فصل ( النصوص في وجوب الأمر بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ) .
قد أمر الله تعالى في كتابه العزيز بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في مواضع وعن حذيفة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال { والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليوشكن الله عز وجل أن يبعث عليكم عذابا من عنده ثم تدعونه فلا يستجاب لكم } رواه الترمذي وحسنه . ومعنى أوشك أسرع .
وعن جرير رضي الله عنه مرفوعا { ما من قوم يكون بين أظهرهم من يعمل بالمعاصي هم أعز منه وأمنع لم يغيروا عليه إلا أصابهم الله عز وجل بعذاب } رواه أحمد وغيره .
وعن أبي بكر الصديق قال { يا أيها الناس تقرءون هذه الآية { يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم } . وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه أوشك أن يعمهم الله تعالى بعذاب منه } إسناد صحيح رواه جماعة منهم أبو داود والترمذي والنسائي .
وعن عتبة بن أبي حكيم عن عمرو بن حارثة عن أبي أمية الشعباني عن أبي ثعلبة أنه سأل عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : { بل ائتمروا بالمعروف وانهوا عن المنكر حتى إذا رأيت شحا مطاعا , وهوى متبعا , ودنيا مؤثرة وإعجاب كل ذي رأي برأيه , فعليك بنفسك ودع عنك العوام , فإن من ورائكم أياما الصبر فيهن مثل القبض على الجمر , للعامل فيهن أجر خمسين رجلا يعملون مثل عملكم قيل يا رسول الله صلى الله عليه وسلم : أجر خمسين رجلا منا أو منهم قال : لا بل أجر خمسين منكم } عتبة مختلف فيه وباقيه جيد رواه أبو داود والترمذي وقال حسن غريب وابن ماجه [ ص: 172 ] وزاد بعد قوله برأيه { ورأيت أمرا لا يدان لك به فعليك بخويصة نفسك } وذكره .
ولأحمد والبخاري ومسلم وغيرهم من حديث حذيفة { فتنة الرجل في أهله وماله ونفسه وولده وجاره يكفرها الصلاة , والصيام , والصدقة , والأمر بالمعروف , والنهي عن المنكر } .
وعن أبي البختري أخبرني من سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي رواية حدثني رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : { لن يهلك الناس أو يعذروا من أنفسهم } إسناد جيد رواه أحمد وأبو داود . يقال أعذر فلان من نفسه إذا أمكن منها يعني أنهم لا يهلكون حتى تكثر ذنوبهم وعيوبهم فيستوجبون العقوبة ويكون لمن يعذبهم عذرا كأنهم قاموا بعذره في ذلك ويروى بفتح الياء من عذرته وهو بمعناه وحقيقة عذرته محوت الإساءة وطمستها ويتعلق بالصدق والكذب ما يتعلق بالحق والباطل وله تعلق بهذا .
وعن أبي عبيدة عن ابن مسعود مرفوعا { لما وقعت بنو إسرائيل في المعاصي نهتهم علماؤهم فلم ينتهوا فجالسوهم في مجالسهم وواكلوهم وشاربوهم فضرب الله قلوب بعضهم ببعض ولعنهم على لسان داود وعيسى ابن مريم { ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون } . وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم متكئا فجلس فقال : لا والذي نفسي بيده حتى تأطروهم على الحق أطرا } رواه أحمد .
ولأبي داود { ثم يلقاه من الغد وهو على حاله فلا يمنعه ذلك أن يكون أكيله وشريبه وقعيده فلما فعلوا ذلك ضرب الله قلوب بعضهم ببعض ثم قال : { لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود } إلى قوله { فاسقون } ثم قال : كلا والله لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر ولتأخذن على يد الظالم ولتأطرنه على الحق أطرا ولتقصرنه على الحق قصرا } زاد في رواية { أو ليضربن الله بقلوب بعضكم على بعض ثم ليلعننكم كما لعنهم } وروى [ ص: 173 ] الترمذي وابن ماجه هذا المعنى .
وقال الترمذي حسن غريب .
وروياه أيضا مرسلا وإسناد هذا الخبر ثقات وأبو عبيدة لم يسمع من أبيه عندهم .
وعن العرس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : { إذا عملت الخطيئة في الأرض كان من شهدها وكرهها في رواية فأنكرها كمن غاب عنها , ومن غاب عنها فرضيها كان كمن شهدها } رواه أبو داود من رواية مغيرة بن زياد الموصلي وهو مختلف فيه .
وروى هو وابن ماجه من حديث أبي سعيد { أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر } رواه الترمذي ولفظه من أعظم الجهاد وقال حسن غريب .
ولأحمد والنسائي عن طارق بن شهاب { أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم أي الجهاد أفضل قال : كلمة حق عند سلطان جائر } وهو لأحمد وابن ماجه من حديث أبي أمامة وفي السنة أحاديث قال المروذي قال لي عبد الوهاب : أنت كيف استخرت أن تقيم بسامرة ؟ قال المروذي فذكرت ذلك لأبي عبد الله . فقال : فلم لم تقل له فكان يد للأسير ممن يخدمه قال أبو عبد الله : لا نزال بخير ما كان في الناس من ينكر علينا .
http://www.islamweb.net/ver2/library...bk_no=43&ID=48
قد أمر الله تعالى في كتابه العزيز بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في مواضع وعن حذيفة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال { والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليوشكن الله عز وجل أن يبعث عليكم عذابا من عنده ثم تدعونه فلا يستجاب لكم } رواه الترمذي وحسنه . ومعنى أوشك أسرع .
وعن جرير رضي الله عنه مرفوعا { ما من قوم يكون بين أظهرهم من يعمل بالمعاصي هم أعز منه وأمنع لم يغيروا عليه إلا أصابهم الله عز وجل بعذاب } رواه أحمد وغيره .
وعن أبي بكر الصديق قال { يا أيها الناس تقرءون هذه الآية { يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم } . وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه أوشك أن يعمهم الله تعالى بعذاب منه } إسناد صحيح رواه جماعة منهم أبو داود والترمذي والنسائي .
وعن عتبة بن أبي حكيم عن عمرو بن حارثة عن أبي أمية الشعباني عن أبي ثعلبة أنه سأل عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : { بل ائتمروا بالمعروف وانهوا عن المنكر حتى إذا رأيت شحا مطاعا , وهوى متبعا , ودنيا مؤثرة وإعجاب كل ذي رأي برأيه , فعليك بنفسك ودع عنك العوام , فإن من ورائكم أياما الصبر فيهن مثل القبض على الجمر , للعامل فيهن أجر خمسين رجلا يعملون مثل عملكم قيل يا رسول الله صلى الله عليه وسلم : أجر خمسين رجلا منا أو منهم قال : لا بل أجر خمسين منكم } عتبة مختلف فيه وباقيه جيد رواه أبو داود والترمذي وقال حسن غريب وابن ماجه [ ص: 172 ] وزاد بعد قوله برأيه { ورأيت أمرا لا يدان لك به فعليك بخويصة نفسك } وذكره .
ولأحمد والبخاري ومسلم وغيرهم من حديث حذيفة { فتنة الرجل في أهله وماله ونفسه وولده وجاره يكفرها الصلاة , والصيام , والصدقة , والأمر بالمعروف , والنهي عن المنكر } .
وعن أبي البختري أخبرني من سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي رواية حدثني رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : { لن يهلك الناس أو يعذروا من أنفسهم } إسناد جيد رواه أحمد وأبو داود . يقال أعذر فلان من نفسه إذا أمكن منها يعني أنهم لا يهلكون حتى تكثر ذنوبهم وعيوبهم فيستوجبون العقوبة ويكون لمن يعذبهم عذرا كأنهم قاموا بعذره في ذلك ويروى بفتح الياء من عذرته وهو بمعناه وحقيقة عذرته محوت الإساءة وطمستها ويتعلق بالصدق والكذب ما يتعلق بالحق والباطل وله تعلق بهذا .
وعن أبي عبيدة عن ابن مسعود مرفوعا { لما وقعت بنو إسرائيل في المعاصي نهتهم علماؤهم فلم ينتهوا فجالسوهم في مجالسهم وواكلوهم وشاربوهم فضرب الله قلوب بعضهم ببعض ولعنهم على لسان داود وعيسى ابن مريم { ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون } . وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم متكئا فجلس فقال : لا والذي نفسي بيده حتى تأطروهم على الحق أطرا } رواه أحمد .
ولأبي داود { ثم يلقاه من الغد وهو على حاله فلا يمنعه ذلك أن يكون أكيله وشريبه وقعيده فلما فعلوا ذلك ضرب الله قلوب بعضهم ببعض ثم قال : { لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود } إلى قوله { فاسقون } ثم قال : كلا والله لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر ولتأخذن على يد الظالم ولتأطرنه على الحق أطرا ولتقصرنه على الحق قصرا } زاد في رواية { أو ليضربن الله بقلوب بعضكم على بعض ثم ليلعننكم كما لعنهم } وروى [ ص: 173 ] الترمذي وابن ماجه هذا المعنى .
وقال الترمذي حسن غريب .
وروياه أيضا مرسلا وإسناد هذا الخبر ثقات وأبو عبيدة لم يسمع من أبيه عندهم .
وعن العرس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : { إذا عملت الخطيئة في الأرض كان من شهدها وكرهها في رواية فأنكرها كمن غاب عنها , ومن غاب عنها فرضيها كان كمن شهدها } رواه أبو داود من رواية مغيرة بن زياد الموصلي وهو مختلف فيه .
وروى هو وابن ماجه من حديث أبي سعيد { أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر } رواه الترمذي ولفظه من أعظم الجهاد وقال حسن غريب .
ولأحمد والنسائي عن طارق بن شهاب { أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم أي الجهاد أفضل قال : كلمة حق عند سلطان جائر } وهو لأحمد وابن ماجه من حديث أبي أمامة وفي السنة أحاديث قال المروذي قال لي عبد الوهاب : أنت كيف استخرت أن تقيم بسامرة ؟ قال المروذي فذكرت ذلك لأبي عبد الله . فقال : فلم لم تقل له فكان يد للأسير ممن يخدمه قال أبو عبد الله : لا نزال بخير ما كان في الناس من ينكر علينا .
http://www.islamweb.net/ver2/library...bk_no=43&ID=48
تعليق