( وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين )
الحمد لله والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم … من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي ولا راشدا له .
أخوتي في الله يا يشهد الله ما أقول كلماتي هذه إلا وقد وجهتها لنفسي قبلكم ولأنكم أخوتي في الله وتبعا لحديث الرسول عليه الصلاة والسلام ( حب لأخيك ما تحبه لنفسك ) هذا ما جعلني أنثر لكم اليوم هذه الأحرف الغالية علها تنجينا يوم العرض على الله عزوجل وتكون حجة لنا لا علينا وعلها تيقظنا من غفلة نحن فيها من سنين .
اخوتى في الله لا بد من يوم يمر على الانسان قد ساده الحزن والألم على شيء عظيم لا يحسه إلا من قد رحمه الله بل والله قد أحبه الله وأحب له طريقا جديدا حياة حديثة الولادة لكن ماذا تتوقعون ذلك الحزن إنه لحزن مفرح حزن محمود ومراد في زمننا هذا وأسأل الله أن يكون حزن يعقبه فرح دائم وخالد لا انقطاع له ولا نقصان قد تتساءلون ما هذا الحزن المحمود بل والله مطلوب إنه ألم قد فاض قلب العائد إلى الله تعالى إنها دموع الندم دموع توبة العبد من حياة سوداء تغمرها المعاصي والذنوب إنه إحساس الإياب إلى طريق قد ضل عنه من ضل .
كثير منا من غاص بل غرق في بحر الذنوب والمعاصي كثير منا من تجرع ملذات الدنيا وشهواتها حتى طفح لكن من أراد الله به خيرا ينقذه من الغرق في ذلك اليم الذي ليس له أول ولا آخر فقد قال عز وجل في كتابه الكريم
( وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيء ) نعم هي رحمة يرزقها لعبيده حتى يعرفوا طريق الهداية . وصدق سيدي رسول الله صلى الله عليه وسلم بروحي وبأمي وأبي في حديثه .. عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن عمر بن لخطاب رضي الله عنهما
(( إن الله عز وجل يقبل توبة العبد ما لم يغرغر )) رواه الترمذي وقال حديث حسن .
وصدق من قال :
ولما قسى قلبي وضاقت علي مذاهبي جعلت الرجا ربي لعفوك سلما
تعاظمني ذنبي فلما قرنته بعفوك ربي صار عفوك أعظما
سبحان الله ليل نهار وحين اقترافنا للذنوب ونحن في فرح مغمور بل في غفلة غير متناهية والله عز وجل في غضب علينا لا نعلم حدته يا ترى لماذا يغضب الله عز وجل ؟ وكيف به تعالى لا يغضب فهو يرزق ويفرح ويعطي ويهب ويستر ونحن في لهو ولعب أليس بقادر أن يسرع الله في عقابه حينما يعصي العبد ربه أوأمنا مكر الله وهو أشد الماكرين نعم ( إنه على كل شيء قدير ) لكن عله أمر يخفيه عز وجل على عبده العاصي ولكن ليس كل العصاة نعم أمر ارتضى له الله تعالى حتى يعش بقية حياته عيشة هنيئة ويخلد في الآخرة بين الجنان ما هو ذاك الأمر ؟؟؟
إنها التوبة أخوتي أعظم نعمة خلقها الله عزوجل وارتضاها لعبيده المخلصين إن كانت توبة نصوحا فلنحاسب أنفسنا يا أحبتي ما الذي نفعله كل يوم هل نحن قريبون من الله أو بعيدون كل البعد
فلننظر في أيامنا والله لنجد إننا عاصون مقصرون بعيدون كل البعد عن طريق الحق والهداية ونظن إننا نحسن صنعا ( قُلْ هَلْ نُنَبِئُكُم بِالأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً الّذِينَ ضّلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا أُوْلَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالَهُمْ فَلا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا ) الله أكبر نعم أخوتي فلننتبه فلا تغرنا أعمالنا وإن كثرت ونقول إننا نعمل ونعمل وبهذا أمنا آخرتنا وبعدها نفسد ونعصي ونفعل ما يغضب الله حتى نلاقي ما توعدنا الله تحبط أعمالنا وكأننا لم نفعل شيئا أبدا .
أخوى أين أجدادنا أين المعظمون أين الرؤساء أين كل من مات ألم يذوقوا كأس المنون وتجرعوا غصصه أليسوا الآن تحت الثرى لا ذكر لهم هل نفعتهم كنوزهم هل نفعتهم أموالهم .
يا راحلا قل لي إلى أين المسير
أإلى الربى الخضراء أم وهج السعير إلى ضياء الروح أم موت الضمير
فإلى متى سنظل نمضي يا أخي من دون إدراك المصير
>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>
بل وربي أين سيد المرسلين عليه من الله أفضل الصلاة والسلام هل كان من الخالدين ألم تمر عليه سكرات الموت ألم يشتد عليه آلامه وهو من ؟؟؟؟ رسول الله المصطفى يااالله نعم وربي إننا في غفلة أخوتي هل نعلم متى يدركنا الموت هل أمنا على أرواحنا أم غرنا طول الأمل نؤخر بالتوبة حتى يأتينا الموت بغتة نعم بغتة ونحن نؤجل بالتوبة حتى نحقق كل ما نشتهيه لا يا أحبتي لم لا نسرع فيها إنه الموت الذي لا أحد يأمنه اسأل نفسك يا ما تقرأ أحرفي هل تعلم متى تموت إن كنت تعلم فيا ليتك تعلم متى أموت أنا حتى أسرع بالتوبة قبل موتي بيوم أو يومين إلى متى يا أخوتي إلأى متى ونحن نرضى الهوان لأ،فسنا !!!!!
إن لله عبادا فطنا طلقوا الدنيا وخافوا الفتنا
نظروا فيها فلما علموا إنها ليست لحيِّ وطنا
جعلوها لُجة واتخذوا صالح الأعمال فيها سفنا
نعم تفكروا في الدنيا إنما هي دنيا فانية دنيا فانية ونبكي من أجلها ونحزن على مال ضاع أو رتبة مرتقبة أو جاه مفتخر زائل والله يا أحبتي وإني لأوجه هذه الأحرف لنفسي المقصرة ولكم لو تفكرنا بالدنيا وما فيها من نعم فانية وزائله لقلتم واتفقتم معي إنها دنيا حقيرة نتنه دنيئة لكن على الرغم من ذلك إلا إن بها جنة والله جنة قد غفلنا عنها ترى ما هذه الجنة إنها جنة ذكر الله عزوجل والتقرب إليه بفعل الطاعات والخيرات فإن أردتم معرفة تلك الطاعات التي تفرح الله عزوجل سأذكر منها وعلكم تعرفوها ولكن هي للذكرى إن الذي يفرح الله عزوجل أفعال كثيرة بغض النظر عن الفرائض
أخوتى
من منا قام ليله وجاد بالأدمع الحرا خشية وخوفا من الجبار المنتقم من رسم بسمة حنان على شفتي يتيم وكفله حتى يجمعه الله مع الرسول عليه الصلاة والسلام حينما قال في حديثه ( وأنا وكافل اليتيم كهاتين ) أي السبابة والوسطى وفرق بينهما شيئا بسيطا من منا من بر والديه وتذلل لهم ولم يعقهما من منا عاد مريضا ورفع من همته وذكره بعفو الله عنه بذلك المرض من قام بعمل يذخره لآخرته ليذكره الناس أو علم ينتفع به من ومن ومن ؟؟؟؟؟
أخوتي وأحبتي فلنبكي على ما فاتنا من جنة الدنيا نعم فلنبكي على عمرنا الذي ولى في معصية الرحمن نعم لنبكي ولنجد بدموع الندم حتى يفرح الله جل وعلا بتلك الدموع التي عرف بها العبد ربه .
واشدد يديك بحبل الله معتصما فإنه الركن إن حانتك أركان
من استعان بغير الله في طلب فإن ناصره عجز وخذلان
يا ظالما فرحا بالسعد ساعده إن كنت في سِنَةِ فالدهر يقظان
لا تحسبن سرورا دائما أبدامن سره زمن ساءته أزمان
أحبتي إنه أمر قد أمرنا الله عز وجل به وجعل سلعته غالية ألا إن سلعة الله غالية ألا إن سلعة الله هي الجنة فهبوا أخوتي ركضا ولتنسابق بالخطى إلى طريق الهداية فلها نور لا منتهي فقد قال سبحانه وتعالى ( وَتُوبُوا إِلَى اللهَ جَمِيعًا أَيُّهَ المُؤْمِنُون لَعَلَكُم تُفْلِحُون ))
ومن لم يتب منا كيف يكون حاله قال عز وجل ( وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَاُولَئِكَ هُمُ الظالِمُون ) .. أسأل الله الهداية لي ولكم وأن يثبتنا ويتقبل منا وأن لا يفضحنا يوم العرض عليه اللهم آمين.
أحبتي فليكن لسان حالنا
( وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ واللَّهُ رَءُوفُ بِالعِبَادِ )
من مات على هدى من ربه فقد ربح الآخرة ربح الجنة يا أخوتي اسأل الله السلامة لي ولكم
مما راق لى
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تعليق