مصر هذه الأيام على موعد مع التاريخ لتكتبه بما يوافق عقيدتها ويحقق مصالهافي مثل هذه الظروف الفاصلة في حياة الأمم لا يصلح للصالحين للقيادة التخلف والقناعة بالبقاء في الصفوف الخلفية أو التواضع بزعم الحفاظ على صلاح النية، فالظهور والإعلان في مثل هذه المواقف هو التصرف الذي ينبغي اتخاذه لأن من يترك مكانه اللائق به لا ينتظر أن يكونله دور في التأثير في الواقع.
يوجد اليوم الكثيرون من مختلف الطوائف: العلمانيين والفنانين وأمثالهم يظهرون مشاركتهم حتى يأخذوا مواقعهم ومانتهم لعلمهم أن من غاب لا يمكنه أنيجد له دورا أو مكانا، من هنا كان على الإسلاميين أن يكون لهموجود ظاهر لأنهم أحق الفئات بتمثيل شعب مصر المسلم وهم أقربالفئات إليه لذا لا ينبغي لهم أن يغيبوا عن الساحة حتى لا يخذلواشعوبهم ومن ثم كان ينبغي عليهم الظهور والوجود في الموقعة في نفس الوقتالذي يصدرون فيه أكثر من بيان يحفظ للإسلاميين مشاركتهم وصدارتهمويركزون فيه على الأصول الشرعية التي يجب التقيد بها والمحافظة عليها.
على الإسلاميين أن يتنادوا فيما بينهم ويتناسوا الخلافات الفرعية ومحاولة التواصلمع القريبين منهم الذين يمكن جذبهم وضمهم للمشروع الإسلامي.
لا بد من التركيز الشديد هذه الأيام على المرجعية الإسلامية وجذب الجماهير لذلك بالأسلوب الأحسن حتى يمثلوا قوة ضاغطة وفرض وجودهم في الساحة السياسية لا سيما أن من المطروح الآن صياغة دستور جديد، والدستور لن يمثل في غالب الأمر إلا مصالح من يصوغونه.
من التصورات التي ينبغي على الإسلاميين تجنبها والتخلص منها هو محاولتهم إخفاء البعد الإسلامي وتهميشه حتى لا يستثيروا -بزعمهم- الغرب عليهملا بد للإسلام أن يعلو وأن يظهر التوجه الإسلامي للشعبلأن الاتفاقاتوالترتيبات بين المجموعات لا تكون إلا ترجمة للواقعلذا نقول بالصوت العالي المدوي للإسلاميين:
خذوا مواقعكم اللائقة بكم والتي يكون فيها انتصار لله ورسوله ودينه
تعليق