قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
{المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا وشبك بين أصابعه }
((متفق عليه))
... إعتدت أن أصلي صلواتي المفروضة في أحد مساجد الحي الذي
أسكنه وهي كثيرة والحمد لله ولكن روادها قليل
رغم كثرة السكان ولا حول ولا قوة إلا بالله..
وكنت بعد كل صلاة ألتقي بأصدقائي في المسجد ونجلس بعض الوقت
نتناقش في أمور حياتنا وأمور ديننا
ونتطرق أحياناً للحديث في بعض أمور السياسة..
وعلى هذا إعتدنا وتعودنا..
ولكن في يوم من الأيام إفتقدنا أخانا وحبيبنا أبا مريم الذي
كان لا يفارق المسجد ولا يفارق مجلسنا..
واستمر غيابه أكثر من أسبوع
فقلت لباقي الأصدقاء أنني سأذهب لأتفقده لعله مريض أو يشكو من شيء
وبالفعل ذهبت إلى منزل أبا مريم وطرقت الباب
وخرج إلي ورحب بي ودخلت منزله
ودار بيننا هذا الحديث.....
أنا :السلام عليكم ورحمة الله أخي أبا مريم
أبا مريم : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أخي أبا ياسمينة
أنا : يا أخي كيف حالك وكيف صحتك أرجو منك أن تطمئنني عليك
أبا مريم : الحمدلله صحتي تمام التمام ولا ينقصني سوى رحمة ربي ..
أنا : ما شاء الله لكن أين أنت يا أخي فالكل يفتقدك ويسأل عنك
أنت متغيب عن المسجد منذ أسبوع والكل يريد أن يطمئن على حالك..
أبا مريم وهو يتحسر : آآآآخ يا أبا ياسمينة هل أنت متأكد أن الكل يسأل عني؟؟؟
أنا : نعم هذا ما حدث وهل أنا أكذب عليك؟؟؟
أبا مريم : لالالا لم أقل هذا ولكن هل كان أبا سعد يسأل عني أيضاً؟؟؟
((أبو سعد هذا أحد أفراد المجموعة))
أنا : نعم كان أبا سعد يسأل عنك!!! لكن لماذا تسأل عن أبا سعد بهذه الطريقة؟؟!!
أبا مريم : أنا تركت المسجد بسببه ولا أريد أن أصلي في المكان الذي يصلي هو فيه..
أنا : لا حول ولا قوة إلا بالله .. ما الذي حدث أخيرني؟؟؟
أبا مريم : ألم يقل لك أبا سعد أنه يؤذيني كل يوم؟؟
أنا : لالالا لم يخبرني أبا سعد أنه يؤذيك وكيف يؤذيك؟؟؟
أبا مريم : يا أبا ياسمينة أنت تعرف أن أبا سعد جاري ولا يفرقنا سوى جدار
ولكنه يؤذيني .. أولاده يرمون قمامتهم أمام بيتي وزوجته تتكلم على زوجتي
وهم لا يحبوننا ويكرهوننا...
أنا : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ما هذا الكلام يا أبا مريم
هل تعلم أن أبا سعد هو أول من إفتقدك وطلب مني المجيء إليك..
أبا مريم في تعجب : هل يعقل هذا ؟؟!! كم هو منافق وأسأل الله أن ينتقم منه
هذا الكذاب...
أنا : استغفر الله يا أبا مريم ولا تعن الشيطان على أخيك ولا تسب أخيك
فالمسلم ليس باللعان ولا الطعان.. وسأقول لك ..
أبا مريم مقاطعاً لي : أعرف ماذا ستقول .. ستقول لي تذكر الله وأعرف ربك ..
أنا أعرف الله جيداً ولكن هو لا يعرف الله..
أنا : لالا لن أقول لك إعرف ربك فأنت على خير وأبا سعد كذلك
ولكن هذه المرة سأقول لك إعرف الشيطان على حقيقته..
أبا مريم : ها؟؟!! الشيطان ؟؟!!
أنا : نعم الشيطان هو الوحيد السعيد في خلافكم هذا
ألم تسمع قوله تعالى ( انّ الْشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوْهُ عَدُوّا )
نعم فإن الشيطان يوقع بين الناس البغضاء والكراهية والحقد..
ومن قال لك أن أبا سعد يكرهك ويشتمك ؟؟؟
أبا مريم : إنه إنه إنه ... أبا رائد..
أنا : أبا رائد إذن.. هذا لا يصلي معنا في المسجد
ولا يصلي من أصله فهل تستمع إلى
كلامه وتقاطع أخاك ورفيقك في المسجد ألم تسمع قوله تعالى :
(يايها اللذين امنوا اذا جائكم فاسق بنباء فتبينوا ان تصيبوا قوما بجهاله فتصبحوا
على ما فعلتم نادمين )
إستعذ بالله من الشيطان الرجيم وهيا بنا نذهب إلى صلاة المغرب
وسلم على أخاك أبا سعد فهذه الفرقة لا يفرح بها إلا الشيطان
أبا مريم : حاضر أخي أبا ياسمينة..
وبالفعل ذهبنا إلى الصلاة وبعد الصلاة إجتمعنا وتعانق الجميع ورأيت دموع أبا مريم وهو يعانق
أخانا أباسعد وهو يقول الله يخزيك يا شيطان..
أنا : ما رأيكم يا إخوتي بأن نذهب إلى جارنا أبا رائد وندعوه ليأتي معنا لصلاة العشاء
الكل : ونعم الرأي رأيك ..هيا بنا..
وذهبنا إلى أبا رائد وعندما طرقنا الباب خرج إلينا
وعندما رآنا إختلف لون وجهه..
ودخلنا ونحن نبتسم والسعادة تكاد تتفجر منا
وقلنا له يا أبا رائد ألم يأن لك أن تتوب إلى الله وتأتي إلى المسجد؟؟
وأضاف أبا مريم قائلاً واله أن جاري أبا رائد رجل طيب
وأنا أريده معنا في المسجد..
فنظرنا فإذا بأبي رائد تنذرف دموعه ويقول أستغفر الله أستغفر الله
الله يخزيك يا شيطان...
وما زلنا حتى اللآن تجمعنا المحبة في الله
وكما قال الحبيب صلى الله عليه وسلم
{المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا وشبك بين أصابعه }
((متفق عليه))
((متفق عليه))
تعليق