إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

علمتني الحياة في ظل العقيدة أن من حفظ الله حفظه الله.

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • علمتني الحياة في ظل العقيدة أن من حفظ الله حفظه الله.

    علمتني الحياة في ظل العقيدة أن من حفظ الله حفظه الله.
    ومن وقفَ عند أوامرِ الله بالامتثال، ونواهيهِ بالاجتناب، وحدودِه بعدمِ التجاوزَ حفظَه الله.
    من حفظَ الرأسَ وما وعى، والبطنَ وما حوى حفظَه الله.
    من حفظَ ما بين فكيه وما بين رجليه حفظَه الله.
    من حفظَ اللهَ في وقتِ الرخاء حفظَه اللهَ في وقتِ الشدةَ.
    من حفظَ اللهَ في شبابه حفظَه الله عند ضعفِ قوتِه:) فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظاً وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ)(يوسف64).
    هاهوَ الإمامُ الأوزاعي ذلكم الإمامُ المحدثُ الورعُ الفقيه.
    حين دخل عبدُ الله ابن علي ذلكم الحاكمُ العباسيُ دمشقَ في يوم من الأيام فيقتلُ فيها ثمانيةً وثلاثين آلفَ مسلم.
    ثم يُدخلُ الخيولَ مسجدَ بني أميةَ، ثم يتبجحُ ويقول:
    من ينكرُ علي في ما أفعل؟
    قالوا لا نعلمُ أحداً غير الإمامُ الأوزاعي.
    فيرسل من يستدعيه، فعلمَ أنه الامتحان وعلم أنه الابتلاء، وعلم أنه إما أن ينجحَ ونجاحٌ ما بعدَه رسوب، وإما أن يرسبَ ورسوبٌ ما بعده نجاح، فماذا كان من هذا الرجل ؟
    قام واغتسلَ وتحنطَ وتكفن ولبس ثيابه من على كفنه، ثم أخذَ عصاه في يده، ثم اتجه إلى من حفظه في وقت الرخاء فقال: يا ذا العزةِ التي لا تضام، والركنَ الذي لا يرام.
    يا من لا يهزمُ جندُه ولا يغلبُ أوليائهُ أنتَ حسبي ومن كنتَ حسبَه فقد كفيتَه، حسبي اللهُ ونعم الوكيل.
    ثم ينطلقَ وقد اتصلَ بالله سبحانه وتعالى انطلاقة الأسد إلى ذلك الحاكم.
    ذاك قد صفَ وزرائَه وصف سماطين من الجلود يريد أن يقتله وأن يرهبه بها.
    قال فدخلت وإذ السيوف مصلته، وإذ السماط معد، وإذا الأمور غير ما كنت أتوقع.
    قال فدخلت ووالله ما تصورت في تلك اللحظة إلا عرش الرحمن بارزا والمنادي ينادي:
    فريق في الجنة وفريق في السعير.
    فوالله ما رأيته أمامي إلا كالذباب، والله ما دخلت بلاطه حتى بعت نفسي من الله جل وعلا.
    قال فأنعقدَ جبينُ هذا الرجل من الغضب ثم قال له أأنتَ الأوزاعي ؟
    قال يقولُ الناسُ أني الأوزاعي.
    قال ما ترى في هذه الدماء التي سفكناها ؟
    قال حدثنا فلان عن فلان عن فلان عن جَدُك أبن عباس وعن ابن مسعود وعن أنس وعن أي هريرة وعن عائشة أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال:
    ( لا يحلُ دمُ امرأ مسلمٍ إلا بأحدِ ثلاث، الثيبُ الزاني، والنفسُ بالنفسِ، والتاركُ لدينه المفارقُ للجماعة).
    قال فتلمظَ كما تتلمظُ الحيةَ وقام الناس يتحفزون ويرفعون ثيابهم لألا يصيبَهم دمي، ورفعتُ عمامتي ليقعُ السيفُ على رقبتي مباشرة.
    وإذ به يقول وما ترى في هذه الدور التي اغتصبنا والأموالِ التي أخذنا ؟
    قال سوفَ يجردُك اللهُ عرياناً كما خلقَك ثم يسأُلك عن الصغيرِ والكبيرِ والنقيرِ والقطميرِ، فإن كانت حلالاً فحساب، وإن كانت حراماً فعقاب.
    قال فأنعقدَ جبينُه مرة أخرى من الغضبِ وقام الوزراء يرفعون ثيابهم وقمت لأرفع عمامتي ليقع السيف على رقبتي مباشرة.
    قال وإذ به تنتفخ أوداجه ثم يقول أخرج.
    قال فخرجت فوالله ما زادني ربي إلا عزا.
    ذهب وما كان منه إلا أن سار بطريقه حتى لقيَ الله جل وعلا بحفظه سبحانه وتعالى.
    ثم جاء هذا الحاكم ومر على قبره بعد أن توفي ووقف عليه وقال:
    والله ما كنتُ أخافُ أحداً على وجهِ الأرضِ كخوفي هذا المدفونُ في هذا القبر.
    واللهِ إني كنتُ إذا رأيتُه رأيتُ الأسدَ بارز.
    اعتصمَ بالله وحفظَ اللهَ في الرخاء فحفظَه اللهُ في الشدة:
    ( فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظاً وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ)
    والأمثلة كثيرة أيها الأحبة.
    وما ندري أنحن مقبلون على مرحلة عزة وتمكين أم نحن مقبلون على مرحلة ابتلاء.
    يجب أن نحفظ أنفسنا ونحفظ الله وحدوده وأوامره ونواهيه في الرخاء ليحفظنا سبحانه وبحمده في وقت الشدة.
    ولا بد من الابتلاء: )أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ) (العنكبوت:2) هاهوَ الأسودُ العنسيُ ذلكم الساحرُ القبيحُ الظالمُ الذي ادعى النبوةَ في اليمن:
    يجتمعُ حولَه اللصوصُ وقطاعُ الطرق، ليكونُ فرقةً تسمى فرقةُ الصدَ عن سبيلِ الله، ليذبحَ الدعاة في سبيل الله، ذبح من المسلمين من ذبح، وأحرقَ منهم من أحرق، وطردَ منهم من طرد، وهتكَ أعراضَ بعضهم وفر الناس بدينهم، عذب من الدعاة من عذب وكان من هؤلاء أبو مسلمٍ الخولاني عليه رحمةُ الله ورضوانه.
    عذبَه فثبتَ كثباتِ سحرةِ فرعون، حاول أن يثنيَه عن دعوته قال كلا والذي فطرني لن أقف فأقضي ما أنت قاض إنما تقضي هذه الحياة الدنيا.
    فما كان منه إلا أن جمع الجموع كلها وقال لهم:
    إن كان داعيتكم على حق فسينجيه الحق، إن كان على غيرِ ذلك فسترون.
    ثم أمرَ بنارِ عظيمةِ فأضرمت، ثم جاءَ بأبي مسلم الخولاني عليه رحمة الله فربط يديه وربط رجليه ووضعوه في مقلاع ثم
    نسفوه في لهيب النار ولظاها، وإن هذه النار كما يقولون كان يمر الطير من فوقها من عظم ألسنة لهبها فتسقط الطيور في وسطها. وهو بين السماء والأرض لم يذكر إلا الله جل وعلا وكان يقول: حسبي الله ونعم الوكيل.
    ليسقطَ في وسط النار، وكادت قلوبُ الموحدين أن تنخلع وكادت أن تتفطر، وانتظروا والنارُ تخبو شيئاً فشيئاً وإذ بأبي مسلم قد فكتُ النارُ وثاقَه، ثيابه لم تحترق، رجلاه حافيتان يمشي بهما على الجمر ويتبسم، ذهل الطاغية وخاف أن يسلم من بقي من الناس فقام يتهدد هم ويتوعُدهم.
    أما هذا الرجل فأنطلق إلى المدينة النبوية، إلى أصحابِ رسولِ الله (صلى الله عليه وسلم) في خلافةِ أي بكر، ويصلُ إلى المسجد ويصلي ركعتين، ويسمعُ عمرُ رضي الله عنه بهذا الرجلِ، فينطلقُ إليه يأتي إليه ويقول:
    أأنت أبو مسلم قال نعم.
    قال أنت الذي قذفت في النارِ و أنقذك اللهُ منها ؟
    قال نعم، فيعتنقُه ويبكي ويقول الحمد لله الذب أراني في أمةِ محمدٍ (صلى الله عليه وسلم) من فعلَ به كما فعلَ بإبراهيم عليه السلام.
    من حفظَ أبا مسلم ؟
    إنه الله الذي لا إله إلا هو، حفظ الله عز وجل فحفظَه الله. ( فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظاً وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ).
    وها هو أبن طولون والي من ولاة مصر ولا زالت مصر ترزأ بظالم وراء ظالم، نسأل الله أن يفرج عن إخواننا في كل مكان، هذا الوالي - يا أيها الأحبة - قتل ثمانية عشر ألف مسلم في تلك الأرض، وقتلهم بقتلة هي أبشع أنواع القتل، حبس عنهم الطعام والشراب حتى ماتوا جوعا وعطشا، فسمع أبو الحسن الزاهد عليه رحمة الله، فأقض مضجعه أن يسمع بأخوته يعذبون ثم لا يذهب، وقد سمع قبل ذلك رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وهو يقول:
    (أفضل الجهاد كلمة حق تقال عند سلطان جائر).
    ذهب إليه وقال له أتق الله في دماء المسلمين وخوفه بالله.
    فأرغى وأزبد وأمر بأن يسجن في سجن وأمر بأسد أن يجوع لمدة ثلاثة أيام.
    ثم جاء فجمع الناس جميعهم وجاء بهذا الرجل، وأطلق ذلك الأسد المجوع ثلاثة أيام.
    قام هذا الرجل يصلي متصلا بالله الذي لا إله إلا هو، أما الأسد فأنطلق حتى قرب منه ثم توقف وقام ينظر إليه ويشمشمه ويسيل اللعاب على يديه وفيها من الجراح ما فيها.
    فما كان من الناس إلا أن ذهلوا وما كان من الطاغية إلا أن ذهل، وما كان من الأسد إلا أن رجع وهو جائع ثلاثة أيام.
    من الذي حفظه إلا الله الذي يحفظ من يحفظه في وقت الرخاء.
    ما كان من الناس إلا أن اجتمعوا بشيخهم وإمامهم بعد ذلك وقالوا:
    يا أبا الحسن في ما كنت تفكر يوم قدم عليك الأسد ؟
    قال والله ما فكرت قي ما فيه تفكرون، ولا خفت مما منه تخافون، ولكني كنت أقول في نفسي ألعاب الأسد نجس أو طاهر لأن لا ينقض وضوئي وأنا متصل بالله الذي لا إله إلا هو.
    حفظوا اللهَ فحفظَهم الله، ما اعتصمَ عبدُ بالله فكادتُه السماءُ والأرض إلا جعل الله له منها فرجاً ومخرجا.
    اللهم احفظنا من بين أيدينا ومن خلفنا وعن أيماننا وعن شمائلنا ومن فوقنا ونعوذ بك الله أن نغتال من تحتنا.



  • #2
    رد: علمتني الحياة في ظل العقيدة أن من حفظ الله حفظه الله.

    جزاكم الله خيرا
    يا رب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك
    احبكم في الله
    لا إله إلا الله والحمد الله والله اكبر
    الحمد الله على جميع نعم الله سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم


    تعليق


    • #3
      رد: علمتني الحياة في ظل العقيدة أن من حفظ الله حفظه الله.

      المشاركة الأصلية بواسطة sar مشاهدة المشاركة
      جزاكم الله خيرا


      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
      جزاكم الله خيرا
      ونفع بكم
      هدانا الله وإياكم إلى صراطه المستقيم


      تعليق


      • #4
        رد: علمتني الحياة في ظل العقيدة أن من حفظ الله حفظه الله.

        السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
        جزاكم الله خيرالجزاء اخيتي ونفع الله بك
        ورفع الله قدرك وجعله الله في ميزان حسناتك
        [[ يا أيها الذِينَ آمنوا هل أَدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم * تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم ذلكم خير لّكم إن كنتم تعلمون * يغفر لكم ذنوبكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار ومساكن طيبة في جنات عدن ذلك الفوز العظيم ]] اللهم إرحم أبي .

        تعليق


        • #5
          رد: علمتني الحياة في ظل العقيدة أن من حفظ الله حفظه الله.

          المشاركة الأصلية بواسطة أميرة بإسلامي2 مشاهدة المشاركة
          السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
          جزاكم الله خيرالجزاء اخيتي ونفع الله بك
          ورفع الله قدرك وجعله الله في ميزان حسناتك
          جزاكم الله خيرا ونفع بكم
          تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال
          جعلنا الله وإياكم من اهل الفردوس الأعلى


          تعليق


          • #6
            رد: علمتني الحياة في ظل العقيدة أن من حفظ الله حفظه الله.

            بسم الله
            اللهم اني أعوذ بك من النار وأسألك الفردوس الأعلى
            ادعولي
            التعديل الأخير تم بواسطة امة الرحمن/فاطمة; الساعة 07-03-2012, 11:10 AM.

            تعليق


            • #7
              رد: علمتني الحياة في ظل العقيدة أن من حفظ الله حفظه الله.

              جزاكم الله خيرااااااا

              وبارك الله فيكم
              وآآآآه يا أبي بكر هل لي من لقياك نصيب
              رضي الله عنك وأرضاك


              تعليق


              • #8
                رد: علمتني الحياة في ظل العقيدة أن من حفظ الله حفظه الله.

                جزاكم الله خير وبورك فيكم

                تعليق


                • #9
                  رد: علمتني الحياة في ظل العقيدة أن من حفظ الله حفظه الله.

                  المشاركة الأصلية بواسطة الأرقم مشاهدة المشاركة
                  بسم الله
                  اللهم اني أعوذ بك من النار وأسألك الفردوس الأعلى
                  ادعولي
                  جزاكم الله خيرا ونفع بكم
                  تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال
                  جعلنا الله وإياكم من اهل الفردوس الأعلى


                  تعليق


                  • #10
                    رد: علمتني الحياة في ظل العقيدة أن من حفظ الله حفظه الله.

                    المشاركة الأصلية بواسطة امة الرحمن/فاطمة مشاهدة المشاركة
                    جزاكم الله خيرااااااا

                    وبارك الله فيكم
                    جزاكم الله خيرا ونفع بكم
                    تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال
                    جعلنا الله وإياكم من اهل الفردوس الأعلى


                    تعليق


                    • #11
                      رد: علمتني الحياة في ظل العقيدة أن من حفظ الله حفظه الله.

                      المشاركة الأصلية بواسطة محمدمختاراحمد مشاهدة المشاركة
                      جزاكم الله خير وبورك فيكم
                      جزاكم الله خيرا ونفع بكم
                      تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال
                      جعلنا الله وإياكم من اهل الفردوس الأعلى


                      تعليق

                      يعمل...
                      X