إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

▌ ♥♥♥▌ الشيخ يعقوب وقوة الهدوء.. مقال كالبلسم▌ ♥♥♥ ▐

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ▌ ♥♥♥▌ الشيخ يعقوب وقوة الهدوء.. مقال كالبلسم▌ ♥♥♥ ▐



    الشيخ يعقوب وقوة الهدوء


    فوجئ المربي الفاضل الشيخ أبي العلاء محمد بن حسين يعقوب بتضخيم كلماته؛ بالرغم من أنها لم تكن تصريحات في مؤتمر صحفي، ولا إعلانا في بيان سياسي، وإنما كانت فرحة بمفاجأة الخبر في المسجد بين أولاده، بدت في الكلمات لحظة الفرح بإثبات الوجود السلفي في الساحة، وقدرة الدعوة على الحفاظ على هوية مصر الإسلامية، في أول تجربة نرى فيها نزاهة الممارسة الانتخابية.


    التقطت أجهزة التربص كلمات الشيخ، وضخمتها وحملتها ما لا تحتمل، وكثفت مقالاتها ضده، ولم يزل الإعلام متربصا بكل كلمة ينطق بها الشيخ، فحضر الصحفيون له كل خطبة، واحتشدوا في كل درس، وملأ القوم كل مؤتمر، وتابعوا كل حلقة، كل ذلك بحثا عن رد مثير أو تصريح خطير

    ففوجئوا بغض الشيخ الطرف عن الخوض فيما يريدون، فبلغت حيلهم أن قامت بعض الصحف بتكلف تسمية الدروس من قبل نفسها بمجرد علمها بموعد الدرس، فقالت: "الشيخ يعقوب غدا في مؤتمر حاشد بمدينة كذا لتفسير غزوة الصناديق"، غير أن الشيخ الكبير الرباني البصير لم ينتهزها فرصة لصناعة مجد، أو لإطلاق التصريحات العنترية، أو حتى تقديم التنازلات الدبلوماسية، وإنما لم يزل حريصا على القلوب، حارسا للمنهج، فبهت القوم إذ لم يغنموا منه ما كانوا يأملون، ثم لم يتورعوا عن تغطية اللقاء صحفيا بافتراء تصرفات مائعة لم تحدث في المؤتمر بتاتا؛ اللهم إلا في خيالاتهم.


    ثم لم يزل الإعلاميون يلاحقونه، والصحفيون يحومون حوله، ويسوقون إليه الشفعاء والوسطاء لاستخراج موافقته على لقاء مثير، أو حوار حصري، أو حتى مداخلة صوتية، لكنه آثر الصمت التام حرصا على أمته، وصيانة لأمان البلاد، بعد أن بين أتم بيان، ورد على كل شبهة أثاروها، ودرأ كل قلق ادعوه، ثم أقبل بتركيز وبصيرة على صميم دعوته، وكرر قوله: أنا أعلم ماذا أُحسِن، وأعلم ما أستطيع.

    إن موقف الشيخ الصمودي حقا يملأ العين، ويجبر المرء على إجلاله، ولا تكاد تنفك الدهشة عن المرء إذ كيف ملك الشيخ أن يسكت عن هذا الظلم البين بالرغم من إتاحة الفرصة له ليتكلم ويكتب؟ وكيف قوي الشيخ على رد كل الوسطاء، الأحباء منهم والكبراء بإصرار عجيب لا يُفَل.

    لكن المدهش أكثر هو موقف الإعلاميين الذين أعرضوا تماما عن حديثه الأخير - قبل أن يغلق هذه القضية - وهو حديثه المسمى: "آخر كلام" في برنامج فضفضة المذاع يوم الجمعة 25 مارس 2011 على قناة الناس، والذي وضع فيه النقاط على الحروف، وفند فيه دعاوى القلق والخوف.



    فالمدهش حقا تجاهلهم هذه الربع ساعة المركزة الحاسمة، رغم أنها كانت بيانا لم يبق بعده أي لبس!
    كيف عدموا المانشيتات من كلماتها التي لم تذر نقدا إلا أراحت صاحبه وصالحته؟!



    * كيف تركوا - بل سلطوا- لهب التفزيع ليَمس دعوته... بالرغم من أنه أنهى هذه الكلمة مداعبا: "يبدو أنني أنا الذي سأسافر إلى كندا"؟!

    * أليسوا يريدون منه ولو كلمة؟!... لم صموا عن قوله: "لنبدأ صفحة جديدة ولنبن معا بلدنا جميعا"؟!

    * قال لمن قال في الاستفتاء "لا": "أحترم رأيه وأقدره"، فماذا يريدون أكثر من ذلك؟!

    * أراح الذين ادعوا الذعر والبلبلة والخوف... فقال: "أقول للصحفيين، أقول للنصارى، أقول للعلمانيين: "لا تخافوا، اطمئنوا تماما؛ لن يظلم من منهجنا أحد، لأن منهجنا يدعو إلى التسامح، وإننا إن كنا نقول أن الساحة الدعوية تسعنا وتسع غيرنا، فما بالك بالبلد؟ إنها بالطبع تسعنا وتسع غيرنا".


    * أكد للجميع أنه ليس إلا داعية، وأنه لا يصلح إلا لذلك، ولا يحسن إلا ذلك، وأنه لا مجال له إلا خطبة ودرس، يدعو إلى الله على بصيرة، ثم ما هو إلا رجل من المسلمين.


    فماذا يريدون أكثر مما قال؟..
    لِم لَم ينشروا هذا الذي قال؟ ..

    أليس في هذه الكلمات جوابا على كل سؤال؟ ..
    أليس في هذه الدقائق ما يكف القيل والقال؟ ..
    أم أنهم يكفلون لأنفسهم وحدهم حق الرد والبيان؟!!



    لماذا يُختزل حق الشيخ في الرد، في أنه قال: كنت أمزح؟!

    لماذا كتموا كل هذه النقاط التي تنهي الأزمة، وقدموا للأمة فقط أن الشيخ قال: كنت أمزح؟!



    إذن فلنرفع رؤوسنا بقوة شيخنا الكبير الذي تمثل (صمت المليء)، إذ أن القوم لو كانوا يريدون إيضاحا لكفاهم بيانه الذي قال، لكن الشيخ لما أبصر أنهم يريدونها أن تشتعل أعرض عنهم ومضى في دعوته كما قال سبحانه: {وَاللَّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا} [النساء: 81]

    ولنتعلم منه هذه القوة الخفية، قوة الهدوء والسكينة، والتي يتنزل بها النصر كما يقول الله سبحانه: { ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنْزَلَ جُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَعَذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ} [التوبة: 25 - 27]

    إن المعركة بين الحق والباطل محسومة، وإن كانت المعركة الحالية ميدانها البلبلة والتشويه
    فإن من جنود الله لحسم هذه المعركة "السكينة".

    وهذا هو الهدوء البطولي الذي قدر عليه الشيخ رغم الضغوط والاستفزازات الإعلامية إزاءه
    إنها (قوة السكينة) التي هي أبلغ من كثير من التصريحات والمؤتمرات، التي لا تمتد إلا على فُرُش الترخص، وبُسُط التنازلات الدبلوماسية، وغير ذلك من معاني المداراة والتلون.


    إن الكل يعلم أن الشيخ كان أكثر الناس مجافاة للمشاركة السياسية، وأبعدهم عن الخوض فيها، وأكثرهم تجنبا لمجالسها
    ثم جاء تقدير الله تعالى أن يمتحن الشيخ بمواجهة لم يسعَ إليها، بل وتعمد الابتعاد عنها مرارًا، فمضي اختيار الله بأن يضع سبحانه بين عيون القوم صورة قائد من قادتنا يختال بقوتنا في وجوههم، ويحبط بقوتنا طموحاتهم، ويقض سبات غفلتهم عن بأسنا وقدراتنا، ويؤكد امتياز منهجنا بتقديم حراسة العقيدة على أية حسابات.


    فلله درك أيها الفار من أدوار السفراء.. العاكف على تربية الجيل
    أوحى الله تعالى إلى نبي من أنبيائه: أن قل لقومك يخفون لي أعمالهم وعليَّ إظهارها.





    ثم تبقى علينا واجبات ثلاث في مرحلة السكينة هذه، نستطيع أن نسميها


    مقومات (قوة الهدوء)

    أولا: الاستجابة من قريب:

    قال الله عز وجل: {الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ (172) الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (173) فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ} [آل عمران: 172 - 174]

    وقال تعالى: {
    يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ} [الأنفال: 24]

    إن أول ما يجعل جهد القوم هباء منثورا أن نصمم على مبدأ الاستجابة من قريب

    ونلزم الطاعة في المعروف والمسارعة في الامتثال لتوجيهات العلماء دون تقديم عقولنا على توجيهاتهم، وأن يقتصر دور عقولنا وآرائنا على تدبر كلامهم، وفهم مقاصدهم

    وإن عجزنا فالطاعة في مخالفة الهوى أولى من اتباع النفس ومجاراة رأيها، كما قال الله جل جلاله: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ (25) أَنْ لَا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ أَلِيمٍ (26) فَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ مَا نَرَاكَ إِلَّا بَشَرًا مِثْلَنَا وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ وَمَا نَرَى لَكُمْ عَلَيْنَا مِنْ فَضْلٍ بَلْ نَظُنُّكُمْ كَاذِبِينَ} [هود: 25 - 27]


    إن أعداء الرسالات دوما يقولون هذه الكلمة: إن الشيوخ يضحكون على البسطاء، إنما أتباعهم هم الأميون الذين لا رأي لهم، إنهم يغسلون عقول الناس ويجعلونهم ببغاوات يطيعونهم {بادي الرأي}

    والحقيقة أن هذا الوصف ليس بمذمة ولا عيب لأن الحق إذا وضح لا يبقى للرأي ولا للفكر مجال، بل لا بد من اتباع الحق والحالة هذه لكل ذي زكاء وذكاء، بل لا يفكر ههنا إلا غبي أو عيي

    قال الله عز وجل مبينا أولي العقول والنهى: {
    فَبَشِّرْ عِبَادِ (17) الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ} [الزمر: 17، 18]

    وقد جاء في الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ما دعوت أحداً إلى الإسلام إلا كانت له كبوة غير أبي بكر فإنه لم يتلعثم".


    إن الرجل من أتباع الرسل قد يصدق عليه وصف الإنسان البسيط بمعنى (السهل)
    وقد سأل هرقل ملك الروم أبا سفيان: أشراف الناس اتبعوه أم ضعفاؤهم؟
    قال: بل ضعفاؤهم,
    فقال هرقل: هم أتباع الرسل.

    وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "
    ألا أخبركم بمن يحرم على النار وبمن تحرم عليه النار؟ على كل قريب هين سهل" [صحيح سنن الترمذي]

    إنها ليست ضعفا ولا بلاهة ولا قلة، وإنما تستطيع أن تسميها: (قوة الهدوء).




    ثانيا: الإعراض من أول مرة:


    إن آفة التعرض للشبهات أنها تضعف السير وتجعل الالتفات عادة سيئة للسائر إلى الله عز وجل، فتجد مثلا أن أكثر الذين ابتلوا بالإفراط في متابعة النشرات والتعليقات يفكرون في تصنيف أعدائهم: ((هل هم منافقون؟ أم زنادقة؟ أم كفار؟ أم ماذا؟ ))

    لكن الله وفر عليه هذا كله، فقال سبحانه: {أُولَئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللَّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ قَوْلًا بَلِيغًا}

    فلا عليك بما في قلوبهم، وحسبك أن الله يعلم
    فأعرض عنهم ولا تكترث بكثرة ترهاتهم
    ولا تحرص على أن تلقم كل ناعق حجة
    بل اصرف ذلك الحرص إلى مراعاة سلامة صدرك وصفاء سريرتك ورعاية حالك مع ربك
    وتأكد أن الله ناصر دينه ولو كره كل الخلق

    قال سبحانه: {وَاللَّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا}

    فأعرض عنهم ماسحا جراح قلبك بالعلم بأن الله يكتب
    وبأنه كافيك وكيلا سبحانه

    وتلك هي (قوة الهدوء)

    قال الله سبحانه: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ (112) وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا مَا هُمْ مُقْتَرِفُونَ (113) أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا وَالَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ} [الأنعام: 112 - 114]

    وقال سبحانه: {وَكَذَلِكَ زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ قَتْلَ أَوْلَادِهِمْ شُرَكَاؤُهُمْ لِيُرْدُوهُمْ وَلِيَلْبِسُوا عَلَيْهِمْ دِينَهُمْ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ} [الأنعام: 137]




    ثالثا: الحفاظ على أرصدة العزة والثبات واليقين:



    ينبغي ألا يفقدك موقف الدفاع عن الدين والنصرة لأوليائه أرصدة العزة والثبات واليقين، قال الله جل جلاله: {وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ} [آل عمران: 146]

    فإن اضطهاد الحق يؤكد عزته ورفعته؛ قال سبحانه: {قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآَيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ (33) وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلَى مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا وَلَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ وَلَقَدْ جَاءَكَ مِنْ نَبَإِ الْمُرْسَلِينَ} [الأنعام: 33، 34].


    تأمل هذا الموقف المهيب الذي اضطر له موسى عليه السلام:

    {قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ (23) قَالَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ (24)
    قَالَ لِمَنْ حَوْلَهُ أَلَا تَسْتَمِعُونَ (25) قَالَ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آَبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ (26)
    قَالَ إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ (27) قَالَ رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ (28)
    قَالَ لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلَهًا غَيْرِي لَأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ (29) قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكَ بِشَيْءٍ مُبِينٍ (30) قَالَ فَأْتِ بِهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ}
    [الشعراء: 23 - 31]


    تخيل أن فرعون لم يقل لمن حوله: (ألا تستمعون)، ولم يقل: (إن رسولكم الذي ارسل إليكم لمجنون)، ستجد سياق كلام موسى - عليه السلام - متصلا كجواب على السؤال الأول

    كأن موسى عليه السلام لم يسمع بقية تبجحهم وترهات اتهاماتهم، وإنما فقط أصغى للسؤال العملي العلمي الأول، ثم استمر في رسالته يبين الحق الذي معه دون تعليق على التحريض عليه، ودون التفات لحملات التشويه له، وتلك هي (قوة الهدوء).


    أيها الجيل!
    إن الدعوة إلى الله سبيل له أصل عريق يستحق التأسي به، وسلف ممتد إلى المرسلين،
    وكل محاولات إطفاء نورها مجربة ومكررة في حياة النبيين؛
    قال الله عز وجل:
    {مَا يُقَالُ لَكَ إِلَّا مَا قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِنْ قَبْلِكَ إِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ وَذُو عِقَابٍ أَلِيمٍ}





    وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
    ---------
    م ن ق و ل

  • #2
    رد: ▌ ♥♥♥▌ الشيخ يعقوب وقوة الهدوء.. مقال كالبلسم▌ ♥♥♥ ▐

    والله ان ماحدث اعتقد انه نصر من الله للشيخ
    فلقد زاد عدد متابعيه
    وقد يكون منهم من يهديه الله بسبب كلمة تخرج من الشيخ فلقد انقلبت لعبتهم عليهم والحمد لله
    بارك الله فيكم


    اسئلكم الدعاء ﻻخي بالشفاء العاجل وان يمده الله بالصحة والعمر الطويل والعمل الصالح

    تعليق


    • #3
      رد: ▌ ♥♥♥▌ الشيخ يعقوب وقوة الهدوء.. مقال كالبلسم▌ ♥♥♥ ▐

      جزاكم الله خيرا

      تعليق

      يعمل...
      X