السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم
وبعد:
فقد سألني أحد إخواننا الأحباب عن رأي أهل العلم في حكم نقل شبهات أهل الكفر أو أهل النفاق حول الإسلام والمسلمين وذلك للرد عليها وبيان فسادها وفساد أصحابها
فقلت مستعينا بالله:
الخير كل الخير أن يمنع وضع هذه الشبهات دون الرد عليها من عالم ثقة أو داعية مزكى أو طالب علم مشهود له على أن يكون الرد مدعم بالأدلة النقلية والعقلية إن أمكن وبما يناسب عقلية صاحب الشبهة ومن يستمع إليه أو يردد كلامه حتى لا يكون الكلام فتنة لبعض إخواننا ويندرج هذا النقل تحت قاعدة عقدية مشهورة عند أهل العلم ألا وهي (ناقل الكفر ليس بكافر).
فقد جاء في فتاوى الشبكة الاسلامية
قاعدة: ناقل الكفر ليس بكافر، ويعبر عنها أيضاً بـحاكي الكفر ليس بكافر، قد وردت على لسان بعض أهل العلم، ومن أولئك الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية وشيت بن حيدرة في كتابه حز الغلاصم، وهذه القاعدة صحيحة فيما إذا كان الناقل يحكي الكفر فقط، أو يحكيه ويرد عليه، وهذا في القرآن والسنة كثير، وأما إذا كان ناقل الكفر ينقله مقراً له أو موافقاً فهو كافر كالقائل.
وليست هذه القاعدة من القواعد الفقهية، لكنها من القواعد العقدية في باب التكفير. انتهى
وهي قاعدة معتبرة ودليلها ما جاء في القرآن والسنة من حكاية أقوال الكفار كفرعون واليهود والنصارى منسوبة إلى قائليها ، وجرى عمل الأئمة في كتب الاعتقاد والفرق والملل والنحل على حكاية الأقوال الكفرية منسوبة إلى قائليها .
وهذه فتوى للشيخ الراجحي نقلا عن موقعه في معنى هذه العبارة :
أحسن الله إليكم هذا السائل يقول: ما صحة هذه العبارة ناقل الكفر ليس بكافر، وإن صحت هل هي على إطلاقها، خاصة أن بعض الناس ينقل الكلمات الكفرية والبدعية ولا يقصدها، وإذا نوصح قال هذه العبارة؟
نعم هذا يقوله العلماء: حاكي الكفر ليس بكافر يعني إذا إنسان حكى الكفر للتحذير منه، فلا يكون كفرا المراد ناقل الكفر ليس بكافر الذي ينقله ليرد عليه ليبينه أو يحذر منه هذا معناه، فإذا قال إنسان مثلا نقل كلمة الكفر ليرد عليها، وليبين بطلانها أو حكى عن شخص أنه قال كذا حكى عن شخص أنه يقول كذا وكذا هذا نقل عنه هذا ناقل الكفر لا يكون كافرا في هذا المعنى نعم.
سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
السؤال: أيضاً يقول ناقل الكفر ليس بكافر هل هذا صحيح أم لا؟
الجواب
الشيخ: هو إن قصد أنه حديث فليس بحديث وإن قصد أنه كلام لأهل العلم فهذا صحيح أن ناقل الكفر ليس بكافر بمعنى أن الإنسان الذي يحكي قول الكفار لا يكفر وهذا أمرٌ معلوم لأهل العلم وحسب النظر أيضاً فإنك إذا قلت قال فلانٌ إن الله ثالث ثلاثة أو ما أشبه ذلك فإنه لا يعد ذلك كفراً منك لأنك إنما تحكي قول غيرك.
وفي فتوى ابن ابراهيم رحمه الله 13/196:
السؤال الثاني ": عن الكلمة المشهورة ( ناقل الكفر ليس بكافر ) هل هي مرفوعة أم لا ؟
وأما : ناقل الكفر ليس بكافر . فليس بمرفوع . وفي كلام العلماء ما يدل على أن المسائلة ليست على هذا إلاطلاق ؛ بل فيها تفصيل يتلخص في أن حاكي الكفر عن الغير يختلف حكمه باختلاف القرائن ؛ فان كانت الحكاية لغرض شرعي فالأمر كذلك لاجماع أئمة الهدي على حكايات مقإلات الكفرة والملحدين في كتبهم التي صنفوها وبحالهم ليبينوا ما فيها من فساد ليتجنب ، وليبطلوا شبهها عليهم ، ومن أدلتهم على ذلك أن الله تعالى قد حكي مقإلات المفترين عليه وعلى رسله في كتابه على وجه إلأنكار لقولهم والتحذير من كفرهم والوعيد عليه بالعقاب في الدارين والرد عليهم بما بينه في حكم كتابه ، وكذلك وقع في أحاديث النبي الصحيحة .
وان كانت الحكاية على وجه إلاستحسان لمقالة المحكي عنه فلا شك في كفر الحاكي واستحقاقه ما يستحق المحكي عنه ،
وقد عقد القاضي عياض في " الشفاء " باباً أطال فيه في بيان هذه المسالة فليراجعه السائل فان فيه ما يقنعه . والله الموفق . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
مفتي الديار السعودية (ص/ف 17871 في 13/8/1386)
(الدرر السنية جـ7 صـ318 , 319 ) .
وعلى ما تقدم نستطيع أن نحدد ضوابط لنقل كلمة الكفر أو فعله وهي :
1) نسبة القول إلى قائله معينا أو مبهما كقال فلان أو قال الكافرون أو بعض الكافرين ، حتى يبرأ القائل من عهدة الكلام ويعلم أنه ناقل فحسب .
2) أن تدعو الحاجة إلى نقله .
3) أن يكون كارها لهذا القول الذي يحكيه مظهرا بلسان حاله أو مقاله عدم رضاه عن هذا القول ، لا كما يفعل بعض الروائيين الزنادقة من حكاية أقوال كفرية على لسان أبطال القصة ، ولسان حاله أنه راض بها مقر لها ، ويظهر ذلك في فلتات لسانهم .
4)ألا تترتب مفسدة على نقله كأن يكون القول الكفري مغمورا وفي نقله إشهار له وربما لم ينقل معه ما يدحضه وربما افتتن به الناس وانطلت عليهم الشبهة ونحو ذلك ،
والله أعلم .
جمعه ورتبه أبو أنس
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم
وبعد:
فقد سألني أحد إخواننا الأحباب عن رأي أهل العلم في حكم نقل شبهات أهل الكفر أو أهل النفاق حول الإسلام والمسلمين وذلك للرد عليها وبيان فسادها وفساد أصحابها
فقلت مستعينا بالله:
الخير كل الخير أن يمنع وضع هذه الشبهات دون الرد عليها من عالم ثقة أو داعية مزكى أو طالب علم مشهود له على أن يكون الرد مدعم بالأدلة النقلية والعقلية إن أمكن وبما يناسب عقلية صاحب الشبهة ومن يستمع إليه أو يردد كلامه حتى لا يكون الكلام فتنة لبعض إخواننا ويندرج هذا النقل تحت قاعدة عقدية مشهورة عند أهل العلم ألا وهي (ناقل الكفر ليس بكافر).
فقد جاء في فتاوى الشبكة الاسلامية
قاعدة: ناقل الكفر ليس بكافر، ويعبر عنها أيضاً بـحاكي الكفر ليس بكافر، قد وردت على لسان بعض أهل العلم، ومن أولئك الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية وشيت بن حيدرة في كتابه حز الغلاصم، وهذه القاعدة صحيحة فيما إذا كان الناقل يحكي الكفر فقط، أو يحكيه ويرد عليه، وهذا في القرآن والسنة كثير، وأما إذا كان ناقل الكفر ينقله مقراً له أو موافقاً فهو كافر كالقائل.
وليست هذه القاعدة من القواعد الفقهية، لكنها من القواعد العقدية في باب التكفير. انتهى
وهي قاعدة معتبرة ودليلها ما جاء في القرآن والسنة من حكاية أقوال الكفار كفرعون واليهود والنصارى منسوبة إلى قائليها ، وجرى عمل الأئمة في كتب الاعتقاد والفرق والملل والنحل على حكاية الأقوال الكفرية منسوبة إلى قائليها .
وهذه فتوى للشيخ الراجحي نقلا عن موقعه في معنى هذه العبارة :
أحسن الله إليكم هذا السائل يقول: ما صحة هذه العبارة ناقل الكفر ليس بكافر، وإن صحت هل هي على إطلاقها، خاصة أن بعض الناس ينقل الكلمات الكفرية والبدعية ولا يقصدها، وإذا نوصح قال هذه العبارة؟
نعم هذا يقوله العلماء: حاكي الكفر ليس بكافر يعني إذا إنسان حكى الكفر للتحذير منه، فلا يكون كفرا المراد ناقل الكفر ليس بكافر الذي ينقله ليرد عليه ليبينه أو يحذر منه هذا معناه، فإذا قال إنسان مثلا نقل كلمة الكفر ليرد عليها، وليبين بطلانها أو حكى عن شخص أنه قال كذا حكى عن شخص أنه يقول كذا وكذا هذا نقل عنه هذا ناقل الكفر لا يكون كافرا في هذا المعنى نعم.
سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
السؤال: أيضاً يقول ناقل الكفر ليس بكافر هل هذا صحيح أم لا؟
الجواب
الشيخ: هو إن قصد أنه حديث فليس بحديث وإن قصد أنه كلام لأهل العلم فهذا صحيح أن ناقل الكفر ليس بكافر بمعنى أن الإنسان الذي يحكي قول الكفار لا يكفر وهذا أمرٌ معلوم لأهل العلم وحسب النظر أيضاً فإنك إذا قلت قال فلانٌ إن الله ثالث ثلاثة أو ما أشبه ذلك فإنه لا يعد ذلك كفراً منك لأنك إنما تحكي قول غيرك.
وفي فتوى ابن ابراهيم رحمه الله 13/196:
السؤال الثاني ": عن الكلمة المشهورة ( ناقل الكفر ليس بكافر ) هل هي مرفوعة أم لا ؟
وأما : ناقل الكفر ليس بكافر . فليس بمرفوع . وفي كلام العلماء ما يدل على أن المسائلة ليست على هذا إلاطلاق ؛ بل فيها تفصيل يتلخص في أن حاكي الكفر عن الغير يختلف حكمه باختلاف القرائن ؛ فان كانت الحكاية لغرض شرعي فالأمر كذلك لاجماع أئمة الهدي على حكايات مقإلات الكفرة والملحدين في كتبهم التي صنفوها وبحالهم ليبينوا ما فيها من فساد ليتجنب ، وليبطلوا شبهها عليهم ، ومن أدلتهم على ذلك أن الله تعالى قد حكي مقإلات المفترين عليه وعلى رسله في كتابه على وجه إلأنكار لقولهم والتحذير من كفرهم والوعيد عليه بالعقاب في الدارين والرد عليهم بما بينه في حكم كتابه ، وكذلك وقع في أحاديث النبي الصحيحة .
وان كانت الحكاية على وجه إلاستحسان لمقالة المحكي عنه فلا شك في كفر الحاكي واستحقاقه ما يستحق المحكي عنه ،
وقد عقد القاضي عياض في " الشفاء " باباً أطال فيه في بيان هذه المسالة فليراجعه السائل فان فيه ما يقنعه . والله الموفق . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
مفتي الديار السعودية (ص/ف 17871 في 13/8/1386)
(الدرر السنية جـ7 صـ318 , 319 ) .
وعلى ما تقدم نستطيع أن نحدد ضوابط لنقل كلمة الكفر أو فعله وهي :
1) نسبة القول إلى قائله معينا أو مبهما كقال فلان أو قال الكافرون أو بعض الكافرين ، حتى يبرأ القائل من عهدة الكلام ويعلم أنه ناقل فحسب .
2) أن تدعو الحاجة إلى نقله .
3) أن يكون كارها لهذا القول الذي يحكيه مظهرا بلسان حاله أو مقاله عدم رضاه عن هذا القول ، لا كما يفعل بعض الروائيين الزنادقة من حكاية أقوال كفرية على لسان أبطال القصة ، ولسان حاله أنه راض بها مقر لها ، ويظهر ذلك في فلتات لسانهم .
4)ألا تترتب مفسدة على نقله كأن يكون القول الكفري مغمورا وفي نقله إشهار له وربما لم ينقل معه ما يدحضه وربما افتتن به الناس وانطلت عليهم الشبهة ونحو ذلك ،
والله أعلم .
جمعه ورتبه أبو أنس
تعليق