من الحسن البصري إلى كل ولد آدم
إن لأهل التقوى علامات يعرفون بها
صدق الحديث
ووفاء بالعهد
و صلة الرحم
و رحمة الضعفاء
وقلة المباهاة للناس
و حسن الخلق
وسعة الخلق فيما يقرب إلى الله
يا ابن آدم
إنك ناظر إلى عملك غدا
يوزن خيره وشره
فلا تحقرن من الخير شيئا و إن صغر
فإنك إذا رأيته سرك مكانه.
ولا تحقرن من الشر شيئا
فإنك إذا رأيته ساءك مكانه.
فإياك و محقرات الذنوب.
يا ابن آدم
إنما أنت أيام !
كلما ذهب يوم ذهب بعضك
فكيف البقاء ؟!
يا ابن آدم
إذا رأيت الرجل ينافس في الدنيا..
فنافسه في الآخرة
أيها الناس
أحبّوا هونا
و أبغضوا هونا
فقد أفرط أقوام في الحب
حتى هلكوا
و أفرط أقوام في البغض
حتى هلكوا
أيها الناس
لقد كان الرجل إذا طلب العلم
يرى ذلك في بصره
و تخشّعه
و لسانه
ويده
وصلاته
و صلته
وزهده
أما الآن
فقد أصبح العلم مصيدة
و الكل يصيد أو يتصيد
إلا من رحم ربك
و قليل ما هم
يا قوم
إن الدنيا دار عمل
من صحبها بالنقص لها والزهادة فيها
سعد بها و نفعته صحبتها
ومن صحبها على الرغبة فيها و المحبة لها
شقي بها
و لكن أين القلوب التي تفقه ؟
و العيون التي تبصر ؟
والآذان التي تسمع ؟
تباً لطلاب الدنيا
وهي دنيا !!!
و الله لقد عبدت بنو إسرائيل الأصنام
بعد عبادتهم للرحمن
و ذلك بحبهم للدنيا
و الله ما صدّق عبد بالنار
إلا ضاقت عليه الأرض بما رحبت
و إن المنافق المخدوع
لو كانت النار خلف هذا الحائط
لم يصدق بها
حتى يتهجم عليها فيراها !
القلوب .. القلوب
إن القلوب تموت و تحيا
فإذا ماتت
فاحملوها على الفرائض
فإذا هي أحييت
فأدبوها بالتطوع
الذنوب
و هل تتساوى الذنوب؟
إن الرجل ليذنب الذنب فما ينساه
وما يزال متخوفا منه أبدا
حتى يدخل الجنة
إن المؤمن إذا طلب حاجة فتيسرت
قبلها بميسور الله عزّ و جلّ
و حمد الله تعالى عليها
و إن لم تتيسر تركها
و لم يتبعها نفسه
إن المؤمن قوّام على نفسه
يحاسب نفسه لله عزّ و جلّ
و إنما خفّ الحساب يوم الحساب
على قوم حاسبوا أنفسهم في الدنيا
و إنما شق الحساب ..
على قوم أخذوها من غير محاسبة
يا قوم
تصبروا و تشددوا
فإنما هي ليالٍ تعد
و إنما أنتم ركب وقوف
يوشك أن يدعى أحدكم فيجيب
فيذهب به و لا يلتفت
فانقلبوا بصالح الأعمال
أفق يا مغرور من غفلتك
و ابك على خطيئتك
إذا خاف ( الخليل )
و خاف ( موسى )
كذا خاف ( المسيح )
و خاف ( نوح )
وخاف ( محمد) خير البرايا
فمالي لا أخاف و لا أنوح ؟
يا هذا
رطّب لسانك بذكر الله
وندّ جفونك بالدموع
من خشية الله
فوالله ما هو إلا حلول القرار
في الجنة أو النار
ليس هناك منزل ثالث
من أخطأته الرحمة
صار و الله إلى العذاب
و اعلم يا هذا
أن خطاك خطوتان
خطوة لك
و خطوة عليك
فانظر أين تغدو ؟
و أين تروح ؟
و اعلم يا هذا
أن المؤمن في الدنيا كالغريب
لا يأنس في عزها
و لا يجزع من ذلها
للناس حال
و له حال
كيف نضحك ؟
و لعل الله قد اطلع على بعض أعمالنا
فقال
لا أقبل منكم
يا هذا
بع دنياك بآخرتك
تربحهما جميعا
و لا تبع آخرتك بدنياك
فتخسرهما جميعا
يا هذا
كفى بالموت واعظا
و رب موعظة دامت ساعة
ثم تنقضي
و خير موعظة ما دام أثرها
نراع إذا ( الجنائز ) قابلتنا
و يحزننا بكاء الباكيات
كروعة ثلة لمغار سبع
فلما غاب
عادت راتعات
من كتاب رسائل مبكية من كلام الشيخ الحسن البصري
إن لأهل التقوى علامات يعرفون بها
صدق الحديث
ووفاء بالعهد
و صلة الرحم
و رحمة الضعفاء
وقلة المباهاة للناس
و حسن الخلق
وسعة الخلق فيما يقرب إلى الله
يا ابن آدم
إنك ناظر إلى عملك غدا
يوزن خيره وشره
فلا تحقرن من الخير شيئا و إن صغر
فإنك إذا رأيته سرك مكانه.
ولا تحقرن من الشر شيئا
فإنك إذا رأيته ساءك مكانه.
فإياك و محقرات الذنوب.
يا ابن آدم
إنما أنت أيام !
كلما ذهب يوم ذهب بعضك
فكيف البقاء ؟!
يا ابن آدم
إذا رأيت الرجل ينافس في الدنيا..
فنافسه في الآخرة
أيها الناس
أحبّوا هونا
و أبغضوا هونا
فقد أفرط أقوام في الحب
حتى هلكوا
و أفرط أقوام في البغض
حتى هلكوا
أيها الناس
لقد كان الرجل إذا طلب العلم
يرى ذلك في بصره
و تخشّعه
و لسانه
ويده
وصلاته
و صلته
وزهده
أما الآن
فقد أصبح العلم مصيدة
و الكل يصيد أو يتصيد
إلا من رحم ربك
و قليل ما هم
يا قوم
إن الدنيا دار عمل
من صحبها بالنقص لها والزهادة فيها
سعد بها و نفعته صحبتها
ومن صحبها على الرغبة فيها و المحبة لها
شقي بها
و لكن أين القلوب التي تفقه ؟
و العيون التي تبصر ؟
والآذان التي تسمع ؟
تباً لطلاب الدنيا
وهي دنيا !!!
و الله لقد عبدت بنو إسرائيل الأصنام
بعد عبادتهم للرحمن
و ذلك بحبهم للدنيا
و الله ما صدّق عبد بالنار
إلا ضاقت عليه الأرض بما رحبت
و إن المنافق المخدوع
لو كانت النار خلف هذا الحائط
لم يصدق بها
حتى يتهجم عليها فيراها !
القلوب .. القلوب
إن القلوب تموت و تحيا
فإذا ماتت
فاحملوها على الفرائض
فإذا هي أحييت
فأدبوها بالتطوع
الذنوب
و هل تتساوى الذنوب؟
إن الرجل ليذنب الذنب فما ينساه
وما يزال متخوفا منه أبدا
حتى يدخل الجنة
إن المؤمن إذا طلب حاجة فتيسرت
قبلها بميسور الله عزّ و جلّ
و حمد الله تعالى عليها
و إن لم تتيسر تركها
و لم يتبعها نفسه
إن المؤمن قوّام على نفسه
يحاسب نفسه لله عزّ و جلّ
و إنما خفّ الحساب يوم الحساب
على قوم حاسبوا أنفسهم في الدنيا
و إنما شق الحساب ..
على قوم أخذوها من غير محاسبة
يا قوم
تصبروا و تشددوا
فإنما هي ليالٍ تعد
و إنما أنتم ركب وقوف
يوشك أن يدعى أحدكم فيجيب
فيذهب به و لا يلتفت
فانقلبوا بصالح الأعمال
أفق يا مغرور من غفلتك
و ابك على خطيئتك
إذا خاف ( الخليل )
و خاف ( موسى )
كذا خاف ( المسيح )
و خاف ( نوح )
وخاف ( محمد) خير البرايا
فمالي لا أخاف و لا أنوح ؟
يا هذا
رطّب لسانك بذكر الله
وندّ جفونك بالدموع
من خشية الله
فوالله ما هو إلا حلول القرار
في الجنة أو النار
ليس هناك منزل ثالث
من أخطأته الرحمة
صار و الله إلى العذاب
و اعلم يا هذا
أن خطاك خطوتان
خطوة لك
و خطوة عليك
فانظر أين تغدو ؟
و أين تروح ؟
و اعلم يا هذا
أن المؤمن في الدنيا كالغريب
لا يأنس في عزها
و لا يجزع من ذلها
للناس حال
و له حال
كيف نضحك ؟
و لعل الله قد اطلع على بعض أعمالنا
فقال
لا أقبل منكم
يا هذا
بع دنياك بآخرتك
تربحهما جميعا
و لا تبع آخرتك بدنياك
فتخسرهما جميعا
يا هذا
كفى بالموت واعظا
و رب موعظة دامت ساعة
ثم تنقضي
و خير موعظة ما دام أثرها
نراع إذا ( الجنائز ) قابلتنا
و يحزننا بكاء الباكيات
كروعة ثلة لمغار سبع
فلما غاب
عادت راتعات
من كتاب رسائل مبكية من كلام الشيخ الحسن البصري
__________________
تعليق