بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
أما بعد .. السباق يشتد ، والحلم يقترب ، والاستعدادات على أشدها ، ولذلك هلموا إلى جنات رمضان ، حيث ما لا عين رأت من النعيم والجوائز الربانية .
1- عليك بالإكسير
قال النبي صلى الله عليه وسلم " وأحدثكم حديثا فاحفظوه، قال: إنما الدنيا لأربعة نفر:
عبد رزقه الله مالا وعلما فهو يتقي فيه ربه ويصل فيه رحمه ويعلم لله فيه حقا، فهذا بأفضل المنازل .
وعبد رزقه الله علما ولم يرزقه مالا فهو صادق النية يقول لو أن لي مالا لعملت بعمل فلان فهو بنيته فأجرهما سواء .
وعبد رزقه الله مالا ولم يرزقه علما فهو يخبط في ماله بغير علم لا يتقي فيه ربه ولا يصل فيه رحمه ولا يعلم لله فيه حقا فهذا بأخبث المنازل . وعبد لم يرزقه الله مالا ولا علما فهو يقول لو أن لي مالا لعملت فيه بعمل فلان فهو بنيته فوزرهما سواء .[رواه أحمد والترمذي وابن ماجه بسند صحيح ]
إذن النية النية ، فإنها تعظم العمل ، وتصحح السير في السباق ، وهي كما يقال الإكسير الكيماوي الذي إذا وضع منه مثقال ذرة على قناطير من نحاس الأعمال قلبها ذهباً .
2- اليقظة
المتسابق الغافل لا يمكن أن يفوز في السباق .
اليقظة : هي انتباه القلب وتحرره من الغفلة .. وعلامات القلب اليقظ كثيرة ، منها :
أ – ملاحظة كثرة النعم :
هذه اليقظة تؤدي إلى ملاحظة نعم الله الظاهرة والباطنة ، فيشاهد عظمتها وكثرتها ، وييأس من عدها والوقوف على حدها ، وتفضل الله عليه بها دون أن يستحقها ولا أن يدفع ثمنها .
مشاهدة التقصير في شكر هذه النعم، يعطي القلب قوة وصحة ويقظة دائمة، فلا يملك إلا أن يردد "أبوء لك بنعمتك علي وأبوء بذنبي" كما في دعاء سيد الاستغفار.
ب – فن إحصاء السيئات :
التاجر يحصي الجنيهات التي خسرها ، والطالب درجات النجاح والرسوب ، وهكذا المتسابق المؤمن ، فهو يُحصي سيئاته ويحذر عاقبتها .. بخلاف الغافل الذي قال الله عنه: "وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ"
ها هو المتسابق الجليل سفيان الثوري يخبرنا بأسى ومرارة : " حرمت قيام الليل خمسة أشهر بذنب أذنبته "
قال سليمان الداراني: قلت ذنوبهم فعرفوا من أين يؤتون، وكثرت ذنوبي وذنوبك فلا ندري من أين نؤتى"
ج – الحذر الدائم وعدم الأمن :
المتسابق اليقظ هو الذي يكون في حذر دائم ، ولا يأمن الفشل أو يغتر بقوته
وهكذا المؤمن ، حتى في اشتغاله في الطاعة والعبادة .. فرب طاعة أورثت عزاً واستكباراً وعجباً ومنةً على الله فأهلكت صاحبها.. وفي المقابل رب معصية أورثت ذلاً واستغفارا، فكانت نجاة وصلاحاً ورفعةً لصاحبها .
- صلى بشر بن الحارث يوماً فأطال الصلاة وأحسن ، ورجل يصلي خلفه ، فانتبه له بشر وقال : " لا يعجبنك ما رأيت مني ، فإبليس عبد الله مع الملائكة دهراً ثم صار إلى ما صار إليه " .
- ويقول الشافعي: " إذا خفت على عملك العُجب ، فاذكر رضا من تطلب ، وفي أي نعيم ترغب ، ومن أي عقاب ترهب ، فمن فكر في ذلك صغُر عنده عمله " .
-فإياك ثم إياك :أن تفخر على العاصي بطاعتك ، أو تُعيره بمعصيته لأن وقوفه بين يدي الله ناكس الرأس ، خاشع الطرف ، منكسر القلب ، أنفع له وخير من صولة طاعتك ، والمنة على الله بها .
- لقي بشر بن الحارث رجلاً سكران ، فجعل الرجل يُقبله ويقول : يا سيدي ، يا أبا نصر ، وبشر لا يدفعه عن نفسه ، فلما تولى ذرفت عينا بشر بالدموع وقال : " إنه أحب رجلاً على خير توهمه فيه ، ولعل المحبوب هلك والمحب نجا " .
الواجب العملي:
1- هل أنت صائم ؟ طوبى لك " عليك بالصوم فإنه لا مثل له " " كان يصوم شعبان إلا قليلا "
2- القرآن ( راجع حفظك ) ( اقرأ وردك لا يقل عن جزئين ) .
3- في الذكر : استغفر كثيرا ، وتواصَ بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ، وبالحبيبتين .
أما ميدان السباق : من ثلاثة أعوام إخوة كانوا في سنة أولى إلتزام ، اعتكفوا فصلُّوا في الإعتكاف في ثلاثة أيام متتابعة كل يوم ثلاثمئة ركعة وأناس في ليلة اجتهدوا في العبادة وأتوا بثلاثين ألف استغفار وقاموا الليل بأكثر من ألف آية فمن ينافس ( هؤلاء ليسوا من السلف ، هؤلاء إخوة من عصرنا )
قال النبي صلى الله عليه وسلم " وأحدثكم حديثا فاحفظوه، قال: إنما الدنيا لأربعة نفر:
عبد رزقه الله مالا وعلما فهو يتقي فيه ربه ويصل فيه رحمه ويعلم لله فيه حقا، فهذا بأفضل المنازل .
وعبد رزقه الله علما ولم يرزقه مالا فهو صادق النية يقول لو أن لي مالا لعملت بعمل فلان فهو بنيته فأجرهما سواء .
وعبد رزقه الله مالا ولم يرزقه علما فهو يخبط في ماله بغير علم لا يتقي فيه ربه ولا يصل فيه رحمه ولا يعلم لله فيه حقا فهذا بأخبث المنازل . وعبد لم يرزقه الله مالا ولا علما فهو يقول لو أن لي مالا لعملت فيه بعمل فلان فهو بنيته فوزرهما سواء .[رواه أحمد والترمذي وابن ماجه بسند صحيح ]
إذن النية النية ، فإنها تعظم العمل ، وتصحح السير في السباق ، وهي كما يقال الإكسير الكيماوي الذي إذا وضع منه مثقال ذرة على قناطير من نحاس الأعمال قلبها ذهباً .
2- اليقظة
المتسابق الغافل لا يمكن أن يفوز في السباق .
اليقظة : هي انتباه القلب وتحرره من الغفلة .. وعلامات القلب اليقظ كثيرة ، منها :
أ – ملاحظة كثرة النعم :
هذه اليقظة تؤدي إلى ملاحظة نعم الله الظاهرة والباطنة ، فيشاهد عظمتها وكثرتها ، وييأس من عدها والوقوف على حدها ، وتفضل الله عليه بها دون أن يستحقها ولا أن يدفع ثمنها .
مشاهدة التقصير في شكر هذه النعم، يعطي القلب قوة وصحة ويقظة دائمة، فلا يملك إلا أن يردد "أبوء لك بنعمتك علي وأبوء بذنبي" كما في دعاء سيد الاستغفار.
ب – فن إحصاء السيئات :
التاجر يحصي الجنيهات التي خسرها ، والطالب درجات النجاح والرسوب ، وهكذا المتسابق المؤمن ، فهو يُحصي سيئاته ويحذر عاقبتها .. بخلاف الغافل الذي قال الله عنه: "وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ"
ها هو المتسابق الجليل سفيان الثوري يخبرنا بأسى ومرارة : " حرمت قيام الليل خمسة أشهر بذنب أذنبته "
قال سليمان الداراني: قلت ذنوبهم فعرفوا من أين يؤتون، وكثرت ذنوبي وذنوبك فلا ندري من أين نؤتى"
ج – الحذر الدائم وعدم الأمن :
المتسابق اليقظ هو الذي يكون في حذر دائم ، ولا يأمن الفشل أو يغتر بقوته
وهكذا المؤمن ، حتى في اشتغاله في الطاعة والعبادة .. فرب طاعة أورثت عزاً واستكباراً وعجباً ومنةً على الله فأهلكت صاحبها.. وفي المقابل رب معصية أورثت ذلاً واستغفارا، فكانت نجاة وصلاحاً ورفعةً لصاحبها .
- صلى بشر بن الحارث يوماً فأطال الصلاة وأحسن ، ورجل يصلي خلفه ، فانتبه له بشر وقال : " لا يعجبنك ما رأيت مني ، فإبليس عبد الله مع الملائكة دهراً ثم صار إلى ما صار إليه " .
- ويقول الشافعي: " إذا خفت على عملك العُجب ، فاذكر رضا من تطلب ، وفي أي نعيم ترغب ، ومن أي عقاب ترهب ، فمن فكر في ذلك صغُر عنده عمله " .
-فإياك ثم إياك :أن تفخر على العاصي بطاعتك ، أو تُعيره بمعصيته لأن وقوفه بين يدي الله ناكس الرأس ، خاشع الطرف ، منكسر القلب ، أنفع له وخير من صولة طاعتك ، والمنة على الله بها .
- لقي بشر بن الحارث رجلاً سكران ، فجعل الرجل يُقبله ويقول : يا سيدي ، يا أبا نصر ، وبشر لا يدفعه عن نفسه ، فلما تولى ذرفت عينا بشر بالدموع وقال : " إنه أحب رجلاً على خير توهمه فيه ، ولعل المحبوب هلك والمحب نجا " .
الواجب العملي:
1- هل أنت صائم ؟ طوبى لك " عليك بالصوم فإنه لا مثل له " " كان يصوم شعبان إلا قليلا "
2- القرآن ( راجع حفظك ) ( اقرأ وردك لا يقل عن جزئين ) .
3- في الذكر : استغفر كثيرا ، وتواصَ بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ، وبالحبيبتين .
أما ميدان السباق : من ثلاثة أعوام إخوة كانوا في سنة أولى إلتزام ، اعتكفوا فصلُّوا في الإعتكاف في ثلاثة أيام متتابعة كل يوم ثلاثمئة ركعة وأناس في ليلة اجتهدوا في العبادة وأتوا بثلاثين ألف استغفار وقاموا الليل بأكثر من ألف آية فمن ينافس ( هؤلاء ليسوا من السلف ، هؤلاء إخوة من عصرنا )
وكتبه
هاني حلمي
3 شعبان 1432 هـ
هاني حلمي
3 شعبان 1432 هـ
.
تعليق