إذا كانت النصرانية الحقة قد جاءت بتوحيد الله تعالى ، وإفراده بالعبادة دون ما سواه من الخلق ، سواء كان عيسى أو غيره ، فكيف اختلطت هذه الديانة بالعقائد الشركية ، فاتخذوا عيسى عليه السلام ، وأمه إلهين من دون الله ؟.
الحمد لله
ليس من شك أن الدعوة إلى توحيد الله تعالى ، وإفراده بالعبادة دون ما سواه من الخلق ، هو أصل الرسالة التي جاء بها نبي الله عيسى ، عليه السلام ، كما أنها أصل الرسالة التي جاء بها سائر الأنبياء ، قال الله تعالى : ( وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلالَةُ فَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ ) النحل/36 وقال تعالى أيضا : ( وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا أَنَا فَاعْبُدُونِ) الانبياء/25
وعلى هذه الدعوة يشهد عيسى عليه السلام على قومه ؛ قال الله تعالى : ( وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَاعِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّي إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ(116) مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنْ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ(117) ، وأما كيف انحرف أصحاب هذه الديانة بعد ذلك عن التوحيد الخالص إلى العقائد الوثنية ، وعبادة عيسى وأمه من دون الله ، فهي قصة مبكرة في تاريخ النصرانية ، وسوف نورد هنا بعض الشواهد عليها ، من كلام أهلها ، وليسمع من له أذنان :
. . جاء في دائرة المعارف الأمريكية :
( لقد بدأت عقيدة التوحيد – كحركة لاهوتية – بداية مبكرة جدا في التاريخ ، وفي حقيقة الأمر فإنها تسبق عقيدة التثليث بالكثير من عشرات السنين . لقد اشتُقَّت المسيحية من اليهودية ، واليهودية صارمة في عقيدة التوحيد .
إن الطريق الذي سار من أورشليم [ مجمع تلاميذ المسيح الأول ] إلى نيقية [ حيث تقرر مساواة المسيح بالله في الجوهر والأزلية عام 325م ] كان من النادر القول بأنه كان طريقا مستقيما .
إن عقيدة التثليث التي أقرت في القرن الرابع الميلادي لم تعكس بدقة التعليم المسيحي الأول فيما يختص بطبيعة الله ؛ لقد كانت على العكس من ذلك انحرافا عن هذا التعليم ، ولهذا فإنها تطورت ضد التوحيد الخالص ، أو على الأقل يمكن القول بأنها كانت معارضة لما هو ضد التثليث ، كما أن انتصارها لم يكن كاملا . ) [ 27/294 ]
ويمكنك الرجوع إلى بعض آراء من لا يزالون يذهبون إلى التوحيد من المسيحيين ، في المصدر السابق نفسه ، دائرة المعارف [ 27/300-301 ] .
ويقول وول ديورانت :
( لما فتحت المسيحية روما انتقل إلى الدين الجديد [ أي المسيحي ] دماء الدين الوثني القديم : لقب الحبر الأعظم ، وعبادة الأم العظمى ، وعدد لا يحصى من الأرباب التي تبث الراحة والطمأنينة في النفوس ، وتمتاز بوجود كائنات في كل مكان لا تدركها الحواس ، كل هذا انتقل إلى المسيحية كما ينتقل دم الأم إلى ولدها .
وأسلمت الإمبراطورية المحتضرة أزِمَّة الفتح والمهارة الإدارية إلى البابوية القوية ، وشحذت الكلمة بقوة سحرها ما فقده السيف المسلول من قوته . وحل مبشرو الكنيسة محل الدولة .
إن المسيحية لم تقض على الوثنية ، بل ثبتتها ؛ ذلك أن العقل اليوناني عاد إلى الحياة في صورة جديدة ، في لاهوت الكنيسة وطقوسها ، ونقلت الطقوس اليونانية الخفية إلى طقوس القداس الرهيبة ، وجاءت من مصر آراء الثالوث المقدس ، ويوم الحساب ، وأبدية الثواب والعقاب ، وخلود الإنسان في هذا أو ذاك . ومن مصر جاءت عبادة الأم الطفل ، والاتصال الصوفي بالله ؛ ذلك الاتصال الذي أوجد الأفلوطينية واللاأدرية ، وطمس معالم العقيدة المسيحية . ومن بلاد الفرس جاءت عقيدة رجوع المسيح وحكمه الأرض لمدة 1000 ) . [ قصة الحضارة 11/418 ] .
وعلى الرغم من النفثة الإلحادية في كلام ديورانت ، وهو أمر معروف به ، والتي تظهر في زعمه أن أبدية الثواب والعقاب منقولة عن المصرية ، فإن تتبع الأصول الوثنية للنصرانية المحرفة لم يعد بالأمر الخفي ، ولم ينفرد هو ببحثه ؛ ففي كتابه " المسيحية والوثنية " يقرر روبرتسون أن الميثراثية ، وهي ديانة فارسية الأصل ، ازدهرت في بلاد فارس قبل الميلاد بنحو ستة قرون ، قد دخلت إلى روما حوالي عام 70 م ، وانتشرت في بلاد الرومان ، ثم وصلت إلى بريطانيا ، وانتشرت في العديد من مدنها .
وما يعنينا هنا من أمر هذه الديانة أنها تقول :
- إن ميثراس ، الذي تنسب إليه ، كان وسيطا بين الله والناس . { انظر مقابله في النصرانية : أعمال الرسل 4/12 }
- وأن مولده كان في كهف ، أو زاوية من الأرض . { انظر : لوقا 2/7 } .
- وأن مولده كان في يوم 25 ديسمبر . { وهو يوم احتفال النصارى بمولد المسيح }
- كان له اثنا عشر حواريا . { انظر : متى 10/1 }
- مات ليخلص العالم { انظر : كورنثوس الأولى 15/3 }
- دفن ولكنه عاد إلى الحياة { انظر : السابق 15/4 }
- صعد إلى السماء أمام تلاميذه { انظر : أعمال الرسل 1/9}
- كان يدعى مخلصا ومنقذا { انظر : تيطس 2/13}
- من أوصافه أنه حمل وديع { انظر : يوحنا 1/ 29 }
- في ذكراه كل عام يقام العشاء الرباني { انظر : كورنثوس الأولى 11/23-25}
- من شعائره التعميد .
- يوم الأحد مقدس عندهم .
بينما يذهب المستشرق الفرنسي ليون جوتيه في كتابه " مقدمة لدراسة الفلسفة الإسلامية " إلى أن أصول التثليث النصراني ينبغي تلمسها في الفلسفة اليونانية ، وتحديدا في أفكار الأفلاطونية المحدثة ، التي تلقت مبادئ فكرة التثليث في النظرة إلى خالق الكون عن أفلاطون ، ثم عمقتها إلى حد كبير ، بحيث اتضح التشابه الكبير بينها وبين النصرانية ؛ فالخالق ، ذو الكمال المطلق ، جعل بينه وبين العالم وسيطين ، صادرين عنه ، وهما أيضا داخلان فيه في نفس الوقت ؛ أي تتضمنهما ذاته ، وهما العقل والروح الإلهية . ثم قال :
( وهكذا كان التزاوج بين العقيدة اليهودية والفلسفة الإغريقية لم ينتج فلسفة فقط ، بل أنتج معها دينا أيضا ، أعني المسيحية التي تشربت كثيرا من الآراء والأفكار الفلسفية عن اليونان ؛ ذلك أن اللاهوت المسيحي مقتبس من نفس المعين الذي كانت فيه الأفلاطونية الحديثة ، ولذا تجد بينهما مشابهات كثيرة ، وإن افترقا أحيانا في بعض التفاصيل ، فإنهما يرتكزان على عقيدة التثليث ، والثلاثة الأقانيم واحدة فيهما . )
وهذا هو ما يشير إليه الكاتب الأمريكي ( درابر) :
( دخلت الوثنية والشرك في النصرانية بتأثير المنافقين الذين تقلدوا وظائف خطيرة ، ومناصب عالية في الدولة الرومية بتظاهرهم بالنصرانية ، ولم يكونوا يحتفلون بأمر الدين ، ولم يخلصوا له يوما من الأيام ، وكذلك كان قسطنطين فقد قضي عمره في الظلم والفجور ، ولم يتقيد بأوامر الكنيسة الدينية ، إلا قليلا في آخر عمره (337م ) .
إن الجماعة النصرانية ، وإن كانت قد بلغت من القوة بحيث ولت قسطنطين الملك ، ولكنها لم تتمكن من أن تقطع دابر الوثنية ، وتقتلع جرثومتها ، وكان نتيجة كفاحها أن اختلطت مبادئها ، ونشأ من ذلك دين جديد تتجلى فيه النصرانية والوثنية سواء بسواء ) .
وهكذا سلك النصارى بدينهم مسلك الذين كفروا من قبلهم ، حذو القذة بالقذة ، كما يشهد كتابهم على أنفسهم وبني قومهم ، وكفى بالله شهيدا ؛ قال الله تعالى : ( وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ) التوبة/30
والله الموفق .
الإسلام سؤال وجواب
الحمد لله
ليس من شك أن الدعوة إلى توحيد الله تعالى ، وإفراده بالعبادة دون ما سواه من الخلق ، هو أصل الرسالة التي جاء بها نبي الله عيسى ، عليه السلام ، كما أنها أصل الرسالة التي جاء بها سائر الأنبياء ، قال الله تعالى : ( وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلالَةُ فَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ ) النحل/36 وقال تعالى أيضا : ( وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا أَنَا فَاعْبُدُونِ) الانبياء/25
وعلى هذه الدعوة يشهد عيسى عليه السلام على قومه ؛ قال الله تعالى : ( وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَاعِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّي إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ(116) مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنْ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ(117) ، وأما كيف انحرف أصحاب هذه الديانة بعد ذلك عن التوحيد الخالص إلى العقائد الوثنية ، وعبادة عيسى وأمه من دون الله ، فهي قصة مبكرة في تاريخ النصرانية ، وسوف نورد هنا بعض الشواهد عليها ، من كلام أهلها ، وليسمع من له أذنان :
. . جاء في دائرة المعارف الأمريكية :
( لقد بدأت عقيدة التوحيد – كحركة لاهوتية – بداية مبكرة جدا في التاريخ ، وفي حقيقة الأمر فإنها تسبق عقيدة التثليث بالكثير من عشرات السنين . لقد اشتُقَّت المسيحية من اليهودية ، واليهودية صارمة في عقيدة التوحيد .
إن الطريق الذي سار من أورشليم [ مجمع تلاميذ المسيح الأول ] إلى نيقية [ حيث تقرر مساواة المسيح بالله في الجوهر والأزلية عام 325م ] كان من النادر القول بأنه كان طريقا مستقيما .
إن عقيدة التثليث التي أقرت في القرن الرابع الميلادي لم تعكس بدقة التعليم المسيحي الأول فيما يختص بطبيعة الله ؛ لقد كانت على العكس من ذلك انحرافا عن هذا التعليم ، ولهذا فإنها تطورت ضد التوحيد الخالص ، أو على الأقل يمكن القول بأنها كانت معارضة لما هو ضد التثليث ، كما أن انتصارها لم يكن كاملا . ) [ 27/294 ]
ويمكنك الرجوع إلى بعض آراء من لا يزالون يذهبون إلى التوحيد من المسيحيين ، في المصدر السابق نفسه ، دائرة المعارف [ 27/300-301 ] .
ويقول وول ديورانت :
( لما فتحت المسيحية روما انتقل إلى الدين الجديد [ أي المسيحي ] دماء الدين الوثني القديم : لقب الحبر الأعظم ، وعبادة الأم العظمى ، وعدد لا يحصى من الأرباب التي تبث الراحة والطمأنينة في النفوس ، وتمتاز بوجود كائنات في كل مكان لا تدركها الحواس ، كل هذا انتقل إلى المسيحية كما ينتقل دم الأم إلى ولدها .
وأسلمت الإمبراطورية المحتضرة أزِمَّة الفتح والمهارة الإدارية إلى البابوية القوية ، وشحذت الكلمة بقوة سحرها ما فقده السيف المسلول من قوته . وحل مبشرو الكنيسة محل الدولة .
إن المسيحية لم تقض على الوثنية ، بل ثبتتها ؛ ذلك أن العقل اليوناني عاد إلى الحياة في صورة جديدة ، في لاهوت الكنيسة وطقوسها ، ونقلت الطقوس اليونانية الخفية إلى طقوس القداس الرهيبة ، وجاءت من مصر آراء الثالوث المقدس ، ويوم الحساب ، وأبدية الثواب والعقاب ، وخلود الإنسان في هذا أو ذاك . ومن مصر جاءت عبادة الأم الطفل ، والاتصال الصوفي بالله ؛ ذلك الاتصال الذي أوجد الأفلوطينية واللاأدرية ، وطمس معالم العقيدة المسيحية . ومن بلاد الفرس جاءت عقيدة رجوع المسيح وحكمه الأرض لمدة 1000 ) . [ قصة الحضارة 11/418 ] .
وعلى الرغم من النفثة الإلحادية في كلام ديورانت ، وهو أمر معروف به ، والتي تظهر في زعمه أن أبدية الثواب والعقاب منقولة عن المصرية ، فإن تتبع الأصول الوثنية للنصرانية المحرفة لم يعد بالأمر الخفي ، ولم ينفرد هو ببحثه ؛ ففي كتابه " المسيحية والوثنية " يقرر روبرتسون أن الميثراثية ، وهي ديانة فارسية الأصل ، ازدهرت في بلاد فارس قبل الميلاد بنحو ستة قرون ، قد دخلت إلى روما حوالي عام 70 م ، وانتشرت في بلاد الرومان ، ثم وصلت إلى بريطانيا ، وانتشرت في العديد من مدنها .
وما يعنينا هنا من أمر هذه الديانة أنها تقول :
- إن ميثراس ، الذي تنسب إليه ، كان وسيطا بين الله والناس . { انظر مقابله في النصرانية : أعمال الرسل 4/12 }
- وأن مولده كان في كهف ، أو زاوية من الأرض . { انظر : لوقا 2/7 } .
- وأن مولده كان في يوم 25 ديسمبر . { وهو يوم احتفال النصارى بمولد المسيح }
- كان له اثنا عشر حواريا . { انظر : متى 10/1 }
- مات ليخلص العالم { انظر : كورنثوس الأولى 15/3 }
- دفن ولكنه عاد إلى الحياة { انظر : السابق 15/4 }
- صعد إلى السماء أمام تلاميذه { انظر : أعمال الرسل 1/9}
- كان يدعى مخلصا ومنقذا { انظر : تيطس 2/13}
- من أوصافه أنه حمل وديع { انظر : يوحنا 1/ 29 }
- في ذكراه كل عام يقام العشاء الرباني { انظر : كورنثوس الأولى 11/23-25}
- من شعائره التعميد .
- يوم الأحد مقدس عندهم .
بينما يذهب المستشرق الفرنسي ليون جوتيه في كتابه " مقدمة لدراسة الفلسفة الإسلامية " إلى أن أصول التثليث النصراني ينبغي تلمسها في الفلسفة اليونانية ، وتحديدا في أفكار الأفلاطونية المحدثة ، التي تلقت مبادئ فكرة التثليث في النظرة إلى خالق الكون عن أفلاطون ، ثم عمقتها إلى حد كبير ، بحيث اتضح التشابه الكبير بينها وبين النصرانية ؛ فالخالق ، ذو الكمال المطلق ، جعل بينه وبين العالم وسيطين ، صادرين عنه ، وهما أيضا داخلان فيه في نفس الوقت ؛ أي تتضمنهما ذاته ، وهما العقل والروح الإلهية . ثم قال :
( وهكذا كان التزاوج بين العقيدة اليهودية والفلسفة الإغريقية لم ينتج فلسفة فقط ، بل أنتج معها دينا أيضا ، أعني المسيحية التي تشربت كثيرا من الآراء والأفكار الفلسفية عن اليونان ؛ ذلك أن اللاهوت المسيحي مقتبس من نفس المعين الذي كانت فيه الأفلاطونية الحديثة ، ولذا تجد بينهما مشابهات كثيرة ، وإن افترقا أحيانا في بعض التفاصيل ، فإنهما يرتكزان على عقيدة التثليث ، والثلاثة الأقانيم واحدة فيهما . )
وهذا هو ما يشير إليه الكاتب الأمريكي ( درابر) :
( دخلت الوثنية والشرك في النصرانية بتأثير المنافقين الذين تقلدوا وظائف خطيرة ، ومناصب عالية في الدولة الرومية بتظاهرهم بالنصرانية ، ولم يكونوا يحتفلون بأمر الدين ، ولم يخلصوا له يوما من الأيام ، وكذلك كان قسطنطين فقد قضي عمره في الظلم والفجور ، ولم يتقيد بأوامر الكنيسة الدينية ، إلا قليلا في آخر عمره (337م ) .
إن الجماعة النصرانية ، وإن كانت قد بلغت من القوة بحيث ولت قسطنطين الملك ، ولكنها لم تتمكن من أن تقطع دابر الوثنية ، وتقتلع جرثومتها ، وكان نتيجة كفاحها أن اختلطت مبادئها ، ونشأ من ذلك دين جديد تتجلى فيه النصرانية والوثنية سواء بسواء ) .
وهكذا سلك النصارى بدينهم مسلك الذين كفروا من قبلهم ، حذو القذة بالقذة ، كما يشهد كتابهم على أنفسهم وبني قومهم ، وكفى بالله شهيدا ؛ قال الله تعالى : ( وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ) التوبة/30
والله الموفق .
الإسلام سؤال وجواب
تعليق