الحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أمّا بعد:
فإنّه إذ تبيّن لنا خطورة النّظر، وفوائد غضّ البصر، فإليك – أخي الكريم – بعضَ الوسائل الّتي تعينني وتعينك على خوض هذه المعركة القاسية فارع لي أُذُناً صاغية، وامنحني فؤادا واعيا، وهاتِ قلبك الخيِّر، وامنحني عقلك النَّيِّر لأقول لك:
الوصيّة الأولى: إذا نظرت نظر الفجأة فاصرف بصرك:ففي صحيح مسلم عن جرير بن عبد الله البجليّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قال: سَأَلْت رَسُولَ اللَّه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ نَظْرَة الْفَجْأَة ؟ فَأَمَرَنِي أَنْ أَصْرِف بَصَرِي.
لوصيّة الثانية: ( يا عليّ ! لا تُتْبِعْ النّظْرَةَ النَّظْرَةَ ! فَإِنَّ لَكَ الأُولَى وَلَيْسَتْ لَكَ الآخِرَةُ ).
[رواه الإمام أحمد وأبوداود وهو حديث حسن].
وهذه قاعدة متّصلة بالقاعدة السّابقة، ومكمّلة لها، وهي قاعدة ذهبيّة في غضّ البصر وحفظه عن الحرام، قال ابن الجوزي رحمه الله:
" وهذا لأنّ الأولى لم يحضرها القلب، ولا يتأمّل بها المحاسن، ولا يقع الالتذاذ بها، فمتى استدامها مقدار حضور الذهن كانت كالثانية في الإثم ".
الوصيّة الثالثة: ( تجنب الجلوس والتسكع في الطرقات )
روى البخاري ومسلم عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (( إِيَّاكُمْ وَالْجُلُوسَ عَلَى الطُّرُقَاتِ ! )).
قَالُوا: مَا لَنَا بُدٌّ، إِنَّمَا هِيَ مَجَالِسُنَا نَتَحَدَّثُ فِيهَا ؟ قَالَ: (( فَإِذَا أَبَيْتُمْ إِلَّا الْمَجَالِسَ، فَأَعْطُوا الطَّرِيقَ حَقَّهَا )) قَالُوا: " وَمَا حَقُّ الطَّرِيقِ ؟" قَالَ:
(( كَفُّ الْأَذَى، وَرَدُّ السَّلَامِ، وَأَمْرٌ بِالْمَعْرُوفِ، وَنَهْيٌ عَنْ الْمُنْكَرِ، وَغَضُّ الْبَصَرِ )).
قال الإمام النّووي رحمه الله:" هذا الحديث كثير الفوائد، وهو من الأحاديث الجامعة، وأحكامه الظّاهرة، وينبغي أن يجتنب الجلوس في الطّرقَات لهذا الحديث ".
الوصيّة الرابعة: {يَعْلَمُ خَائِنَةَ الأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِى الصُّدُورُ}[غافر:19].
قال ابن عبّاس رَضِيَ اللهُ عَنْهُ:" هو الرّجل يكون جالساً مع القوم، فتمرّ المرأة فيسارقهم النّظر إليها ".
وقال:" هو الرّجل ينظر إلى المرأة، فإذا نظر إليه أصحابه غضّ بصره، فإذا رأى منهم غفلة تدسّس بالنّظر، فإذا نظر إليه أصحابه غضّ بصره، وقد علم الله عَزَّ وَجَلَّ منه أنّه يودّ لو نظر إلى عورتها ".
وقال مجاهد رحمه الله:" هي مسارقة نظر الأعين إلى ما نهى الله عنه ".
وقال قتادة رحمه الله:" هي الهَمْزَة بعينه وإغماضه فيما لا يحبّ الله تعالى ".
وسئل الجنيد رحمه الله: بم يستعان على غضّ البصر ؟ فقال: بعلمِك أنّ نظر الله إليك أسبق إلى ما تنظره.
وكان الإمام أحمد رحمه الله ينشد:
نعم، احفظ الله باتّباع أوامره واجتناب نواهيه وزواجره، يحفظك من الانزلاق في المعاصي والسّيئات، والوقوع في حبائل الشّهوات، وهو القائل:{ إنْ يَعْلَم اللهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْراً يُؤْتِكُمْ خَيْراً }.
أمّا أن تُحِيط نفسك بأسوار الشيطان، ثم تطالب نفسك بما لا تقدر عليه، وتتمنّى أن تغض بصرك، فحالك كما قيل:
فإنّه إذ تبيّن لنا خطورة النّظر، وفوائد غضّ البصر، فإليك – أخي الكريم – بعضَ الوسائل الّتي تعينني وتعينك على خوض هذه المعركة القاسية فارع لي أُذُناً صاغية، وامنحني فؤادا واعيا، وهاتِ قلبك الخيِّر، وامنحني عقلك النَّيِّر لأقول لك:
الوصيّة الأولى: إذا نظرت نظر الفجأة فاصرف بصرك:ففي صحيح مسلم عن جرير بن عبد الله البجليّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قال: سَأَلْت رَسُولَ اللَّه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ نَظْرَة الْفَجْأَة ؟ فَأَمَرَنِي أَنْ أَصْرِف بَصَرِي.
لوصيّة الثانية: ( يا عليّ ! لا تُتْبِعْ النّظْرَةَ النَّظْرَةَ ! فَإِنَّ لَكَ الأُولَى وَلَيْسَتْ لَكَ الآخِرَةُ ).
[رواه الإمام أحمد وأبوداود وهو حديث حسن].
وهذه قاعدة متّصلة بالقاعدة السّابقة، ومكمّلة لها، وهي قاعدة ذهبيّة في غضّ البصر وحفظه عن الحرام، قال ابن الجوزي رحمه الله:
" وهذا لأنّ الأولى لم يحضرها القلب، ولا يتأمّل بها المحاسن، ولا يقع الالتذاذ بها، فمتى استدامها مقدار حضور الذهن كانت كالثانية في الإثم ".
الوصيّة الثالثة: ( تجنب الجلوس والتسكع في الطرقات )
روى البخاري ومسلم عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (( إِيَّاكُمْ وَالْجُلُوسَ عَلَى الطُّرُقَاتِ ! )).
قَالُوا: مَا لَنَا بُدٌّ، إِنَّمَا هِيَ مَجَالِسُنَا نَتَحَدَّثُ فِيهَا ؟ قَالَ: (( فَإِذَا أَبَيْتُمْ إِلَّا الْمَجَالِسَ، فَأَعْطُوا الطَّرِيقَ حَقَّهَا )) قَالُوا: " وَمَا حَقُّ الطَّرِيقِ ؟" قَالَ:
(( كَفُّ الْأَذَى، وَرَدُّ السَّلَامِ، وَأَمْرٌ بِالْمَعْرُوفِ، وَنَهْيٌ عَنْ الْمُنْكَرِ، وَغَضُّ الْبَصَرِ )).
قال الإمام النّووي رحمه الله:" هذا الحديث كثير الفوائد، وهو من الأحاديث الجامعة، وأحكامه الظّاهرة، وينبغي أن يجتنب الجلوس في الطّرقَات لهذا الحديث ".
الوصيّة الرابعة: {يَعْلَمُ خَائِنَةَ الأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِى الصُّدُورُ}[غافر:19].
قال ابن عبّاس رَضِيَ اللهُ عَنْهُ:" هو الرّجل يكون جالساً مع القوم، فتمرّ المرأة فيسارقهم النّظر إليها ".
وقال:" هو الرّجل ينظر إلى المرأة، فإذا نظر إليه أصحابه غضّ بصره، فإذا رأى منهم غفلة تدسّس بالنّظر، فإذا نظر إليه أصحابه غضّ بصره، وقد علم الله عَزَّ وَجَلَّ منه أنّه يودّ لو نظر إلى عورتها ".
وقال مجاهد رحمه الله:" هي مسارقة نظر الأعين إلى ما نهى الله عنه ".
وقال قتادة رحمه الله:" هي الهَمْزَة بعينه وإغماضه فيما لا يحبّ الله تعالى ".
وسئل الجنيد رحمه الله: بم يستعان على غضّ البصر ؟ فقال: بعلمِك أنّ نظر الله إليك أسبق إلى ما تنظره.
وكان الإمام أحمد رحمه الله ينشد:
إذا ما خلوت الدّهــر يومـــا فــلا تقل خلوت ولكن قل على رقيب
ولا تحسبن الله يغفل ســـاعـة ولا أنّ ما يخفى عليـــه يغـــــيــب
الوصيّة الخامسة: تذكّر (( احفظ الله يحفظك )).نعم، احفظ الله باتّباع أوامره واجتناب نواهيه وزواجره، يحفظك من الانزلاق في المعاصي والسّيئات، والوقوع في حبائل الشّهوات، وهو القائل:{ إنْ يَعْلَم اللهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْراً يُؤْتِكُمْ خَيْراً }.
أمّا أن تُحِيط نفسك بأسوار الشيطان، ثم تطالب نفسك بما لا تقدر عليه، وتتمنّى أن تغض بصرك، فحالك كما قيل:
ترجو السلامة ولم تسلك مسالكها إنّ السفينة لا تجري على اليبس
وتذكّر قول الله تعالى:{وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِراً وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً} [الكهف:49].
تعليق