إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

* مع السلف في حفظ اللسان

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • * مع السلف في حفظ اللسان

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    * مع السلف في حفظ اللسان

    http://www.youtube.com/watch?v=81cAZR_syfQ
    قال أحد السلف : " صحبنا ربيع بن خثيم عشرين سنة ، فما تكلم إلا بكلمة تعليه عند الله " . وعن رجل من بني تميم قال : " جالست الربيع عشر سنين ، فما سمعته يسأل عن شيء من أمور الدنيا ، إلا مرتين : قال مرة : والدتك حيّة ؟ وقال في الثانية : كم لك مسجدا ؟ " . وقال آخر : " صحبت الربيع عشرين عاما ، ما سمعت منه كلمة تُعاب " .



    عن محمد بن سوقة قال : " أحدثكم بحديث لعله أن ينفعكم ؛ فإنه قد نفعني ، قال لنا عطاء بن أبي رباح : يا بني أخي ، إن من كان قبلكم كانوا يكرهون فضول الكلام ، وكانوا يعدون فضوله ما عدا كتاب الله عز وجل أن تقرأه ، وتأمر بمعروف أو تنهى عن منكر ، أو تنطق بحاجتك في معيشتك التي لا بد لك منها . أتنكرون أن عليكم حافظين كراما كاتبين ؟ ، عن اليمين وعن الشمال قعيد ؟ ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد ؟ أما يستحي أحدكم أن لو نشرت عليه صحيفته يوم القيامة ، ليس فيها من أمر دينه ولا دنياه شيء ؟ " .



    قال سلمة بن علقمة : " جالستُ يونس بن عبيد ، فما استطعت أن آخذ عليه كلمة تعاب عليه " .



    قال إبراهيم الحربي : " ما أخرجتْ بغداد أتمّ عقلا من بشر الحافي ، ولا أحفظ للسانه منه ، ما عُرف له غيبة لمسلم " .



    قال الإمام ابن دقيق العيد : " ما تكلمت كلمة ، ولا فعلت فعلا ، إلا وأعددت له جوابا بين يدي الله عزوجل " .



    قال ابن السماك : " سبعُك – أي : أسدك - بين لحيْيْك تأكل به كل من مر عليك ، قد آذيت أهل الدور في الدور ، حتى تعاطيت أهل القبور ، فما ترثي لهم وقد جرى البلى عليهم ، وأنت هاهنا تنبشهم ، إنما نرى أن نبشهم أخذ الخرق عنهم ، إنك إن ذكرت مساويهم فقد نبشتهم ، إنه ينبغي لك أن يدلك على ترك القول في أخيك ثلاث خلال : أما واحدة : فلعلك أن تذكره بأمر هو فيك ، فما ظنك بربك إذا ذكرت أخاك بأمر هو فيك ؟ ولعلك تذكره بأمر قد ابتُليت بأعظم منه ، فذلك أشد استحكاما لمقته إياك ، ولعلك تذكره بأمر قد عافاك الله منه ، أفهذا جزاؤه إذ عافاك . أما سمعت : ارحم أخاك واحمد الذي عافاك ؟ " .



    وعن أبي بكر بن عياش قال : " أدنى نفع السكوت السلامة ، وكفى به عافية ، وأدنى ضرر المنطق الشهرة ، وكفى بها بلية " .



    قال مورق العجلي : " تعلمت الصمت في عشر سنين ، وما قلت شيئا قط إذا غضبت أندم عليه إذا زال غضبي " .

    ________________________________
    *مع السلف في محاسبة النفس


    عن أنس بن مالك قال : سمعت عمر بن الخطاب يوما – وقد خرجت معه حتى دخل حائطا - فسمعته يقول وبيني وبينه جدار ، وهو في جوف الحائط : " أمير المؤمنين!! بخ بخ ، والله لتتقين الله أو ليعذبنك " .



    وقال الحسن البصري : " المؤمن قوام على نفسه ، يحاسب نفسه لله عزوجل ، وإنما خف الحساب يوم القيامة على قوم حاسبوا أنفسهم في الدنيا ، وإنما شقّ الحساب يوم القيامة على قوم أخذوا هذا الأمر من غير محاسبة ".



    وفي قوله الله تعالى {
    وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ ﴿٢( القيامة : 2 ) قال الحسن البصري : " لا تلقى المؤمن إلا يعاتب نفسه : ماذا أردت بكلمتي ؟ ماذا أردت بأكلتي ؟ ماذا أردت بشربتي ؟ والفاجر يمضى قدما لا يعاتب نفسه ".



    عن عطاء قال: " دخلتُ على فاطمة بنت عبد الملك بعد وفاة عمر بن عبد العزيز ، فقلت لها : يا بنت عبد الملك ، أخبريني عن أمير المؤمنين ، قالت : " أفعل، ولو كان حيّاً ما فعلت ! إن عمر رحمه الله كان قد فرغ نفسه وبدنه للناس، كان يقعد لهم يومه ، فإن أمسى وعليه بقية من حوائج يومه وصله بليله ، إلى أن أمسى مساء وقد فرغ من حوائج يومه ، فدعا بسراجه الذي كان يسرج له من ماله ، ثم قام فصلى ركعتين ، ثم أقعى واضعاً رأسه على يده تتسايل دموعه على خده ، يشهق الشهقة فأقول : قد خرجت نفسه ، وانصدعت كبده ، فلم يزل كذلك ليلته حتى برق له الصبح ، ثم أصبح صائماً ، قالت: فدنوت منه. فقلت : " يا أمير المؤمنين ، رأيت شيئا منك البارحة ما رأيته قبل ذلك ، فما كان منك ؟ " قال: " أجل، فدعيني وشأني وعليك بشأنك " ، قالت: فقلت له : " إني أرجو أن أتعظ " ، قال: " إذن أخبرك، أني نظرت إليّ فوجدتني قد وليت أمر هذه الأمة صغيرها وكبيرها ، وأسودها وأحمرها، ثم ذكرت الغريب الضائع ، والفقير المحتاج ، والأسير المفقود وأشباههم في أقاصي البلاد وأطراف الأرض ، فعلمت أن الله سائلني عنهم ، فخفت على نفسي خوفاً دمعت له عيناي، ووجل له قلبي ، فأنا كلما ازددت لها ذكراً ازددت لهذا وجلاً ، وقد أخبرتك فاتعظي الآن أو دعي " .



    وعن أبي سليمان رحمه الله قال : " أفضل الأعمال خلاف هوى النفس " .



    وقال مالك بن دينار : " رحم الله امرأ قال لنفسه : ألست صاحبة كذا ؟ ألست صاحبة كذا ؟ ثم ذمّها ثم خطمها – والخطام هو ما تُقاد به الإبل - ثم ألزمها كتاب الله ، فكان له قائدًا ". وكان رحمه الله يجاهد نفسه أشد المجاهدة ، ثم يقول لنفسه : " إني والله ما أريد بك إلا الخير " .



    وكان توبة بن الصمة محاسبًا لنفسه ، فحاسبها يوما فرأى أن عمره قد بلغ ستين سنة ، فحسب أيامها، فإذا هي أحد وعشرون ألف يوم وخمسمائة يوم، فصرخ وقال: " يا ويلت ! ألقى الله بواحد وعشرين ألف ذنب ! فكيف وفي كل يوم عشرة آلاف ذنب ؟ " ، ثم خرّ مغشيا عليه ، فحرّكوه فإذا هو ميت ، فسمعوا قائلا يقول : " يالها من ركضة إلى الفردوس الأعلى " .



    وقال إبراهيم التيمي : " مثلت نفسي في الجنة ، آكل من ثمارها ، وأشرب من أنهارها ، ثم مثلت نفسي في النار ، آكل من زقّومها ، وأشرب من صديدها ، وأعالج سلاسلها وأغلالها ، فقلت لنفسي : يا نفس ،أي شيء تريدين ؟ فقالت : أريد أن أرد إلى الدنيا فأعمل صالحا ،قلت : فأنت في الأمنية فاعملي " .

    ___________________________
    *مع السلف في فراستهم

    قال عبد الله بن سلمة المرادي : " نظر عمر بن الخطاب إلى الأشتر ، فصعّد فيه النظر وصوّبه ثم قال : إن للمسلمين من هذا يوما عصيبا . فملك الأشتر العرب . وكان جبارا سفاحا .



    ودخل رجل على عثمان بن عفان رضي الله عنه - وقد رأى امرأة في الطريق فتأمل محاسنها - ، فقال له عثمان : " يدخل عليّ أحدكم وأثر الزنى ظاهر على عينيه؟! " ، فقال الرجل : " أوحيٌ بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم؟! " ، فقال: " لا، ولكن تبصرة وبرهان وفراسة صادقة ".



    وقال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه : " أفرس الناس ثلاثة : العزيز في يوسف عليه السلام ، حيث قال لامرأته : {
    أَكْرِ‌مِي مَثْوَاهُ عَسَىٰ أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا ۚ} ( يوسف : 21 ) ، وابنة شعيب حين قالت لأبيها في موسى عليه السلام : { يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْ‌هُ ۖ إِنَّ خَيْرَ‌ مَنِ اسْتَأْجَرْ‌تَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ ﴿٢٦﴾ ( القصص : 26 ) ، وامرأة فرعون حين قالت : {وَقَالَتِ امْرَ‌أَتُ فِرْ‌عَوْنَ قُرَّ‌تُ عَيْنٍ لِّي وَلَكَ ۖ لَا تَقْتُلُوهُ عَسَىٰ أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا ﴿٩﴾ ( القصص : 9 ) ، و أبو بكر في عمر رضي الله عنهما ، حيث استخلفه ".



    وقال الحارث بن مرة : " نظر إياس بن معاوية إلى رجل فقال : هذا غريب ، وهو من أهل واسط ، وهو معلّم ، وهو يطلب عبداً له آبق، فوجدوا الأمر كما قال، فسألوه فقال : رأيته يمشي ويلتفت فعلمت أنه غريب ، ورأيته وعلى ثوبه حمرة تربة واسط ، فعلمت أنه من أهلها ، ورأيته يمر بالصبيان فيسلم عليهم ولا يسلم على الرجال فعلمت أنه معلم ، ورأيته إذا مر بذي هيئة حسنة لم يلتفت إليه ، وإذا مر بذي ملابس رثّة تأمله ، فعلمت أنه يطلب عبدا آبقا ".



    وذكروا عن المنصور أن رجلا جاءه فأخبره أنه خرج في تجارة فكسب مالا ، فدفعه إلى امرأته ، ثم طلبه منها ، فذكرت أنه سرق من البيت ولم ير نقباً ولا علامة على ذلك ، فقال المنصور : " منذ كم تزوجتها ؟ " ، قال : " منذ سنة " ، قال : " بكرا أو ثيبا؟ " ، قال : " ثيبا " ، قال : " فلها ولد من غيرك؟ "، قال : " لا "، فدعا له المنصور بقارورة طيب كان حاد الرائحة وغريب النوع ، فدفعها إليه وقال له : " تطيّب من هذا الطيب ؛ فإنه يذهب غمّك " . فلما خرج الرجل من عنده قال المنصور لأربعة من ثقاته : " ليقعد على كل باب من أبواب المدينة واحد منكم ، فمن شمّ منكم رائحة هذا الطيب من أحد فليأت به "، وخرج الرجل بالطيب فدفعه إلى امرأته ، فلما شمّته بعثت منه إلى رجل كانت تحبه ، وقد كانت دفعت إليه المال ، فتطيّب من العطر ، ومرّ مجتازا ببعض أبواب المدينة ، فشمّ الموكّل بالباب رائحته عليه فأتى به المنصور ، فسأله : " من أين لك هذا الطيب ؟ " ، فلجلج في كلامه ، فدفعه إلى والي الشرطة فقال : " إن أحضر لك كذا وكذا من المال فخلّ عنه وإلا اضربه ألف سوط "، فلما جرّدوه للضرب أحضر المال على هيأته ، فدعا المنصور صاحب المال فقال: " أرأيت إن رددت عليك المال تحكّمني في امرأتك ؟ "، قال : " نعم " ، فقال له المنصور : " هذا مالك ، وقد طلقت المرأة منك ".



    وقال أبو علي التنوخي : " بلغني عن المعتضد أنه كان جالسا في بيت يُبنى له ، فرأى فيهم غلاما أسود منكر الخلقة يصعد السلالم درجتين درجتين ، ويحمل ضعف ما يحمله غيره ، فأنكر ذلك وطلبه ، وسأله عن سبب ذلك ، فتلجلج فكلمه ابن حمدون فيه وقال : من هذا حتى صرفت فكرك إليه ؟ قال : قد وقع في خلدي أمر لا أحسبه باطلا . ثم أمر به فضُرب مئة وتهدده بالقتل ، ودعا بالنطع والسيف ، فقال الغلام : الأمان الأمان ؛ أنا أعمل في الفرن ، فدخل من شهور رجل معه دنانير فأخرجها ، فوثبت عليه وسددت فاه وكتفته وألقيته في الأتون - والذهب معي - يقوى به قلبي . فأخذ منه المعتضد الكيس الذي فيه الدنانير ، وإذا على الكيس اسم صاحبه ، فنودي في البلد عن صاحب الكيس ، فجاءت امرأة فقالت : هو زوجي ولي منه طفل . فسلم الذهب إليها ، وقتل ذلك الغلام " .

    ___________________________
    *مع السلف في وصاياهم
    عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : " عليك بتقوى الله ؛ فإنه رأس كل شيء ، وعليك بالجهاد ؛ فإنه رهبانية الإسلام ، وعليك بذكر الله وتلاوة القرآن ؛ فإنه روحك في أهل السماء وذكرك في أهل الأرض ، وعليك بالصمت إلا في حق ؛ فإنك تغلب الشيطان " .



    عن جندب بن عبدالله رضي الله عنه قال : " أوصيكم بتقوى الله ، وأوصيكم بالقرآن ؛ فإنه نور بالليل المظلم ؛ و هدى بالنهار ، فاعملوا به على ما كان من جهد وفاقة ، فإن عرض لك بلاء فقدّم مالك دون دينك ، فإن تجاوز البلاء فقدم مالك ونفسك دون دينك ، فإن المسلوب من سُلب دينه ، واعلم أنه لا فقر بعد الجنة ، ولا غنى بعد النار ".



    قال الإمام موفق الدين البغدادي : " ينبغي أن تكون سيرتك سيرة الصدر الأول ، فاقرأ السيرة النبوية ، وتتبع أفعال نبيك ، واقتف آثاره وتشبه به ما أمكنك . من لم يحتمل ألم التعلم لم يذق لذة العلم ، ومن لم يكدح لم يفلح . إذا خلوت من التعلم والتفكر فحرك لسانك بالذكر ، خاصة عند النوم ، وإذا حدث لك فرح بالدنيا فاذكر الموت وسرعة الزوال وكثرة المنغصات . وإذا حزبك أمر فاسترجع ، وإذا اعترتك غفلة فاستغفر ، واعلم أن للدين عبقا تدل على صاحبها ، ونورا وضيئا يشرف عليه ويدل عليه . يا محيي القلوب الميتة بالإيمان خذ بأيدينا من مهواة الهلكة ، وطهرنا من درن الدنيا بالإخلاص لك " .



    قال وهيب بن الورد : " لا يكون هم أحدكم في كثرة العمل ، ولكن ليكن همّه في إحكامه وتحسينه ؛ فإن العبد قد يصلي وهو يعصي الله في صلاته ، وقد يصوم وهو يعصي الله في صيامه " . وقال أيضا : " اتق الله أن تسبّ إبليس في العلانية ، وأنت صديقه في السرّ " .



    عن معروف الكرخي قال : " من كابر الله صرعه ، ومن نازعه قمعه ، ومن ماكره خدعه ، ومن توكل عليه منعه ، ومن تواضع له رفعه . كلام العبد فيما لا يعنيه خذلان من الله ، وإذا أراد الله بعبد شرا أغلق عنه باب العمل ، وفتح عليه باب الجدل ".



    عن الإمام وهب بن منبّه قال : " قرأت في بعض الكتب : يابن آدم ، لا خير لك في أن تعلم ما تجهله وأنت لم تعمل بما علمت ؛ فإن مثل ذلك كرجل احتطب حطبا ، فحزم حزمة فذهب يحملها فعجز عنها ، فضم إليها أخرى ".



    عن الإمام الحسن البصري قال : " المؤمن أحسن الناس عملا ، وأشد الناس وجلا ، فلو أنفق جبلا من مال ، ما أمن العذاب ، لا يزداد صلاحا وبرا إلا ازداد خوفا من ربه ، والمنافق يقول : سواد الناس كثير ، وسيغفرُ لي ، ولا بأس عليّ . فيسيء العمل ويتمنّى على الله الأماني ".



    وقال أبو حفص الحداد : " من لم يتهم نفسه على دوام الأوقات ، ولم يخالفها فى جميع الأحوال ، ولم يجرّها إلى مكروهها فى سائر أيامه كان مغرورا ، ومن نظر إليها باستحسان فقد أهلكها ، وكيف يصح لعاقل الرضا عن نفسه ؟ ، والكريم بن الكريم بن الكريم بن الكريم : يوسف بن يعقوب بن اسحاق بن ابراهيم الخليل عليهم السلام يقول : { و
    وَمَا أُبَرِّ‌ئُ نَفْسِي ۚ إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَ‌ةٌ بِالسُّوءِ } ( يوسف : 53 ) " .

    __________________________
    *مع السلف في العفو

    روى ميمون بن مهران أن جارية له جاءت بمرقة ، فعثرت فصبت المرقة عليه ، فأراد ميمون أن يضربها ، فقالت الجارية: " يا مولاي ، استعمل قول الله تعالى: {
    وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ} ال عمران :134.
    فقال: " قد فعلت "، فقالت: " اعمل بما بعده " : {
    وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ } ال عمران :134
    قال: " قد عفوت "، فقالت: " اعمل بما بعده " {
    وَاللَّـهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ﴿١٣٤﴾} ال عمران : 134 .

    فقال ميمون : " أحسنت إليك، فأنت حرة لوجه الله تعالى " .




    وذكر عن بعض المتقدمين أنه كان له فرس وكان معجباً به، فجاء ذات يوم فوجده على ثلاث قوائم فقال لغلامه: " من صنع به هذا ؟ " فقال: " أنا "، قال: " لم؟ " قال: " أردت أن أغمّك ". قال: " لا جرم، لأغمن من أمرك به -يعني الشيطان- اذهب فأنت حر والفرس لك ".



    وكان أحد السلف يوم يخرج من بيته يقول بما معناه: " اللهم قد أحللت عرضي من كل عبد " . أي أني أعفو وأسامح كل من استباح عرضي من شتم أو سب أو استهزاء وغيره



    وذكر علماء التراجم أن ابن عون كان له ناقة يغزو عليها ويحج ، وكان بها معجبا ، فأمر غلاما له يستقي عليها ، فجاء بها وقد ضربهاعلى وجهها ، فسالت عينها على خدها ، فقال بعضهم : " إن كان من ابن عون شيء فاليوم "، فلم يلبث أن نزل ، فلما نظر إلى الناقة قال : " سبحان الله!! ، أفلا غير الوجه بارك الله فيك ؟ ، اخرج عني واشهدوا أنه حر " .



    عن علي بن زيد قال : " أغلظ رجل من قريش القول ، وذلك عند أمير المؤمنين عمر بن عبدالعزيز ، فأطرق عمر رأسه طويلا ، ثم قال : أردتَ أن يستفزني الشيطان بعزّ السلطان ، فأنال منك اليوم ما تناله مني غدا ؟ ، انصرف رحمك الله " .



    وكان ل عمر بن عبدالعزيز ولد من فاطمة ، فخرج يلعب مع الغلمان ، فشجّه غلام فاحتملوه هو وابن عمر فأدخلوهما على فاطمة ، فسمع عمر الجلبة وهو في بيت آخر فخرج ، وجاءت امرأة فقالت : " إن الغلام ابني ، وهو يتيم يا أمير المؤمنين ". فقال لها : " أله عطاء في بيت مال المسلمين ؟ " ، قالت : " لا ". فقال : " اكتبوا له عطاء " ، وعفا عنه .

    عن الأحنف بن قيس قال : " ما تعلمت الحلم إلا من قيس بن عاصم ، لأنه قتل ابن أخ له بعض بنيه ، فأتي بالقاتل مكتوفا يقاد اليه ، فقال : ذعرتم الفتى ! ، ثم أقبل على الفتى فقال: يا بني ، بئس ما صنعت ، نقصت عددك، وأوهنت عضدك، وأشمت عدوك ، وأسأت بقومك، خلوا سبيله، واحملوا إلى أمّ المقتول ديته، فإنها غريبة . ثم انصرف القاتل وما حل قيس حبوته ، ولا تغير وجهه " .

    قال الإمام ابن سماعة : " سمعت الإمام أحمد بن حنبل يقول : كل من ذكرني ففي حلّ إلا مبتدعا ، وقد جعلت أبا إسحاق - يعني المعتصم - في حلّ ، فقد رأيت الله يقول : {
    وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا ۗ أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ‌ اللَّـهُ لَكُمْ ۗ ﴿٢٢( النور : 22 ) ، وأمر النبي صلى الله عليه وسلم أبا بكر بالعفو في قصة مسطح ، وما ينفعك أن يعذب الله اخاك المسلم في سببك ؟ ".

    __________________


    http://www.youtube.com/watch?v=_FsNOGcC9-Y
    التعديل الأخير تم بواسطة أم عبد الرحمن .; الساعة 02-01-2013, 09:58 PM. سبب آخر: تشكيل الأيات الكريمة .. بارك الله فيكم ونفع بكم .



  • #2
    رد: * مع السلف في حفظ اللسان

    موضوع ممتاز أختنا ما شاء الله .

    جعله الله في ميزان حسناتكِ يارب .
    القمم .. لأهل الهمم ، ومن هجر الرقاد سبق العباد

    ----
    من نذر نفسه لخدمة دين الله سيعيش متعبًا ولكن سيحيا كبيرًا؛
    فالحياة في سبيل الله أصعب من الموت في سبيل الله .
    ________

    خاب وخسر من أبتعد عن خدمة دين الله .






    تعليق


    • #3
      رد: * مع السلف في حفظ اللسان

      جزاكم الله خيرا ونفع بكم
      قال ذو النون:"من شغل قلبه ولسانه بالذكر، قذف الله في قلبه الاشتياق إليه".

      قال إبراهيم بن الجنيد: "كان يُقال: من علامة المحبة لله: دوام الذكر بالقلب واللسان، وقلَّ ما ولع المرء بذكر الله عز وجلَّ إلا أفاد منه حب الله جل جلاله".



      تعليق


      • #4
        رد: * مع السلف في حفظ اللسان

        جزاكم الله خيرا

        اللهم بارك لنا في شعبان وبلغنا رمضان

        تعليق


        • #5
          رد: * مع السلف في حفظ اللسان


          جزاكم الله خيرا ونفع بكم
          فضل لا إله إلا الله، وفضل سبحان الله وبحمده:
          (من قال: [لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير] في يوم مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب، وكتبت له مائة حسنة، وكانت له حرزاً من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي، ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا رجل عمل أكثر منه)- وقال (من قال [سبحان الله وبحمده] في يوم مائة مرة حطت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر) البخاري (11/168) مسلم (2691).


          تعليق


          • #6
            رد: * مع السلف في حفظ اللسان


            جزاكم الله خيرا ونفع الله بكم
            قوانين قسم زاد الدعية

            1- يمنع على العضو وضع اكثر من موضعين في يوم واحد
            2- يمنع على العضو تنشيط اكثر من موضعين له في يوم واحد
            استغُفِركَ ربّي مِن كُل نية سيئة جَالت في صُدورنا
            ومِن كُل عًمل سئ تَضيقُ به قبورنًا




            تعليق


            • #7
              رد: * مع السلف في حفظ اللسان

              قال خبّاب بن الأرت رحمه الله لرجل: تقرب إلى الله تعالى ما استطعت، واعلم أنك لن تتقرب إليه بشيء هو أحب إليه من كلامه.
              وقال عثمان بن عفان: من أحب القرآن أحب الله ورسوله، فمن أحب شيئاً أكثر من ذكره، ولا شيء عند المحبين أحلى من كلام محبوبهم، فهو لذة قلوبهم وغاية مطلوبهم،

              كما قال بعض السلف: ( إذا أردت أن تعرف قدرك عند الله فانظر إلى قدر القرآن عندك ).
              وكان بعضهم يكثر من تلاوة القرآن ثم اشتغل عنه بغيره فرأى في المنام قائلاً يقول له:
              إن كنت تزعم حبي *** فلم جفوت كتابي؟
              أما تأملت ما فيه من عير *** وما فيه من لذيذ خطابي
              ولم يكونوا يقرؤونه ليقال إنهم يقرؤونه ولا يهذّونه هذّ الشعر كما الناس يفعلون، وإنما كانوا يتدبرون معانيه ويتأثرون بألفاظه فيحركون به قلوبهم ويرسلون به مدامعهم يتأملون عبره ويعيشون أنداءه ويسرحون طرف أفئدتهم في خمائله ويطلقون أكف الحب في كنوزه.
              وليس الذي يجري في العين ماؤها *** ولكنها روح تسيل فتقطُرُ


              تعليق

              يعمل...
              X