Tweet
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وكفى وصلاةً وسلاماً على عباده الذين اصطفى، اللهم لك الحمد كله و لك الملك كله وبيدك الخير كله وإليك يرجع الأمر كله اللهم صلى على عبدك ونبك ووليك وصفيك ورسولك وخليلك محمد "صلى الله عليه وسلم"في الأولين والآخرين والملأ الأعلى إلى يوم الدين أما بعد:
لا تحسبوه شرًا لكم
هذا هو عنوان الدرس الذي اخترته لكم ،ونسأل الله أن يكون اختيارنا موفق بإذنه وكرمه، وكان هذا الاختيار في ظل ما نعيشه الآن في الظروف الراهنة ، هذه الظروف خيمت الظلام في حياتنا ، وقلبت موازين حياتنا ، أصبحنا لا نعلم من الحق ومن الباطل ، والحزن هو أهم شيء في حياتنا نخرج من محنة لنقابل أكبر منها أو مثلها ، لذلك نرفع راية الأمل والتفاؤل أمام كل مسلم ومسلمة ؛حتى يعلم أن وراء كل محنة منحة
هذا الموضوع يحتوى على عدة عناصر :
أولاً كل شيء يقع في الكون بقدر وعلم وحكمة .
ثانيًا ماذا حكي التاريخ ?
ثالثًا العاقبة للمتقين .
أولاً كل شيء يقع في الكون بقدر وعلم وحكمة :
نرى الآن في أنفسنا والبعض منا حالة من القنوط واليأس وتجعل القلب ينفطر ويبكى واقعًا أليمًا ، وهذه الريح التي اجتاحت بعض القلوب التي تشك في قدرة الله ، وعلم الله وحكمة الله فلو امتنع أحد المسلمين أن يعبر بلسانه فإن قلبه يكاد ينطق بها ويتمزق حسرات ، وربما بعض الناس منعهم حياؤهم من أن يعبروا بألسنتهم ، ربما يقول في نفسه ألا يرى الله هؤلاء الأطفال التي تمزق أشلاؤهم وتسفك دماءهم ألا يسمع الله عبرات الأقصى وأنينه ، ألا يعلم أحوال المعذبين من الموحدين في سوريا
نعم يعلم فظهر منهم الشهيد لاتحسبوه شرًا لكم
حال العراق و مصر واليمن وليبيا من قبل
أين قول الله ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ؟
وكذلك أين قول الله " وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ". [الروم:47].
ألم يستخلفنا الله في الأرض ووعدنا أن يكمن لنا ديننا قالى تعالى "وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً "[سورة النور آية 55].
أتحدثك نفسك بأنك تقول الله يرى ويسمع ؟ نعم الله يرى و يسمع ولا يقع شيء في هذا الكون إلا بعلمه بل حتى الورقة التي تقع في الأرض
ولكن ...
وراء كل شيء وكل حدث كل مصيبة سواء علمناها أم لم نعلمها .
إذا تحدث عالم أو حكم فإننا ننسب له الحكمة فكيف بالحكيم الذي يقول في كتابة؟
" وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ ۚ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ ۚ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ " [ سورة الأنعام آية 59].
وكذلك قال سبحانه وتعالى " إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْناهُ بِقَدَرٍ"[ سورة القمر آية49].
فالله سبحانه وتعالى يعلم كل شيء كان وما سيكون ، ونعلم تمامًا وراء كل محنة وابتلاء في الخير والشر الله به عليم ولكن أكثر الناس لا يعلمون .
قال الله تعالى "كُتِبَ عَلَيْكُمْ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ" [ سورة البقرة آية216].
نعم الله يعلم وأنتم لا تعلمون
هو علام الغيوب ، ونحن أو غيرنا لسنا أرحم بالمستضعفين من الله ، ولسنا أرحم بالمستذلين من رازقهم ، لكن نقول تكرارًا و مرارًا لله حكمًا لا يعلمها إلا هو .
هذه سنن كونية ربانية لا تتبدل ولا تتغير ، وهذه سنن الابتلاء وسنن التدافع قال الله تعالى " وَلَوْلاَ دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الأَْرْضُ" [ سورة البقرة آية 251].
وقال الله تعالى "وَلَوْلاَ دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ "[ سورة الحج آية 40].
"ذَٰلِكَ وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لاَنْتَصَرَ مِنْهُمْ "[ سورة محمد آية4].
نعم الله أكبر وأقدر هل فكرنا في يوم ما حدث الآن لمبارك وسقوط حكمه ؟ هل تظنون أن أصحاب القردة والخنازير لا يقدر عليهم الله سبحانه وتعالى ؟ هل نظن يومًا أن أمريكا وما لها من سيادة في العالم أن الله لا يقدر عليها ؟ لا والله لكنها سنة كونية فى خلقه ألا وهى التدافع والاختبار قال الله تعالى "الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ" [ سورة الملك آية 2].
لا تحسبوه شرًا لكم
نعم لا تحسبوه شرًا لكم قال الله تعالى "حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ" [ سورة البقرة آية 214].
ثم ارتفعت مكانة السيدة عائشة بعد هذه المحنة عند الله وعند رسول الله ، أي كرامة لعائشة ، هي نفسها تقول : والله ما كنت أظن أن ينزل الله في شأني قرأنًا يتلى ، فشأن نفسي كان أحقر من ذلك ، ولكنى كنت أود أن يرى رسول الله صلى الله عليه وسلم رؤيا ليبرئني الله منها .
فينزل في حقها قرآنًا يتلى إلى يوم القيامة ، وهذه دروس غالية للمؤمنين . "وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمْ الأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِين(139)إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ(140)وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ (141)أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمْ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ (142) وَلَقَدْ كُنْتُمْ تَتَمَنَّوْن الْمَوْتَ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَلْقَوْهُ فَقَدْ رَأَيْتُمُوهُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ (143) [ سورة آل عمران آية 139:144
لا تحسبوه شرًا لكم
ثم تأتى الحديبية يرى فيها المسلمون ظلمًا ثم قال عمر قولته : يا رسول الله : وألسنا على الحق ؟ يقول بلى أو ليسوا على الباطل ورسول الله يقول " بلى يقول إذًا فلم نعطى الدنية في ديننا وغضب وانفعل ،ثم ذهب للصديق ليرد عليه مثل هذا الكلام : يا أبا بكر وألسنا على الحق ؟ يقول بلى ... أو ليسوا على الباطل ...يقول بلى يقول إذًا فلم نعطى الدنية في ديننا ؟ يقول عمر : ألم يعدنا أن نطوف بالبيت ؟ فيقول له الصديق : وهل وعدك أن نطوف به العام الرم غرزه يا ابن الخطاب ، وإن الرسول قد وعد بالطواف حول البيت وستطوف يومًا حول البيت ... وعاد الصحابة والدماء تغلي في عروقهم وسمى الله هذا الصلح فتحًا مبينًا "إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا " [ سورة الفتح آية 1].
وكذلك قال الله تعالى " فَجَعَلَ مِنْ دُونِ ذَلِكَ فَتْحًا قَرِيبًا"[ سورة الفتح آية 27].
لاحتسبوه شرًا لكم ، وكان صلح الحديبية فتحًا عظيمًا للإسلام والمسلمين ، وأعطى لرسول الله هدنة فراح يرسل إلى الملوك والحكام وراح ينشر دين الله عز وجل قواه وعاد رسول الله صلى الله عليه وسلم فاتحًا مكة منتصرًا بوعد الله ونزل عليه سورة النصر" إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ * وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا " [ سورة النصر آية 1:3].
إمام أهل السنة أحمد بن حنبل سجن وقبض وتعرض للبلاء في فتنة خلق القرآن وتعرض للبلاء في عهد المأمون والواثق والمعتصم ، حتى جاء المتوكل ، فكرم الإمام أحمد تكريمًا عظيمًا حتى اشتاقت أم المتوكل أن ترى الإمام فقالت يا بني أريد أن أرى هذا الرجل ، فها هو ثبت في المحن وثبت وجلد بالسوط من أجل ألا يقول القرآن مخلوق ، فأبى أن يقول وهو يجلد ويصبر حتى صار إمام أهل السنة ، وعلمًا على الصبر في البلاء .
ثم جاء التتار ، ومنعت صلاة الجماعة ، واستطاع المسلمون أن ينتصروا وهزموا التتار شر الهزيمة .
ثم بدأت شرارة الصراع الصليبي وسيطر الصليبيون على القدس السير ، ووضعوا الصلبان على جدران الأقصى ، ومنعوا صلاة الجماعة 91 عامًا ثم قيض الله عز وجل للأمة السلطان الناصر صلاح الدين ، فاسترد القدس .
والعاقبة للمتقين
نعم هذا وعد الله تبارك وتعالى هذا الوعد" قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا ۖ إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ۖ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ ﴿١٢٨﴾ [ سورة الأعراف آية128 ].
وهذه الآيات تشرح الصدر وتجلب الأمل في القلوب"إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ [ سورة الأنفال آية36].
وقال تعالى في شأن اليهود "لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلاَّ أَذًى وَإِنْ يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمْ الأَدْبَارَ ثُمَّ لا يُنْصَرُونَ" [ سورة آل عمران آية111].
بعد نهاية هذا الدرس نقول الأمل قادم يا أمة الإسلام لكن بالإخلاص والتقوى ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا
ونقول لإخواننا في فلسطين كلما اشتدت الكرب والبلاء فاعلموا أن النصر قريب و قادم بإذن .
الحمد لله وكفى وصلاةً وسلاماً على عباده الذين اصطفى، اللهم لك الحمد كله و لك الملك كله وبيدك الخير كله وإليك يرجع الأمر كله اللهم صلى على عبدك ونبك ووليك وصفيك ورسولك وخليلك محمد "صلى الله عليه وسلم"في الأولين والآخرين والملأ الأعلى إلى يوم الدين أما بعد:
لا تحسبوه شرًا لكم
هذا هو عنوان الدرس الذي اخترته لكم ،ونسأل الله أن يكون اختيارنا موفق بإذنه وكرمه، وكان هذا الاختيار في ظل ما نعيشه الآن في الظروف الراهنة ، هذه الظروف خيمت الظلام في حياتنا ، وقلبت موازين حياتنا ، أصبحنا لا نعلم من الحق ومن الباطل ، والحزن هو أهم شيء في حياتنا نخرج من محنة لنقابل أكبر منها أو مثلها ، لذلك نرفع راية الأمل والتفاؤل أمام كل مسلم ومسلمة ؛حتى يعلم أن وراء كل محنة منحة
هذا الموضوع يحتوى على عدة عناصر :
أولاً كل شيء يقع في الكون بقدر وعلم وحكمة .
ثانيًا ماذا حكي التاريخ ?
ثالثًا العاقبة للمتقين .
أولاً كل شيء يقع في الكون بقدر وعلم وحكمة :
نرى الآن في أنفسنا والبعض منا حالة من القنوط واليأس وتجعل القلب ينفطر ويبكى واقعًا أليمًا ، وهذه الريح التي اجتاحت بعض القلوب التي تشك في قدرة الله ، وعلم الله وحكمة الله فلو امتنع أحد المسلمين أن يعبر بلسانه فإن قلبه يكاد ينطق بها ويتمزق حسرات ، وربما بعض الناس منعهم حياؤهم من أن يعبروا بألسنتهم ، ربما يقول في نفسه ألا يرى الله هؤلاء الأطفال التي تمزق أشلاؤهم وتسفك دماءهم ألا يسمع الله عبرات الأقصى وأنينه ، ألا يعلم أحوال المعذبين من الموحدين في سوريا
نعم يعلم فظهر منهم الشهيد لاتحسبوه شرًا لكم
أين قول الله ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ؟
وكذلك أين قول الله " وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ". [الروم:47].
ألم يستخلفنا الله في الأرض ووعدنا أن يكمن لنا ديننا قالى تعالى "وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً "[سورة النور آية 55].
أتحدثك نفسك بأنك تقول الله يرى ويسمع ؟ نعم الله يرى و يسمع ولا يقع شيء في هذا الكون إلا بعلمه بل حتى الورقة التي تقع في الأرض
ولكن ...
وراء كل شيء وكل حدث كل مصيبة سواء علمناها أم لم نعلمها .
إذا تحدث عالم أو حكم فإننا ننسب له الحكمة فكيف بالحكيم الذي يقول في كتابة؟
" وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ ۚ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ ۚ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ " [ سورة الأنعام آية 59].
وكذلك قال سبحانه وتعالى " إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْناهُ بِقَدَرٍ"[ سورة القمر آية49].
فالله سبحانه وتعالى يعلم كل شيء كان وما سيكون ، ونعلم تمامًا وراء كل محنة وابتلاء في الخير والشر الله به عليم ولكن أكثر الناس لا يعلمون .
قال الله تعالى "كُتِبَ عَلَيْكُمْ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ" [ سورة البقرة آية216].
نعم الله يعلم وأنتم لا تعلمون
هو علام الغيوب ، ونحن أو غيرنا لسنا أرحم بالمستضعفين من الله ، ولسنا أرحم بالمستذلين من رازقهم ، لكن نقول تكرارًا و مرارًا لله حكمًا لا يعلمها إلا هو .
هذه سنن كونية ربانية لا تتبدل ولا تتغير ، وهذه سنن الابتلاء وسنن التدافع قال الله تعالى " وَلَوْلاَ دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الأَْرْضُ" [ سورة البقرة آية 251].
وقال الله تعالى "وَلَوْلاَ دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ "[ سورة الحج آية 40].
"ذَٰلِكَ وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لاَنْتَصَرَ مِنْهُمْ "[ سورة محمد آية4].
نعم الله أكبر وأقدر هل فكرنا في يوم ما حدث الآن لمبارك وسقوط حكمه ؟ هل تظنون أن أصحاب القردة والخنازير لا يقدر عليهم الله سبحانه وتعالى ؟ هل نظن يومًا أن أمريكا وما لها من سيادة في العالم أن الله لا يقدر عليها ؟ لا والله لكنها سنة كونية فى خلقه ألا وهى التدافع والاختبار قال الله تعالى "الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ" [ سورة الملك آية 2].
يا مسلمون : ألم نقرأ قوله تعالى "أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ (6) إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ (7) الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ (8) وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ (9) وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ (10) الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ (11) فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ (12) فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ (13) إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَاد" [ سورة الفجر آية 6:14].
وكذلك ألم نقرأ سورة الفيل "أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ(1) أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ(2) وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ(3) تَرْمِيهِم بِحِجَارَةٍ مِّن سِجِّيلٍ(4) فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَّأْكُولٍ(5) .
والسؤال الذي يطرح نفسه متى سينصرنا الله ؟
والجواب إذا نصر العباد دين الله "وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ" [ سورة الحج آية40].
وإن وجد أهل الإخلاص نصرهم من وعد المؤمنين بالنصرة "وَكانَ حَقًّا عَلَيْنا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ "
[ سورة الروم آية 47].
وكذلك قال الله تعالى"وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لا يَعْلَمُونَ" [ سورة المنافقون آية 8 ].
فإذا وجدنا النصرة والاستخلاف والتمكين قد رفعوا . فلنعلم أن القاعدة المؤمنة الخالصة التي تستحق هذا النصر لم توجد . وإن وجد من الأفراد من اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم ؛ لأن ورسوله وعد ألا يخلوا منهم زمان أو مكان .
ولكن لابد للأمة أن تبذل أقصى ما عندها ، وتستعد بأقصى ما تملك ، وتتوكل الأمة على ربها لا تتعلق قلوبهم بالأسباب بل تتعلق قلوبهم بمسبب الأسباب .
ثانيًا ماذا حكي التاريخ عن الابتلاء ؟
ها هي أمريكا أتت عليها ريحًا عاتية تجتاح آلاف الأفدنة من المزارع ,والزلازل التي جاءت تركيا لتزحزحها جهة أوربا .
والذين تحدوا الله فماذا صانع بهم ؟هذا ابتلاء وعذاب
وكذلك ألم نقرأ سورة الفيل "أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ(1) أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ(2) وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ(3) تَرْمِيهِم بِحِجَارَةٍ مِّن سِجِّيلٍ(4) فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَّأْكُولٍ(5) .
والسؤال الذي يطرح نفسه متى سينصرنا الله ؟
والجواب إذا نصر العباد دين الله "وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ" [ سورة الحج آية40].
وإن وجد أهل الإخلاص نصرهم من وعد المؤمنين بالنصرة "وَكانَ حَقًّا عَلَيْنا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ "
[ سورة الروم آية 47].
وكذلك قال الله تعالى"وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لا يَعْلَمُونَ" [ سورة المنافقون آية 8 ].
فإذا وجدنا النصرة والاستخلاف والتمكين قد رفعوا . فلنعلم أن القاعدة المؤمنة الخالصة التي تستحق هذا النصر لم توجد . وإن وجد من الأفراد من اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم ؛ لأن ورسوله وعد ألا يخلوا منهم زمان أو مكان .
ولكن لابد للأمة أن تبذل أقصى ما عندها ، وتستعد بأقصى ما تملك ، وتتوكل الأمة على ربها لا تتعلق قلوبهم بالأسباب بل تتعلق قلوبهم بمسبب الأسباب .
ثانيًا ماذا حكي التاريخ عن الابتلاء ؟
ها هي أمريكا أتت عليها ريحًا عاتية تجتاح آلاف الأفدنة من المزارع ,والزلازل التي جاءت تركيا لتزحزحها جهة أوربا .
والذين تحدوا الله فماذا صانع بهم ؟هذا ابتلاء وعذاب
لا تحسبوه شرًا لكم
أما بالنسبة للإسلام والمسلمين
نبدأ بسورة النور " إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لاَ تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُم" [ سورة النور آية11].
هذا إفك يرمى به المصطفى في عرضه .
وفى من ؟ في عائشة حبيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم .
"فعندما سئل النبي صلى الله عليه وسلم من أحب الناس إليك ؟قال عائشة قيل من الرجال ؟ قال أبوها قال من الرجال ؟ قال أبوها قيل ثم من ؟ قال عمر .
ففي حادثة الإفك تتأخر عائشة خلف الجيش ،فيأتي بها صفوان بن المعطل السلمي رضي الله عنه فيرى عائشة رأس النفاق عبد الله بن سلول فيقول من هذه ؟ في غير رواية الصحيحين من هذه ؟ فيقولون عائشة أم المؤمنين ... فيقول الخبيث المنافق : زوج نبيكم تبيت مع رجل حتى الصباح ثم جاء يقودها أو يقود لها الدابة والله ما نجت منه وما نجا منها ..
قولة خبيثة : والله ما نجت منه وما نجا منها فيرمى أمنا عائشة بنت الصديق بالزنا هكذا ، يا الله ويسمع الخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم .
ماذا لو سمع رجل عن امرأته كيف يكون حاله ؟ فها هو المصطفى يرمى في عائشة ، وهى لم تعرف الشرك يومًا . نشأت في بيت الصديق رضي الله عنه ، وهى زهرة جميلة سمعت القرآن من الصديق ورأت الصديق يصلى وسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ القرآن ويعلم الصديق الإسلام في بيتها، و التي يرمى في عرضه وشرفه ، وهو القائم على صيانة كل الحرمات في أمته ، فيبكى ويقول :والله ما رمينا بهذا في الجاهلية أفنرمى بها في الإسلام .
وأم عائشة التي انفطرت دمعها ، ويحطم الحزن كبدها ، وترمى ابنتها زوج الرسول الله صلى الله عليه وسلم ، وينطق المصطفى ليسأل أسامة وعلى وجاريتها وزوجاته عنها ، إنه ألم وحزن يحطم كبده وفؤاده ، وتستأذن عائشة رسول الله صلى الله عليه وسلم فأذن فذهبت إلى بيتها ،وفى اليوم الموعود دخل عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهى تنام على فراشها ، فجلس إلى جوارها وقال " يا عائشة إن كنت قد ألممت بذنب فاستغفري الله وتوبي إليه فإن العبد إذا أذنب وتاب إلى الله تاب الله عليه .
هذا أكبر ألم أصاب النبي صلى الله عليه وسلم تقول عائشة : فقلصت دمعي ... جف الدمع في عينيها لما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم ظنت أن الرسول صلى الله عليه وسلم جاءها بالبراءة ، تقول : فالتفت إلى أبى إلى الصديق إلى ابنته المحطمة ، وقال لها والله ما أدرى يا ابنتي ماذا أقول لرسول الله ؟ تترك البنت أباها ، والتففتت إلى أمها وقالت يا أماه أجيبي عنى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت الأم باكية والله ما أدرى يا ابنتي ماذا أقول لرسول الله صلى عليه وسلم تقول عائشة فقلت : والله ما أجد لي ولكم مثلاً إلا كما قال يوسف" فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ" [ سورة يوسف آية 18].
قالت والله ما برح رسول الله صلى الله عليه وسلم مجلسه وما تحرك منا أحد ، وإذ بالوحي يتنزل
على رسول الله كان الوحي إذا نزل عليه يتحدر منه العرق كالجمان أي حبات اللؤلؤ في اليوم شديد البرد ، فابتسم الرسول صلى الله عليه وسلم ويقول لعائشة : أبشرى يا عائشة لقد برأك الله من السماء ، فقالت الأم بسعادة : وغبطة فقالت قومي يا ابنتي لرسول الله فاشكريه ، فقالت :عائشة : لا والله لا أشكر إلا الله عز وجل الذي أنزل براءتي من السماء وقرأ عليها الآيات من سورة النور" إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لاَ تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُم" [ سورة النور آية 11].نبدأ بسورة النور " إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لاَ تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُم" [ سورة النور آية11].
هذا إفك يرمى به المصطفى في عرضه .
وفى من ؟ في عائشة حبيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم .
"فعندما سئل النبي صلى الله عليه وسلم من أحب الناس إليك ؟قال عائشة قيل من الرجال ؟ قال أبوها قال من الرجال ؟ قال أبوها قيل ثم من ؟ قال عمر .
ففي حادثة الإفك تتأخر عائشة خلف الجيش ،فيأتي بها صفوان بن المعطل السلمي رضي الله عنه فيرى عائشة رأس النفاق عبد الله بن سلول فيقول من هذه ؟ في غير رواية الصحيحين من هذه ؟ فيقولون عائشة أم المؤمنين ... فيقول الخبيث المنافق : زوج نبيكم تبيت مع رجل حتى الصباح ثم جاء يقودها أو يقود لها الدابة والله ما نجت منه وما نجا منها ..
قولة خبيثة : والله ما نجت منه وما نجا منها فيرمى أمنا عائشة بنت الصديق بالزنا هكذا ، يا الله ويسمع الخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم .
ماذا لو سمع رجل عن امرأته كيف يكون حاله ؟ فها هو المصطفى يرمى في عائشة ، وهى لم تعرف الشرك يومًا . نشأت في بيت الصديق رضي الله عنه ، وهى زهرة جميلة سمعت القرآن من الصديق ورأت الصديق يصلى وسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ القرآن ويعلم الصديق الإسلام في بيتها، و التي يرمى في عرضه وشرفه ، وهو القائم على صيانة كل الحرمات في أمته ، فيبكى ويقول :والله ما رمينا بهذا في الجاهلية أفنرمى بها في الإسلام .
وأم عائشة التي انفطرت دمعها ، ويحطم الحزن كبدها ، وترمى ابنتها زوج الرسول الله صلى الله عليه وسلم ، وينطق المصطفى ليسأل أسامة وعلى وجاريتها وزوجاته عنها ، إنه ألم وحزن يحطم كبده وفؤاده ، وتستأذن عائشة رسول الله صلى الله عليه وسلم فأذن فذهبت إلى بيتها ،وفى اليوم الموعود دخل عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهى تنام على فراشها ، فجلس إلى جوارها وقال " يا عائشة إن كنت قد ألممت بذنب فاستغفري الله وتوبي إليه فإن العبد إذا أذنب وتاب إلى الله تاب الله عليه .
هذا أكبر ألم أصاب النبي صلى الله عليه وسلم تقول عائشة : فقلصت دمعي ... جف الدمع في عينيها لما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم ظنت أن الرسول صلى الله عليه وسلم جاءها بالبراءة ، تقول : فالتفت إلى أبى إلى الصديق إلى ابنته المحطمة ، وقال لها والله ما أدرى يا ابنتي ماذا أقول لرسول الله ؟ تترك البنت أباها ، والتففتت إلى أمها وقالت يا أماه أجيبي عنى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت الأم باكية والله ما أدرى يا ابنتي ماذا أقول لرسول الله صلى عليه وسلم تقول عائشة فقلت : والله ما أجد لي ولكم مثلاً إلا كما قال يوسف" فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ" [ سورة يوسف آية 18].
قالت والله ما برح رسول الله صلى الله عليه وسلم مجلسه وما تحرك منا أحد ، وإذ بالوحي يتنزل
ثم ارتفعت مكانة السيدة عائشة بعد هذه المحنة عند الله وعند رسول الله ، أي كرامة لعائشة ، هي نفسها تقول : والله ما كنت أظن أن ينزل الله في شأني قرأنًا يتلى ، فشأن نفسي كان أحقر من ذلك ، ولكنى كنت أود أن يرى رسول الله صلى الله عليه وسلم رؤيا ليبرئني الله منها .
فينزل في حقها قرآنًا يتلى إلى يوم القيامة ، وهذه دروس غالية للمؤمنين . "وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمْ الأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِين(139)إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ(140)وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ (141)أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمْ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ (142) وَلَقَدْ كُنْتُمْ تَتَمَنَّوْن الْمَوْتَ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَلْقَوْهُ فَقَدْ رَأَيْتُمُوهُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ (143) [ سورة آل عمران آية 139:144
لا تحسبوه شرًا لكم
ثم تأتى الحديبية يرى فيها المسلمون ظلمًا ثم قال عمر قولته : يا رسول الله : وألسنا على الحق ؟ يقول بلى أو ليسوا على الباطل ورسول الله يقول " بلى يقول إذًا فلم نعطى الدنية في ديننا وغضب وانفعل ،ثم ذهب للصديق ليرد عليه مثل هذا الكلام : يا أبا بكر وألسنا على الحق ؟ يقول بلى ... أو ليسوا على الباطل ...يقول بلى يقول إذًا فلم نعطى الدنية في ديننا ؟ يقول عمر : ألم يعدنا أن نطوف بالبيت ؟ فيقول له الصديق : وهل وعدك أن نطوف به العام الرم غرزه يا ابن الخطاب ، وإن الرسول قد وعد بالطواف حول البيت وستطوف يومًا حول البيت ... وعاد الصحابة والدماء تغلي في عروقهم وسمى الله هذا الصلح فتحًا مبينًا "إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا " [ سورة الفتح آية 1].
وكذلك قال الله تعالى " فَجَعَلَ مِنْ دُونِ ذَلِكَ فَتْحًا قَرِيبًا"[ سورة الفتح آية 27].
لاحتسبوه شرًا لكم ، وكان صلح الحديبية فتحًا عظيمًا للإسلام والمسلمين ، وأعطى لرسول الله هدنة فراح يرسل إلى الملوك والحكام وراح ينشر دين الله عز وجل قواه وعاد رسول الله صلى الله عليه وسلم فاتحًا مكة منتصرًا بوعد الله ونزل عليه سورة النصر" إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ * وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا " [ سورة النصر آية 1:3].
إمام أهل السنة أحمد بن حنبل سجن وقبض وتعرض للبلاء في فتنة خلق القرآن وتعرض للبلاء في عهد المأمون والواثق والمعتصم ، حتى جاء المتوكل ، فكرم الإمام أحمد تكريمًا عظيمًا حتى اشتاقت أم المتوكل أن ترى الإمام فقالت يا بني أريد أن أرى هذا الرجل ، فها هو ثبت في المحن وثبت وجلد بالسوط من أجل ألا يقول القرآن مخلوق ، فأبى أن يقول وهو يجلد ويصبر حتى صار إمام أهل السنة ، وعلمًا على الصبر في البلاء .
ثم جاء التتار ، ومنعت صلاة الجماعة ، واستطاع المسلمون أن ينتصروا وهزموا التتار شر الهزيمة .
ثم بدأت شرارة الصراع الصليبي وسيطر الصليبيون على القدس السير ، ووضعوا الصلبان على جدران الأقصى ، ومنعوا صلاة الجماعة 91 عامًا ثم قيض الله عز وجل للأمة السلطان الناصر صلاح الدين ، فاسترد القدس .
والعاقبة للمتقين
نعم هذا وعد الله تبارك وتعالى هذا الوعد" قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا ۖ إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ۖ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ ﴿١٢٨﴾ [ سورة الأعراف آية128 ].
وهذه الآيات تشرح الصدر وتجلب الأمل في القلوب"إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ [ سورة الأنفال آية36].
وقال تعالى في شأن اليهود "لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلاَّ أَذًى وَإِنْ يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمْ الأَدْبَارَ ثُمَّ لا يُنْصَرُونَ" [ سورة آل عمران آية111].
بعد نهاية هذا الدرس نقول الأمل قادم يا أمة الإسلام لكن بالإخلاص والتقوى ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا
ونقول لإخواننا في فلسطين كلما اشتدت الكرب والبلاء فاعلموا أن النصر قريب و قادم بإذن .
،،،،،،
تعليق