إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

"الكفر بالطاغوت"

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • [شرح] "الكفر بالطاغوت"

    بسم الله والصلاة والسلام علي من لا نبي بعده
    أما بعد ؛
    فحديثي معكم إن شاء الله عن شرط من شروط "لا إله إلا الله" شرط
    من شروط صحة التوحيد ألا وهو "الكفر بالطاغوت"،

    يقول الله تعالى في سورة البقرة : {فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها والله سميع عليم}والعروة الوثقى هنا كما نص على ذلك أهل العلم والتفسير هي: شهادة أن لا إله إلا الله؛ أي من أتى بالكفر بالطاغوت ثم أتبعه إيماناً بالله تعالى فهو الـذي يكون قد استمسك بالعروة الوثقى " لا إله إلا الله ".
    وقال تعالى في سورة النحل: {ولقد بعثنا في كل أمة رسولاً أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت} فهذه هي مهمة الأنبياء والرسل على مدار الزمن، ومهمة وغاية كل من سار على نهجهم وطريقهم من الدعاة إلى الله تعالى. وهذه هي التي خلق الله الخلق من أجلها وبعث الرسل وأنزل الكتب
    يقول شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب:

    إعلم رحمك الله تعالى ؛أنّ أول ما فرض الله على ابن آدم الكفر بالطاغوت، والإيمان بالله ، والدليل قوله تعالى : { ولقد بعثنا في كل أمة رسولاً أنِ اعبدوا اللهَ واجتنبواالطاغوت
    والطواغيت كثيرة ، ورؤوسهم خمسة : كما حددها شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب

    الأول : الشيطان الداعي إلى عبادة غير الله، والدليل قوله تعالى : { ألم أعهد إليكم يابني ادم أنْ لا تعبدوا الشيطان إنّه لكم عدو مبين }.

    الثاني : الحاكم الجائرالمغير لأحكام الله، والدليل قوله تعالى : { ألم تر إلى الذين يزعمون أنّهم ءامنوابما أُنزل إليك وما أُنزل من قبلك يُريدون أنْ يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أُمِروا أنْ يكفروا به ويريد الشيطانُ أنْ يُضِلّهم ضلالاً بعيداً }.

    الثالث : الذي يحكُم بغير ما أنزل الله، والدليل قولهتعالى : { ومَن لم يحكُم بما أنزل اللهُ فأولئك همُ الكافرون }.

    الرابع : الذي يدّعي عِلم الغيب من دون الله، والدليل قوله تعالى : { عالم الغيب فلا يُظهرعلى غيبه أحداً إلاّ مَن ارتضى مِن رسولٍ فإنّه يسلُك من بين يديه ومن خلفه رصداً } ، وقال تعالى : { وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلاّ هو ويعلم ما في البر والبحروماتسقط من ورقة إلاّ يعلمها ولا حبّة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلاّ فيكتاب مبين }.

    الخامس : الذي يُعبد من دون الله وهو راضٍ بالعبادة، والدليل قوله تعالى : { ومَن يقُل منهم إنّي إله من دونه فذلك نجزيه جهنّم كذلك نجزي الظالمين }.
    وقال سيد رحمه الله في الظلال عند تفسيره لقوله تعالى {وجعل منهم القردة والخنازير وعبد الطاغوت}: إن الطاغوت هو كل سلطان لا يستمد من سلطان الله، وكل حكم لا يقوم على شريعة الله...
    الخلاصة أن كل شرع غير شرع الله فهو طاغوت سواء كان قانونا أو دستورا أو فكرا أو حكما وكل حاكم بغير ما أنزل الله فهو طاغوت
    فالدساتير المعمول بها في دولنا طواغيت والمحاكم التي تحكم بالقوانين الوضعية طواغيت وحكام العرب كلهم طواغيت..
    قال رحمه الله : ( إن هؤلاء الطواغيت الذين يعتقد الناس فيهم وجوب طاعة من دون الله كلهم كفار مرتدون عن الإسلام، كيف لا وهم يحلون ما حرم الله، ويحرمون ما أحل الله،ويسعون في الأرض فسادا بقولهم وفعلهم وتأييدهم، ومن جادل عنهم، أو أنكر على من كفرهم، أو زعم أن فعلهم هذا لو كان باطلا لا ينقلهم إلى الكفر، فأقل أحوال هذاالمجادل أنه فاسق، لأنه لا يصح دين الإسلام إلا بالبراءة من هؤلاء وتكفيرهم ) [ الرسائل الشخصية،188 ]
    ومن المؤسف أن تجد بعض أدعياء السلفية تقزم وتحصر دعوة التوحيد على محاربة شرك التمائم والتولة والقبور ولاتتعرض من قريب أو بعيد إلى شرك الحكام والمشرعين والقوانين والقصور بل قد تكون ممن يسير في ركاب الحكام ويعمل على تثبيت عروشهم...
    وإنا لله وإنا إليه راجعون
    أقول: الكفر بالطاغوت ليس بالتمني ولا بزعم اللسان من غير برهان أو عمل.. وصفته أن يُكفر به اعتقاداً وباطناً، وقولاً وعملاً.

    1)
    صفة الكفر الاعتقادي بالطاغوت: أن يُضمر له العداوةوالبغضاء والكره في القلب، ويعتقد كفره وكفر من يدخل في عبادته من دون الله تعالى.

    وهذا الحد من الكفر بالطاغوت لا يُعذر أحد بتركه لأنه أمر مقدور عليه يستطيع كل امرئٍ أن يأتي به من دون أدنى ضرر أو حرج، لا سلطان لبشر يمكنه من الحيلولة بينه وبين اعتقاده هذا، وبالتالي لا يُعذر أحد بالإكراه فيما يضمر أويعتقد لو اعتقد أو أضمر الكفر والرضى بالطاغوت، لأن الإكراه سلطانه على الجوارح الظاهرة لا الجوارح الباطنة.

    فهو أمر لا بد منه لأن خلافه يقتضي الرضى بالكفر.. الرضى القلبي بالطاغوت وإجرامه وكفره.. والرضى بالكفر كفر بلاخلاف.

    2)
    صفة الكفر القولي بالطاغوت: يكون ذلك بإظهار كفره وتكفيره باللسان، وإظهار البراءة منه ومن دينه وأتباعه وعبيده،وبيان ما هم عليه من باطل وشعوذة وكفر.

    كما قال تعالى: {قل يا أيها الكافرون..} حيث لا بد من مواجهتهم بهـذه الكلمة الساطعة والواضحة الدلالة والمعانيمن غير التواء أو تلجلج أو ضعف التي تصف حقيقة حالهم وما هم عليه: يا أيهاالكافرون.. يا أيهـا المشركون المجرمون !

    وقال تعالى: {قد كانت لكم أسوةحسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا برآء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبداً حتى تؤمنوا بالله وحده} الممتحنة: 4.

    فإبراهيم عليه السلام ومن آمن معه من المؤمنين أسوة حسنة لنا،في ماذا؟ في قولهم للمشركين ولطواغيتهم الذين يعبدونهم من دون الله: إنا برآء منكم ومن دينكم، ومن طواغيتكم.. كفرنا بكم وبما تعبدون من دون الله!

    قد بدا بينناوبينكم العداوة والبغضاء أبداً.. وهو تعبير يفيد غاية الظهور والوضوح والإستعلان.. فهي عداوة مستمرة أبداً - عداوة وبغضاء الجوارح الظاهرة والباطنة - التي لا يمكن أن تهدأ، أو يخفت نارها إلا بشرط واحد: هو أن تنخلعوا كلياً من عبادة الطواغيت وتدخلوافي سلم العبودية لله تعالى وحده.

    وقال تعالى: {وإذ قال إبراهيم لأبيه وقومه إنني براء مما تعبدون. إلا الذي فطرني فإنه سيهدين} الزخرف: 26-27.

    هذه ملةإبراهيم عليه السلام لا بد لكل من يرتضي ملته الحنيفية من أن يأتي بهذا القول والإعلان والبراء.. ولا يرغب عن ملته والاقتداء به إلا السفيه الذي لا عقل له، كماقال تعالى: {ومن يرغب عن ملة إبراهيم إلا من سفه نفسه} البقرة: 130.

    وفي الحديث عن معاوية بن حيدة قال: قلت يا نبي الله، بما بعثك ربك إلينا؟ قال: " بالإسلام " قال: قلت وما آيات الإسلام؟ قال: " أن تقول: أسلمت وجهي إلى الله عز وجل وتخلّيت، وتُقيم الصلاة وتؤتي الزكاة، كل مسلم على مسلم محرم، أخوان نصيران، لايقبل الله عز وجل من مشرك بعدما أسلم عملاً، أو يُفارق المشركين إلى المسلمين " [17].

    فقوله صلى الله عليه وسلم " وتخليت "؛ أي تخليت وأقلعت عن الشرك وعبادة الطواغيت من دون - أو مع - الله تعالى.

    فمن الإمارات والعلامات الدالة على صدق إسلامك أن تقول - بكل وضوح وثبات ومن دون أدنى تلجلجٍ أو تردد - لجميع الطواغيت في الأرض: قد تخليت عنكم، وعن عبادتكم!

    قال ابن تيمية رحمه الله: فلا يكون المرء موحداً إلا بنفي الشرك والبراءة منه وتكفير من فعله. اهـ.

    3)
    صفة الكفر بالطاغوت عملاً: يكون ذلك باعتزاله واجتنابه وجهاده، وجهاد أتباعه وجنوده، وقتالهم إن أبوا إلا القتال، وعدماتخاذهم أعواناً وأولياء وشرطته وعسكره وأحزابه وكل من عاونه، كما قال تعالى: {والذين اجتنبوا الطاغوت أن يعبدوهاوأنابوا إلى الله لهم البشرى فبشر عباد} الزمر: 16.

    وقال تعالى: {فقاتلوا أئمة الكفر إنهم لا أيمان لهم} التوبة: 12. وأئمة الكفر هم الطواغيت. وقال تعالى: {وليجدوا فيكم غلظة} التوبة: 123. وقال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذواالكافرين أولياء} النساء: 144. وقال تعالى: {ومن يتولهم منكم فإنه منهم} المائدة: 51. وقال تعالى: {لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة} الممتحنة: 1. وغيرها كثير من النصوص التي توضح معالم وصفات الكفر بالطاغوت قولاًوعملاً.

    وبعد، هذه صفة الكفر بالطاغوت فمن أتى بها كاملاً غير منقوصة فهوالذي يكون قد كفر بالطاغوت وقد وفى الشرط حقه.. ومن لم يأت بهذه الصفة المتقدم ذكرها لا يكون قد كفر بالطاغوت وإن زعم بلسانه ألف مرة أنه كافربالطاغوت!

    وإن كنت أعجب فأعجب لأناس يزعمون بألسنتهم الكفر بالطاغوت،ويستهجنون أن يكونوا من عبيد الطواغيت.. وفي نفس الوقت في لسان الحال والعمل - وربما في لسان القال كذلك - تراهم يوالون الطواغيت، ويُكثرون الجدال عنهم، ويذودون عنهم، ويدخلون في خدمتهم ونصرتهم، وجيوشهم، والتحاكم إليهم.. ومنهم من يعادي الموحدين لأجلهم!

    فهؤلاء لم يحققوا شرط الكفر بالطاغوت مهما زعموا بلسانهم خلاف ذلك.. فواقعهم ولسان حالهم يكذبهم ويرد عليهم زعمهم وادعاءهم.

  • #2
    رد: "الكفر بالطاغوت"

    ومن المؤسف أن تجد بعض أدعياء السلفية تقزم وتحصر دعوة التوحيد على محاربة شرك التمائم والتولة والقبور ولاتتعرض من قريب أو بعيد إلى شرك الحكام والمشرعين والقوانين والقصور بل قد تكون ممن يسير في ركاب الحكام ويعمل على تثبيت عروشهم...
    جزاك الله كل خير أخي الحبيب

    على هذا الطرح الرائع والقيم والذي وجب على كل مسلم مكلف

    أن يعرفه حتى يكون موحدا توحيدا خالصا لوجه الله تعالى

    وأسأل الله العظيم أن يدمر طواغيت الأرض وأوتادهم كما دمر

    فرعون وأوتاده..

    بارك الله فيك أخي الحبيب في الله

    قال الحسن البصري - رحمه الله :
    استكثروا في الأصدقاء المؤمنين فإن لهم شفاعةً يوم القيامة".
    [حصري] زاد المربين فى تربية البنات والبنين


    تعليق


    • #3
      رد: "الكفر بالطاغوت"

      بارك الله فيكم ونفع بكم

      تعليق

      يعمل...
      X