دعني أتساءل لأكتشفك
هل ترى أن دروس التذكير بالإستعداد لرمضان صارت مكررة عليك ؟
هل صار كلام الوعظ والتذكير لا يؤثر في قلبك ؟
هل جمدت عيناك عن البكاء عند سماع القرآن ؟
إنك إذن تحتاج إلى .. قلب جديد !
هل أعجبتك المواعظ .. لكنك تفتقد لحظة الإقتحام والبدء ؟
إنك إذن تحتاج إلى .. قلب جديد !
هل تحركت فيك الأشواق .. ثم قعدت بك همتك عن الوصول ؟
إنك إذن تحتاج إلى .. قلب جديد !
هل نويت أن تدخل برمضان الفردوس الأعلى من الجنة ؟
إنك إذن تحتاج إلى .. قلب جديد !
أنا أبوك .. وقد جئتك بهدية .. قلب جديد
هل تقبل هديتي ؟
إنني .. وأنا أدعوك غلى الإبحار ..
تحتاج إلى قلب جديد .. وعزيمة من حديد
لذلك .. لا شك أن إيمانك يحتاج غلى تجديد
أحبتي في الله ..
قال الله عز وجل : ((يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ (88) إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (89))) الشعراء
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم))
القلب.. وما أدراك ما القلب ..
القلب هو الملك والجوارح له جنود وخدم
وهو الآمر الناهي والأعضاء له أتباع وحشم
والله يريد منك قلبك ..
فكم من عمل يتصور بصورة الآخرة ولا يقبله الله لفساد ما في القلب ..
وكم من عمل يتصور بصورة الدنيا ويكون به قربة بصحة ما في القلب من نية
..
القلب ..
محل العلم ومحل التقوى
محل الإخلاص والذكرى والحب والبغض
محل الوساوس والخطرات
موضع الإيمان والكفر والإنابة والإحرار والطمأنينة والإضراب
بإظلام القلب واستنارته .. تظهر محاسن الظاهر ومساويه .. إذ كل إناء ينضح بما فيه
وبصحة القلب وسلامته وطهارته تظهر ثمرة الأعمال وإلا فعمل لا يصل إلى القلب لا تتم فائدته
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب))
ومهمة القلب الأصلية التي خلق لها كما يقول ابن القيم رحمه الله :
1. يسير إلى الله عز وجل والدار الآخرة
2. ويكشف عن طريق الحق ونهجه
3. ويكشف آفات النفس والعمل
4. ويكشف قطاع الطريق
وذلك بخمسة :
1. بنوره 2. وحياته وقوته 3. وصحته وعزمه 4. وسلامة سمعه وبصره 5.وغيبة الشواغل والقواطع عنه
قلبك ليس بيدك فلتلجأ إلى مقلب القلوب ليثبت قلبك على الإيمان ..
القلب سبيل إلى الجنة أو إلى النار :
قال عز وجل : ((يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ (88) إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (89) وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ (90))) الشعراء
وقال عز وجل : ((هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ (32) مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ (33) ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ (34))) ق
فدخول الجنة شرطه : قلب سليم .. قلب منيب ..
وقال تعالى : ((وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آَذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ (179))) الأعراف
فدخول جهنم لأصحاب القلوب التي لا تفقه ..
اخوتاه
هذا هو قلبك وهذه هي أهميته وخطورته
تُرى أين هو ؟ تاه ؟! ضاع ؟ مات ؟
هل تحتاج إلى قلب جديد ؟!
إذاً هات يدك .. واركب معنا .. أستحضر لك قلباً جديداً خاشعاً مخبتاً .. تبحر به معي في سفينة النجاة .. نحو الفردوس الأعلى .
فلماذا لا نستغل رمضان هذا العام لندخل به الفردوس الأعلى من الجنة ؟
تعالو نترك أنفسنا لرمضان .. نطفو فوق نفحاته .. لتأخذنا أمواج حسناته .. ويحملنا بيسر طاعاته .. ويلقينا بكثرة بركاته .. على شاطئ الفردوس الأعلى .. لنرسُوَ به على بَر الكوثر في الجنة ..
أحبتي في الله .. أهدي إليكم هذا الكلام , لنأخذ بأيدي بعضنا البعض عملياً نحو استعداد حقيقي لرمضان جديد جداً في حياتك , مختلف بالكلية عن أي رمضان مر عليك من قبل ..
سنبدأ بفكرة :
ليعظم عندك الشهر , وتقدر للموسم قدره , ويحصل في قلبك إجلاله , تعال لنعتبر رمضان كالبحر , ونعتبر من يدركه قد ركب البحر.
ثم أحدوك وأناديك : "اركب معنا"..
لنشحذ الهمم بُغية الاستعداد بجدية لولادة قلب جديد لك قبل رمضان ..
ثم بوقفة مع النفس :
نعترف فيها بما تحتاج التخلص منه في زمن الاستعداد , ونتعلم كيف نقف مع أنفسنا.
ثم نستجدي قلباً جديداً :
ونقوم بعملية تجديد الدورة الإيمانية , لنعيش بقلوب جديدة إن شاء الله.
ثم أضع لك قواعد الإبحار :
كيف تسبح ؟ مع من ستبحر ؟ كيف تواجه الأمواج والأعاصير ؟
ثم أختم بمائة وصية للصائمين :
لتعرف كيف تصل إلى الفردوس الأعلى إن شاء الله بشهر رمضان.
نبدء بإذن الله مع ..
((رمضان كالبحر))
((رمضان كالبحر))
فمن يستعد معنا لتجديد قلبه ويقول أنا لها ؟!
هيا نستعد لتجديد قلوبنا وعزيمتنا للوصول إلى الفردوس الأعلى بإذن الله
ننسب الفضل لأهله الدورة مقتبسة من كتاب (قلب جديد لمن يريد) لفضيلة الشيخ : محمد حسين يعقوب .. حفظه الله
ننصح الجميع باقتنائه فهو يشهد الله بمثابة الكنز لتجديد القلوب
تعليق