Tweet
هل منتهى ما نؤمله من السعة الآن : تجميع الناس لإلقاء خطبة أو درس أو محاضرة ؟
إن هذه الأمور لهي مرحلة متطورة جدا في الدعوة بعد النزول إلى الناس والتعرف عليهم والخطاب معهم وجذبهم ... ثم بعد ذلك تأتي مرحلة عرض الدعوة عليهم ...
كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعل ... هل أنشأ المسجد وجعل يلقي أحاديثه فيه ابتداء ... أم أنه عرض الإسلام على من هم بجواره ، ثم تقوى بهم ، وانطلق في الأماكن العامة والأسواق والمناسبات ... ثم أتت مرحلة التربية والتعليم ...
فالبداية مرحلة الدعوة وهي في الطرقات وأماكن المتنزهات والمقاهي والمدارس والجامعات والمستشفيات والمصالح الحكومية .
ثم بعد ذلك تأتي مرحلة التجميع والتعليم والتربية ... من إلقاء الكلمات والدروس والمحاضرات عليهم ...
ثم مرحلة التأسيس بمشاركتهم في مدرسة تشمل تدريسا للعلوم الإسلامية ليتفقهوا في الدين ....
ثم مرحلة الانطلاق بالدعوة من هؤلاء القوم الذين استجابوا للدعوة وأحبوها...
أما ما نحن فيه اليوم من قيام بعض الدعوات والجماعات بدعوة الناس للاجتماع في مدرسةٍ للعلوم الإسلامية ... قبل أن يتعرفوا عليه ويقابلوهم ثم يخاطبوهم بشأن هذه المدرسة ... فأنت بذلك ترفع رأسك عليهم وكأنك تقول لهم : نحن أسيادكم هلموا إلينا لنعلمكم ... فمن سيأتي بهذه الطريقة ... ومعظمهم أصبحت صورة المتدينين مشوهة لديهم إعلاميا ... فكيف يطمئن إليك ويأتي وهو لا يعرفك أو يعرف عنك الخطأ الكثير ... فلا بد من أن تصحح له هذا الخطأ بالظهور بصورة مشرفة للإسلام أمامه ـ وقد تمكث هذه الصورة سنين ـ المهم أنه يعرفك على ما أنت عليه من أفكار ويصحح صورتك لديه ...
ـ هل ننظر بنظرة تأمل ماذا قدمنا للدعوة الإسلامية من دعوة وعلم وتطبيق لهما ، وبماذا قدمنا لشخصية المسلم الذي ننشدها لتتصدر في إصلاح هذا المجتمع...؟
ـ هل ندرس العلم ونتمنى لقاء المشائخ ... لدراسة العلم ولقاء المشائخ ... والدائرة تدور وتدور وتدور وتدور .....
ـ هل نجلس في الدروس التربوية ... للاستماع والتلذذ بالكلام ... ثم بعد ذلك نعاود الجلوس ونعاود الجلوس ونعاود الجلوس ....
ـ هل استطعنا إلى الآن دعاة وعلماء ومربين وطلاب علم ... إخراج جيل متكامل دعوي علمي تربوي ... أم أننا ندرس ونتعلم لندرس ولنتعلم ولندرس ولنتعلم ....
ـ هل الخطة الدعوية الموضوعة منذ سنين وسنين أنتجت شخصا يخرج على أصحاب المعاصي بجرأة لينصحهم ... أم أنها نست ذلك وهذا ليس من مبادئها ...
ـ هل العلم وتدريسه اقتصرت الاستفادة منه على جلوس الطالب أمام المدرس ليفرغ له هذا العلم ...
ـ هل الدعوة والتربية اقتصر تطبيقها على من في المسجد وأما خارج المسجد بخطوة فلا تشملهم الدعوة .؟
ـ لا بد من أن نرجع إلى دعوة النبي صلى الله عليه وسلم وفهم الصحابة لها ... فنجمع بين العلم والدعوة والتربية والجرأة وفتح الأفق والنظرة على كل من حولنا في شارعنا وخارج مساجدنا وجيراننا وأهل بلدتنا بعين الاحترام والشفقة على تركهم للخير ...
ـ لا بد من أن نعلم أن الرسل عليهم السلام كانوا يمشون في الأسواق وينزلون إلى الناس ولا ينعزلوا عنهم ...
فخروج العلماء والدعاة والوعاظ والخطباء وأهل الصلاح لنصيحة الناس خارج المسجد فريضة عليهم ... وبقدر ما ينشطوا فيه تقف الأمة وتنشط وتتعافى ... فكيف نقول للناس في دروسنا وخطبنا ومواعظنا : الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فريضة ونحث الناس عليه ... ثم لا نطبق ذلك ؟
ـ لا بد للدعوة أن تعلم أن البشط والتنكيل والخوف قد زال ولا بد أن نقبل على الناس ... فهل تكفي اليوم المآذن في المساجد لدعوة الناس إلى الصلاة ؟ الناس جلوس خارج المسجد أفواجا لا يحرك أي أحد من الداخلين للمسجد لسانه لينصحهم للدخول للمسجد والصلاة ... فإننا نفعل ذلك المحذور ( لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ . كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ ) .
ـ إن على المسلم أمرين : أن يفعل الخير وأن يأمر غيره بأن يفعله ... فلا بد أن يقبل المرء على الصلاة وأن ينصح غيره بالصلاة ... هذا هو الإسلام ...
تعليق