إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

من عبد الله بن حذافة إلي شباب المسلمين

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • من عبد الله بن حذافة إلي شباب المسلمين


    استوقفني شاب مسلم اسمه عبد الله يرتفع الآذان وتقام الصلاة بجواره وهو غير عابئ بذلك النداء وكأنه موجه لغيره من أصحاب الديانات الأخرى‍
    وأطلقت بصري فإذا شاب آخراسمه عبد الله وهو يهز رأسه طرباً ويهتز لحمه وعظمه على أنغام أصوات مغنٍ غربي!
    وقلبت إحدى المجلات فإذا بمن اسمه عبد الله وهوايته الرقص والموسيقى!
    وشرقت وغربت.. وتأملت فإذا الأمر أعظم من ذلك؟
    عندها انطلقت استحث الخطا وأسابق الركب عبر أربعة عشر قرناً لأرى حال من كان اسمه عبد الله! فإذا أمة من الناس رفعوا للأمة رأساً وأعلوا للدين مناراً، ولا يزال التاريخ يردد جهادهم وصبرهم على صغر سن فيهم وحداثة دين منهم! لكن نتوقف مع شخص مرتبه أحداث خطيرة ومواقف عظيمة وقابل رؤساء أعظم دول عصره، استقبله كسرى ملك الفرس وقيصر عظيم الروم وهو الرجل العربي الذي لا تهمه البرتوكولات ولا التقاليد الرسمية.. لا يعرف إلا شمساً محرقة وسماء صافية وخباءٍ في ظل شجرة يحوي كسرة خبز!
    أقبل ميمماً وجهه نحو إيوان كسرى وملك قيصر ففُتحت له الكنوز والخزائن! وألقت إليه الحضارة في حينه بركابها لكنه أبى أن يمتطيها وأعرض عن زينتها.. قاسمة كسرى ملكه الواسع وغناه الفاحش لكنه رفض! قدم له ابنته الفاتنة لكنه أشاح بوجهه وأبى! نعم رفض تمييع دينه وأبى ترك ملته وجانب الدنيا.. مؤمنٌ يستشرف الجنة ويسعى إلى نيلها! لننطلق نرى ما يقوله أصحاب السير عن هذا الرجل الفذ!
    مع إقامة الدولة الإسلامية في المدينة ولرغبة إخراج الناس من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد ولتبليغ هذا الدين إلى أقصى الأرض.. في السنة التاسعة عشرة للهجرةبعث عمر بن الخطاب جيشاً لحرب الروم فيه وجوه الأمة ورجالها. وقد أفزع قيصر عظيم الروم هذاالزحف القادم من صحراء جزيرة العرب القاحلة وناله الرعب واستولى على قلبه الهلع. فأمر رجاله إذا ظفروا بأسير من أسرى المسلمين أن يأتوا به إليه ليرى حالهم ويسمع من أفواههم.. وكان ذلك الأسير الذي أخذ إلى ملك الروم هو عبد الله بن حذافة رضي الله عنه!..
    لم يكن قيصر إلا رجلاً داهية وسياسياً محنكاً يعرف مواطن الضعف عند الرجال ويعلم محبة النفوس للدنيا.. تأمل قيصر في طلعة عبد الله بن حذافة وصلابة عوده وقوةشكيمته فبادره قائلاً: إني أعرض عليك أمراً.. أعرض عليك أن تتنصر فإن فعلت خليت سبيلك وأكرمت مثواك!
    إنه عرض مغر لأسير ينتظر الموت لكن القلوب تختلف والرجال تتباين.. كان الردالفوري والحازم ممن عمر الإيمان قلبه: هيهات هيهات.. إن الموت لأحب إليَّ ألف مرةمما تدعوني إليه!
    تعجب قيصر وأعاد الكرة مرة أخرى بعرض آخر يسيل له لعاب الكثير.. قال له: إني لأرى فيك صفات الرجل الشهم العاقل.. فأجبني إلى ما أعرضه عليك.. فإن أجبتني أشركتك في ملكي وقاسمتك سلطاني! تعال أيها العربي - الذي أحرقت الشمس وجهه - أقاسمك مملكةالروم العظيمة وأزوجك ابنة سيد الروم الجميلة!
    عروض متتالية لرجل فقير مسكين رث الثياب مُجهد الخطوات.. لا يملك حفنة من الأرض مقيد بالسلاسل ومكبل بالقيود والموت يحوم فوق رأسه! فماذا كان جوابه في تلك اللحظات الفاصلة في حياته!
    قال عبد الله بن حذافةبثقة المؤمن بربه الراغب فيما عنده: والله لو أعطيتني جميع ما تملك، وجميع ما ملكته العرب على أن أرجع عن دين محمد طرفة عين ما فعلت! نعم ليس ملكك فحسب.. وليس تنصراً مستمراً.. بل رجوع طرفة عين ما فعلت!
    رأي قيصر أن هذا المؤمن لا تلين له قناة ولن تنفع معه وسائل الإغراء وطرق الترغيب.. فهب واقفاً وهو يصرخ متهدداً متوعداً: إذا أقتلك! قال ذلك والجلاد على رأس عبدالله والسيف مجرد من غمده.. وانتظر قيصر الجواب من عبد الله فإذا به يأتي كالسهم محمل بالإيمان والثبات: أفعل ما بدا لك!
    فأمر به فصُلب وقال لقناصته: ارموه قريباً من يديه وهو يعرض عليه التنصر! ولكن عبدالله والسهام تتخطفه أبى! فقال: ارموه قريباً من رجليه وهو يعرض عليه مفارقةدينه فأبى!
    عندها دعا قيصر بقدر عظيم فصب فيه الزيت ورفعه على النار حتى غلى الزيت وارتفع صوته وعبدالله ينظر ثم أتي بأسير من أسارى المسلمين، فأمر به أن يُلقى فيها فألقي أمام عين عبدالله.. فإذا لحمه يتفتت وينسلخ ويظهر عظمه..
    عند هذا المنظر الرهيب والموقف العصيب التفت قيصر إلى عبد الله بن حذافة ودعاه إلى النصرانية والأحداث متسارعة والقدر تغلي.. لكن عبدالله كان أشد إباء لها من قبل فلم تلّن له قناة ولم تفت منه عضد!
    زاد حنق قيصر.. وقال ما هذا الرجل الذي أمامي أعرض عليه ملكي وابنتي فيرفض وأعرض بين يديه النار والقدر تغلي زيتاً فيأبى.. عندها أمر رجاله وقد تطاير الشرر من عينه: هيا ألقوا به مثل صاحبيه!
    حُمل عبدالله على عجل وارتفعت الأيدي لتلقي به في القدر.. فأبصر أحد رجال قيصرمنه دمعة تحدرت.. فقال لقيصر فرحاً بالانتصار: لقد بكى! وظن أنه قد جزع من ما يرىمن الأهوال والشدائد ورضي بالعروض المقدمة إليه، فقال قيصر: ردوه عليَّ!
    فلما ردوه إليه ومثل أمامه عرض عليه النصرانية فرفضها. فقال له متعجباً: ويحك ماذا أبكاك!
    قال عبدالله بن حذافة رضي الله عنه: أبكاني أني قلت في نفسي: تُلقى الآن في هذه القدر فتذهب نفسك، وقد كنت أشتهي أن يكون لي بعدد ما في جسدي من شعر أنُفس فتُلقى كلها في هذا القدر في سبيل الله.
    فتعجب الطاغية الظالم وقال: هل لك أن تُقبل رأسي وأطلق سراحك. فقال عبدالله وهو يرى أمة من المسلمين في الأسر: وعن جميع أسارى المسلمين كلهم!
    وافق القيصر وعبدالله يقول في نفسه: أتى الفرج لهؤلاء الأسرى.. نعم أقبل رأس الظالم ويطلق أسارى المسلمين..
    دنا بعزة وهيبة وقبل رأس قيصر!
    وعندما وطأت قدما عبدالله بن حذافة المدينة النبوية كان الخبر قد سبقه إلى أهلها.. قال له عمر بن الخطاب وهو فرح مسرور بثبات عبدالله وقوة إيمانه: حقُّ على كل مسلم أن يقبل رأس عبد الله بن حذافة، وأنا أبدأ بذلك! فقام وقبل رأس عبد الله بن حذافة رضي الله عنه.
    يا عبد الله - هذا الزمن - دعنا نقبل رأسك وانطلق إلى المسجد مصلياً..
    دعنا نقبل رأسك وكن ثابت الإيمان قوي الرسوخ!
    يا عبد الله دعنا نقبل رأسك وفك أسرك من رق الشهوات ومواطن الريب والخنا.
    دعنا نقبل رأسك مرات ومرات ولا تكن إمعة يسيرك الأعداء حيث شاءوا وهو ما نراه في مظهرك ومخبرك!

    التعديل الأخير تم بواسطة راجية حب الرحمن; الساعة 02-08-2012, 02:19 PM. سبب آخر: التنسيق بارك الله فيكم
    قلب جديد لمن يريد !!
    ما ظنكم بمن معهم الله ؟؟!!

    اللهم اقبضني إليك ساجدة بين يديك
    أسألكم الدعاء لزوجي بالرحمة وأن يرزقه الله الجنة
    لا تنسـونا بدعوة في ظهر الغيب

  • #2
    رد: من عبد الله بن حذافة إلي شباب المسلمين

    الله المستعان
    عبد الله بن حذافة السهمى حق على كل مسلم
    ان يقبل راسه
    اللهم ثبتنا على الحق
    جزاكم الله خيرا وبارك فيكم
    ونفع بكم

    يارب تمم حملى على خير
    ** أم عمر بإذن الله **

    تعليق


    • #3
      رد: من عبد الله بن حذافة إلي شباب المسلمين

      وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
      نسيت ان ارد السلام
      لو سمحتى اريدك فى موضوعنا ضرورى

      يارب تمم حملى على خير
      ** أم عمر بإذن الله **

      تعليق


      • #4
        رد: من عبد الله بن حذافة إلي شباب المسلمين

        لا عليكِ أختي أنا أصلا مكنتش لسه نزلت الصورة
        رفع الله قدرك يا أختنا .. منتظراكِ بالفعل هناك
        أنرتي الموضوع أختي الفاضلة
        قلب جديد لمن يريد !!
        ما ظنكم بمن معهم الله ؟؟!!

        اللهم اقبضني إليك ساجدة بين يديك
        أسألكم الدعاء لزوجي بالرحمة وأن يرزقه الله الجنة
        لا تنسـونا بدعوة في ظهر الغيب

        تعليق


        • #5
          رد: من عبد الله بن حذافة إلي شباب المسلمين

          بارك الله فيكى أختى ونفع بكى
          موضوع قيم حقا
          اللهم اجعلنا كلنا عباد الله حقا
          اللهم تقبله فى الشهداء وارزقنا الشهاده

          تعليق


          • #6
            رد: من عبد الله بن حذافة إلي شباب المسلمين

            جزيتم خيراً للمرور الطيب
            أسأل الله أن يستعملنا لدينه ولا يستبدلنا
            قلب جديد لمن يريد !!
            ما ظنكم بمن معهم الله ؟؟!!

            اللهم اقبضني إليك ساجدة بين يديك
            أسألكم الدعاء لزوجي بالرحمة وأن يرزقه الله الجنة
            لا تنسـونا بدعوة في ظهر الغيب

            تعليق


            • #7
              رد: من عبد الله بن حذافة إلي شباب المسلمين

              وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
              ماشاء الله لاقوة إلا بالله
              أسأل ربى أن يثبتنا على الإيمان كثبات هذا الرجل العظيم
              وأسأل ربى أن يجعل فى الأمة كأمثاله يارب
              الإسلام ليس قضية تُطرح للنقاش
              بل هو الحَكَم الفصل فى أى قضية تُطرح للنقاش
              رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد -صلى الله عليه وسلم- نبيا

              يارب لك الحمد كما ينبغى لجلال وجهك وعظيم سلطانك

              تعليق


              • #8
                رد: من عبد الله بن حذافة إلي شباب المسلمين

                انرتي الموضوع بتواجدك اختي
                لا تحرمينا طيب مشاركاتك
                قلب جديد لمن يريد !!
                ما ظنكم بمن معهم الله ؟؟!!

                اللهم اقبضني إليك ساجدة بين يديك
                أسألكم الدعاء لزوجي بالرحمة وأن يرزقه الله الجنة
                لا تنسـونا بدعوة في ظهر الغيب

                تعليق

                يعمل...
                X