إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الانتقام؟ أم العفو عند المقدرة؟!

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الانتقام؟ أم العفو عند المقدرة؟!



    من أعظم الأخلاق رفعة
    العفو عند المقدرة , وهذه عبادة مهجورة , وهي من صفات الله وأسمائه الحسنى فهو سبحانه : العفو القدير , أي:يعفو بعد مقدرته على الأخذ بالذنب والعقوبة على المعصية

    .
    فالعفو بدون مقدرة قد يكون عجزاً وقهراً , ولكن العفو مع المقدرة والانتقام فلا شك أنه صفة عظيمة لله فيها الكمال , فهو سبحانه يحب العفو , ويحب أن يرى عبده يعفو ويصفح
    إن العفو هو خلق الأقوياء الذين إذا قدروا وأمكنهم الله ممن أساء إليهم عفوا.


    , وقد أمرالله سبحانه وتعالى رسوله بالعفو فقال:(خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ) (لأعراف:199)

    ويقول سبحانه وتعالى :(فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ )(الشورى: من الآية40)

    وقال تعالى: (وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُيُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) (آل عمران:134).

    وقال تعالى :(وَلا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْوَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَوَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلاتُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ)(النور:22)


    وقد نزلت هذه الآية عندما حلف أبو بكر رضي الله عنه ألا ينفق على مِسْطَح لأنه من الذين اشتركوا في إشاعة خبر الإفك عن عائشة رضي الله عنها، وقد كان الحلف عقوبة من الصديق لمسْطَح، فأرشد الله إلى العفو بقوله: )وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا(
    ثم ألمح الله في آخر الآية إلى أن من يعفو عمَّن يسيء إليه فإن الله يعفو عنه: ( أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ(


    عندما دخل النبي صلى الله عليه وسلم مكة منتصرًا، جلس صلى الله عليه وسلمفي المسجد، والمشركون ينظرون إليه، وقلوبهم مرتجفة خشية أن ينتقم منهم، أو يأخذ بالثأر قصاصًا عما صنعوا به وبأصحابه. فقال لهم النبي صلى الله عليهوسلم: (يا معشر قريش، ما تظنون أني فاعل بكم؟)
    قالوا: خيرًا، أخ كريم، وابن أخ كريم.. قال: (اذهبوا فأنتم الطلقاء)


    ومن أجمل ما ذكر:أن عبد الملك بن مروان لما أتي له بأسارى ابن الأشعث في وقت الفتنة قال عبد الملك لرجاء بن حيوة: ماذا ترى؟ قال: إن الله تعالى قد أعطاك ما تحب من الظفر فأعط الله ما يحب من العفو، فعفا عنهم.


    وقد بشر الرسول صلى الله وسلم عليه رجلا بالجنة في ثلاثة أيام متتالية , وليس له زيادة صلاة ولا زيادة صيام ولا زيادة صدقة , وهو لا يتنفل بالقيام كثيرا ولا بالصلاة كثيرا , ولكنه بشر بالجنة وهو يسمع .
    فلما تقصى ابن عمر رضي الله عنه ذلك وجد أنه لا ينام حتى يعفو عن الناس كلهم يقول : اللهم إني قد تصدقت بعرضي على الناس وعفوت عمن ظلمني .


    فالمسلم يكون هينا لينا سمحا تقيا , سهلا عفوا قريبا إلى الناس , متوددا إليهم , باذلا لهم , ناصحا لهم , ملتمسا لهم الأعذار في جميع تصرفاتهم نحوه , ويقول إذا صدر منهم ما يغضبه: هذا من الشيطان وليس منهم بل الشيطان هو الذي نزغ بهم , وهو الذي شجعهم على ذلك .
    ومن حاول أن يربي نفسه على هذه العبادة عاش مستريحاً , ينام ويستيقظ وهو في راحة .


    يقول الإمام ابن القيم : (يا ابن ادم .. إن بينك وبين الله خطايا وذنوب لايعلمها الا هو , وإنك تحب أن يغفرها لك الله , فإذا أحببت أن يغفرها لك فاغفر أنت لعباده , وأن وأحببت أن يعفوها عنك فاعف أنت عن عباده , فأنما الجزاء من جنس العمل ... تعفو هنا يعفو هناك , تنتقم هنا ينتقم هناك تطالب بالحق هنا يطالب بالحق هناك).


    طلب أحد الصالحين من خادم له أن يحضر له الماء ليتوضأ، فجاء الخادم بماء، وكان الماء ساخنًا جدًّا، فوقع من يد الخادم على الرجل، فقال له الرجل وهوغاضب: أحرقْتَني، وأراد أن يعاقبه، فقال الخادم: يا مُعَلِّم الخير ومؤدب الناس، ارجع إلى ما قال الله -تعالى-. قال الرجل الصالح: وماذا قال تعالى؟!
    قال الخادم: لقد قال تعالى: (والكاظمين الغيظ)
    قال الرجل: كظمتُ غيظي.
    قال الخادم: (والعافين عن الناس)
    قال الرجل: عفوتُ عنك.
    قال الخادم: (والله يحب المحسنين). قال الرجل: أنت حُرٌّ لوجه الله.


    حكى لنا القرآن الكريم مثالا رائعًا في قصة نبي الله يوسف -عليه السلام- مع إخوته، بعد أن حسدوه لمحبة أبيه له، فألقوه في البئر ليتخلصوا منه، وتمرُّ الأيام ويهب الله ليوسف -عليه السلام- الملك والحكم، ويصبح لهالقوة والسلطان بعد أن صار وزيرًا لملك مصر.
    وجاء إليه أخوته ودخلوا عليه يطلبون منه الحبوب والطعام لقومهم، ولم يعرفوه في بداية الأمر، ولكن يوسف عرفهم ولم يكشف لهم عن نفسه، وترددواعليه أكثر من مرة، وفي النهاية عرَّفهم يوسف بنفسه، فتذكروا ما كان منهم نحوه، فخافوا أن يبطش بهم، وينتقم منهم؛ لما صنعوا به وهو صغير، لكنه قابلهم بالعفو الحسن والصفح الجميل، وقال لهم: (لا تثريب عليكم اليوم يغفرالله لكم وهو أرحم الراحمين)


    كان النبي صلى الله عليه وسلم نائمًا في ظل شجرة، فإذا برجل من الكفار يهجم عليه، وهو ماسك بسيفه ويوقظه، ويقول: يا محمد، من يمنعك مني. فيقول الرسول صلى الله عليه وسلم بكل ثبات وهدوء: (الله).
    فاضطرب الرجل وارتجف، وسقط السيف من يده، فأمسك النبي صلى الله عليه وسلم السيف، وقال للرجل: (ومن يمنعك مني؟)
    فقال الرجل: كن خير آخذ. فعفا النبي صلى الله عليه وسلم عنه. متفق عليه


    حينما ذهب الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الطائف ليدعو أهلها إلىالإسلام، رفض أهلها دعوته، وسلَّطوا عليه صبيانهم وعبيدهم وسفهاءهم يؤذونه صلى الله عليه وسلم هو ورفيقه زيد بن حارثة، ويقذفونهما بالحجارة حتى سال الدم من قدم النبي صلى الله عليه وسلم.
    فنزل جبريل -عليه السلام- ومعه ملك الجبال، واستأذن النبي صلى الله عليهوسلم في هدم الجبال على هؤلاء المشركين، لكن النبي صلى الله عليه وسلم عفاعنهم، وقال لملك الجبال: (لا بل أرجو أن يُخْرِجُ الله من أصلابهم من يعبدالله وحده، ولا يشرك به شيئًا) متفق عليه.


    يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:
    ما نقصت صدقة من مالوما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله

    رواه مسلم


    منقول بتصرف


    اللهم أعز الإسلام والمسلمين
    وارفع راية الدين
    وارزقنا اتباع محمد صلى الله عليه وسلم واحشرنا معه.
    واجعل مصر بلدنا خير الأوطان ومشعل الهداية
    آمين
    التعديل الأخير تم بواسطة راجية حب الرحمن; الساعة 21-05-2011, 04:28 PM. سبب آخر: حجم الخط
    لا إله إلا الله, وحده لا شريك له, له الملك وله الحمد ,وهو على كل شيء قدير.

  • #2
    رد: الانتقام؟ أم العفو عند المقدرة؟!

    بارك الله فيكم ونفع بكم
    وعفا الله عنا وعنكم وعن امة محمد صل الله عليه وسلم
    اللهم ارزقنا الحلم عند الغضب
    والعفو عند المقدرة


    اسئلكم الدعاء ﻻخي بالشفاء العاجل وان يمده الله بالصحة والعمر الطويل والعمل الصالح

    تعليق

    يعمل...
    X