عجبا أيها الإنسان هذا ربك
من أعجب الأشياء أن تعرفه ثم لا تحبه ، وأن تسمع داعيه ثم تتأخر عن الإجابة ، وأن تعرف قدر الربح في معاملته ثم تعامل غيره ، وأن تعرف قدر غضبه ثم تتعرض له ، وأن تذوق ألم الوحشة في معصيته ثم لاتطلب الأنس بطاعته ، وأن تذوق عصرة القلب عند الخوض في غير حديثه والحديث عنه ، ثم لا تشتاق إلى انشراح الصدر بذكره ومناجاته ، وأن تذوق العذاب عند تعلق القلب بغيره ، ولاتهرب منه إلى نعيم الإقبال عليه والإنابة إليه ، وأعجب من هذا علمك أنك لابد لك منه ، وأنك أحوج شيء إليه وأنت عنه معرض ، وفيما يبعدك عنه راغب.
ابن القيم الجوزيه
تعرَّف على الله
يُحيـون ليلهم بطاعة ربهـم بتلاوة وتضـرع وسـؤال
وعيونهم تجري بفيض دموعهم مثل انهمال الوابل الهطال
بـوجوههم أثر السجود لربهم وبها أشعة نوره المتلالي
من عرف الله أحبه , وخافه , ورجاه , وتوكل عليه , وأناب إليه , ولهج بذكره , واشتاق إلى لقائه , واستحيا منه , وأجلَّه , وعظَّمه .. قال أحد الصالحين ( مساكين أهل الدنيا , خرجوا من الدنيا , و ما ذاقوا أطيب ما فيها , قالوا وما أطيب ما فيها ؟ قال : محبة الله , والأنس به , والشوق إلى لقائه والإقبال عليه والإعراض عما سواه ) .
فليتك تحلوا والحياة مريرةً وليتك ترضى والأنام غضابُ
وليت الذي بيني وبينك عامرٌ وبيني وبين العالمين خرابُ
إذا صح منك الودُ فالكل هينٌ وكل الذي فوق التراب ترابُ
- عليك بطريق الحق ولا تستوحش لقلة السالكين ، وإياك وطريق الباطل ولا تغتر بكثرة الهالكين ، فلا عيش إلا عيش من أحب الله وسكنت نفسه إليه وأطمأن قلبه به , واستأنس بقربه وتنعَّم بحبه , ومن لم يكن كذلك فحياته كلها هموم وغموم وآلام وحسرات .
ففي القلب شعثٌ لا يُلِمه إلا الإقبال على الله , وفيه وحشة , لا يزيلها إلا الأنس به , وفيه حزن , لا يذهبه إلا الاجتماع عليه , والفرار منه إليه , وفيه نيران حسرات , لا يطفئها إلا الرضى بأمره ونهيه , وفيه فاقة , لا يسدها إلا محبته والإنابة إليه ودوام ذكره وصدق الإخلاص له ، ولو أعطي الدنيا وما فيها لم تسد تلك الفاقة منه أبداً .
الأنس ثمرة الطاعة والمحبة ، فكل مطيعٍ لله مستأنس ، وكل عاصٍ لله مستوحش ، اسأل الله أن يجعلنا من المستأنسين به والذاكرين له والقانتين له سبحانه وتعالى .
أحمد العرادي
كيف عظّموا الله؟!:
يقول علي بن أبي طالب رضي الله عنه: لقد سبق إلى جنات عدن أقوام ما كانوا بأكثر الناس صلاة ولا صياماً ولا حجّاً ولا اعتماراً، لكنهم عقلوا عن الله مواعظاً، فوجلت منه قلوبهم، واطمأنت إليه نفوسهم، وخشعت له جوارحهم، فقاموا في الناس بطيب المنزلة، وعلو الدرجة عند الناس في الدنيا، وعند الله في الآخرة.
نعم، هذا هم السلف لهم في جانب التعظيم أخبار وأخبار، أخمصوا البطون عن المطاعم الحرام تعظيماً لله، وأغمضوا الجفون عن مناظر الآثام تعظيماً لله، واجتنبوا قبائح الأفعال والكلام تعظيماً لله، فلله هم، فلله حياتهم، فلله هيبتهم من ربهم.
• هذا أبو بكر الصديق رضي الله عنه الرجل الأسيف البكّاء، سبق الأمة بإيمان عميق، وتصديق وثيق، لما حضرته الوفاة قالوا له: ألا ندعوا لك طبيباً؟ قال: إن الطبيب قد رآني، فقال: إني فعّال لما أريد.
• هذا عمر بن الخطاب رضي الله عنه وفي وجهه خطّان أسودان من كثرة البكاء، عند وفاته يقول لابنه عبدالله: يا بني ضع خدي على الأرض عساه أن يرحمني، ثم قال بل ويل أمي إن لم يغفر لي، ويل أمي إن لم يغفر لي.
• وهذا سفيان الثوري رحمه الله طاف بالبيت الحرام، وصلى خلف المقام ركعتين ثم رفع رأسه فنظر إلى السماء فوقع مغشيّاً عليه خوفاً وخشيةً وإجلالاً ومهابةً لله، وكان شديد التفكر في عظمة الله وقدرته.
• هذا بلال بن رباح يوم أن عَمَر فؤاده بجلال الله، وعظمة الله، هان لديه كل عظيم.. يوضع في رمضاء مكة الحارقة، توضع الصخور الكبيرة على صدره وهو يهتف بنداء التعظيم أحد.. أحد.
• وهذا محارب بن دثار يقول أحد جيرانه: كنا إذا أظلم الليل، ونامت العيون، نسمع محارب بن دثار وهو يدعو ويرجو ويهتف ويبكي في ظلمة الليل، وهو يقول: يا الله أنا الصغير الذي ربيته فلك الحمد، أنا الضعيف الذي قويته فلك الحمد، أنا الفقير الذي أغنيته فلك الحمد، أنا الغريب الذي وصيته فلك الحمد، أنا العاري الذي كسوته فلك الحمد، أنا الراجل الذي حملته فلك الحمد، أنا المريض الذي شفيته فلك الحمد، أنا السائل الذي أعطيته فلك الحمد، أنا الداعي الذي أجبته فلك الحمد، فلك الحمد ربنا حمداً كثيراً على حمدٍ لك.
• وهذا عبدالرحمن بن يزيد قال: قلت ليزيد بن مرثد: ما لي أرى عينك لا تجف من البكاء؟ قال يزيد: إن الله عز وجل توعدني إن أنا عصيته أن يسجنني في النار، والله لو توعدني أن يسجنني في الحمام كنت حريّاً أن لا يجف لي دمع.
• هذا أبو بكر الصديق رضي الله عنه الرجل الأسيف البكّاء، سبق الأمة بإيمان عميق، وتصديق وثيق، لما حضرته الوفاة قالوا له: ألا ندعوا لك طبيباً؟ قال: إن الطبيب قد رآني، فقال: إني فعّال لما أريد.
• هذا عمر بن الخطاب رضي الله عنه وفي وجهه خطّان أسودان من كثرة البكاء، عند وفاته يقول لابنه عبدالله: يا بني ضع خدي على الأرض عساه أن يرحمني، ثم قال بل ويل أمي إن لم يغفر لي، ويل أمي إن لم يغفر لي.
• وهذا سفيان الثوري رحمه الله طاف بالبيت الحرام، وصلى خلف المقام ركعتين ثم رفع رأسه فنظر إلى السماء فوقع مغشيّاً عليه خوفاً وخشيةً وإجلالاً ومهابةً لله، وكان شديد التفكر في عظمة الله وقدرته.
• هذا بلال بن رباح يوم أن عَمَر فؤاده بجلال الله، وعظمة الله، هان لديه كل عظيم.. يوضع في رمضاء مكة الحارقة، توضع الصخور الكبيرة على صدره وهو يهتف بنداء التعظيم أحد.. أحد.
• وهذا محارب بن دثار يقول أحد جيرانه: كنا إذا أظلم الليل، ونامت العيون، نسمع محارب بن دثار وهو يدعو ويرجو ويهتف ويبكي في ظلمة الليل، وهو يقول: يا الله أنا الصغير الذي ربيته فلك الحمد، أنا الضعيف الذي قويته فلك الحمد، أنا الفقير الذي أغنيته فلك الحمد، أنا الغريب الذي وصيته فلك الحمد، أنا العاري الذي كسوته فلك الحمد، أنا الراجل الذي حملته فلك الحمد، أنا المريض الذي شفيته فلك الحمد، أنا السائل الذي أعطيته فلك الحمد، أنا الداعي الذي أجبته فلك الحمد، فلك الحمد ربنا حمداً كثيراً على حمدٍ لك.
• وهذا عبدالرحمن بن يزيد قال: قلت ليزيد بن مرثد: ما لي أرى عينك لا تجف من البكاء؟ قال يزيد: إن الله عز وجل توعدني إن أنا عصيته أن يسجنني في النار، والله لو توعدني أن يسجنني في الحمام كنت حريّاً أن لا يجف لي دمع.
تعليق