اخوانى اخواتى اسعد الله اوقاتكم ودمتم بخير
وبداية أحب أن أقول
إن من اختار الدين فعليه أن يقبل أحكام هذا الدين
حتى ولو كانت هذه الأحكام تقيد حريته في افعل ولا تفعل
لأن تقييد الحرية هنا هو لخير الإنسان وليس شراً له
إن هذه الأحكام جاءت من الله سبحانه وتعالى وهو أعلم بنا من أنفسنا
فإذا كانت تقيد حركتنا فهي تعطينا الخير وتذهب عنا السوء
فلا يوجد دين بلا منهج
إلا أن يحاول الإنسان أن يرضي غريزة التدين فيه وفي الوقت نفسه يفعل ما يشاء
فيعبد الأصنام أو الشمس أو غير ذلك مما لا يقيده بمنهج في الحياة فيخلص نفسه من تعاليم الله ليفعل ما يشاء
وفي هذه الحالة يكون قد كفر والعياذ بالله
لأنه لا يريد منهجاً سماوياً يقيد حريته
والمرأة التي تتضرر من الحجاب بزعم أنه يقيد من حريتها بستر ما أمر الله من مفاتنها
عليها ألا تعترض على منح هذه الحرية لغيرها
فإن أباحت لنفسها أن تتزين وتكشف عن مفاتنها لتجذب إنساناً وتفتنه
فعليها ألا تعترض إذا سرق زوجها منها بفعل فاتنة
فمادامت قد أباحت لنفسها ذلك فلا تلومن إلا نفسها
إن الهدف هو صيانة المجتمع كله من الفتنة وإبقاء للاستقرار والأمن بالنسبة للمرأة
حتى لا يخرج زوجها من بيته وهي لا تعلم هل ستفتنه امرأة أخرى فيتزوجها أم أنه سيعود إلى بيته؟
إن الله سبحانه وتعالى قد وضع من القواعد والضوابط ما يمنع الفتنة للمرأة والرجل حفاظاً على استقرار الأسرة وأمنها وأمانها
وحرم أي شيء يمكن أن تكون فيه فتنة من امرأة لرجل غريب عنه،
ولذلك حرم إبداء الزينة إلا لمحارم المرأة
. فقال تبارك وتعالى:
[{وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاء .. "31"} (سورة النور)]
وهؤلاء الذين ذكرهم الله تبارك وتعالى في هذه الآية الكريمة هم من محارم المرأة التي لا تحرص على إبداء زينتها أمامه،
وحتى إذا فعلت فإن هذه الزينة لا تثير في نفوسهم أية شهوة
إما لأنهم لم يبلغوا السن التي يحسون فيها بالشهوة
وإما أنهم تعدوا هذه المرحلة تماماً
بل إن الله سبحانه وتعالى حرم على النساء أن يضربن بأرجلهن كنوع من التحايل لإظهار الزينة التي أخفتها الثياب
وذلك بتعمد اهتزاز الجسم لتظهر مفاتنها
وقال الحق جل جلاله:
[{وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ "31"} (سورة النور)]
كل هذا قد يفهمه البعض على أنه تقييد لحرية المرأة، ولكنه في الحقيقة حماية لها
لو أن الله سبحانه وتعالى لم يفرض الحجاب لكان على المرأة أن تطالب به .. لماذا ..؟؟؟؟
لأنه اكبر تأمين لها ولحياتها
ذلك أن نضارة المرأة موقوتة
وفترة جمالها لو حسبناها فلن تزيد على خمسة عشر عاماً
ثم بعد ذلك تبدأ في الذبول
هب أن امرأة بدأت في الذبول وزوجها مازال محتفظاً بنضارته
قادراً على الزواج
وخرج إلى الشارع ووجد فتاة في مقتبل العمر وفي أتم نضارتها وقد كشفت عن زينتها
ماذا سيحدث؟!
إما أن يفتن بهذه الفتاة ويترك زوجته ويتزوجها
وإما أنه عندما يعود إلى المنزل يلحظ الفرق الكبير بين امرأته وهذه الفتاة
فيزهد في زوجت، ويبدأ في الانصراف عنها
لكن لو حجبت النساء مفاتنهن عن الرجال لصارت كل منهن آمنة من فقدان زوجها
ومن تغير نفسه من ناحية زوجته ولظلت محتفظة بحبه لها وإقباله عليها .. لماذا؟
لأن الجمال نمو، والنمو في المخلوقات والنبات والحيوان والإنسان لا يدركه المتتبع له
ولذلك تجد الرجل وله ولد ينظر إليه كل يوم فلا يمكن أن يلحظ أنه يكبر
ولكن لو غاب عنه شهراً
يتجمع نمو الشهر كله وهو بعيد عنه
وعندما يعود يحس بأنه قد كبر
والفلاح مثلاً إذا جلس بجوار الزرع
لا يلحظ نموه ولا يراه فإذا غاب عنه فترة لاحظ هذا النمو
الرجل مع زوجته كذلك فهو عندما يتزوجها
وهي عروس تكون في أبهى زينتها ونضارتها
لكن لأنه يراها كل يوم فإنه لا يلحظ فيها أي تغيير
وتكبر وتذهب نضارتها وجمالها من أمامه شيئاً فشيئاً دون أن يلاحظ هذا الذبول
بل تظل في عينيه هي نفس العروس الجميلة التي زفت إليه
ولكن إذا رأى امرأة غيرها
أصغر منها ولا تزال في قمة نضارتها
بدأت المقارنة وأحس بالتغيير وأثر ذلك في نفسه
ولذلك ونحن نرى أمهاتنا بعد أن كبرن وملأت وجوههن التجاعيد لا نشعر بهذا
بل نجد في أمهاتنا نضارة لا نشبع من النظر إليها
فالله سبحانه وتعالى قد حجب المرأة من أن تستلفت الأنظار إليها بالكشف عن زينتها
وهو قد حجب غيرها ممن هن أصغر وأجمل وأكثر نضارة من أن يستلفتن أنظار زوجها فيعرض عنها
والعجيب أن المرأة لا تلتفت إلى هذه الحكمة ،
بل تأخذ المسألة على أساس من الحرية الجوفاء
ناسية أن هذا التقييد إنما شرع لحمايتها
والعقاب في الشرع في كل الحالات
لا يبدأ إلا عند النزوع إلى عمل شيء
فأنت ترى وردة جميلة .. انظر إليها كما شئت فليس في ذلك إثم ولا حساب
وتمتع برائحتها كما شئت .. فليس هناك إثم ولا حساب إلا أن تمد يدك لتقطعها
حينئذ تكون قد اعتديت
وأنت ترى فرساً جميلة .. أنظر إليها كما شئت ..
إلا أن تحاول أن تركبها دون إذن صاحبها
وهكذا كل ما في الدنيا من جمال
والله سبحانه وتعالى يقول:
[{وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ "8"} (سورة النحل)]
زينة لمن؟
ألصاحبها فقط؟
الآية جاءت بالزينة على إطلاقها
ولهذا فهي زينة لصاحبها
ولمن أراد أن ينظر إليها ويتمتع بجمالها
كل ما في الكون من جمال .. انظر إليه كما تشاء .. فليس هذا محرماً ..
إلا المرأة. فالنظرة إليها محرمة .. من المرأة للرجل .. ومن الرجل للمرأة
والنظر إليها والتأمل في جمالها من غير زوجها إثم
وكذلك الرجل بالنسبة للمرأة
نظر المرأة للرجل وتأملها في ملامح رجولته إثم
ولذلك يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز
[{قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ "30"} (سورة النور)]
وقوله جل جلاله:
[{قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ .. "30"} (سورة النور)]
النظرة محرمة .. لماذا؟
لماذا حرمت النظرة بين الرجل والمرأة؟
ولم تحرم بالنسبة لباقي مخلوقات الكون؟
لأن النظرة هي بداية النزوع بالنسبة للرجل والمرأة
ومادامت النظرة قد بدأت فأنت لا تستطيع أن تتحكم في نفسك بالنسبة لما يمكن أن يحدث بعد ذلك.
النظرة قد أوجدت تغييراً يقودك إلى المعصية
ولذلك نجد مثلاً عندما حرم الله سبحانه وتعالى على آدم وحواء أن يأكلا من الشجرة المحرمة في الجنة
لم يقل لهما: لا تأكلا من هذه الشجرة
بل قال جل جلاله: [{وَلاَ تَقْرَبَا هَـذِهِ الشَّجَرَةَ .. "35"} (سورة البقرة)]
لماذا لم يقل الله سبحانه وتعالى لا تأكلا من هذه الشجرة؟
لأنه أراد أن يحميهما من إغراء المعصية
فلو أنه قال لهما: لا تأكلا من هذه الشجرة
ربما جلسا إلى جوارها فأغراهما لون ثمارها أو شكل هذه الثمار أو الرائحة المنبعثة منها
ولذلك قال لهما سبحانه:
[{وَلاَ تَقْرَبَا هَـذِهِ الشَّجَرَةَ .. "35"} (سورة البقرة)]
ليقيهما الإغراء الذي يمكن أن يوقعهما في المعصية
وكما يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم
"إن لله محارم فلا تقربوها، فمن حام حول الحمى أوشك أن يقع فيه"
وقال الرسول عليه الصلاة والسلام:
"إن الله حد حدودا فلا تعتدوها، وفرض لكم فرائض فلا تضيعوها، وحرم أشياء فلا تنتهكوها"
إذن: فتحريم النظر بين الرجل والمرأة حماية لكليهما
وقالت أم سلمة كنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وعنده ميمونة فأقبل ابن أم مكتوم وكان أعمى ذلك بعد أمرنا بالحجاب
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: احتجبا منه
فقلنا: يا رسول الله أليس أعمى لا يبصرنا ولا يعرفنا؟
فقال رسول الله عليه الصلاة والسلام: أفعمياوان أنتما .. ألستما تبصرانه؟
والله جل جلاله يقول:
[{وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ .. "53"} (سورة الأحزاب)]
على أننا لابد أن نلتفت إلى حقيقة هامة هي
أن الله سبحانه وتعالى يريد أن تعتدل الموازين في كونه
ويريد للعقل الذي ميز الله به الإنسان أن يعطي حرية الاختيار دون أية مؤثرات
حتى تستقيم الأمور في الكون
واخيرا اقول لكم احبتى فى الله
اذا ضاق بك الصدر ...ففكر فى الم نشرح
فان العسر مقرون بيسرين..فلا تبرح
استودعكم الله
وبداية أحب أن أقول
إن من اختار الدين فعليه أن يقبل أحكام هذا الدين
حتى ولو كانت هذه الأحكام تقيد حريته في افعل ولا تفعل
لأن تقييد الحرية هنا هو لخير الإنسان وليس شراً له
إن هذه الأحكام جاءت من الله سبحانه وتعالى وهو أعلم بنا من أنفسنا
فإذا كانت تقيد حركتنا فهي تعطينا الخير وتذهب عنا السوء
فلا يوجد دين بلا منهج
إلا أن يحاول الإنسان أن يرضي غريزة التدين فيه وفي الوقت نفسه يفعل ما يشاء
فيعبد الأصنام أو الشمس أو غير ذلك مما لا يقيده بمنهج في الحياة فيخلص نفسه من تعاليم الله ليفعل ما يشاء
وفي هذه الحالة يكون قد كفر والعياذ بالله
لأنه لا يريد منهجاً سماوياً يقيد حريته
والمرأة التي تتضرر من الحجاب بزعم أنه يقيد من حريتها بستر ما أمر الله من مفاتنها
عليها ألا تعترض على منح هذه الحرية لغيرها
فإن أباحت لنفسها أن تتزين وتكشف عن مفاتنها لتجذب إنساناً وتفتنه
فعليها ألا تعترض إذا سرق زوجها منها بفعل فاتنة
فمادامت قد أباحت لنفسها ذلك فلا تلومن إلا نفسها
إن الهدف هو صيانة المجتمع كله من الفتنة وإبقاء للاستقرار والأمن بالنسبة للمرأة
حتى لا يخرج زوجها من بيته وهي لا تعلم هل ستفتنه امرأة أخرى فيتزوجها أم أنه سيعود إلى بيته؟
إن الله سبحانه وتعالى قد وضع من القواعد والضوابط ما يمنع الفتنة للمرأة والرجل حفاظاً على استقرار الأسرة وأمنها وأمانها
وحرم أي شيء يمكن أن تكون فيه فتنة من امرأة لرجل غريب عنه،
ولذلك حرم إبداء الزينة إلا لمحارم المرأة
. فقال تبارك وتعالى:
[{وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاء .. "31"} (سورة النور)]
وهؤلاء الذين ذكرهم الله تبارك وتعالى في هذه الآية الكريمة هم من محارم المرأة التي لا تحرص على إبداء زينتها أمامه،
وحتى إذا فعلت فإن هذه الزينة لا تثير في نفوسهم أية شهوة
إما لأنهم لم يبلغوا السن التي يحسون فيها بالشهوة
وإما أنهم تعدوا هذه المرحلة تماماً
بل إن الله سبحانه وتعالى حرم على النساء أن يضربن بأرجلهن كنوع من التحايل لإظهار الزينة التي أخفتها الثياب
وذلك بتعمد اهتزاز الجسم لتظهر مفاتنها
وقال الحق جل جلاله:
[{وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ "31"} (سورة النور)]
كل هذا قد يفهمه البعض على أنه تقييد لحرية المرأة، ولكنه في الحقيقة حماية لها
لو أن الله سبحانه وتعالى لم يفرض الحجاب لكان على المرأة أن تطالب به .. لماذا ..؟؟؟؟
لأنه اكبر تأمين لها ولحياتها
ذلك أن نضارة المرأة موقوتة
وفترة جمالها لو حسبناها فلن تزيد على خمسة عشر عاماً
ثم بعد ذلك تبدأ في الذبول
هب أن امرأة بدأت في الذبول وزوجها مازال محتفظاً بنضارته
قادراً على الزواج
وخرج إلى الشارع ووجد فتاة في مقتبل العمر وفي أتم نضارتها وقد كشفت عن زينتها
ماذا سيحدث؟!
إما أن يفتن بهذه الفتاة ويترك زوجته ويتزوجها
وإما أنه عندما يعود إلى المنزل يلحظ الفرق الكبير بين امرأته وهذه الفتاة
فيزهد في زوجت، ويبدأ في الانصراف عنها
لكن لو حجبت النساء مفاتنهن عن الرجال لصارت كل منهن آمنة من فقدان زوجها
ومن تغير نفسه من ناحية زوجته ولظلت محتفظة بحبه لها وإقباله عليها .. لماذا؟
لأن الجمال نمو، والنمو في المخلوقات والنبات والحيوان والإنسان لا يدركه المتتبع له
ولذلك تجد الرجل وله ولد ينظر إليه كل يوم فلا يمكن أن يلحظ أنه يكبر
ولكن لو غاب عنه شهراً
يتجمع نمو الشهر كله وهو بعيد عنه
وعندما يعود يحس بأنه قد كبر
والفلاح مثلاً إذا جلس بجوار الزرع
لا يلحظ نموه ولا يراه فإذا غاب عنه فترة لاحظ هذا النمو
الرجل مع زوجته كذلك فهو عندما يتزوجها
وهي عروس تكون في أبهى زينتها ونضارتها
لكن لأنه يراها كل يوم فإنه لا يلحظ فيها أي تغيير
وتكبر وتذهب نضارتها وجمالها من أمامه شيئاً فشيئاً دون أن يلاحظ هذا الذبول
بل تظل في عينيه هي نفس العروس الجميلة التي زفت إليه
ولكن إذا رأى امرأة غيرها
أصغر منها ولا تزال في قمة نضارتها
بدأت المقارنة وأحس بالتغيير وأثر ذلك في نفسه
ولذلك ونحن نرى أمهاتنا بعد أن كبرن وملأت وجوههن التجاعيد لا نشعر بهذا
بل نجد في أمهاتنا نضارة لا نشبع من النظر إليها
فالله سبحانه وتعالى قد حجب المرأة من أن تستلفت الأنظار إليها بالكشف عن زينتها
وهو قد حجب غيرها ممن هن أصغر وأجمل وأكثر نضارة من أن يستلفتن أنظار زوجها فيعرض عنها
والعجيب أن المرأة لا تلتفت إلى هذه الحكمة ،
بل تأخذ المسألة على أساس من الحرية الجوفاء
ناسية أن هذا التقييد إنما شرع لحمايتها
والعقاب في الشرع في كل الحالات
لا يبدأ إلا عند النزوع إلى عمل شيء
فأنت ترى وردة جميلة .. انظر إليها كما شئت فليس في ذلك إثم ولا حساب
وتمتع برائحتها كما شئت .. فليس هناك إثم ولا حساب إلا أن تمد يدك لتقطعها
حينئذ تكون قد اعتديت
وأنت ترى فرساً جميلة .. أنظر إليها كما شئت ..
إلا أن تحاول أن تركبها دون إذن صاحبها
وهكذا كل ما في الدنيا من جمال
والله سبحانه وتعالى يقول:
[{وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ "8"} (سورة النحل)]
زينة لمن؟
ألصاحبها فقط؟
الآية جاءت بالزينة على إطلاقها
ولهذا فهي زينة لصاحبها
ولمن أراد أن ينظر إليها ويتمتع بجمالها
كل ما في الكون من جمال .. انظر إليه كما تشاء .. فليس هذا محرماً ..
إلا المرأة. فالنظرة إليها محرمة .. من المرأة للرجل .. ومن الرجل للمرأة
والنظر إليها والتأمل في جمالها من غير زوجها إثم
وكذلك الرجل بالنسبة للمرأة
نظر المرأة للرجل وتأملها في ملامح رجولته إثم
ولذلك يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز
[{قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ "30"} (سورة النور)]
وقوله جل جلاله:
[{قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ .. "30"} (سورة النور)]
النظرة محرمة .. لماذا؟
لماذا حرمت النظرة بين الرجل والمرأة؟
ولم تحرم بالنسبة لباقي مخلوقات الكون؟
لأن النظرة هي بداية النزوع بالنسبة للرجل والمرأة
ومادامت النظرة قد بدأت فأنت لا تستطيع أن تتحكم في نفسك بالنسبة لما يمكن أن يحدث بعد ذلك.
النظرة قد أوجدت تغييراً يقودك إلى المعصية
ولذلك نجد مثلاً عندما حرم الله سبحانه وتعالى على آدم وحواء أن يأكلا من الشجرة المحرمة في الجنة
لم يقل لهما: لا تأكلا من هذه الشجرة
بل قال جل جلاله: [{وَلاَ تَقْرَبَا هَـذِهِ الشَّجَرَةَ .. "35"} (سورة البقرة)]
لماذا لم يقل الله سبحانه وتعالى لا تأكلا من هذه الشجرة؟
لأنه أراد أن يحميهما من إغراء المعصية
فلو أنه قال لهما: لا تأكلا من هذه الشجرة
ربما جلسا إلى جوارها فأغراهما لون ثمارها أو شكل هذه الثمار أو الرائحة المنبعثة منها
ولذلك قال لهما سبحانه:
[{وَلاَ تَقْرَبَا هَـذِهِ الشَّجَرَةَ .. "35"} (سورة البقرة)]
ليقيهما الإغراء الذي يمكن أن يوقعهما في المعصية
وكما يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم
"إن لله محارم فلا تقربوها، فمن حام حول الحمى أوشك أن يقع فيه"
وقال الرسول عليه الصلاة والسلام:
"إن الله حد حدودا فلا تعتدوها، وفرض لكم فرائض فلا تضيعوها، وحرم أشياء فلا تنتهكوها"
إذن: فتحريم النظر بين الرجل والمرأة حماية لكليهما
وقالت أم سلمة كنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وعنده ميمونة فأقبل ابن أم مكتوم وكان أعمى ذلك بعد أمرنا بالحجاب
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: احتجبا منه
فقلنا: يا رسول الله أليس أعمى لا يبصرنا ولا يعرفنا؟
فقال رسول الله عليه الصلاة والسلام: أفعمياوان أنتما .. ألستما تبصرانه؟
والله جل جلاله يقول:
[{وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ .. "53"} (سورة الأحزاب)]
على أننا لابد أن نلتفت إلى حقيقة هامة هي
أن الله سبحانه وتعالى يريد أن تعتدل الموازين في كونه
ويريد للعقل الذي ميز الله به الإنسان أن يعطي حرية الاختيار دون أية مؤثرات
حتى تستقيم الأمور في الكون
واخيرا اقول لكم احبتى فى الله
اذا ضاق بك الصدر ...ففكر فى الم نشرح
فان العسر مقرون بيسرين..فلا تبرح
استودعكم الله
تعليق