السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. هذا موضوع رائع عن ( حقيقة التقوى ) أرجو ان يحوز على رضا الله أولاً ثم على رضاكم .. وللأمانة فهذا الموضوع منقول وليس من كتابتي ,ولقد نقلته لكي افيد به وأكسب الأجر بإذن الله ..
التقوى أصل عظيم من أصول ديننا وسبب من أهم أسباب
الهداية والاستقامة على الدين ولقد كان الصحابة رضي الله
عنهم يتواصون فيما بينهم بالتقوى وقدوتهم في ذلك رسول الله
صلى الله عليه وسلم الذي كان أتقى الخلق لله وأعلمهم بالله
وأخشاهم لله سبحانه ..
وللتقوى ثمرات يرسلها الله سبحانه على عباده المتقين
كما يرسل المطر المدرار إلى الأرض المجدبةفتنمو وتنبت
من كل زوجٍ بهيج ..
وللاطلاع على معنى و حقيقة التقوى حتى نجني ثمراتها
أعددت هذا البحث المبسط نفعنا الله جميعا بمحتواه ..
حقيقتة التقوى
أصل التقوى أن يجعل العبد بينه وبين ما يخافه ويحذره وقاية
تقيه منه ..
فتقوى العبد لربه أن يجعل بينه وبين ما يخشاه من ربه من غضبه
وسخطه وعقابه وقاية تقيه من ذلك .
وذلك بطاعته واجتناب المعاصي وامتثال الأوامره واجتناب النواهي
أي أن أصل التقوى أن يعلم العبد ما يُتق ثم يتقي .
قال تعالى في بيان حقيقة التقوى :
( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وانتم مسلمون )
قال عبد الله بن مسعود رضي عنه في معنى قوله تعالى " حق تقاته " :
( تقواه حق تقاته :
أن يطاع فلا يعصى وأن يذكر فلا ينسى ، وأن يُشكر فلا يُكفَر )
و قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه في بيان حقيقة التقوى :
( هي الخوف من الجليل ، والعمل بالتنزيل ، والقناعة بالقليل
والاستعداد ليوم الرحيل )
و قال طلق بن حبيب في بيان حقيقة التقوى :
إذا وقعت الفتنة فأطفئوها بالتقوى
قالوا وما التقوى ؟
قال : أن تعمل بطاعة الله على نور من الله ترجو ثواب الله
وأن تترك معصية الله على نور من الله تخاف عقاب الله .
معنى التقوى
سأل أمير المؤمنين ، عمر رضي الله عنه الصحابي الجليل
أُبَي بن كعب رضي الله عنه عن معنى التقوى ومفهومها
فقال :
( يا أمير المؤمنين ، أما سلكت طريقا ذا شوك ؟
قال : بلى
قال : فما صنعت ؟
قال : شمرت واجتهدت أي اجتهدت توقي الشوك والابتعاد عنه
قال أُبَي بن كعب : فذلك التقوى.
إذا فالتقوى :
حساسية في الضمير ، وشفافية في الشعور ، وخشية مستمرة
وحذر دائم ، وتوقٍ لأشواك طريق الحياة الذي تتجاذبه
أشواك الرغائب والشهوات ، وأشواك المخاوف والهواجس
وأشواك الفتن والموبقات
وأشواك الرجاء الكاذب فيمن لا يملك إجابته الرجاء
وأشواك الخوف الكاذب ممن لا يملك نفعا ولا ضرا
وعشرات غيرها من الأشواك.
التقوى والتوحيد
إن كلمة التقوى هي كلمة التوحيد ، وأعظم ما أمر الله سبحانه به
هو توحيد الله .. هو لا إله إلا الله
وقد سماها الله تبارك وتعالى في كتابه الكريم كلمة التقوى :
( وألزمهم كلمة التقوى وكانوا أحق بها وأهلها )
فهي كلمة الإخلاص وكلمة التقوى ، وأضيفت إليها لأهميتها
ولتعلقها بها تعلقا شديدا ، فلا تقوى لمشرك ، ولا تقوى لمن ارتكب
أكبر ذنب عصي الله به :
( إِن الله لا يغفر أن يُشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء )
فمن عصى الله وأهلك نفسه بالموبقات فلا تقوى له
وإن كان من أهل التوحيد
فكيف يكون من المتقين من أشرك في عبادة رب العالمين
الذي لا إله إلا هو ؟
أعظم ما ينافي التقوى
الشرك بالله عز وجل ، ثم الابتداع في دين الله
فما عصي الله سبحانه بعد الشرك بذنب أعظم من البدعة
أن يعبد على غير ما شرع وعلى غير ما كان رسول الله صلى الله
عليه وسلم يعبده.
ثمرات التقوى
للتقوى ثمرات تنزل على أهلها كما ينزل المطر المدار
ومنها :
- من ثمرات التقوى العظيمة اليقين والطمأنينة
والإيمان الذي يجد الإنسان حلاوته في قلبه
ويجد برده عليه مهما تشتد الظلمات، ومهما تحدق الخطوب
ومهما تشتد عليه المصائب، فإنه في طمأنينة وفي سكينة وأمان
أخوف ما يخاف أن تختل عنده التقوى
أخشى ما يخشاه أن تنقص تقواه لله
أما مع التقوى فكل شيء يهون
والنبي صلى الله عليه وسلم كان يقول :
( إن لم يكن بك غضب عليّ فلا أبالي )
- ومن ثمرات التقوى معية الله تعالى ، بالحفظ والتأييد ، والنصرة
والتمكين ، ومن كان الله معه فلن تنتكس له راية ، ولن تخيب له دعو
، ولن يُهزم له جُند ، قال الله تعالى :
(إِن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون )
- ومن ثمرات التقوى حسن العاقبة في الدارين
ففي الدنيا أمن ونصر وتمكين
وفي الآخرة جنة ونعيم ، قال الله تعالى :
( فاصبر إن العاقبة للمتقين )
- ومن ثمرات التقوى انتفاء الخوف والحزن في الحياة الدنيا
ويوم يقوم الأشهاد قال الله تعالى :
( فمن اتقى وأصلح فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون )
ومن ثمرات التقوى قبول العمل الصالح
صفات المتقين
لقد لخص أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه
صفات عباد الله المتقين في هذه الكلمات البليغة :
جاء عابد يقال له همام إلى على بن أبي طالب رضي الله عنه
وقال له :
صف لى المتقين حتى كأنى أنظر إليهم ..
فقال رضي الله عنه :
هم أهل الفضائل ، منطقهم الصواب ، وملبسهم الاقتصاد
ومشيهم التواضع ..
غضوا أبصارهم عما حرم الله عليهم ، ووقفوا أسماعهم
على العلم النافع لهم ..
نزلت أنفسهم فى البلاء كالتى نزلت فى الرخاء ..
لولا الأجل الذي كتب الله لهم لم تستقر أرواحهم فى أجسادهم
طرفة عين شوقا إلى ربهم ..
عظم الخالق في أنفسهم فصغر ما دونه في أعينهم ..
قلوبهم محزونة ، وشرورهم مأمونة ، وأجسادهم نحيفة
وحاجاتهم خفيفة وأنفسهم عفيفة ..
صبروا أياما قصيرة ، أعقبتهم راحة طويلة ..
وتجارة رابحة سيرها لهم ربهم ..
أرادتهم الدنيا فلم يريدوها ، وأسرتهم ففدوا أنفسهم منها
أما الليل فصافون أقدامهم يرتلون لأجزاء القرآن ترتيلا ..
فإذا مروا بآية فيها تخويف صغوا إليها بمسامع قلوبهم
وظنوا أن زفير جهنم وشهيقها في أصول آذانهم ..
فهم جاثون على ركبهم يطلبون من الله فكاك رقابهم ..
وأما النهار فحلماء ، علماء أبرار أتقياء ..
قد براهم الخوف برى القداح..
ينظر إليهم الناظر فيحسبهم مرضى .. وما بالقوم من مرض
لايرضون من أعمالهم بالقليل ، ولا يستكثرون الكثير ..
فهم لأنفسهم متهمون ، ومن أعمالهم مشفقون ..
إذا زُكى أحدهم خاف مما يقال له فيقول :
أنا أعلم بنفسي من غيري ، وربى أعلم بنفسي منى ..
اللهم لا تؤاخذني بما يقولون ، واجعلني أفضل مما يظنون
واغفر لى ما لا يعلمون ..
فمن علامة أحدهم :
أنك ترى له قوة في الدين ، وحزما في لين
وإيمانا في يقين وحرصا في علم ، وعملا في حلم
وقصدا في غنى ، وخشوعا في عبادة
وتحملا في فاقة ، وصبرا في شدة ، وطلبا في حلال
ونشاطا في هدى وتحرجا عن طمع ..
يعمل الأعمال الصالحة وهو على وجل ..
يمسى وهمه الشكر ، ويصبح وهمه الذكر ..
مزج الحلم بالعلم ، والقول بالعمل ..
تراه قريبا أمله ، قليلا زللْه ، خاشعا قلبه ، قانعة نفسه
مكظوما غيظه ميتة شهوته ..
الخير منه مأمول ، والشر منه مأمون ..
يعفو عمن ظلمه ، ويعطى من حرمه ، ويصل من قطعه
بعيدا فحشه لينا قوله ، غائبا منكره ، حاضرا معروفه ..
في الزلازل وقور ، وفي المكاره صبور ، وفي الرخاء شكور
ولا يحيف على من يبغض ، ولا يأثم فيمن يحب..
يعترف بالحق قبل أن يشهد عليه ، لا يضيع ما استحفظ
ولا ينابز بالألقاب ولا يضر بالجار ، ولا يشمت بالمصائب ..
إن بُغى عليه صبر حتى يكون الله هو الذي ينتقم له
نفسه منه في هناء ، والناس منه في راحة ..
أتعب نفسه لآخرته ، وأراح الناس من نفسه ..
بعده عمن تباعد عنه زهد ونزاهة ، ودنوه ممن دنا منه
لين ورحمة وليس تباعده بكبر وعظمة
ولا دنوه بمكر و خديعة.
تعليق