الحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، امّا بعد:
فمن قواعد الدّعوة للصدّ من حملات أهل الباطل: ( اسكتُوا نسكت )، أي: أمسكوا عن ترويج الضّلال، وإنفاق الباطل، نمسك عن ردّ مقالكم، وكشف عُواركم.
أقول ذلك، لأنّنا نتحدّث عن بعض الموضوعات في بعض المناسبات، لا إقرارا لما يُحيُونه، ولا رضا بما يقيمونه، ولكن لسدّ ثغرات يُحدثها كثير من بني جلدتنا الّذين يشحنونها بالزّور، والويل والثّبور.
فإذا تكلّموا هذه الأيّام عن المرأة، فليكن لنا ما نقوله عن المرأة.
ونختار للحديث عن ذلك مشهدين متقابلين: مشهد من همّة المؤمنات:
أمّ شريك رضي الله عنها، واسمها غُزَيَّة بنت جابر بن حكيم .. الّتي قال عنها الأئمّة الأعلام: بصبرها أسلم من عذّبوها.
لقد وقع الإسلام في قلبها بمكّة، فأسلمت، ثمّ جعلت تدخل على نساء قريش سرّا، فتدعوهنّ وترغّبهنّ في الإسلام.
وظهر أمرها لأهل مكّة، فأخذوها، وقالوا:" لولا قومُك لفعلنا بك كذا وكذا، ولكنّنا سنردّك إليهم ".
قالت رضي الله عنها: فحملوني على بعير ليس تحتي شيء موطأ ولا غيره، ثمّ تركوني ثلاثا لا يُطعموني ولا يسقوني.
فنزلوا منزلا، وكانوا إذا نزلوا وقفوني في الشّمس واستظلّوا، وحبسوا عنّي الطّعام والشّراب حتّى يرتحلوا !
فبينما أنا كذلك، إذا بأثر شيء باردٍ وقع عليّ منه، ثمّ عاد فتناولته، فإذا هو دلوُ ماء، فشربت منه قليلا، ثمّ نُزِع منّي، ثمّ عاد فتناولته، فشربت منه قليلا، ثمّ رُفع، ثمّ عاد أيضا، فصنع ذلك مرارا حتّى رَوِيت، ثمّ أفَضْت سائرَه على جسدي وثيابي.
فلمّا استيقظوا إذا هم بأثر الماء، ورأوني حسنة الهيئة، فقالوا: انحللت فأخذتِ سقاءنا فشربت منه !؟ فقلت: لاوالله ما فعلت ذلك، كان من الأمر كذا وكذا.
فقالوا: لئن كنت صادقة، فدينك خيرٌ من ديننا. فنظروا إلى الأسقية، فوجدوها كما تركوها، فأسلموا لساعتهم.
[انظر " الإصابة " (8/248)، وللقصّة طريقان أحدهما ضعيف، والآخر حسن إن شاء الله].
عبرٌ من هذه الحادثة.
1- إنّها بمجرّد إسلامها أيقنت أنّ عليها رسالةً يجب تبليغها: (( بَلِّغُوا عَنِّي وَلَوْ آيَة ))، وخاصّة أنّ الدّعاة إلى الله لا يَصِلُون إلى ما تَصِلُ إليه المرأة؛ فإنّ بإمكانها الدّخول إلى أخواتها اللّاء لا يزَلْن أسيراتٍ لإبليس وجنوده، فمن لهؤلاء النّسوة ؟!
2- إذا مرّت بك ساعات من العذاب، ورأيت ألوانا من اللّوم والعتاب، على استقامتك، وصون ديانتك، فتذكّري أنّ هناك من هنّ أفضل منك عانين أكثر منك، فأنت على طريقهنّ سائرة:
3- تذكّري جيّدا أنّ من أسماء الله تعالى "المؤمن"، ومن معانيه-زيادة على أنّه يؤَمّن عباده من كرب الدّنيا والآخرة-فمعناه أنّه يُصدّق دعوى عباده بالحقّ، فالذي رزق أمّ شريك ذلك الماء العذب البارد، قادر على أن يرزقك العيش العذب البارد، ولن تبلغي كرامته حتّىتبلّغي رسالته.
4-وإذا صدّقك ربّك عزّ وجلّ صدّقك بعدُ عبادُه، وما أمر الله بتصديق الرّسل حتّى صدّقهم هو سبحانه:{وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولاً نَبِيّاً}.
إنّ غايتك هي أشرف وأقدس غاية، وإثارة للحميّة والهمّة، فإليك مشهدا لإحدى أعداء ربّ العالمين:
مشهد من همّة الكافرات: "إيزابيل" صاحبة القميص العتيق ..
إنّها بنت خوان الثّاني juan 2 ملكة قشتالة وإسبانيا، الّتي كرّست أكثر من ثلاثين سنة من عمرها في سبيل نشر النّصرانية الكاثوليكيّة.
لقد نسيت أنّها امرأة، وأقسمت وقطعت عهدا على نفسها ألاّ تستبدل قميصها - ثوبها الدّاخلي - حتّى تسقط غرناطة في يدها !
"إيزابيل"، التي كتب عنها وعن سيرتها فيرناندو فيتكايينو كاساس- أشهر القصّاصين الإسبانيين -: (إيزابيل، والقميص العتيق) في نوفمبر 1987 وصدرت الطّبعة الرّابعة منه في ديسمبر من العام نفسه ! وطالب الكاتب فيه برفع " إيزابيل " إلى درجة قدِّيسة.
إنّها امرأة تمّ على يديها إسقاط ملك المسلمين في غرناطة نهائيّا، حين وحّدت جهود ملوك النّصارى ضدّ المسلمين، ورهنت مجوهراتها لدفع مرتّبات الجنود، وكانت تُشرف على المعارك ضدّ المسلمين بنفسها.
إنّها امرأة أرغمت أبا عبد الله الصّغير - آخر ملوك غرناطة - أن يدفع جزية سنويّة قدرها اثنتا عشرة ألف قطعة ذهبيّة، وأن يكون تابعا وفيّا للملوك الكاثوليك، ويَمثُل أمام البلاط في قشتالة متى استدعى الأمر ذلك ! وأن يُسلّم ابنه الصّغير رهينة حتّى يسلّم لهم غرناطة ! وأن يقوم بتسليم 400 أسير حالا، ومن بعدها 60 أسيرا سنويّا، ووُقّعت معاهدة التّسليم في 25 نوفمبر 1491م، ودخلت إيزابيل ومعها القوّات النّصرانيّة إلى غرناطة في 2 جانفي 1492.
"إيزابيل" صاحبة محاكم التّفتيش المشهورة في إسبانيا، التي صارت مضرب المثل في التّعذيب.. حتّى لم يبق في الأندلس مئذنة ولا أذان، ولا إسلام !
حُقّ لها أن تُعربد، وترعد وتزبد، يوم عجزت المسلمات أن تلد أرحامُهنّ أمثالَ عمر بن الخطّاب وخالد بن الوليد رضي الله عنهما
لو أنّ كلّ امرأة من نسائنا خصّصت يوما واحدا في الأسبوع فحسب تنشر فيه دينها، ومبادئها .. وجزءا ضئيلا من مالها تنفق به على المدعوّات من النّساء تأليفا لقلوبهنّ، لفعلت ما لم تفعله إيزابيل بجنودها ومجوهراتها وعددها وعدّتها.
فحيّ على العمل والصّبر على الطّريق، يا حفيدة الصديقة بنت الصدّيق، واهتفي: لبّيك يا ربّ وسعديك، يا حفيدة أمّ شريك.
وكما بدأنا مقالنا هذا بما يحثّ على العمل، فلنختمه كذلك بما يعِيد إلينا الأمل، بذكر:
متفرّقات من أخبار النّساء:
- بنت المعافى بن عمران تلقّن بشر بن الحارث درسا في الإخلاص:
قال بشر بن الحارث - الملقّب بالحافي لزهده -:" أتيتُ باب المعافى بن عمران، فطرقت الباب، فقيل: من ذا ؟ فقلت: بشرٌ الحافي.
فقالت لي بُنيّة له من الدّاخل: لو اشتريت نعلا بدانقين ذهب عنك هذا الاسم " ["صفة الصّفوة"(4/442)].
- بنت حاتم الأصمّ:
إنّ أمير بلدة حاتم الأصمّ اجتاز على باب حاتم، فاستسقى ماءً، فلمّا شرب، رمى إليهم شيئا من المال، فوافقه أصحابُه، ففرح أهل الدّار، سوى بُنيّة واحدة، فإنّها بكت !
فقيل لها: ما يُبكيك ؟ فقالت: مخلوق نظر إلينا فاستغنينا، فكيف لو نظر إلينا الخالق سبحانه وتعالى !؟ [" صفة الصّفوة "(4/443)].
-بنت الإمام مالك تحفظ "الموطّأ":
كان الإمام مالك رحمه الله يُقرأ عليه "الموطّأ"، فإذا لحن وأخطأ القارئ في حرف، أو زيادة أو نقص، تدقّ ابنته الباب، فيقول أبوها للقارئ: اِرجِعْ ! فالغلط معك. فيرجع القارئ، فيجد الغلط. [المدخل (1/215)].
-أمّ سفيان الثّوري لله درّها !
قال وكيع: قالت أمّ سفيان لسفيان: اِذهب، فاطلب العلم وأنا أعولك بمغزلي، فإذا كتبت عشرة أحاديث، فانظر هل تجد في نفسك زيادة، فاتّبعه، وإلاّ فلا تتعنّ. ["سير أعلام النّبلاء" (7/269)].
-أمّ عليّ بن المديني الموجّهة للرّجال !
قال عليّ بن المديني: غِبت عن البصرة ثلاث سنوات في مخرجي إلى اليمن، فلمّا قدمتُ، قالت لي أمّي: يا بنيّ، فلان لك صديق، وفلان لك عدوّ، فذكرت يحيى بن سعيد أنّه يجيء فيسلّيها قائلا:" اصبِري، سيسرّك ما ترين منه "، وآخر يجيء فيقول:" اكتبي له، وضيّقي عليه ليقدم ". [" سير أعلام النّبلاء " (11/49)].
فمن قواعد الدّعوة للصدّ من حملات أهل الباطل: ( اسكتُوا نسكت )، أي: أمسكوا عن ترويج الضّلال، وإنفاق الباطل، نمسك عن ردّ مقالكم، وكشف عُواركم.
أقول ذلك، لأنّنا نتحدّث عن بعض الموضوعات في بعض المناسبات، لا إقرارا لما يُحيُونه، ولا رضا بما يقيمونه، ولكن لسدّ ثغرات يُحدثها كثير من بني جلدتنا الّذين يشحنونها بالزّور، والويل والثّبور.
فإذا تكلّموا هذه الأيّام عن المرأة، فليكن لنا ما نقوله عن المرأة.
ونختار للحديث عن ذلك مشهدين متقابلين: مشهد من همّة المؤمنات:
أمّ شريك رضي الله عنها، واسمها غُزَيَّة بنت جابر بن حكيم .. الّتي قال عنها الأئمّة الأعلام: بصبرها أسلم من عذّبوها.
لقد وقع الإسلام في قلبها بمكّة، فأسلمت، ثمّ جعلت تدخل على نساء قريش سرّا، فتدعوهنّ وترغّبهنّ في الإسلام.
وظهر أمرها لأهل مكّة، فأخذوها، وقالوا:" لولا قومُك لفعلنا بك كذا وكذا، ولكنّنا سنردّك إليهم ".
قالت رضي الله عنها: فحملوني على بعير ليس تحتي شيء موطأ ولا غيره، ثمّ تركوني ثلاثا لا يُطعموني ولا يسقوني.
فنزلوا منزلا، وكانوا إذا نزلوا وقفوني في الشّمس واستظلّوا، وحبسوا عنّي الطّعام والشّراب حتّى يرتحلوا !
فبينما أنا كذلك، إذا بأثر شيء باردٍ وقع عليّ منه، ثمّ عاد فتناولته، فإذا هو دلوُ ماء، فشربت منه قليلا، ثمّ نُزِع منّي، ثمّ عاد فتناولته، فشربت منه قليلا، ثمّ رُفع، ثمّ عاد أيضا، فصنع ذلك مرارا حتّى رَوِيت، ثمّ أفَضْت سائرَه على جسدي وثيابي.
فلمّا استيقظوا إذا هم بأثر الماء، ورأوني حسنة الهيئة، فقالوا: انحللت فأخذتِ سقاءنا فشربت منه !؟ فقلت: لاوالله ما فعلت ذلك، كان من الأمر كذا وكذا.
فقالوا: لئن كنت صادقة، فدينك خيرٌ من ديننا. فنظروا إلى الأسقية، فوجدوها كما تركوها، فأسلموا لساعتهم.
[انظر " الإصابة " (8/248)، وللقصّة طريقان أحدهما ضعيف، والآخر حسن إن شاء الله].
عبرٌ من هذه الحادثة.
1- إنّها بمجرّد إسلامها أيقنت أنّ عليها رسالةً يجب تبليغها: (( بَلِّغُوا عَنِّي وَلَوْ آيَة ))، وخاصّة أنّ الدّعاة إلى الله لا يَصِلُون إلى ما تَصِلُ إليه المرأة؛ فإنّ بإمكانها الدّخول إلى أخواتها اللّاء لا يزَلْن أسيراتٍ لإبليس وجنوده، فمن لهؤلاء النّسوة ؟!
2- إذا مرّت بك ساعات من العذاب، ورأيت ألوانا من اللّوم والعتاب، على استقامتك، وصون ديانتك، فتذكّري أنّ هناك من هنّ أفضل منك عانين أكثر منك، فأنت على طريقهنّ سائرة:
إذا غامرت في شرف مـروم *** فلا تقنع بما دون النّجـوم
فطعم الموزت في أمر صغـير *** كطعم الموت في أمر عظيم
4-وإذا صدّقك ربّك عزّ وجلّ صدّقك بعدُ عبادُه، وما أمر الله بتصديق الرّسل حتّى صدّقهم هو سبحانه:{وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولاً نَبِيّاً}.
إنّ غايتك هي أشرف وأقدس غاية، وإثارة للحميّة والهمّة، فإليك مشهدا لإحدى أعداء ربّ العالمين:
مشهد من همّة الكافرات: "إيزابيل" صاحبة القميص العتيق ..
إنّها بنت خوان الثّاني juan 2 ملكة قشتالة وإسبانيا، الّتي كرّست أكثر من ثلاثين سنة من عمرها في سبيل نشر النّصرانية الكاثوليكيّة.
لقد نسيت أنّها امرأة، وأقسمت وقطعت عهدا على نفسها ألاّ تستبدل قميصها - ثوبها الدّاخلي - حتّى تسقط غرناطة في يدها !
"إيزابيل"، التي كتب عنها وعن سيرتها فيرناندو فيتكايينو كاساس- أشهر القصّاصين الإسبانيين -: (إيزابيل، والقميص العتيق) في نوفمبر 1987 وصدرت الطّبعة الرّابعة منه في ديسمبر من العام نفسه ! وطالب الكاتب فيه برفع " إيزابيل " إلى درجة قدِّيسة.
إنّها امرأة تمّ على يديها إسقاط ملك المسلمين في غرناطة نهائيّا، حين وحّدت جهود ملوك النّصارى ضدّ المسلمين، ورهنت مجوهراتها لدفع مرتّبات الجنود، وكانت تُشرف على المعارك ضدّ المسلمين بنفسها.
إنّها امرأة أرغمت أبا عبد الله الصّغير - آخر ملوك غرناطة - أن يدفع جزية سنويّة قدرها اثنتا عشرة ألف قطعة ذهبيّة، وأن يكون تابعا وفيّا للملوك الكاثوليك، ويَمثُل أمام البلاط في قشتالة متى استدعى الأمر ذلك ! وأن يُسلّم ابنه الصّغير رهينة حتّى يسلّم لهم غرناطة ! وأن يقوم بتسليم 400 أسير حالا، ومن بعدها 60 أسيرا سنويّا، ووُقّعت معاهدة التّسليم في 25 نوفمبر 1491م، ودخلت إيزابيل ومعها القوّات النّصرانيّة إلى غرناطة في 2 جانفي 1492.
"إيزابيل" صاحبة محاكم التّفتيش المشهورة في إسبانيا، التي صارت مضرب المثل في التّعذيب.. حتّى لم يبق في الأندلس مئذنة ولا أذان، ولا إسلام !
حُقّ لها أن تُعربد، وترعد وتزبد، يوم عجزت المسلمات أن تلد أرحامُهنّ أمثالَ عمر بن الخطّاب وخالد بن الوليد رضي الله عنهما
خلا لك الجوّ فبيضي واصفري *** ونقّري مـا شئت أن تنقّـري
فحيّ على العمل والصّبر على الطّريق، يا حفيدة الصديقة بنت الصدّيق، واهتفي: لبّيك يا ربّ وسعديك، يا حفيدة أمّ شريك.
وكما بدأنا مقالنا هذا بما يحثّ على العمل، فلنختمه كذلك بما يعِيد إلينا الأمل، بذكر:
متفرّقات من أخبار النّساء:
- بنت المعافى بن عمران تلقّن بشر بن الحارث درسا في الإخلاص:
قال بشر بن الحارث - الملقّب بالحافي لزهده -:" أتيتُ باب المعافى بن عمران، فطرقت الباب، فقيل: من ذا ؟ فقلت: بشرٌ الحافي.
فقالت لي بُنيّة له من الدّاخل: لو اشتريت نعلا بدانقين ذهب عنك هذا الاسم " ["صفة الصّفوة"(4/442)].
- بنت حاتم الأصمّ:
إنّ أمير بلدة حاتم الأصمّ اجتاز على باب حاتم، فاستسقى ماءً، فلمّا شرب، رمى إليهم شيئا من المال، فوافقه أصحابُه، ففرح أهل الدّار، سوى بُنيّة واحدة، فإنّها بكت !
فقيل لها: ما يُبكيك ؟ فقالت: مخلوق نظر إلينا فاستغنينا، فكيف لو نظر إلينا الخالق سبحانه وتعالى !؟ [" صفة الصّفوة "(4/443)].
-بنت الإمام مالك تحفظ "الموطّأ":
كان الإمام مالك رحمه الله يُقرأ عليه "الموطّأ"، فإذا لحن وأخطأ القارئ في حرف، أو زيادة أو نقص، تدقّ ابنته الباب، فيقول أبوها للقارئ: اِرجِعْ ! فالغلط معك. فيرجع القارئ، فيجد الغلط. [المدخل (1/215)].
-أمّ سفيان الثّوري لله درّها !
قال وكيع: قالت أمّ سفيان لسفيان: اِذهب، فاطلب العلم وأنا أعولك بمغزلي، فإذا كتبت عشرة أحاديث، فانظر هل تجد في نفسك زيادة، فاتّبعه، وإلاّ فلا تتعنّ. ["سير أعلام النّبلاء" (7/269)].
-أمّ عليّ بن المديني الموجّهة للرّجال !
قال عليّ بن المديني: غِبت عن البصرة ثلاث سنوات في مخرجي إلى اليمن، فلمّا قدمتُ، قالت لي أمّي: يا بنيّ، فلان لك صديق، وفلان لك عدوّ، فذكرت يحيى بن سعيد أنّه يجيء فيسلّيها قائلا:" اصبِري، سيسرّك ما ترين منه "، وآخر يجيء فيقول:" اكتبي له، وضيّقي عليه ليقدم ". [" سير أعلام النّبلاء " (11/49)].
تعليق