وقفة مع ما فعله الشيخ حسن البنا رحمه الله
( فأخذ يفكر فيما يصنع، وكيف يواجه هذا الانقسام، وهو يرى أن كل متكلم في الإسلام، يواجهه كل فريق بفكرته، ويريد أن يضمه إلى جانبه أو أن يعلم على الأقل، أهو من حزبه أو من أعاديه، وهو يريد أن يخاطب الجميع، وأن يتصل بالجميع وأن يلم شتات الجميع؟!. فكر طويلا في ذلك، ثم قرر أن يعتزل هذه الفرق كلها، وأن يبتعد ما استطاع عن الحديث إلى الناس في المساجد، فالمسجد وجمهور المسجد هم الذين ما زالوا يذكرون موضوعات الخلاف، ويثيرونها عند كل مناسبة، وإذن فليترك هذا النزيل المسجد وأهله، وليفكر في سبيل أخرى يتصل بها بالناس، ولم لا يتحدث إلى جمهور القهوة في القهوة؟.)
مذكرات الدعوة والداعية للشيخ حسن البنا رحمه الله ...
ما أشد مطابقة هذا الكلام بواقعنا المعاصر ... مع أن الشيخ رحمه الله كانت له كتب في الحديث (مباحث في علوم الحديث) ...وعلوم القرآن(مقاصد القرآن الكريم)... فيبدوا أنه كان له إقبالا شديدا على العلم والدعوة ولكن لم يعجبه حال الأمة في عصره .... وتركها لعوام المسلمين بلا دعوة ولا تنبيه ولا تذكير .... لذلك ركز على الطبقة العريضة من المجتمع (فئة العوام والبسطاء فعظم شأنه وارتفع قدره ومنزلته)نحسبه من المخلصين ...
فكذلك يا أخي الكريم ... ليست الدعوة منحصرة على المساجد وفقط .... ولكن بأن تنصح بعض الناس في الطريق وتجلس معهم وتعرفهم بأمور دينهم وما أشكل عليهم فهذه دعوة أيضا ... (فلا تحجر واسعا)
تعليق