيخ حاتم الواعر(اضغط هنا)
                  نفسك تكون سبب في هداية الناس ويكونوا في ميزان حسناتك "وبرضه بأقل مجهود"؟
                  الفريق الإعلامي للموقع"فريق فرسان الدعوة والحملات الدعوية"
                  فريق يختص بنشرالدعوة وتحضيرأقوى الحملات الدعوية

                  تعليق


                  • #10
                    رد: من وصايا الشيخ محمد حسين يعقوب.....متجدد إن شاء الله

                    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

                    أعتذر عن الإنقطاع

                    اللهم اغفر لي واعف عني وارحمني وجميع المسلمين والمسلمات ياأرحم الراحمين


                    والآن أترككم مع وصية الشيخ حفظه الله وبارك لنا في عمره


                    وصية
                    مُوَدِّع: إيَّاكم..!
                    بسم الله الرحمن الرحيم
                    الحمد لله، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
                    أما بعد،
                    إخوتي في الله،،،

                    أولا أنا أحبكم في الله، وأسأل الله أن يرزقني وإياكم الإخلاص في القول والعمل. ولأنني الآن على سفر، ولعل الوجوه لا تلتقي (أسأل الله لي ولكم حسن الخاتمة)، فهذه وصية مُوَدِّع:

                    أولا: إياكم وهيشات الأسواق.. والزموا المساجد
                    إياكم وهيشات الأسواق: هيشات الأسواق هي الضوضاء والجلبة التي تحدث في السوق؛ الكل ينادي على سلعته، والكل لا يسمع غير نفسه. فهو حريص على أن لا يسمع غير نفسه، ويظن أن الناس لا تسمع أحدًا غيره.
                    إياكم وهيشات الأسواق: أن تعيش في وسط هذه الفتن المتلاطمة هذه الأيام في كل المسائل وفي كل الأحوال. الكل يتكلم ولا يسمع، والكل يظن أن الناس يسمعونه، وفي الحقيقة لا أحد يسمع أحدًا.
                    العلاج: الزموا المساجد (اللهم اجعلنا أوتادا لبيوتك، اللهم اجعلنا من أهل المساجد الذين تفتقدهم الملائكة. اللهم حبّب إلينا المكث في المساجد).


                    ثانيا : إياكم والجدل في الدين.. والزموا الصمت
                    إياكم والجدل الكثير واللَّجاجة، فما غضب الله من قوم إلا رزقهم الجدل، ومنعهم العمل. وهذه القضية سمة من سمات غضب الله على القوم. قال حبيبك محمد صلى الله عليه وسلم: "ائتمروا بالمعروف، وتناهوا عن المنكر، حتى إذا رأيت شُحًا مُطاعًا، وهوى متبعًا، ودنيا مؤثرة، وإعجاب كل ذي رأي برأيه، فعليك بخاصة نفسك، ودع عنك أمر العوام" رواه أبو داود والترمذي، وقال عنه الأخير: حسن غريب.
                    إن هذه الأمراض التي ذكرها رسول الله صلى الله عليه وصحبه وسلم:
                    • شُح مطاع.
                    • هوى متبع.
                    • دنيا مؤثرة.
                    • إعجاب كل ذي رأي برأيه.
                    ..هذه يسيرة بالنسبة لما نحن فيه اليوم؛ فعليك بخاصة نفسك، ودَعْ عنك العوام (اللهم اهد الناس، وأصلح الناس).
                    والحل: في لزوم الصمت؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أمسك عليك لسانك، وليَسعك بيتك، وابكِ على خطيئتك" صحيح_صحيح الترغيب وغيره.

                    إذن الأولى: إياكم وهيشات الأسواق، والزموا المساجد.
                    الثانية: إياكم والجدل، والزموا الصمت.
                    ثم..


                    ثالثا: إياكم والدنيا.. والزموا الآخرة

                    قال الرسول صلى الله عليه وسلم: "من كانت الدنيا همه فَرّق الله عليه شمله، وجعل فقره بين عينيه، ولم يأته من الدنيا إلا ما كتب له، ومن كانت الآخرة همه جمع الله عليه شمله، وجعل غناه في قلبه، وأتته الدنيا وهي راغمة"إسناده جيد ورجاله ثقات_السلسلة الصحيحة. وقال الحسن: "إذا رأيت الرجل ينافسك في الدنيا فألقِها في نحره، وإذا رأيت الرجل ينافسك في الآخرة فنافسه فيها".



                    الله أكبر..! في زمن غلاء الأسعار.. ونَهَم الناس.. وظلم الناس.. وطمع الناس.. رأيت بالأمس في أحد الأسواق شيئا عجيبا؛ رأيت الناس يشترون بنهمٍ كما لو كانوا في أول ليلة من رمضان. سبحان الله! أين الفقر؟!! وأين الغلاء؟!!

                    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اقتربت الساعة، ولا يزداد الناس على الدنيا إلا حرصا، ولا يزدادون من الله إلا بعدا"إسناده صحيح_السلسلة الصحيحة. فكلما ارتفعت الأسعار ازداد الناس حرصا على الدنيا، وتضاعف طمعهم فيها، وكبرت رغبتهم في الاستزادة منها. وسبحان الله العظيم!!
                    فإياكم والدنيا. (اللهم اكفنا شر الدنيا، اللهم اصرف عنا همّ الدنيا)

                    وأؤكد هنا -وأنتم خاصتي، فلا ينبغي لي في الأصل أن أوضح لأنكم تفهمون المنهج- أن كلامي هذا ليس نهيا عن التملك، بل لا بأس أن تملك ملايين بل ملايين الملايين.. امتلك دون أن يشغلك هذا عن الله.. دون أن يشغل هذا قلبك.
                    إذن فعندما أقول: "إياك والدنيا" فالمقصود:
                    * إياك أن يشتغل قلبك بالدنيا.
                    * إياك أن تفرح بالدنيا.
                    * إياك أن تحزن على الدنيا.
                    * إياك أن تنافس في الدنيا.
                    * إياك أن تكون حريصا على الدنيا.
                    * إياك أن تحرص على زيادة الدنيا.
                    * إياك.. إياك.. إياك والدنيا، والزم الآخرة (اللهم اجعلنا من أهل الآخرة).
                    يقول ابن الجوزي: "علامات الإدبار عن الآخرة لا تخفى عليك؛ ندخل بيتك فنرى ملعقة ولا نرى مصحفًا، ونرى وسادة ولا نرى سجادة". وهذا صحيح؛ فكل واحد يظهر عليه: من هو؟ فإن كان من أهل الدنيا تظهر عليه علامات ذلك، وإن كان من أهل الآخرة يتضح عليه ذلك (فاللهم اجعلنا من أهل الآخرة) .
                    رابعًا: الزموا الجماعة.. وفارقوا العامة
                    فارقوا الرعاع، وإياكم والغوغاء. قال سيدنا عليّ في حديث كميل بن زياد: "الناس ثلاثة: عالم رباني، ومتعلم على سبيل نجاة، وهمج رعاع أتباع كل ناعق".
                    إخوتي،،،
                    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "المرء مع من أحب"متفق عليه. قال أنس رضي الله عنه: "فما فرحنا بعد الإسلام بشيء مثل فرحنا بهذا الحديث، لأنني أحب رسول الله وأبا بكر وعمر، وأحب أن أحشر معهم".
                    فهذه هي القضية: •الذي تحبه وترجو أن تكون معه في الآخرة؟؟ • من تعيش؟ ومع من تتعامل؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يغزو جيش الكعبة، فإذا كانوا ببيداء من الأرض يُخسف بأولهم وآخرهم". فقالت عائشة رضي الله عنها: "يا رسول الله؛ كيف يخسف بأولهم وآخرهم، وفيهم أسواقهم ومن ليس منهم؟" قال: "يُخسف بأوّلهم وآخرهم، ثم يبعثون على نياتهم"رواه البخاري_الجامع الصحيح.
                    مثلا: وأنت تعمل في القصر قد يُخسف به وبك معهم، ثم تبعثون على نياتكم.. فما نيتك في وجودك في هذا المكان؟ وما هي نيتك وأنت تتعامل مع هذه الأشكال؟
                    قد يكون في "الميكروباص" -مثلا- خمسة عشر شخصا، فإذا ماتوا فيه بُعثوا على نياتهم. وإني قد رأيت اليوم حادثة عجيبة على الطريق؛ لقد أتت سيارة من الجهة الأخرى، فاصطدمت بمقدمة سيارة أخرى، ومات رجل. فقلت: "هذا الرجل المسكين كان يسير وفق القانون على اليمين، وبهدوء، ويربط حزام الأمان، أي أنه كان يسوق بشكل صحيح.. ولكن من أين أتاه البلاء؟
                    لذلك؛ فالقضية ليست فقط أن تسير بشكل صحيح، ولكن القضية هي: ما نيتك؟
                    إذن.. الزموا الجماعة -أي الصحبة الصالحة والصالحين من المسلمين-, وإياكم والرعاع.
                    هذه وصيتي، وبقيت الأخيرة:
                    خامسا: إياكم والرخص.. والزموا المنهج
                    إني أجعلها كلمة باقية في عقبي، أحتسبها عند الله، وأسأل الله أن ألقاه بها:
                    المنهج هو: الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة.
                    الله.. الله في المنهج؛ كل الناس يقولون: "كتاب وسنة"، ويبقى التمايز في: "بفهم سلف الأمة"
                    فإياك وعقلك. إياك وآراء الناس. عليك بـالمنهج بفهم السلف، أي الصحابة والتابعين وأتباع التابعين.

                    أحبكم في الله.
                    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.



                    اللهم صلِ علي محمد وعلي آل محمد إنك حميد مجيد
                    اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني
                    اللهم سلمنا إلي رمضان وسلم لنا رمضان وتسلمه منا متقبلا
                    القرآن الكريـم بصوت الشيخ حاتم الواعر(اضغط هنا)
                    نفسك تكون سبب في هداية الناس ويكونوا في ميزان حسناتك "وبرضه بأقل مجهود"؟
                    الفريق الإعلامي للموقع"فريق فرسان الدعوة والحملات الدعوية"
                    فريق يختص بنشرالدعوة وتحضيرأقوى الحملات الدعوية

                    تعليق


                    • #11
                      رد: من وصايا الشيخ محمد حسين يعقوب.....متجدد إن شاء الله


                      اللهم بارك
                      جزاك الله كل خير
                      وحفظ الله الشيخ وجزاه عنا كل خير ونفعنا بعلمه

                      دخول متقطع لظروف الإجازة
                      اللهم احفظ أهلنا في غزة

                      تعليق


                      • #12
                        رد: من وصايا الشيخ محمد حسين يعقوب.....متجدد إن شاء الله

                        جزاكم الله خيراً و نفع الله بكم
                        و جزى الله الشيخ يعقوب عنّا خير الجزاء

                        تعليق


                        • #13
                          رد: من وصايا الشيخ محمد حسين يعقوب.....متجدد إن شاء الله

                          وجزاكما مثله أختي أحلام وأختي آية

                          شكرا ع المرور

                          القرآن الكريـم بصوت الشيخ حاتم الواعر(اضغط هنا)
                          نفسك تكون سبب في هداية الناس ويكونوا في ميزان حسناتك "وبرضه بأقل مجهود"؟
                          الفريق الإعلامي للموقع"فريق فرسان الدعوة والحملات الدعوية"
                          فريق يختص بنشرالدعوة وتحضيرأقوى الحملات الدعوية

                          تعليق

                          يعمل...
                          X