فضل العمل على طاعة الله وقت غفلة الناس••
اعلم أخي الكريم وأختي الفاضلة ... أن العمل على طاعة الله وقت غفلة الناس له فوائد منها:-
1. أنه أعظم للأجر:
"فالعبادة في وقت غفلة الناس أشق على النفس، وأعظم الأعمال وأفضلها أشقها على النفس، وسبب ذلك أن النفوس تتأسى بمن حولها فإذا كثرت يقظة الناس وطاعاتهم كثر أهل الطاعة لكثرة المقتدين بهم فسهلت الطاعات، وإذا كثرت الغفلات وأهلها تأسى بهم عموم الناس فيشق على نفوس المستيقظين طاعاتهم لقلة من يقتدون بهم فيها " (لطائف المعارف صـ 183)
ولهذا المعنى قال النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه الترمذي وأبو داود من حديث أبي ثعلبة الخشني:
" للعامل منهم أجر خمسين منكم، إنكم تجدون على الخير أعواناً ولا يجدون"
وعند الطبراني في المعجم الكبير بسند صحيح من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" إن من ورائكم زمان صبر، للمتمسك فيه أجر خمسين شهيداً منكم"
وفي رواية:" للعامل فيهن مثل أجر خمسين رجلاً يعملون مثل عملكم، قيل: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم أجر خمسين منا أو منهم؟ قال: بل أجر خمسين منكم."
فتضاعف أجر الذين يتفردون بطاعة الله في وقت لا يجدون فيه معين، وتكثر فيه الغفلة، ويعم البلاء، ويكثر الفساد، فهؤلاء الغرباء الذين دعا لهم النبي صلى الله عليه وسلم فقال كما عند الإمام مسلم وأحمد:
" بدأ الإسلام غريباً وسيعود غريباً كما بدأ، فطوبى للغرباء " ـ وفي رواية:" قيل ومن الغرباء؟ قال: الذين يصلحون إذا فسد الناس" ـ وفي رواية:" يصلحون ما أفسد الناس " (السلسلة الصحيحة: 1273)
وفي صحيح مسلم من حديث معقل بن يسار رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
" العبادة في الهرج كالهجرة إليّ"
وعند أحمد بلفظ: " العبادة في الفتنة كالهجرة إليّ"
"وسبب ذلك أن الناس في زمن الفتن يتبعون أهواءهم، ولا يرجعون إلى دين، فيكون حالهم شبيهاً بحال الجاهلية، فإذا انفرد من بينهم من يتمسك بدينه، ويعبد ربه، ويتبع مراضيه، ويجتنب مساخطه، كان بمنزلة من هاجر من بين أهل الجاهلية إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم مؤمناً به متبعاً لأوامره، مجتنباً لنواهيه". ( لطائف المعارف صـ 184)
2. ومن فوائد العمل وقت غفلة الناس أنه يدفع البلاء:
يقول ابن رجب في "لطائف المعارف":
" إن المنفرد بالطاعة من أهل المعاصي والغفلة قد يُدفع به البلاء عن الناس كلهم ، فكأنه (أي المنفرد بالطاعة في وقت الغفلة ) يحميهم ويدافع عنه.
وقد قيل في تأويل قوله تعالى: {وَلَوْلاَ دَفْعُ اللّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الأَرْضُ } (البقرة: 251)
أنه يدخل فيها دفعه عن العصاة بأهل الطاعة.
وقال ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ:" يدفع الله مَن لا يُصلِّي بمَن يُصلِّي "
وهناك جملة من الآثار تشهد لهذا المعنى، ذكرها ابن رجب ـ رحمه الله ـ في "لطائف المعارف" صـ 84، 85، لكن لا تخلو من مقال منها:
ما جاء في الأثر: " إن الله يدفع بالرجل الصالح عن أهله وولده وذريته ومن حوله"
"وفي بعض الآثار يقول الله عز وجل أحب العباد إليَّ المتحابون بجلالي، المشَّاءون في الأرض بالنصيحة، الماشون على أقدامهم للجُمُعات، المتعلقة قلوبهم بالمساجد، والمستغفرون بالأسحار، فإذا أردت إنزال عذاب بأهل الأرض، فنظرت إليهم صرفت العذاب عن الناس"
وأخرج ابن أبي حاتم والبيهقي بسند فيه مقال عن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" ذاكر الله في الغافلين كالذي يُقاتل عن الفارِّين، ومَن يحج عمن لا يحج، وبمَن يُزكِّي عمَّن لا يُزكِّي "
وأخرج الطبراني في الكبير والبيهقى والبزار بسند فيه مقال عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" مهلاً عن الله مهلاً فلولا عباد ركع، وأطفال رضع، وبهائم رتع ؛ لصب عليكم العذاب صباً."
وقال بعضهم:
لولا عِبـاد للإله رُكَّـع
وصبية من اليتـامى رُضَّع
ومهملات من الفلاةِ رُتَّع
صب عليكم العذاب الموجع
ويشهد لهذا المعنى أحاديث صحيحة منها:-
· ما أخرجه البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
" لقد هممت أن آمر رجلاً يُصلي بالناس، ثم أخالف إلى رجال يتخلفون عنها (أي عن الصلاة) فآمر بهم فيحرقوا عليهم بيوتهم "
زاد الإمام أحمد:" لولا ما في البيوت من النساء والذرية "
فالنساء والأطفال كانوا سبباً في دفع العذاب عن هؤلاء الرجال.
· وفي صحيح مسلم من حديث جابر بن عبد الله ـ رضي الله عنهما ـ:
" أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يخطب قائماً فجاءت عير من الشام، فانتقل الناس إليها حتى لم يبق معه إلا اثنى عشر رجلاً، فنزلت هذه الآية التي في سورة الجمعة:{وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْواً انفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِماً} (الجمعة:11)"
وقال النبي صلى الله عليه وسلم عندما بقي معه اثنا عشر رجلاً منهم أبو بكر وعمر، فقال فيما معناه:
" والله لو خرجتم جميعاً لصبَّ الله عليكم هذا الوادي ناراً"
ـ فدفع الله العذاب بهؤلاء الذين جلسوا مع النبي صلى الله عليه وسلم
ورأى أحد السلف في منامه من ينشد ويقول:
لولا الذين لهم ورد يصـلونـا
وآخرون لهم سرد يصومونا
لدكدكت أرضكم من تحتكم سحراً
لأنكم قوم سوءٍ ما تطيعونـا
· ويشهد لهذا المعنى أيضاً ما أخرجه الإمام مسلم من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" أصحابي أمنة لأمتي، فإذا ذهب أصحابي أتى أمتي ما يوعدون "
ومعنى الحديث: أن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم الأمان للأمة، ومن بعدهم كذلك، كلما كان فيهم صالح من الصالحين إذ بالله تعالى يجعله أمنة لهم وحفظاً لهم بما يقدم لله تعالى من العمل الصالح، من ذكر ودعاء وصيام وقيام وصلاة ونصح للمسلمين، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والسعي في مصالح المسلمين، والقيام على ما يصلح شئونهم، والدعوة إلى الله... وغير ذلك مما يكون سبب في دفع البلاء عن المؤمنين، وصدق ربنا تعالى حيث قال: {وَلَوْلاَ دَفْعُ اللّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَـكِنَّ اللّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ } (البقرة: 251)
أستغفر الله لي ولوآلدي وللمؤمنين والمؤمنآن الأحيآء منهم والأموآت
اعلم أخي الكريم وأختي الفاضلة ... أن العمل على طاعة الله وقت غفلة الناس له فوائد منها:-
1. أنه أعظم للأجر:
"فالعبادة في وقت غفلة الناس أشق على النفس، وأعظم الأعمال وأفضلها أشقها على النفس، وسبب ذلك أن النفوس تتأسى بمن حولها فإذا كثرت يقظة الناس وطاعاتهم كثر أهل الطاعة لكثرة المقتدين بهم فسهلت الطاعات، وإذا كثرت الغفلات وأهلها تأسى بهم عموم الناس فيشق على نفوس المستيقظين طاعاتهم لقلة من يقتدون بهم فيها " (لطائف المعارف صـ 183)
ولهذا المعنى قال النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه الترمذي وأبو داود من حديث أبي ثعلبة الخشني:
" للعامل منهم أجر خمسين منكم، إنكم تجدون على الخير أعواناً ولا يجدون"
وعند الطبراني في المعجم الكبير بسند صحيح من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" إن من ورائكم زمان صبر، للمتمسك فيه أجر خمسين شهيداً منكم"
وفي رواية:" للعامل فيهن مثل أجر خمسين رجلاً يعملون مثل عملكم، قيل: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم أجر خمسين منا أو منهم؟ قال: بل أجر خمسين منكم."
فتضاعف أجر الذين يتفردون بطاعة الله في وقت لا يجدون فيه معين، وتكثر فيه الغفلة، ويعم البلاء، ويكثر الفساد، فهؤلاء الغرباء الذين دعا لهم النبي صلى الله عليه وسلم فقال كما عند الإمام مسلم وأحمد:
" بدأ الإسلام غريباً وسيعود غريباً كما بدأ، فطوبى للغرباء " ـ وفي رواية:" قيل ومن الغرباء؟ قال: الذين يصلحون إذا فسد الناس" ـ وفي رواية:" يصلحون ما أفسد الناس " (السلسلة الصحيحة: 1273)
وفي صحيح مسلم من حديث معقل بن يسار رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
" العبادة في الهرج كالهجرة إليّ"
وعند أحمد بلفظ: " العبادة في الفتنة كالهجرة إليّ"
"وسبب ذلك أن الناس في زمن الفتن يتبعون أهواءهم، ولا يرجعون إلى دين، فيكون حالهم شبيهاً بحال الجاهلية، فإذا انفرد من بينهم من يتمسك بدينه، ويعبد ربه، ويتبع مراضيه، ويجتنب مساخطه، كان بمنزلة من هاجر من بين أهل الجاهلية إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم مؤمناً به متبعاً لأوامره، مجتنباً لنواهيه". ( لطائف المعارف صـ 184)
2. ومن فوائد العمل وقت غفلة الناس أنه يدفع البلاء:
يقول ابن رجب في "لطائف المعارف":
" إن المنفرد بالطاعة من أهل المعاصي والغفلة قد يُدفع به البلاء عن الناس كلهم ، فكأنه (أي المنفرد بالطاعة في وقت الغفلة ) يحميهم ويدافع عنه.
وقد قيل في تأويل قوله تعالى: {وَلَوْلاَ دَفْعُ اللّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الأَرْضُ } (البقرة: 251)
أنه يدخل فيها دفعه عن العصاة بأهل الطاعة.
وقال ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ:" يدفع الله مَن لا يُصلِّي بمَن يُصلِّي "
وهناك جملة من الآثار تشهد لهذا المعنى، ذكرها ابن رجب ـ رحمه الله ـ في "لطائف المعارف" صـ 84، 85، لكن لا تخلو من مقال منها:
ما جاء في الأثر: " إن الله يدفع بالرجل الصالح عن أهله وولده وذريته ومن حوله"
"وفي بعض الآثار يقول الله عز وجل أحب العباد إليَّ المتحابون بجلالي، المشَّاءون في الأرض بالنصيحة، الماشون على أقدامهم للجُمُعات، المتعلقة قلوبهم بالمساجد، والمستغفرون بالأسحار، فإذا أردت إنزال عذاب بأهل الأرض، فنظرت إليهم صرفت العذاب عن الناس"
وأخرج ابن أبي حاتم والبيهقي بسند فيه مقال عن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" ذاكر الله في الغافلين كالذي يُقاتل عن الفارِّين، ومَن يحج عمن لا يحج، وبمَن يُزكِّي عمَّن لا يُزكِّي "
وأخرج الطبراني في الكبير والبيهقى والبزار بسند فيه مقال عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" مهلاً عن الله مهلاً فلولا عباد ركع، وأطفال رضع، وبهائم رتع ؛ لصب عليكم العذاب صباً."
وقال بعضهم:
لولا عِبـاد للإله رُكَّـع
وصبية من اليتـامى رُضَّع
ومهملات من الفلاةِ رُتَّع
صب عليكم العذاب الموجع
ويشهد لهذا المعنى أحاديث صحيحة منها:-
· ما أخرجه البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
" لقد هممت أن آمر رجلاً يُصلي بالناس، ثم أخالف إلى رجال يتخلفون عنها (أي عن الصلاة) فآمر بهم فيحرقوا عليهم بيوتهم "
زاد الإمام أحمد:" لولا ما في البيوت من النساء والذرية "
فالنساء والأطفال كانوا سبباً في دفع العذاب عن هؤلاء الرجال.
· وفي صحيح مسلم من حديث جابر بن عبد الله ـ رضي الله عنهما ـ:
" أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يخطب قائماً فجاءت عير من الشام، فانتقل الناس إليها حتى لم يبق معه إلا اثنى عشر رجلاً، فنزلت هذه الآية التي في سورة الجمعة:{وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْواً انفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِماً} (الجمعة:11)"
وقال النبي صلى الله عليه وسلم عندما بقي معه اثنا عشر رجلاً منهم أبو بكر وعمر، فقال فيما معناه:
" والله لو خرجتم جميعاً لصبَّ الله عليكم هذا الوادي ناراً"
ـ فدفع الله العذاب بهؤلاء الذين جلسوا مع النبي صلى الله عليه وسلم
ورأى أحد السلف في منامه من ينشد ويقول:
لولا الذين لهم ورد يصـلونـا
وآخرون لهم سرد يصومونا
لدكدكت أرضكم من تحتكم سحراً
لأنكم قوم سوءٍ ما تطيعونـا
· ويشهد لهذا المعنى أيضاً ما أخرجه الإمام مسلم من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" أصحابي أمنة لأمتي، فإذا ذهب أصحابي أتى أمتي ما يوعدون "
ومعنى الحديث: أن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم الأمان للأمة، ومن بعدهم كذلك، كلما كان فيهم صالح من الصالحين إذ بالله تعالى يجعله أمنة لهم وحفظاً لهم بما يقدم لله تعالى من العمل الصالح، من ذكر ودعاء وصيام وقيام وصلاة ونصح للمسلمين، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والسعي في مصالح المسلمين، والقيام على ما يصلح شئونهم، والدعوة إلى الله... وغير ذلك مما يكون سبب في دفع البلاء عن المؤمنين، وصدق ربنا تعالى حيث قال: {وَلَوْلاَ دَفْعُ اللّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَـكِنَّ اللّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ } (البقرة: 251)
أستغفر الله لي ولوآلدي وللمؤمنين والمؤمنآن الأحيآء منهم والأموآت
تعليق