=======
أخي المبارك العاصي عليك بآداب المعاصي
---------------
قدرنا أن نذنِبَ ونُخطئ، ومشيئةُ اللَّه فينا أن نقصِّرَ ونسيء، كلُّ بني آدمَ خَطَّاء، لَم نكنْ يومًا ملائكةً لا يعْصونَ الله ما أمرهم ويفعلون ما
يؤْمَرون. بل نحن بشرٌ من البشَر، من أبٍ أذنبَ وأخطأ، ولنفسِه ظلم، ومَن شابه أَبَهُ فما ظلم.
أنا وأنت يا عبد الله، الضعفُ مغروسٌ فينا، والشَّيطانُ والهوى يستهْوينا. تضعفُ نفوسُنا ردحًا من العمر، وتعترينا الغفلةُ والغفلاتُ حينًا من الدهر. أنا وأنت يا عبد الله أصحاب ذنوبٍ وسيّئات ومعاصٍ وخطيئات، ومَن ذا الَّذي يسلمُ من تلك الآفات؟!
مَنِ الَّذِي مَا سَاءَ قَطّْ *** وَمَنْ لَهُ الحُسْنَى فَقَطْ
ثبت في الصَّحيحَين عن أبِي هُرَيْرة - رضِي الله عنْه - أنَّ النَّبيَّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((والَّذي نفسي بيدِه، لَو لم تُذْنِبوا، لذهَبَ اللَّه بكُم، ولجاء بقومٍ يُذْنِبون فيستغفرون الله، فيغْفر لهم)).
فإذا علِمْنا - عباد الله - أنَّنا مُذْنِبون خطَّاؤون، فعليْنا أن نتعلَّم كيف نتعامل مع هذه الذّنوب، عليْنا أن نتعلَّم أدبًا لطيفًا، هو أدبُ المُذْنبين، أو قُل: هو أدبُ المعْصِية.
ولا يذهب - أخي الكريم - فهمُك بعيدًا، فتتوهَّم من هذا التَّهوينَ من شأن المعصية، أو تسويغَها والتَّبرير لها، وإنَّما المراد بيانُ الموقف الشَّرعي، والأدبِ الواجبِ تُجاه هذه المعصية.
يا أيها العبد الضَّعيف، لا تعصِ الله تعالى، فإذا عصَيتَ اللَّه فاستجْمِع معي هذه الآداب:
-----
تابع
تعليق