إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

هبى يا رياح الإيمان

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • هبى يا رياح الإيمان


    السلام عليكم و رحمة الله و بركاته


    هذه فقرات من كتاب "هبى يا رياح الإيمان" للدكتور خالد أبو شادى

    بسم الله

    حسن الخاتمة**

    الدنيا امتحان يتباين فيه الناس، حتى يأتي موعد تسليم الأوراق وقبض الأرواح فتظهر النتيجة، وتكون الفرحة والسرور أو الويل والثبور.

    قال أبو جعفر التَسْتُرِي: حضرنا أبا زُرعة الرازي وكان في سياق الموت، وعنده جماعة من العلماء، فذكروا حديث التلقين وقوله( ص): «لَقِّنُوا موتاكم لا إله إلا الله»، فاستحيوا من أبي زُرْعَة وهابوا أن يُلَقِّنُوه، فقالوا: نذكر الحديث، فقال أحدهم: أنبأنا الضحاك بن مخلد عن عبد الحميد بن جعفر عن صالح. ولم يكمل، فقال أبو زُرعة وهو في النزع الأخير قال: حدثنا أبو عاصم قال: حدث عبد الحميد بن جعفر عن صالح بن أبي غريب عن كُثَيِّر بن مُرَّة الحضرمي عن معاذ بن جبل فأنه قال: قال رسول الله ( ص) : «من كان آخر كلامه لا إله إلا الله...»، ولما قال: «لا إله إلا الله» خرجت روحه مع الهاء قبل أن يقول: «دخل الجنة».


    هل جزاء الإحسان إلا الإحسان**

    وتأمل كثرة حسنات أحمد بن حنبل وأنت تقرأ قوله: ما كتبت حديثًا إلا وقد عملت به، حتى قولي: إن النبي احتجم وأعطى أبا طيبة دينارًا، فأعطيت الحجام دينارًا حين احتجمت.

    حرص - رحمه الله - على اتباع كل سنة للنبي بل كل عادة له ولو كان في ذلك خطر على حياته.

    قال إبراهيم بن هانئ: اختبأ عندي أحمد بن حنبل ثلاث ليال ثم قال لي: اطلب لي موضعًا حتى أدور. قلت: إني لا آمن عليك يا أبا عبد الله، فقال: إن النبي اختفى في الغار ثلاثة أيام، وليس ينبغي أن تتبع سُنَّة النبي في الرخاء وتترك في الشدة.

    له هِمَمٌ لا منتـهى لكبارهـــــا ...... وهِمَّتُه الصغرى أَجَلُّ من الدهـرِ

    له راحة لو أن معشار جودها ...... على البَرِّ كان البَرُّ أنْدَى من البحرِ

    وانظر إلى قطرة من كراماته، ولمحة من حُسْنِ حسناته:-

    قال الوركاني: أسلم يوم مات أحمد بن حنبل عشرة آلاف من اليهود والنصارى والمجوس!!.

    قال ابن الجوزي: لما وقع الغرق ببغداد سنة 554هـ وغرقت كتبي، سلم لي مجلد فيه ورقتان من خط الإمام أحمد رحمه الله!!.

    قال علي بن الحسن الزينبي قاضي القضاة:-

    إن الحريق وقع في دارهم فاحترق ما فيها إلا كتابًا فيه شيء بخط أحمد!!.

    قال شمس الدين الذهبي:-

    وكذا استفاض وثبت أن الغرق الكائن بعد العشرين وسبع مائة ببغداد عَامَ على مقابر مقبرة أحمد، وأن الماء دخل الدهليز علو ذراع ووقف بقدرة الله، وبقيت الحُصْرُ حول مقابر الإمام بغبارها، وكان ذلك آية!!.


    الغِنَى الوفيـر**

    وذلك وعد الله للمحسنين الذي لا يتخلف أو يتأخر، قال رسول الله: «إن الله يقول: يا ابن آدم.. تَفَرَّغْ لعبادتي أملأ صدرك غِنَىً وأَسُدُّ فقرك، وإن لا تفعل ملأت يديك شُغْلاً ولم أَسُدَّ فقرك» 1.

    سبحان الله!!.. كم من فقير عاش غنيًّا، وكم من غَنِيٍّ عاش فقيرًا، والغنى الذي نعنيه هو ما أبانه النبي في قوله: «ليس الغِنَى عن كثرة العَرَض، ولكن الغِنَى غِنَى النفس» 2.

    فالغنى هو القناعة، والفقر هو الطمع. قال عمر:-

    «أيها الناس.. إن الطمع فقر، وإن اليأس غنى، وإن الإنسان إذا يئس من الشيء استغنى عنه».

    يا محسنون.. ما أقبح الطمع!! حتى حروف كلماته لما تأملها أبو العباس المرسي قال: الطمع ثلاثة أحرف كلها مجوفة: (ط م ع) فصاحبه بطن كله لا يشبع أبدًا.

    ترك المطامع للفتى شرفٌ له حتى إذا طمِع الفتى ذَلَّ الشرف

    هذا أحد الأغنياء يفتخر على فقير بِسَعَة رزقه وكثرة ماله، فيرُدُّ عليه الفقير الذي امتلأ قلبه غنى وثراء ويقول:-

    يا عائب الفقـر ألا تزدجــــرْ ...... عيب الغني أكبـر لـو تعتبـــــرْ

    مِنْ شَرَف الفقر ومِنْ فَضْلِه ...... على الغني إن صح منك النظرْ

    أنك تعصي كي تنـال الغِنَـى ...... ولست تعصي الله كي تفتقــــرْ

    حُمِل إلى ملك من الملوك كأس مرصَّع بجوهر لا نظير له، ففرح به، وكان بعض الحكماء عنده، فقال له الملك: كيف تراه؟! فقال: أراه مصيبة إن انكسر، وإن سُرِق كنت فقيرا إليه، وقد كنتَ قبل حمله إليك في أمن من المصيبة والفقر، فحدث أنه انكسر، فأسف الملك وقال: ليته لم يُحمَل إلينا!!

    هل أنت غني؟!

    جاء رجل إلى الفضيل بن عياض فقال له: هذه جُبَّة أحب أن تقبلها مني. قال: إن كنتَ غنيًّا قَبِلْتُها، وإن كنتَ فقيرًا لم أقبلها. قال: أنا غني. قال: كم عندك؟ قال: ألفان. قال: تود أن تكون أربعة آلاف؟ قال: نعم. قال: فأنت فقير؛ لا أقبلها منك!!.
    هل أنت من الملوك؟!
    حيث جاء رجلٌ إلى عبد الله بن عمرو بن العاص tفسأله قائلاً: ألسنا من فقراء المهاجرين؟! فقال له عبدُ الله: ألَكَ امرأةٌ تأوي إليها؟ قال: نعم. قال: ألك مسكنٌ تسكنُه؟ قال: نعم. قال: فأنت من الأغنياء. قال الرجل: فإن لي خادمًا. قال: فأنت من الملوك!!.

    ([1])صحيح كما فى السلسلة الصحيحة رقم (1359).

    ([2])صحيح: رواه الشيخان وأحمد عن أبي هريرة كما فى ص ج ص رقم (5377).


    الجوارح**

    ذكر الموت بالجوارح يكون بأن يقدم كل واحد منا ما يستطع بذله من عمل صالح يتقرب به إلى الله، ويؤنس به وحشة قبره وينير ظلامه، ويحضر معه شهود الإثبات حين ينزل أول منازل الآخرة: القبر.

    أداء الشـهادة

    انظر إلى هذه النماذج التي اصطحبت معها في قبرها ما تتقرب به إلى ربها لتنال بها الشفاعة:-
    سعد بن أبي وقاص: آخر العشرة المبشرين بالجنة موتًا، وقد أوصى أن يكون شاهد إثباته جُبَّة صوف كان لقي المشركين فيها يوم بدر، فقال: أخبئها لهذا. فكُفِّنَ فيها. علي بن عبد الله بن حمدان (سيف الدولة): جمع من نفض الغبار الذي اجتمع عليه من غزواته شيئًا، وعمله لَبِنَة بمقدار الكف، وأوصى أن يوضع خده عليها في لحده، فنفذت وصيته. القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق: أحد الفقهاء السبعة الذي أوصى وقال: كفنوني في ثيابي التي كنت أتهجد فيها.

    تُرَى.. ما حالك أنت؟! أي عمل من الصالحات سيؤنس وحشتك بعد موتك؟! جُبَّة قتال، أم لَبِنة جهاد، أم ثياب تهجد؟!.

    قال رجل للإمام أحمد: أوصني، فقال له أحمد: انظر إلى أحب ما تريد أن يجاورك في قبرك فاعمل به.

    أخـي.. بادر من الآن... الآن... الآن...

    قبل أن تمرض فتضنى، وتهرم فتبلى، ثم تموت وتُنسى، ثم تُدفن فتُطوى، ثم تُبعث فتحيا، ثم تُدعى، ثم تُوقف، ثم تُجزى.

    أخـي.. غدا تُسافر فأين زادك؟! أنقلة إلى غير مسكن؟! أسفرة من غير تزود؟! أقدوم إلى بلاد ربح بغير بضاعة؟!.


    جعل دعائه فوق الجميع**

    قال تعالى:

    (لَّا تَجۡعَلُواْ دُعَآءَ ٱلرَّسُولِ بَيۡنَڪُمۡ كَدُعَآءِ بَعۡضِكُم بَعۡضً۬ا‌ۚ )[النور: 63].

    وفي الآية ثلاثة أقوال:-

    الأول:-

    نهى الله المؤمنين أن يتعرضوا لدعاء الرسول عليهم وقال لهم : اتقوا دعاءه عليكم بأن تفعلوا ما يسخطه فيدعو عليكم فتهلكوا، فلا تجعلوا دعاءه كدعاء غيره من الناس. قال ابن عباس في تفسيرها: «احذروا دعاء الرسول عليكم إذا أسخطتموه، فإن دعاءه موجب لنزول البلاء بكم لا كدعاء غيره».

    وقد دعا النبي على نفر من أمته، فقد لعن آكل الربا وموكله وشاهديه وكاتبه، ولعن السارق يسرق الحبل فتقطع يده ويسرق البيضة فتقطع يده، ولعن الخمر وشاربها وساقيها وبائعها ومبتاعها وعاصرها ومعتصرها وحاملها والمحمولة إليه وآكل ثمنها، ولعن الراشي والمرتشي، ولعن الرجل يلبس لبسة المرأة والمرأة تلبس لبسة الرجل، ولعن الله المتشبهات من النساء بالرجال والمتشبهين من الرجال بالنساء، ولعن من عقَّ والديه.

    وكل هذا دعاء منه على هؤلاء بالطرد من رحمة الله، ومن منا يطيق أن يدخل تحت مظلة هذه اللعنة؟! أو يتعرَّض لدعاء نبيه عليه؟! وهو دعاء ليس كأي دعاء، دعاء مجاب لا محالة، فالله لا يتأخَّر عن إجابة حبيبه، فكيف إذا كان أحب الخلق إليه؟! وهو دعاء يُلقي بالرعب في قلوب الطائعين فكيف بالمخالفين؟!

    الثاني:-

    نهى الله المؤمنين أن ينادوا النبي كما ينادي بعضهم بعضا، فلا يقولوا: يا محمد .. يا عبد الله، بل يشرِّفوه ويعظِّموه ويدعوه إذا دعوه باسم النبوة كما خاطبه ربه فيقولوا: يا نبي الله .. يا رسول الله.

    ليس هذا فحسب بل وفوق ذلك، فقد أمر بغض الصوت عنده، كما نهى عن رفع الأصوات بحضرته، فأنزل الله تعالى :

    (إِنَّ ٱلَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصۡوَٲتَهُمۡ عِندَ رَسُولِ ٱللَّهِ أُوْلَـٰٓٮِٕكَ ٱلَّذِينَ ٱمۡتَحَنَ ٱللَّهُ قُلُوبَہُمۡ لِلتَّقۡوَىٰ‌ۚ )[الحجرات:3]، وليس ذلك في حياته فحسب بل بعد موته كذلك.

    سمع أمير المؤمنين عمر بن الخطاب صوت رجلين في مسجد النبي قد ارتفعت أصواتهما فجاء فقال : أتدريان أين أنتما؟ ثم قال : من أين أنتما؟ قالا : من أهل الطائف فقال: لو كنتما من أهل المدينة لأوجعتكما ضربا. وذلك لأنه محترم في حياته وفي قبره دائما.

    الثالث:-

    لا تجعلوا دعوة الرسول لكم للحضور بين يديه على سبيل التخيير في الاستجابة لها من عدمها كما يفعل بعضكم مع بعض، وفيه كذلك نهي لهم عن الإبطاء عنه ﷺ إذا أمرهم والتأخر إذا دعاهم.

    قال البيضاوي: «لا تقيسوا دعاءه إياكم على دعاء بعضكم بعضا في جواز الإعراض والتساهل في الإجابة والرجوع بغير إذنه، فإن المبادرة إلى إجابته عليه الصلاة والسلام واجبة، والرجوع بغير إذنه محرم».

    وعجيب أمر من أحب أمرأة أو شخصا؛ لا يتأخر عنه في أي طلب وكأنها أوامر، ولو علم أن هناك ما يسعده لبذل قصارى جهده لبلوغه، وأعدَّ له من «المفاجآت» ما يبهره، فكيف بمن كان سبب نجاتك؟! ودليلك إلى الجنة .. منقذك من النار؟! وسر سعادتك في الدارين؟!


    أين إيثارك له**

    قال الإمام ابن تيمية:-

    فمن حَقِّه أن يؤثره العطشان بالماء، والجائع بالطعام، وأنه يجب أن يوقى بالنفس والأموال كما قال عز وجل: (مَا ڪَانَ لِأَهۡلِ ٱلۡمَدِينَةِ وَمَنۡ حَوۡلَهُم مِّنَ ٱلۡأَعۡرَابِ أَن يَتَخَلَّفُواْ عَن رَّسُولِ ٱللَّهِ وَلَا يَرۡغَبُواْ بِأَنفُسِہِمۡ عَن نَّفۡسِهِۦ‌ۚ) [التوبة: 120].

    فاعلم أن رغبة الإنسان بنفسه أن يصيبه ما أصاب النبي من المشقة حرام، وكذلك من يصون نفسه عن جهاد وعمل وبذل، فهو مُفَضِّل لنفسه على نفسه الكريمة.
    من نام عن صلاة الفجر فهو مُفَضِّل نفسه على نفس النبي. من أعطى عينه ما تشتهي فأطلقها في الحرام فهو مُفَضِّل نفسه على نفس النبي. من أهمل لسانه وسَلَّه على أعراض الناس، يغتاب ويَنِمّ ويفتري الكذب فهو مُفَضِّل نفسه على نفس النبي من استبدل سماع الغناء الحرام والفاحش من القول بسماع آيات القرآن فهو مُفَضِّل نفسه على نفس النبي من طلب مجالس اللاهين وأماكن العصاة، وعافت نفسه حِلَق الذكر ودروس العلم فهو مفضل نفسه على نفس النبي. من انشغل بتجارته وماله، أو أهله وعياله عن أداء الفرائض فهو مُفَضِّل نفسه على نفس النبي.

    مـن يَدَّعي حُبَّ النبي ولم يُفِدْ ...... مـن هديه فسفاهة وهُرَاء

    فالحُبُّ أول شرطـه وفروضه ...... إن كان صِدْقًا طاعة ووفاء


    سلطان العلماء**

    كان الشيخ أبو علي قلندر من كبار متصوفة القرن السابع والثامن الهجري في الهند، وحدث أن مَرَّ السلطان علاء الدين الخلجي في السوق، فنادى أحد الحراس تلميذًا من تلامذة الشيخ ليفسح الطريق فلم ينتبه، فضربه على رأسه فذهب إلى شيخه شاكيًا فكتب الشيخ إلى السلطان: إما أن تعزل عاملك أو أُنَصِّب مكانك ملكًا آخر!! فارتعد السلطان، وأرسل الشاعر الكبير أمير خسرو، فغنى بعض شعره ليسترضي به الشيخ، فلما رضي الشيخ بَلَّغَه رسالة السلطان يطلب عفو الشيخ فعفا عنه!!.



    وصاغ محمد إقبال القصة شعرا فقال:-



    اسمعن عني حديثا عن ولي اسمه في الهند مشهور علي

    وأتى العامل في موكبه معه الحراس قد حفَّت به

    صاح للتطريق جندي نكير أيها الأحمق أفسح للأمير

    فأتى ربُّ العصا في شِرَّته ضاربا رأس الفتى في غفلته

    فتنحَّى عن طريق العامل وهو في ذعر وحزن قاتل

    ومضى يشكو إلى شيخ الطريق دمعه من محبس العين طليق

    زمجر الشيخ بقول من ضرم مثل برق في ذُرى الطود اضطرم

    ثم أملى الشيخ سطرا من لهب قال للكاتب في نار الغضب

    أمسك المِزْبرَّ واكتب ذا النذير أبلغ السلطان عن هذا الفقير

    عامل عندك غِرٌّ قد عصا وعلا رأس غلامي بالعصا

    اعزل العامل هذا الفاجرا أو أهب مُلكَك ملِكا آخرا

    عبد حقٍّ فيه لله احتساب أرعد السلطان منه ذا الكتاب

    قيَّد العامل بالقيد الثقيل واستغاث الشيخ للصفح الجميل



    لو نظر إلينا الخالق!!



    خرج أحد الأمراء يجوب بلدة حاتم الأصم يومًا، فاجتاز على باب حاتم فاستسقى الماء، فلما شرب رمى إليهم شيئًا من المال ففرح أهل الدار سوى ابنته الصغيرة فإنها بكت فقيل لها: ما يبكيك؟! فقالت:

    مخلوق نظر إلينا فاستغنينا، فكيف لو نظر إلينا الخالق؟!


    هنيئا لك يا سعيد**

    قال هشام بن يحيي الكناني:-

    غزونا الروم سنة ثمان وثلاثين وعلينا مسلمة بن عبد الملك، وكان معنا رجل يقال له: سعيد بن الحارث، ذو حظ من عبادة.. يصوم النهار ويقوم الليل وما رأيته في ليل ولا نهار إلا في حالة اجتهاد، فإن لم يكن وقت الصلاة أو كنا نسير لم يفتر عن ذكر الله ودراسة القرآن، فأدركني وإياه النوبة ذات ليلة في الحراسة ونحن محاصرون حصن الروم قد استصعب علينا أمره، فقلت له: نَمْ قليلاً، فإنك لا تدري ما يحدث من أمر العدو فإن حدث شيء كنت نشيطًا، فنام إلى جانب الخباء، وأقمت في موضعي أحرس، فبينما أنا كذلك إذ سمعت سعيدًا يتكلم ويضحك ثم مد يده اليمنى كأنه يأخذ شيئًا ثم ردها بلطف وهو يضحك، ثم قال: فالليلة، ثم وثب من نومه وثبة استيقظ لها، وجعل يهلل ويكبر ويحمد الله عز وجل، فقلت له: خيرًا يا أبا الوليد، إني قد رأيت الليلة منك عجبًا فحدثني بما رأيت. قال: أو تُعفيني؟! فذَكَّرْته حق الصحبة فقال: رأيت رجلين لم يُرَ قط مثل صورتهما كمالاً وحُسْنًا، فقالا لي: يا سعيد.. أبشر فقد غفر الله ذنبك وشكر سعيك وقَبِل عملك واستجاب دعاءك، فانطلق معنا حتى نريك ما أعد الله لك من النعيم.

    فماذا رأى في الجنة؟!

    وظل سعيد يسرد ما رأى من القصور والحور العين حتى انتهى إلى سرير عليه واحدة من الحور العين كأنها اللؤلؤ المكنون فقالت له: قد طال انتظارنا إياك، فقلت لها: أين أنا؟! قالت: في جنة المأوى. قلت: ومن أنت؟! قالت: أنا زوجتك الخالدة. قال: فمددت يدي لأمسها فَرَدَّتْها بلطف وقالت: أمَّا اليوم فلا، إنك راجع إلى الدنيا، فقلت: ما أحب أن أرجع، فقالت: لابد من ذلك وستقيم ثلاثًَا ثم تفطر عندنا في الليلة الثالثة إن شاء الله، فقلت: فالليلة.. الليلة. قالت: إنه كان أمرًا مقضيًا. ثم نَهَضَتْ عن مجلسها، فَوَثَبْتُ لقيامها فإذا أنا قد استيقظت.

    قال هشام: فأَحْدِث لله شكرًا يا أخي، فقد أراك الله ثواب عملك، فقال: هل رأى أحد مثل ما رأيت؟ فقلت: لا. قال: أسألك بالله إلا سترت عليَّ ما دمت حيًا، فقلت: نعم، ثم انطلق سعيد.. في النهار قتال مع صيام.. وفي الليل قيام مع بكاء.. إلى أن حان الموعد وأقبلت الليلة الثالثة فلم يزل يقاتل العدو يصيبهم ولا يمسونه، وأنا أرعاه من بعيد لا أستطيع الدنو منه، حتى إذا مالت الشمس للغروب تَعَمَّدَه رجل من فوق الحصن بسهم فوقع في نحره فَخَرَّ صريعًا وأنا أنظر إليه، فأقبلت إليه مسرعًا وقلت له: هنيئًَا لك بما تفطر الليلة.. ياليتني كنت معك.. ياليتني كنت معك، فعَضَّ شفته السفلى، وأومأ إليَّ ببصره، وهو يضحك، يعني: اكتم أمري حتى أموت.

    ثم قال: الحمد لله الذي صدقنا وعده فوالله ما تكلم بشيء غيرها ثم مضى رحمه الله.

    قال: فَصِحْتُ بأعلى صوتي: يا عباد الله.. لمثل هذا فليعمل العاملون، وأخبرتهم بالخبر، فبات الناس يذكرون حديثه ويُحَرِّض بعضهم بعضًا، ثم أصبحوا فنهضوا إلى الحصن بِنِيَّاتٍ صادقة وقلوب مشتاقة إلى لقاء الله، فما أضحى النهار حتى فتح الله الحصن ببركة هذا الرجل الصالح.

    وأنت يا إقبال

    وما أروع قول فيلسوف الإسلام محمد إقبال قبل موته بساعات قلائل، ولعله نطق به بعد أن بدأ ريح الجنة يغزو أنفه ونعيمها يتكشَّف أمام عينيه:

    بقلبي سرُّ جثمــــــــان وروحٌ فــــــــــلا فزعٌ إذا أجلي أتاني

    فإمـا غـاب عـن عينـيَّ كــونٌ فبــاقٍٍ ألف كـونٍ في جنانـــي


    اختبر توبتك**

    الاستغفار شيء والتوبة شيء آخر...

    الاستغفار كلام، والتوبة فِعَال.

    الاستغفار يتقنه المؤمن والمنافق، أما التوبة فلا يجيدها إلا المؤمن.

    الاستغفار إعلان الرجوع إلى الله، أما التوبة فإصلاح ما بينك وبينه.

    لذلك قال عز وجل: (ٱسۡتَغۡفِرُواْ رَبَّكُمۡ ثُمَّ تُوبُوٓاْ إِلَيۡهِ)[هود:52]، فكل تائب لا يتبع سيئته بحسنة ومعصيته بطاعة، فتوبته مجروحة مشكوك فيها، ولذلك لا تجد واحدًا من الصالحين إلا وقد سلك هذا الطريق.
    عمر بن الخطاب شغله بستانه عن الصلاة فتصدق به. وكان ابنه عبد الله بن عمر على نفس الطريق.. كان إذا فاتته صلاة جماعة صَلَّى إلى الصلاة التي تليها تطَوُّعًا وتنَفُّلاً. وهذه أخت عمر بن عبد العزيز أم البنين تدخل عليها عزة فتسألها عن قول كُثَيِّر فيها:-

    قَضَى كُلُّ دَيْنٍ قد عَلِمْتُ غَريمَه وعَزَّة مَمْطُولٌ مُعَنًّى غَرِيمُهَا

    ما كان هذا الدين يا عزة؟! قالت: كنت وعدته قُبْلَة، فتَحَرَّجْتُ منها، فقالت أم البنين: أنجزيها له وأثمها عليَّ، فأعتقت لكلمتها هذه أربعين رقبة!!

    فأهم علامات التوبة المقبولة أن يكون حالك بعد التوبة أفضل منك قبلها، وذلك يفرض عليك أن تقتدي بعمر وابن عمر وأم البنين، فتنشغل بإزالة آثار العدوان وبناء ما انهدم من الإيمان، مستبشرًا بقول الله تعالى: (إِنَّ ٱلۡحَسَنَـٰتِ يُذۡهِبۡنَ ٱلسَّيِّـَٔاتِ‌ۚ)[هود:114].

    مستأنسًا ببشارة النبي:-

    «وأتبِع السَّيِّئة الحسنة تمحها» 1.

    تبدو نواجذك من شدة فرحك بقول واعظ الشام أحمد بن عاصم الأنطاكي:-

    «أصلح فيما بقي، يُغْفَر لك ما مضى».

    تتضاعف جرعة فرحك وأنت تقرأ ما قرَّره شيخ الإسلام ابن تيمية:-

    «ليست العبرة بنقصان البدايات، وإنما العبرة بكمال النهايات».

    ([1]) حسن: رواه أبو داود وأحمد والترمذي والحاكم عن أبي ذر كما فى ص ج ص رقم (97).

    احذر مقدمات الذنب**

    كل ما أدَّى إلى حرام فهو حرام، ومن تمام إقلاعك عن الذنب إقلاعك عن مقدماته.
    إذا كنت تعلم من نفسك عدم صبرها عن النظر إلى الحرام، ثم دُعِيتَ إلى مكان تعرض فيه الفاحشة نفسها، وتبرز فيها المفاتن والعورات، فإن ذهابك إلى هذا المكان حرام. إذا علمت أن راحة جسدك في أن ينام ست ساعات مثلاً، ثم سهرت سهرًا أدى بك إلى عدم إعطاء جسدك راحته، فضاعت منك صلاة الفجر من جراء ذلك، فإن هذا السهر حرام. إذا رافقت صحبة سيئة إذا ذكرت الله ألْهَوْك، وإذا نسيت أضَلُّوك، وإذا خمدت في قلبك شهوة أحيوها، أو استيقظ فيك ندم قتلوه، بحيث يكون سيرك معهم مقدمة الحرام، فإن مصاحبة هذه الرفقة حرام.

    هي وصية الزاهد العابد إبراهيم بن أدهم حين قال لمن أراد التوبة:-

    «من أراد التوبة فليخرج من المظالم، وليدع مخالطة من كان يخالطه وإلا.. لم ينل ما يريد».


    الوقت نقمة**

    حين يبذل في شراء النار بعصيان الجبار، وبيع الجنة بأبخس الأثمان، ولهذا قالوا: من علامات المقت إضاعة الوقت، فمن أبغضه الله شغله عن ذكره وأضاع وقته.

    أخـي.. الكسل بئس الرفيق، وتضييع الأوقات يورث الندم يوم القيامة، وزلة الأقدام فوق الصراط، وعض أصابع الندم في جهنم.

    فانتبه لنفسك، وكن عالمًا،

    أو متعلمًا، أو مطالعًا،

    أو مستمعًا، أو قارئًا،

    أو تاليًا، أو ذاكرًا، أو عابدًا.

    ولا تكن قاتلاً أوقاتك.. خانقًا أنفاسك.. مبددًا ساعاتك، طالبًا للراحة والكسل على حساب الجنة والعمل.

    نداء إلى الشباب

    أرسلته لكم امرأة هي التابعية الجليلة حفصة بنت سيرين فقالت:-

    «خذوا من أنفسكم وأنتم شباب، فإني ما رأيت العمل إلا في الشباب».

    ولسرعة انقضائه التي تشبه البرق إذا ومض قال الإمام أحمد:-

    «ما شَبَّهْتُ الشباب إلا بشيء كان في كُمِّي فسقط».

    فاعملوا أيها الشباب قبل فوات الأوان وحلول الموعد وزيارة ملك الموت، بل اعملوا قبل أن يغزو الشيب رؤوسكم فتضعفوا عن القيام، وتفتروا عن الصيام وتندموا، كما سبق وندم أبو عثمان الجاحظ الأديب المشهور فقال:

    أترجو أن تكون وأنت شيخ ..... كما قد كنتَ أيام الشبابِ

    لقد كذبتك نفسك ليس ثوب ...... قديم كالجديد من الثيابِ

    ومَنْ علِم أن الشباب ضيف لا يعود، شغل هذه المرحلة من عمره بطاعة الله، واستعان به على الصالح لدينه ودنياه، ومن تعوَّد في صغره على شيء كان قادرًا عليه في كبره، ومن أتبع نفسه هواها ندم حين يشيخ، ولات ينفع الندم.

    يا كل شاب :-

    اغتنم فرصة شبابك و دَعْ عنك الاعتذار عن أعمال الأبرار وصحبة الأخيار ودموع الأسحار.

    إذا كان يؤذيك حرُّ المصيف ..... وكرب الخريف وبرد الشتا

    ويلهيك حسن زمان الربيــع ...... فأخذك للعـلم قل لي متى

    قدوة الشباب

    سعد بن معاذـ سيد شباب الأنصار ـ أسلم قبل الهجرة بعام واستشهد في العام الخامس من الهجرة، أي عاش مسلمًا ست سنين فحسب، ومع هذا كان من بركة استغلاله لأوقاته طوال هذه السنوات الست أن اهتز عرش الرحمن لموته، وشيَّعته الملائكة إلى قبره، ولما تعجب المسلمون من قطعة حرير ولينها قال لهم رسول الله: «والذى نفس محمد بيده .. لمناديل سعد بن معاذ في الجنة أحسن من هذا» 1.

    هذه القدوة يا شباب فأين المقتدي؟! هذا الطريق فأين السالك؟!

    ([1])صحيح: رواه الشيخان وأحمد عن أنس كما فى ص ج ص رقم (7059).


    الوقت نعمة**

    وذلك ما أخبرنا به النبي: «نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ» 1.

    يعني أن المستفيدين من أوقاتهم قلة، وأن الكثير مُفَرِّط مغبون قد صرف وقته في غير محله، والغبن: أن تشتري بأضعاف الثمن، أو تبيع بأقل من الثمن الذي اشتريت به، فمن تفرَّغ ولم يسعَ لصلاح آخرته فهو كالمغبون الذي خُدِعَ في البيع، وهذا لأن الدنيا مزرعة الآخرة وفيها التجارة التي يظهر ربحها غدًا، فمن استعمل فراغه وصحته في طاعة الله اليوم فهو الفائز بإذن الله.

    نماذج مدهشة
    الحافظ القدوة شيخ الإسلام حمَّاد بن سلمة: قال عنه تلميذه عبد الرحمن بن مهدي: لو قيل لحماد بن سلمة: إنك تموت غدًا ما قدر أن يزيد في العمل شيئا، ولهذا كافأه الله بأن توفاه وهو يصلي. كان الإمام ابن تيمية الجد مجد الدين أبو البركات: إذا دخل الخلاء يقول لجليسه: اقرأ في هذا الكتاب، وارفع صوتك حتى أسمع حتى لا يضيع من وقتي شيء. الحافظ الحجة الأوحد عبيد بن يعيش الكوفي شيخ البخاري ومسلم، قال عن نفسه: أقمت ثلاثين سنة ما أكلت بيدي بالليل، كانت أختي تُلَقِّمُني، وأنا أكتب الحديث!! سيد الحفاظ وشيخ المحدثين يحيى بن معين: قال: كتبت بيديَّ ألف ألف حديث. ولهذا بلغ من العلم مبلغًا قال عنه الإمام أحمد: كل حديث لا يعرفه يحيى بن معين فليس بحديث . أبو عثمان الباقلاوي: إني وقت الإفطار أحس بروحي كأنها ستخرج؛ لأجل اشتغالي بالأكل عن الذكر.

    هذه النماذج العالية والهمم الوثابة هي التي يصدق فيها قول الشاعر:-

    سَعِدَتْ أعيُنٌ رأتْك وقرَّتْ والعُيونُ التي رَأتْ من رآكا

    لطيفة

    قال ابن الجوزي ينصح ولده:

    «واعلم يا بني أن الأيام تبسط ساعات، وأن الساعات تبسط أنفاسًا، وكل نَفَس خِزانة، فاحذر أن يذهب نَفَس بغير شيء فترى في القيامة خِزانة فارغة فتندم، وانظر كل ساعة من ساعاتك لماذا تذهب، فلا تودعها إلا إلى أشرف ما يمكن، ولا تهمل نفسك وعَوِّدْها أشرف ما يكون من العمل وأحسنه، وابعث إلى صندوق القبر ما يَسُرُّك يوم الوصول إليه».

    إذا بـلـغ الـفـتـى سِتِّيــن عـامًــــا ..... فنصف العمـر تمضيه الليالي

    ونصف النصف يمضي ليس يَدْ ...... رِي وباقي العمر هَمٌّ واشتغال

    ([1]) صحيح: البخاري والترمذي وابن ماجة عن ابن عباس كما فى ص ج ص رقم (6778).


    سوء الخاتمة**


    الذنوب بريدٌ إلى سوء الخاتمة، لأن الإنسان يموت على ما عاش عليه، فمن أراد أن يموت ساجدًا فليكن أكثر أعماله السجود، ومن أراد أن يموت صائمًا فليكن أكثر أعماله الصيام، ومن أراد أن يموت ذاكر فليكثر من الذكر، والعاصي مثل ذلك، فمن رأيتموه يختم له بسوء فاعلموا أنه أسرف على نفسه في حياته فحُرِم التوفيق عند مماته.

    وإليك نموذجين لهذه الخاتمة اللعينة، كتبها الله عز وجل على أصحابها ثمرة ذنوبهم القبيحة:-

    أ- محمد بن مغيث المغربي [ت: 403هـ]:

    كان مفتونًا بالخمر مُتبذِّلاً فيها، مدمنًا عليها لا يفيق منها، سأله بعض إخوانه في مرضه الذي مات فيه ليختبر قواه، فقال له: هل تقدر على النهوض إن أردت؟.

    فقال: لو شئت مشيت من هاهنا إلى حانوت أبي زكريا الخمَّار.

    فقال: ألا قلت إلى الجامع؟!

    فقال: لكل امرئ من دهره ما تعوَّدا، ولم تجرِ العادة بذلك.

    ومن مات على شيء بُعِثَ عليه.

    ب- مصطفي كمال أتاتورك [ت: 1358هـ]:

    اسم على غير مسمى.. حارب الإسلام فهدم الخلافة وجعل الأذان باللغة التركية، وجعل العطلة الأسبوعية يوم الأحد بدلاً من يوم الجمعة، وحَوَّلَ مسجد آيا صوفيا إلى متحف، وضاق مرة بأذان الفجر فأمر بقتل المؤذن وهدم المأذنة.. والمضحك المبكي أنه عند موته أوصى أن لا يُصلَّى عليه.

    ودار الجدل بعد موته: أيصلُّون عليه فيخالفون وصيته أم يتركون الصلاة؟! وأخيرًا وبعد جدل وافقوا على الصلاة عليه، ولكن تُرى من كان الإمام؟!

    إنه مدير الأوقاف شرف الدين أفندي الذي حاول إقناع رئيس الجمهورية التركية بعد ذلك عصمت إينونو بجعل اللغة التركية للقرآن الكريم لغة للعبادة، وفرض قراءتها في الجوامع بقوة القانون، وشرف الدين هذا هو إمام الصلاة على أتاتورك...

    وافق الشِّنُّ الطبق، ولا يظلم ربك أحدًا!!

    صناعة الأوائل
    التعديل الأخير تم بواسطة المشتاقة لله; الساعة 06-09-2011, 05:45 AM. سبب آخر: يمنع وضع روابط لمنتديات اخرى دون اذن الادارة بارك الله فيكم


  • #2
    رد: هبى يا رياح الإيمان

    جزاكم الله خيرا
    " حَسبُنا الله سَيُؤتِينا الله مِن فضْلِه إنّا إلَى الله رَآغِبُونَ"
    يقول عن هذه الآية الشيخ / صآلح المغآمسي ..إنها دُعــآء المُعجِزات، ويقول: والله متى ما دعوت الله بصدق وكنت في مأزق إلا وجاء الفرج من حيث لا أعلم،، وقال ابن باز رحمه الله: مادعوت بهذا الدعاء بعد التشهد الأخير. في أمر عسير إلا تيسّر

    تعليق


    • #3
      رد: هبى يا رياح الإيمان

      المشاركة الأصلية بواسطة المشتاقة لله مشاهدة المشاركة
      جزاكم الله خيرا
      جزانا و اياكم و جزيتم على الملاحظة و للعلم ذكرت المصدر( و هو ليس منتدى)لوجود كتب مثل المذكور

      وبارك الله فيكم
      التعديل الأخير تم بواسطة راجية حب الرحمن; الساعة 09-09-2011, 05:59 AM.

      تعليق


      • #4
        رد: هبى يا رياح الإيمان

        جزاكم الله خيرا ونفع الله بكم وتقبل الله منكم

        تعليق


        • #5
          رد: هبى يا رياح الإيمان

          جزاكم الله خيرا ولي عودة للتعليق

          اسئلكم الدعاء ﻻخي بالشفاء العاجل وان يمده الله بالصحة والعمر الطويل والعمل الصالح

          تعليق


          • #6
            رد: هبى يا رياح الإيمان

            جزانا و أياكم

            تعليق


            • #7
              رد: هبى يا رياح الإيمان

              جزاكم الله خيراااااا

              ونفع بكم ..اللهم آمين
              وآآآآه يا أبي بكر هل لي من لقياك نصيب
              رضي الله عنك وأرضاك


              تعليق


              • #8
                رد: هبى يا رياح الإيمان



                ،،،،،،

                جزاكم الله خير الجزاء

                بارك الله فيكم

                وزادكم الله من فضله ومنه وكرمه


                اللهم تقبل و اجعل كل حرف نكتبه في هذا المنتدى المبارك حجة لنا لا علينا


                مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية

                تعليق


                • #9
                  رد: هبى يا رياح الإيمان

                  و عليكم السلام جميعا و جزانا و أياكم الله خيرا

                  تعليق

                  يعمل...
                  X