إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الحبيب وسط الأزمات ..

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الحبيب وسط الأزمات ..

    الحبيب وسط الأزمات ..


    بسم الله الرحمن الرحيم


    ( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ) .. كان رحمة لكل الناس .. رحمة لأصحاب الأمراض .. رحمة للمخطئيين .. رحمة للعصاة .. رحمة
    وكان من رحمته أن يعيش مع الأزمات وأصحابها .. يأخذ بيد هذا .. ويعالج هذا .. ويصبر على هذه .. ينزع فتيل الأزمة حتى لا تنفجر في الجميع .. فكان على يده نجاة المجتمع بأكلمه من حرب واقفة على الأبواب .. يعلم صلى الله عليه وسلم كيف تكون حالة يعاني الإنسان في أزمته فتعامل بكل كيانه معها يساعد صاحبها ويحنو عليه حتى يخرج مما هو فيه ..

    أزمة الحجر الأسود
    يقول العلامة د . علي جمعة : " كان عليه السلام بفطنته ينهي منازع الخلاف بشكل قاطع, مع حماية المجتمع الإسلامي من آثار الأزمة, بل يعمل على الاستفادة من الموقف الناتج عن الأزمة في الاصلاح والتطوير, واتخاذ اجراءات الوقاية لمنع تكرار الأزمة أوحدوث أزمات مشابهة لها. وإنك لتري آثار هذه الحكمة في تلك المعالجات في السيرة النبوية الشريفة قبل البعثة وبعدها " .
    وهنا يقول ابن هشام في سيرته : " أن أبا أمية بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم ، وكان عائذ أسن قريش كلها ؛ قال : يا معشر قريش ، اجعلوا بينكم فيما تختلفون فيه أول من يدخل من باب هذا المسجد يقضي بينكم فيه ، ففعلوا . فكان أول داخل عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ فلما رأوه قالوا : هذا الأمين ، رضينا ، هذا محمد ؛ فلما انتهى إليهم وأخبروه الخبر ، قال صلى الله عليه وسلم : هلم إلي ثوبا ، فأُتي به ، فأخذ الركن فوضعه فيه بيده . ثم قال : لتأخذ كل قبيلة بناحية من الثوب ، ثم ارفعوه جميعا ، ففعلوا : حتى إذا بلغوا به موضعه ، وضعه هو بيده ، ثم بنى عليه " ..
    ويعلق فضيلة العلامة د علي جمعة على ذلك :- " وبهذا التفكير السليم والرأي الصائب حسم صلى الله عليه وسلم الخلاف بين قبائل مكة, وأرضاهم جميعا, وجنب بلده وقومه حربا ضروسا شحذت كل قبيلة فيها أسنتها "

    الرسول مع أصحاب الأزمات ..
    وكم شعر النبي صلى الله عليه وسلم بأصحاب الأزمات وعاش معهم معاناتهم بل وبذل وسعه في اخراجهم من أزماتهم ، وعلى سبيل المثال :
    يقول د . راغب السرجاني : " ومن أهم الأزمات التي لا بد لكل بشر أن يقع فيها أزمة المرض " .. ويقول : " كان الرسول إذا سمع بمريض أسرع لعيادته في بيته، مع كثرة همومه ومشاغله، ولم تكن زيارته هذه مُتكلَفة أو اضطرارية، إنما كان يشعر بواجبه ناحية هذا المريض.. كيف لا، وهو الذي جعل زيارة المريض حقًّا من حقوقه؟!... قال رسول الله : "حَقُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ خَمْسٌ: رَدُّ السَّلامِ، وَعِيَادَةُ الْمَرِيضِ، وَاتِّبَاعُ الْجَنَائِزِ، وَإِجَابَةُ الدَّعْوَةِ، وَتَشْمِيتُ الْعَاطِسِ" متفق عليه .

    كارثة التبول في المسجد
    وإليك كارثة وقعت أمام خير الورى محمد بن عبد الله ، بال الأعرابى في المسجد ، نعم بال ، كارثة ، تخيلتها حقيقة وصعب عليّ تخيلها ، ولكن تراه صلى الله عليه وسلم فاق حد التخيل في رد فعله ، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : جاء أعرابي فبال في طائفة المسجد ، فزجره الناس ، فنهاهم النبي صلى الله عليه وسلم ، فلما قضى بوله أمَرَ النبي صلى الله عليه وسلم بذنوب من ماء فأُهْرِيق عليه .
    لقد تجاوز النبى صلى الله عليه وسلم أزمة كادت أن تراق فيه دماء ، ولكنه صلى الله عليه وسلم علم الرجل أمر دينه بكل رفق ولين ..
    وهنا يكتب أحد المبدعين : " لقد أبعد عليه الصلاة والســلام الحاجز الضبابي عن عين المخطئ : المخطئ أحياناً لا يشعر أنه مخطئ ، وإذا كان بهذه الحالة وتلك الصفة فمن الصعب أن توجه له لوماً مباشراً وعتاباً قاسياً ، وهو يرى أنه مصيب. إذن لابد أن يشعر أنه مخطئ أولاً حتى يبحث هو عن الصواب؛ لذا لابد أن نزيل الغشاوة عن عينه ليبصر الخطأ،وعندما نعرف كيف يفكر الآخرون ، ومن أي قاعدة ينطلقون ، فنحن بذلك قد عثرنا على نصف الحل. حاول أن تضع نفسك موضع المخطئ ، وفـكــــر من وجهة نظره هو ، وفكر في الخيارات الممكنة التي يمكن أن يتقبلها ، فاختر له ما يناسبه " ..



  • #2
    رد: الحبيب وسط الأزمات ..

    جزيتى خيرا أختنا
    ونفع الله تعالى بكِ

    تعليق


    • #3
      رد: الحبيب وسط الأزمات ..

      المشاركة الأصلية بواسطة راجيه جوار الحبيب محمد مشاهدة المشاركة
      جزيتى خيرا أختنا
      ونفع الله تعالى بكِ

      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
      جزاكم الله خيرا
      ونفع بكم
      هدانا الله وإياكم إلى صراطه المستقيم


      تعليق


      • #4
        رد: الحبيب وسط الأزمات ..

        السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
        أحسنتم بارك الله فيكم ورفع الله قدركم
        أود حفظكم الله المشاركة بهذا الموضوع الماتع واسأل الله تعالى أن يكتب الاجر وأن يجعل أعمالنا وأعمالكم خالصة لوجهه الكريم .
        فمن ايضا الازمات والتي لاتخفى على كثير منكم وهي" حادثة الافك ":
        "إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ "

        [النور:11] .. إلى آخر الآيات الكريمات في سورة النور.
        هذا الإفك الخطير، يقول الله فيه:

        (لا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ)

        وتدبر معي! فأنت قد قرأت الآيات الكريمة

        من قبل، لكنني اليوم أخاطب فيك عقلك

        وقلبك وفطرتك، الله يقول في هذا الإفك

        العظيم الذي طحن قلب المصطفى، ومزق

        فؤاده، إنه إفك رمي به المصطفى في

        شرفه.. رمي به المصطفى في عرضه..

        رمي به المصطفى في طهارته، وهو الطاهر

        الذي فاقت طهارته كل العالمين، رمي به

        المصطفى في صيانة حرمته!

        إنه إفك خطير، والحديث في الصحيحين،

        ولا أريد أن أقف مع الحديث بطوله، وإنما

        نقف عند المهم منه، وفيه:

        أن عائشة رضي الله عنها لما تخلفت عن

        الجيش في غزوة بني المصطلق لقضاء

        حاجتها، وكانت الغزوة بعد نزول آية

        الحجاب، فكانت تحمل في الهودج، وتنزل

        وهي بداخل الهودج، وهذا من دواعي الستر

        والحجاب، والهودج:

        هو المحمل المعلوم الذي يوضع على ظهر

        البعير، فإنه لما نزلت آية الحجاب كان

        نساء النبي يركبن في

        الهودج إذا سافرن مع النبي صلى الله عليه

        وسلم.

        وأرجو أن تتصوروا معي عائشة الفتاة

        الحيية التي ترعرعت في بستان الحياء

        والإيمان إذا أرادت أن تقضي حاجتها وكانت

        في مكان فيه رجال، أتصور أنها ستنطلق

        بعيداً بعيداً، حتى لا تراها العين، ثم تقضي

        حاجتها، وهذا هو الذي كان في هذه

        الغزوة، فإنها لما خرجت كان الليل شديد

        السواد، وكان الليل حالك الظلمة، فعادت

        عائشة رضوان الله عليها إلى هودجها في

        المكان الذي نزل فيه الجيش فتحسست

        عقدها فلم تجده، فعادت إلى المكان الذي

        قضت فيه حاجتها؛ لتبحث عن عقدها، ثم

        عادت فوجدت الجيش قد رحل!

        وكان الرجال قد حملوا الهودج فوضعوه

        على الراحلة وهم يظنون أن أم المؤمنين

        بداخل الهودج، فنامت في مكانها حتى يرجع

        إليها القوم، وكان النبي صلى الله عليه

        وسلم قد أمر صفوان بن المعطل السلمي

        رضي الله عنه أن يبقى خلف الجيش؛ ليأتي

        بأي شيء أو بأي متاع، فلما جاء صفوان

        بن المعطل ورأى سواد إنسان فنظر إليها

        فعرفها وقال:

        إنا لله وإنا إليه راجعون، تقول عائشة:

        فوالله!

        ما استيقظت من نومي إلا على استرجاعه،

        فخمرت وجهي بجلبابي -أي: غطيت

        وجهي بجلبابي- فلما رآني عرفني وكان

        يراني قبل نزول آية الحجاب، قالت: والله!

        ما كلمني، ولا كلمته، وما سمعت منه غي

        ر استرجاعه -أي: غير قوله:

        إنا لله وإنا إليه راجعون- فأناخ صفوان

        راحلته، فركبت أم المؤمنين رضي الله عنها

        حتى أدركوا الجيش في نحر الظهيرة -أي:

        في وقت شدة الحر- فلما رآها رأس النفاق

        عبد الله بن أبي قال: من هذه؟

        قالوا: أم المؤمنين عائشة.

        قال: ومن هذا؟

        قالوا: صفوان بن المعطل السلمي رضي

        الله عنه، قالت:
        فهلك من هلك في شتمي.
        وفي رواية خارج الصحيحين:

        قال المنافق الخبيث: من هذه؟

        قالوا: أم المؤمنين عائشة ، قال:

        ومن هذا؟
        قالوا: صفوان بن المعطل السلمي

        فقال الوقح: امرأة نبيكم تبيت مع رجل حتى

        الصباح، ثم جاء يقود لها الراحلة!

        والله ما نجت منه وما نجا منها!

        إنها قولة خبيثة شريرة، وتلقفت عصابات

        النفاق -التي لا يخلو منها زمان ولا مكان-

        هذه القولة الشريرة، وهذا الإفك الخطير،

        ورددت هذه الكلمات التي اتهم فيها رسول

        الله في عرضه، وفي شرفه ودينه

        ورسالته، وفي كل شيء، وفي عائشة التي

        أحبها من كل قلبه، كما في صحيح البخاري

        من حديث عمرو بن العاص قال:

        قلت: (يا رسول الله! أي الناس أحب

        إليك؟ قال: عائشة ..)، فيرمى رسول الله

        في زوجته!

        ويرمى الصديق في طهارة بنته!

        وهو الصديق الطاهر الذي قال قولته التي

        تعبر عن مدى ألمه، قال:

        (والله! ما رضينا بهذا في الجاهلية أفنرضى به في الإسلام؟!)

        وعائشة هي الزهرة المتفتحة في بستان

        الإسلام، المترعرعة في حديقة الإيمان،

        التي تولى تربيتها ابتداءً صديق الأمة ، ثم

        انتقلت في التاسعة من عمرها إلى بيت نبي

        هذه الأمة، فعلى أي منهج تربت عائشة ؟!

        وعلى أي خلق ثم ترمى في عرضها وفي

        شرفها؟! ويرمى صفوان بن المعطل في

        دينه، بل ويرمى بالخيانة لربه، ولرسوله

        ! وترجع المسكينة

        عائشة إلى بيت رسول الله في المدينة وهي

        لا تعلم شيئاً، فهي الحصان الرزان التي لا

        تأبه لمثل هذا، وخاضت عصابة المنافقين

        في المدينة شهراً كاملاً في هذا الإفك

        الخطير، ولحكمة يريدها ربنا لا ينزل الوحي

        على قلب المصطفى شهراً كاملاً، ويحطم

        الألم كبده، ويهز الحزن فؤاده، حتى خرج

        النبي يسأل عن عائشة!

        فيسأل أسامة ، ويسأل علياً ، ويسأل بعض

        الصحابة عن عائشة

        وتصوروا معي

        حالة رسول الله !

        تقول عائشة : وأنا لا أنكر شيئاً من رسول

        الله إلا اللطف الذي

        كنت أعرف منه، فكان يدخل عليّ فيسلم

        ويقول: (كيف تيكم؟) حتى دخلت عليّ

        أم مسطح فأخبرتني بما يقوله أهل الإفك،

        فلما دخل عليّ رسول الله صلى الله عليه

        وسلم، قلت: أتأذن لي أن آتي أبوي؟

        فأذن لها رسول الله، فذهبت إلى بيت

        الصديق رضي الله عنه، وبعد شهر كامل

        دخل رسول الله بيت

        الصديق ، وجلس إلى جوار عائشة رضي

        الله عنها، فتشهد -أي: حمد الله عز وجل، وأثنى عليه- ثم التفت إلى عائشة وقال: (يا عائشة ! إن كنت قد ألممت بذنب فاستغفري الله، وتوبي إليه؛ فإن العبد إذا أذنب وتاب إلى الله تاب الله عليه، وإن كنت بريئة فسيبرئك الله عز وجل)

        تقول عائشة : فلما سمعت مقالة رسول

        الله قلص دمعي -أي: جف دمعي- والتفت

        إلى أبي، وقلت:

        أجب عني رسول الله، فقال الصديق:

        (والله! ما أدري يا ابنتي! ماذا أقول

        لرسول الله)، فتركت عائشة المسكينة أباها

        الصديق ، والتفتت إلى أمها وقالت: أجيبي

        عني رسول الله، فقالت الأم المسكينة

        الجريحة: والله! ما أدري يا ابنتي! ماذا

        أقول لرسول الله، ثم قال عائشة :

        والله! لا أجد لي ولكم مثلاً إلا كما قال أبو

        يوسف:

        "فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ "

        [يوسف:18]

        قالت: ثم نمت على فراشي، وأنا أعلم

        والله! أني لبريئة، وأن الله مبرئي، لكني ما

        كنت أظن أن ينزل الله فيّ وحياً يتلى،

        فلشأني في نفسي كان أحقر من أن ينزل فيّ

        وحي يتلى، بل كنت أرجو الله أن يرى

        رسول الله صلى الله عليه سلم رؤيا يبرئني

        الله فيها، قالت: والله! ما رام أحد مجلسه

        -أي: ما ترك أحد في البيت مكانه الذي

        يجلس فيه- وإذ بالوحي يتنزل على رسول

        الله ، وكان إذا تنزل

        عليه الوحي أخذته شدة، فتحدر منه عرق

        كالجمان -أي: كحبات اللؤلؤ- في اليوم

        الشديد البرد؛ من شدة ما يتنزل عليه من

        الوحي، قالت: فسري عن رسول الله وهو

        يبتسم ويقول:

        (أبشري يا عائشة ! فلقد برأك الله عز وجل)

        فقالت أمها: قومي يا عائشة ! -أي:

        قومي إلى رسول الله- فاشكريه، فقالت

        عائشة : لا والله! والله!

        لا أقوم إلى رسول الله، ولا أحمد إلا الله عز

        وجل الذي أنزل براءتي من السماء، فابتسم رسول الله ، وكانت

        براءتها العظيمة من أعظم مناقب عائشة ،

        قال عز وجل:
        "إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ "

        [النور:11].

        ويسأل الآن أصحاب القلوب القلقة

        المتشككة: أين الخير في هذا الإفك

        الخطير؟! أين الخير وقد رمي رسول الله في عرضه؟! أين الخير وقد اتهمت عائشة

        بالزنا؟ وأين الخير وقد رمي الصديق في

        شرفه؟ وأين الخير وقد اتهم صفوان

        بالخيانة؟! وأين الخير وقد كادت عائشة أن

        تموت وهي بين الأحياء؟! وأين الخير

        والمؤمنون الصادقون من الأوس والخزرج

        كادت أن تقع بينهم فتنة؟! ولكن الخير

        موجود كما قال تعالى:

        لا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ

        النور:11

        وقال تعالى:

        "كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ "
        [البقرة:216].

        فإن قلت: أين الحكمة في هذا الشر؟

        وأين الخير في هذا الإثم؟!

        فأقول: تدبر معي! وسأقف على ثلاثة

        دروس فقط من هذا الشر؛ لأجلي الخير الذي

        فيه.


        حادثة الإفك أظهرت فضل عائشة

        من دروس هذه المحنة والفتنة والابتلاء:

        لولا هذا الابتلاء ما عرفت الأمة مكانة

        عائشة ؛ فلهذا الدرس تجلت مكانة الصديقة

        بنت الصديق واستحقت أن تكون بجدارة

        حبيبة رسول الله ،

        وكانت عائشة تفخر بأن الله برأها من فوق

        سبع سماوات، وظلت في قلب المصطفى

        حتى مات، قالت:
        (مات رسول الله في

        بيتي، وفي يومي، وبين سحري ونحري،

        وجمع الله بين ريقي وريقه في آخر يوم من

        أيام الدنيا، وأول يوم من أيام الآخرة)

        والحديث في الصحيحين.

        هذه بعض الدروس، وهذا بعض الخير في هذا الشر، وصدق الله القائل:
        لا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ



        رسول الله لا يعلم الغيب


        الدرس الأول في هذا الإفك العظيم وهذا الابتلاء الكبير:

        أنه لو لم يرد الله عز وجل من هذه المحنة

        إلا أن يعلم الأمة أن النبي صلى الله عليه

        وسلم لا يعلم الغيب لكفى، ويا له من خير!

        ويا له من درس! شهر كامل ورسول الله

        لا يعلم شيئاً، ولا يعلم الخبر، ويسأل عن

        عائشة أصحابه، قال عز وجل:

        "وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ "

        الأعراف:188

        وقال عز وجل:

        "قُلْ إِنَّمَا أَدْعُو رَبِّي وَلا أُشْرِكُ بِهِ أَحَدًا * قُلْ إِنِّي لا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلا رَشَدًا * قُلْ إِنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا * إِلَّا بَلاغًا مِنَ اللَّهِ وَرِسَالاتِهِ "

        الجن:20-23
        أي: إلا أن تبلغ دين الله، ورسالة الله على مراد الله، كما قال:
        فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ
        [هود:112].
        إنه درس عظيم!

        الفتن والابتلاءات تظهر المنافقين

        بعد هذه المحنة ظهر

        المنافقون، فالمنافقون مندسون في الصف،

        والمؤمنون يعرفون أعداءهم الظاهرين،

        فيعرفون اليهود، ويعرفون أهل الكفر،

        لكنهم لا يعرفون المنافقين الذين يندسون في

        الصفوف، فتأتي المحن، وتأتي الفتن؛

        لتظهر ما تكنه الصدور من نفاق، ولتظهر

        ما تكنه القلوب من حقد على الإِسلام

        وأهله، فظهر النفاق، وظهرت عصابة

        النفاق، فالمحن تطرد عن الصف المزيفين،

        ولا يثبت على الصف بعد المحن والفتن

        والابتلاءات إلا من صفت نفسه، وخلصت

        سريرته، ومشى على الطريق يريد فضل الله

        وأجر الله جل جلاله، فلا يتاجر بالدعوة ولا

        بالعقيدة في سوق التجارة والشهوات، ولا

        يكون ممن يبيع ويشتري بالدعوة، فإن

        حصل نفعاً وخيراً فهو على الطريق مع

        السائرين، وإن تعرض للمحنة أو الابتلاء

        تخلى عن الطريق، كما قال عز وجل:

        وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ

        أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ

        عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ

        الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ

        الحج:11

        وقال تعالى:

        أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ

        [العنكبوت:2-3].

        وهل الله لا يعلم الصادقين من الكاذبين إلا بعد المحن والابتلاءات؟!

        الجواب: كلا، بل إن الله علم ما كان وما هو كائن وما سيكون وما لم يكن لو كان كيف

        يكون، وإنما ليطلع الله أهل الإيمان على

        أهل النفاق، ثم ليعاقب الله وليحاسب الله

        عباده على ما بدر منهم من قول وعمل، لا

        على ما علمه منهم سبحانه وتعالى، وهذا

        قمة العدل والرحمة، فالفتن والمحن تظهر

        المنافقين، وتبين المخبوء في الصدور،

        فظهر بعد المحنة أهل النفاق وعصابة

        النفاق.

        واخيرا اسأل المولى تبارك وتعالى أن ينفعنا بما علمنا وان يجعل نبينا محمد عليه افضل الصلاة والسلام اسوة وقدوة لنا وأن يجزيه عنا خير ماجزى نبيُ عن أمته إنه ولي ذلك والقادر عليه.

        </B>
        "إذا وجدت الأيام تمر عليك ، و ليس لكتاب الله حظ من أيامك و ساعات ليلك و نهارك ، فابك على نفسك ، و اسأل الله العافية، و انطرح بين يدي الله منيبا مستغفرا ، فما ذلك إلا لذنب بينك و بين الله ، فوالله ما حرم عبد الطاعة إلا دل ذلك على بعده من الله عز وجل"

        تعليق


        • #5
          رد: الحبيب وسط الأزمات ..

          عليه الصلاة والسلام
          موضوع رااااااائع
          يا حبيبى يا رسول الله
          جزيتى الجنة رفيقتى ونفع البارئ بكِ

          تعليق

          يعمل...
          X