||اشراقة دعوية||
ياايها الداع الى الاسلام حلق كالنسور
لاترتضي بالسفح ان السفح عنوان الفتور
وانهض بحملك ان حملك ليس بالسهل اليسير
فإلى المسير الى المسير
فهيا الى المسير يا نسور الدعوة المحلقة في سماء المنتدى!!
اسأل الله ان يكون الجميع بخير
يامن تبثون فينا الحماس بحماسكم وتفاعلكم واثراءاتكم
مما يجعلنا نقدم افضل ما نستطيع تقديمه ليتناسب مع هذه الهمم العالية والقلوب الطيبة..
مستعدون لنحلق معا في سماء الدعوة؟!!
اذا ننطلق!!
في جلستنا الدعوية اليوم
وهي جلسة لا تقل اهميه عن سابقيها
وهي بعنوان
|| كيف تكسب الناس وتؤثّر فيهم ؟!||
من الجدير بالاهتمام لمن عرف أهمية الدعوة إلى الله تعالى ولمس الحاجة الماسة إليها في مجتمعاتنا أن يعرف بعض القواعد التي ينبغي استحضارها وتطبيقها في واقعنا لتكون دعوتنا مؤثرة وناجحة وتصل إلى مبتغاها. فهناك بعض القواعد العامة المعينة في كسب الناس والتأثير فيهم نلخصها لكم في نقاط عدة وهي:
1 - قبل أن ندعوهم لا بد أن نملك قلوبهم:
إن الداعية إلى الله عز وجل ينبغي أن يكون ذا قلب كبير يسع الناس جميعاً بمختلف أوضاعهم ونفسياتهم وجنسياتهم،ويحتويهم ويحتوي همومهم وهذه اهم نقطة للداعيه تقربه من المدعو وقد جربت ذلك بالفعل وكان لها ثمارا طيبة جدا ولله الحمد فاحتواء الناس قل ان انجده الان فالكل منشغل بهمومه ويعجز عن حمل هم غيره واحتوائه فإذا وجد الناس من يحتويهم ويحتوي همومهم تجدونه يسكن قلوبهم ويأسرها وعندها تسهل دعوتهم بلاشك. بعد ان بنى بينهم وبينه جسورا من الحب والاهتمام والتراحم.وعليه ايضا ان يتعامل معهم برفق ولين ، ويقدم لهم أفضل ما عنده من فنون التعامل، ويتخير لهم أفضل القول وأجمل المنطق مع بذل الندى وكف الأذى. ولقد كسب النبي صلى الله عليه وسلم قلوب من حوله مع مجانبة تقليدهم في انحرافاتهم؛ فكانوا يسمونه: (الصادق الأمين)
قبل أن يبعث؛ فقد ملك قلوب الناس بحسن خلقه وسماحته.
قال تعالى :
وإنك لعلى" خلق عظيم {القلم: 4} وقال سبحانه : لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم {التوبة: 128} .
2 - عطاء من لا يخشى الفقر:
إن من السمات المميزة للدعاة إلى الله تعالى كرمهم وبذلهم كل خير للناس؛ فيبذلون للناس الخلق الحسن والجاه إن احتيج إليه، ويبذلون ما يستطيعون للناس من حاجات هذه الدنيا؛ ليبينوا لهم أنهم ليسوا طلاب دنيا وأن الدنيا آخر اهتماماتهم، فيبذلوا الدنيا للناس ليستجلبوا قلوبهم إلى الدين؛ فمنهج رسولنا صلى الله عليه وسلم هو منهج العطاء والبذل؛ فقد كان الأعرابي يرجع إلى قومه ويقول: يا قوم أسلموا؛ فإن محمداً يعطي عطاء من لا يخشى الفقر.
3 - احترام الآخرين والاهتمام بقضاياهم:
فإن النفوس تميل إلى من يحترمها ويرفع من قدرها خاصة إذا كان أولئك أصحاب مكانة في قومهم؛
فإن النبي صلى الله عليه وسلم أمر أن يُنَزَّل الناسُ منازلهم.
وإن من أهم أسباب إسلام كثير من الصناديد هو رفع منزلتهم في الإسلام:
كالأقرع بن حابس، وأبي سفيان، وعيينة بن حصن، وثمامة بن أثال.
ولقد كان من هدي النبي صلى الله عليه وسلم الاهتمام بقضايا المسلمين حتى لقد كان يهتم بأمور العبيد والموالي.
فها هو يشفع لمغيث عند زوجه بريرة لكي ترجع إليه بعدما عُتِقَت وهو عبد، وغير ذلك كثير من أمثلة اهتمامه صلى الله عليه وسلم بقضايا أمَّته.
وبالاضافة الى خدمة الناس وقضاء حوائجهم
فقد جبلت النفوس على حب من أحسن إليها ، والميل إلى من يسعى في قضاء حاجاتها ؛ ولذلك قيل:
أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم
فطالما استعبد الإنسان إحسان
فالمدعو عندما يرى الداعيه يهتم به ويعطيه قدره مكانته مهما كانت ومهما بلغت بالتاكيد سيترك ذلك اثرا طيبا في نفسه
وايضا اذا شعر انك مهتم بمشكلته مهما صغرت عندك لكنها في نظره هو كبيرة
لاتحقر من مشكلته ولا تصغر من شانه وستملك قلبه وتاسره بلا شك..
انما خاطب كل شخص على قدر عقله وعلى قدر اهتمامه
فاهتمامات الناس وميولهم ومشاكلهم تختلف حسب اعمارهم ومراكزهم وشخصياتهم واجناسهم..
4 - الكلمة التي من القلب لا تخطئ القلب :
إن من أهم الأمور التي ينبغي استحضارها: أن يكون الداعية صادقاً في كلمته مشفقاً على المدعو، وأن تخرج الكلمات من قلبه بحرارة مباشرة إلى قلوب المدعوين، ثم تثمر الاستجابة بإذن الله.
وهذا مجرب في واقعنا فاحيانا تستمع لمحاضرة قد تكون كلماتها قليلة وبسيطة لكنها خرجت من قلب الداعية فتصل مباشرة الى قلوبنا؟والعكس صحيح احيانا تستمع لمحاضرة بذل فيها الداعيه قصارى جهده واستخدم ابلغ الاساليب فيها لكنها لا تؤثر فينا لانها خرجت من لسان الداعية ولم يتعايش مع كلماتها بقلبه حتى تصل لقلب المدعو
وكما قيل ما خرج من القلب يصل الى القلب وما خرج من اللسان لا يتجاوز الاذان..
5 - قوة الصلة بالله والاستعانة به:
إن أهم زاد للداعية في طريقه لتبليغ دعوة الله إلى الناس هو اتصاله بالله تعالى واعتماده عليه وتفويض جميع أموره إليه؛ فقلوب الناس بين أصابعه سبحانه كقلب واحد يقلبها كيف يشاء، ولو شاء لهدى الناس كلهم أجمعين؛ فبالاعتماد عليه وتفويض الأمور إليه تنفتح الأبواب، ويسهل الصعب، ويقرب البعيد.
ولقد ضرب لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الباب أروع الأمثلة في قوة الاتصال بالله تعالى وخاصة عند الأزمات، وعندما يُعرض الناس عن دعوة الحق. فها هو الطفيل بن عمرو الدوسي يأتي شاكياً قومه إلى النبي صلى الله عليه وسلم وكأنه يستعديه عليهم ليدعو عليهم لما أعرضوا عن دعوته؛ فما كان من نبي الرحمة إلا أن رفع يديه إلى ربه وسأله أن يهدي دوساً ويأتي بهم؛ فما أن رجع الطفيل رضى الله عنه إلى قومه حتى استجابوا جميعاً.
6 - عندما نترفع عن دنياهم :
من أهم ما يزين الداعية ويلبسه ثوب وقار، ويجعله أقرب إلى الاحترام ومن ثم القبول: أن يكون مترفعاً عن ملاحقة كماليات هذه الدنيا؛ فليس يخوض إذا خاض الناس في الشاء والبعير وأنواع السيارات والحديث عن العقارات، والسباحة في بحور الأمنيات الدنيوية؛ فهو لا يجيد السباحة في هذه البحور التي لا ساحل لها؛ بل لا تراه إلا في الدعوة وحولها يدندن.
وليس معنى ذلك أن يهجر الداعية حياته وأصحابه، وأن يكون جاهلاً بواقعه، كلا، ولكننا نريد ارتقاء بالاهتمامات، وتميزاً في الرغبات، وألاَّ يغيب عن همِّ الدعوة،
كيلا نكون كالهمج الرعاع الذين يجرون خلف كل ناعق.
فإن أهل العلم دائماً يستحقرون هذه الدنيا وإن عظمت صورتها وحقيقتها عند العامة والدهماء.
اقرأ إن شئت قصة قارون: فخرج على" قومه في زينته قال الذين يريدون الحياة الدنيا يا ليت لنا مثل ما أوتي قارون إنه لذو حظ عظيم 79( وقال الذين أوتوا العلم ويلكم ثواب الله خير لمن آمن وعمل صالحا ولا يلقاها إلا الصابرون {القصص: 79، 80}.
قد هيؤوك لأمر لو فطنت له *** فاربأ بنفسك أن ترعى مع الهمل
ومن الأمور المهمة أيضاً استغناء الداعية عن الناس قدر إمكانه، وعدم إراقة ماء وجهه ما استطاع، بل هو الذي يبذل الخير للناس.
7 - اعرف واقعهم وسترحمهم :
إن مما يشد همة الداعية إلى الله لينطلق بقوة إلى الدعوة والإصلاح نظره في واقع مَنْ حولَه وبُعدهم عن الله تعالى، وعمق الهوة السحيقة التي وقعوا فيها أو أوشكوا... فعند ذلك يتدفق من قلبه شعور برحمة هؤلاء، ثم يثمر الرغبة في تغيير واقعهم كيلا يوافوا الله تعالى وهم على هذا الحال .
فمعرفة حالهم وواقعهم يجعل الداعية يتقرب لهم رغبه في اصلاحهم وشفقة عليهم من ان يختم لهم بسوء فيشد الهمة لنصحهم وتوجيههم حبا لهم ورحمه بهم..
8 - تحت الرغوة اللبن الصافي:
نعم! فلا يغرنك المظهر، وكذا في واقع الدعوة؛ فإن الناس وإن وقعوا في مآثم ومنكرات بل حتى موبقات فإنهم لا يزال فيهم خير ما داموا موحدين.
ومن هنا ينبغي لنا ألاَّ نترفع عليهم ونكشر أنيابنا في وجوههم، بل ينبغي أن نجلِّي لهم أبواب التوبة المفتوحة، ونرغبهم برحمة الله ولا نقنطهم منها، وأن نحاول تنمية جوانب الخير عندهم.
ولقد ضرب لنا النبي صلى الله عليه وسلم أروع الأمثلة في ذلك؛ فها هو صلى الله عليه وسلم يسمع أبا محذورة يقلد الأذان؛ فما كان منه إلا أن أثنى على جمال صوته، ومن ثم علَّمه الأذان فصار بعدُ مؤذن النبي صلى الله عليه وسلم .
وها هو يمنع أي أحد أن يتعرض لمن جلده في الخمر بعد جلده ويقول: "لا تعينوا الشيطان على أخيكم"(1).
إن بُعدنا عن صاحب المعصية والنظر إليه شزراً على أنه عاصٍ لَهُوَ من أسباب عون الشيطان عليه ونفرته من أهل الصلاح؛ ولكن عندما نفتح له قلوبنا ونتعامل مع أخطائه برفق وحنان فسينتج ما لم نره من قبل.
وهذا مجرب فللاسف بعض الصالحين ينظر للعصاة والمقصرين من برج عالى وكانه معصوم ويستحقرهم ويقلل من شانهم وينظر لنفسه على انه معصوم عما هم فيه..وهذا بلاشك يبني جدارا صلبا بين الصالحين والعصاة يصعب اختراقه
ويجعلهم ينفرون منه ومن التقرب اليه مما يضر الداعي والمدعو
ووالله ان كل انسان مهما بلغت معاصيه االا انه فيه خير كثير لكن يحتاج من يفتح باب الخير عليه بمفتاح من حسن التعامل والتودد له وفهم نفسيته.. عندها تجده يقبل على الله بإذن الله..
اما نكون عونا عليه مع الشيطان فسيزداد عنادا وتمسكا بمعصيته ورفضا للحق الذي تدعوه اليه..
وفي مقابل هذه النقاط السابقة يجب تجنب كل
المنفرات التي تنفر الناس من الداعيه وهي مضاده لما ذكرنا سابقا:
ولا شك أن مساوئ الأخلاق عموماً من أشد الأمور تنفيراً للناس عن الداعية ،إذا اتصف بشيء منها،بيد أننا سنخص بعض المنفرات لما لها من الأثر الكبير في تنفير الناس وانفضاضهم ،ومن هذه المنفرات اذكرها باختصار حتى لااطيل عليكم لاننا سنفصل في بعضها فيما بعد:
التعلق بمتاع الدنيا وزخرفها
وهذا المنفر أصله حديث الرسول صلى الله عليه وسلم (( ازهد في الدنيا يحبك الله وازهد فيما عند الناس يحبك الناس ))
عدم مراعاة أحوال الناس وظروفهم..
الغلظة والفظاظة
مخالفة القول العمل
التعسير والتعقيد
هناك فريق من الناس يبحثون عن كل صعب ومعسر ليقدموه للناس على أنه الإسلام ، دون مراعاة ليسر الإسلام ورفعه للحرج عن الناس .
وختاما
إن كسب قلوب الناس مهمة يسيرة بإذن الله لمن يسرها الله له ولمن اجتهد وبذل جهده لذلك؛ ولذا علينا أن نلح على الله بالدعاء ليفتح قلوبنا و قلوبهم للحق ويجعلنا وإياهم أنصاراً لدينه وحملة لدعوته. ومع هذا الدعاء لابد من الأخذ بالأسباب التي توصلنا بإذن الله إلى كسب القلوب الشاردة ؛ولعل العمل بما ذكرناه من وسائل واجتناب ما استعرضناه من منفرات يعين على رد تلك القلوب الشاردة ؛ إلى الهدى رداً جميلا ً.
اسأل الله ان ينفعنا بما قرأنا ويجعلنا مبشرين لا منفرين
ويرزقنا الاخلاص والقبول.
||تنويه||
الجلسة القادمة يوم الاحد القادم بإذن الله
فلا تغيبوا عنا يادعااااتنا..
تعليق