لا للفرقة .. لا للتعصب
عليكم بالجماعة
قال الله تعالى
"وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ "
"وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ.."
"وَمَن يَعْتَصِم بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ"
"وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللَّهِ"
يعني ايه بحبل الله؟
قال ابن عباس:
(أي تمسكوا بدين الله)
قال ابن مسعود:
(أي عليكم بالجماعة فإنها حبل الله الذي أمر فإن ما تكرهونه في الجماعة والطاعة خير مما تحبون في الفرقة والمعصية)
طيب ما هي النتيجة ما هي الثمرة للاعتصام بالله والاعتصام بحبله؟
"وَمَن يَعْتَصِم بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ"
يا من تريدون التوفيق في جانب الاقتصاد في جانب الإعلام في جانب التعليم في جانب السياسة الداخلية والخارجية في جانب التجارة في أي جانب من جوانب الحياة عليكم أن تعتصموا بالله
"وَمَن يَعْتَصِم بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ"
إلى طريق السلامة والسعادة والنجاة في الدنيا والآخرة
وكما في سنن الترمذي بسند صحيح من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه
"عليكم بالجماعة وإياكم والفرقة"
عليكم بالجماعة وإياكم والفرقة فإن الشيطان مع الواحد ومن الاثنين أبعد
ومن أراد بحبوحة الجنة فليلزم الجماعة
هذا كلام سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
ومن أراد بحبوحة الجنة فليلزم الجماعة
جماعة .. جماعة ايه؟!!!!
الإخوان ولا جماعة السلفيين ولا جماعة التبليغ ولا جماعة أنصار السنة ولا جماعة الجمعية الشرعية
إيه الجماعة دي..
"فليلزم الجماعة"
أي جماعة؟
جماعة المسلمين
"هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ.."
نريد أن نتخلص من هذه المسميات والعصبيات
و يقينا أنه لا مشاحة في المصطلحات والمسميات
ذلك علم اليقين فلقد كانت هذه المسميات موجودة في عهد النبي ولم يُنكر النبي عليها في وقت من الأوقات كان المهاجرون وكان الأنصار وكان أهل بيعة الرضوان وكان أهل الصفة إلى غير ذلك.
لم ينكر النبي أبداً هذه المسميات على أصحابها
لكن لما تحولت المسميات إلى نعرة وإلى عصبية
وقال المهاجرين يا للمهاجرين وقال الأنصاري يا للأنصار قال النبي المختار
"دعوها فإنها منتنة"
دعوا العصيبة فإنها منتنة
تعالوا ننتمي إلى جماعة واحدة تعالوا ننتسب إلى أشرف جماعة وإلى اطهر جماعة وإلى أعظم جماعة
إلى جماعة المسلمين
إلى اختيار الله لنا
"هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ"
نتخلص من هذه المسميات من أجل الله ثم من أجل بلادنا
فالعصبية تصم الأذان عن سماع الحق وتعمي الأبصار عن رؤية الدليل وتصد الناس عن سبل الخير
فالاعتصام بحبل الله بالجماعة
كما قال ابن مسعود وفي الحديث
"وعليكم بالجماعة"
فمن أراد النجاة في الدنيا والآخرة بل من أراد بحبوحة الجنة فليلزم الجماعة
أي فليلزم جماعة المسلمين
ويعجبني قول
شيخنا ابن القيم رحمه الله :
" ان سألوك عن شيخك فقل شيخى رسول الله وان سألوك عن جماعتك فقل هو سماكم المسلمين وان سألوك عن منهجك فقل الكتاب والسنه بفهم سلف الامه وان سألوك عن بيتك فقل الا إن بيوت الله فى الارض المساجد وان سألوك عن لباسك فقل ولباس التقوى ذلك خير"
ماتيجوا نتخلص من العصبية للمشايخ
تعالوا لنتخلص من العصبية للعلماء بل وللأئمة تعالوا بنا لنقف مع الحق بدليله حيث كان
رضي الله عن ابن أبي طالب إذ يقول
"اعرف الحق تعرف أهله فإن الحق لا يُعرف بالرجال ولكن الرجال هم الذين يُعرفون بالحق"
تعالوا لنتخلص من العصبية للمشايخ وللأئمة وندور مع الحق بدليله حيث دار
"فمن تعصب لواحد من الأئمة بعينه كأبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد دون غيرهم كمن تعصب لواحد من الصحابة بعينه دون الباقين كالرافضي الذي يتعصب لعلي وكالخارجي الذي يقدح في عثمان وعلي وهذه طرق أهل البدع والأهواء"
فالننبذ العصبية للشيوخ للعلماء للأشخاص
وليكن ولاؤنا وبرائنا على الكتاب والسنة والإجماع
هذه كلمات والله لو طُبقت لسعدنا في دنيانا وأخرانا
وليكن ولاؤنا وبرائنا على الكتاب والسنة والإجماع فقط وليس على الشعارات والرايات والمسميات وأسماء العلماء والأئمة والمشايخ والدعاة على القرآن والسنة والإجماع
تعالوا لنتعلم من السادة ومن القادة ممن علموا الدنيا وأهل الأرض
عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول للصحابة:
"أرأيتم لو وليت عليكم خير من اعلم ثم أمرته بالعدل فيكم أأكون قد أديت ما علي؟
قالوا: نعم يا أمير المؤمنين.
قال: لا.قالوا: لماذا؟
قال: حتى أنظر في عمله"
ما هو التنظير سهل ما هو الكلام سهل
"حتى أنظر في عمله فإن أدى ما عليه فالحمد لله وتلك كفاءته وإن لم يؤدي ما عليه فتلك مسئوليتي فأنا الذي وليته"
هذه هي الإدارة
هذا هو فن الإدارة بإرادة
لأننا نفتقد إلى الإرادة
والإدارة نفتقد إلى صدق الإرادة وصحة الإدارة
فالإمكانيات والطاقات وفيرة لكننا نحتاج إلى صدق إرادة مع صحة إدارة سنرى الخير والوفير
فلابد من أن يعمل الجميع بروح الفريق الواحد
وينبغي أن يُقدم أي أخ من إخواننا أو أي مسلم على أي عمل إلا وهو يبتغي به وجه الله،لا يبتغي به سمعة ولا شهرة ولا منصب ولا مركز ولا مالا ولا جاهاً ولا وجاهة
واعلم يقينا بأنك إن أخلصت النية حقق الله لك كل ما تصبوا إليه وكل ما ترجوه
مختصرة بتصرف يسير
من خطبة لفضيلة الشيخ محمد حسان حفظه الله
تعليق