إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

فلله در أولئك من أبطال .. تتفجر الشجاعة من عروقهم .. والإيمان من قلوبهم ..

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • فلله در أولئك من أبطال .. تتفجر الشجاعة من عروقهم .. والإيمان من قلوبهم ..

    * فلله در أولئك من أبطال .. تتفجر الشجاعة من عروقهم .. والإيمان من قلوبهم ..


    بل كان الأبطال .. لا يكتفون بالاعتزاز بدينهم .. ولا ببذل أموالهم وأجسادهم .. بل كانوا ينظرون إلى كل ما يستطيعون تقديمه للدين فيقدمونه .. من خبرة ومال .. أو حنكة قتال .. أو عقل راجح ..
    أول ما قدم النبي عليه الصلاة والسلام إلى المدينة .. كان أهلها أخلاطاً من يهود ومشركين .. ومسلمين .. فأراد صلى الله عليه وسلم أن يستصلح المدينة .. ويجمع أهلها على التوحيد ..
    وكان كعب بن الأشرف رأساً من رؤوس اليهود يقف له في كل سبيل .. ويصد عن سبيل الله من آمن ..
    بل كان يحرض على قتال المسلمين .. وينشد الأشعار .. ويندب من قتل من المشركين يوم بدر .. وكان شاعراً يشبب بنساء المسلمين .. ويهجو النبي عليه الصلاة والسلام وأصحابَه ..
    بل مضى إلى مكة .. يحرض قريشاً على قتال المسلمين .. وإيذاء المستضعفين ..
    فسأله كفار قريش لما رأوه يهودياً من أهل الكتاب .. قالوا : يا كعب .. أديننا أحب إلى الله أم دين محمد وأصحابه .. ؟ فإنا نطعم الجزور الكوماء .. ونسقي اللبن على الماء .. ونطعم ما هبت الشمال .. فقال لهم: أنتم أهدى منهم سبيلاً ..

    فأنزل الله:
    " أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُواْ نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ هَؤُلاء أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُواْ سَبِيلاً "

    .. ثم لم يزل يحرضهم .. حتى ما خرج من مكة .. إلا وقد أجمعوا أمرهم على غزو النبي عليه الصلاة والسلام ..

    فلما رأى النبي صلى الله عليه وسلم ذلك .. قال لأصحابه يوماً :
    من لكعب بن الأشرف .. فإنه قد آذى الله ورسوله ..
    فابتدر محمد بن مسلمة وقال : أنا لك به يا رسول الله .. أنا أقتله ..
    قال : فافعل إن قدرت على ذلك ..
    فخرج محمد بن مسلمة .. ثم احتبس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .. ثلاثة أيام ..
    وجعل لا يأكل ولا يشرب .. إلا ما يُعْلِق نفسَه ..
    فذُكر حاله لرسول الله صلى الله عليه وسلم .. فدعاه .. فقال : لم تركت الطعام والشراب ؟
    فقال : يا رسول الله .. قلت لك قولاً لا أدري .. هل أَفِي لك به أم لا ..
    قال : إنما عليك الجَهد ..
    قال : يا رسول الله .. إنه لا بد لنا أن نقول له فيك شيئاً .. ليطمئن إلينا ..
    قال : فقولوا ما بدا لكم .. فأنتم في حل من ذلك ..
    فاجتمع محمد بن مسلمة وأبو نائلة وكان أخا كعب من الرضاعة .. وعزما على قتله ..
    فذهب أبو نائلة إلى كعب .. فتحدث معه وتناشدا الشعر ثم قال :
    يا كعب .. إني قد جئتك لحاجة أريد ذكرها لك فاكتم عني ..
    قال : أفعل ..
    قال : كان قدوم هذا الرجلِ علينا بلاء ..
    عادتنا العرب .. ورمتنا عن قوس واحدة .. وقطعت عنا السبيل .. حتى ضاع العيال .. وجهدت الأنفس .. وأصبحنا قد جهدنا وجهد عيالنا .. وإنه قد سألنا صدقة وعنَّانا .. ونحن لا نجد ما نأكل ولا ما يأكل أولادنا .. وإني قد أتيتك أستسلفك ..
    فقال كعب : أنا ابن الأشرف ! أما والله لقد كنت أخبرك يا ابن سلاّمة أن الأمر يصير إلى ما أقول .. وأيضا والله لتملنه ..
    قال : إنا قد اتبعناه .. فلا نحب أن ندعه حتى ننظر إلى أي شيء يصير شأنه .. وقد أردنا أن تسلفنا وسقاً أو وسقين من تمر ..
    فقال كعب : ما دام ليس معكم مال .. فارهنوني شيئاً يكون عندي حتى توْفُوني ..
    قال : أيَّ شيء تريد ؟
    قال : ارهنوني نساءكم ..
    قالوا : كيف نرهنك نساءنا وأنت أجمل العرب ..!!
    قال : فارهنوني أبناءكم ..
    قال : كيف نرهنك أبناءنا .. فيسب أحدهم .. فيقال : رُهن بوسق أو وسقين .. هذا عار علينا ..
    ولكنا نرهنك السلاح ..
    وأراد أبو نائلة أن لا ينكر السلاح إذا جاؤوا به ..
    فقال : إن في السلاح لوفاء ..
    ثم واعده أن يأتيه ليلاً مع نفر يحملون معه التمر ..
    فلما كان الليل أقبل أبو نائلة مع محمدِ بنِ مسلمة .. ورجلين ..
    حتى انتهوا إلى حصنه .. فهتف به أبو نائلة .. يا أبا سعيد ..
    فأجابه كعب .. ثم قفز من سريره لينزل إليه ..
    فتعلقت به امرأته وقالت : أنت امرؤ محارَب .. وإن أصحاب الحرب لا ينزلون في هذه الساعة .. قال : إنه أخي أبو نائلة ..
    فقالت : إني أسمع صوتاً يقطر منه الدم ..
    قال : إن الكريم لو دعي إلى طعنة لأجاب .. ثم أقبل عليهم ..
    فقال محمد بن مسلمة لأصحابه ..
    إذا ما جاء فإني قابض بشعره لأشمه .. ثم أشِمُّكم .. ثم أشمه أخرى .. فإذا رأيتموني استمكنت من رأسه فدونكم فاضربوه ..
    فلما وصل إليهم .. فإذا هو ينفح من ريح الطيب ..
    فقال محمد بن مسلمة : ما رأيت كاليوم ريحاً ..
    فقال كعب : عندي أعطرُ نساء العرب .. وأكملُ العرب ..
    قال محمد : أتأذن لي أن أشم رأسك ؟
    قال : نعم .. فشمَّه .. ثم قال : تأذن لأصحابي أن يشموا ..؟
    قال : نعم ..
    ثم مشى معهم قليلاً يتحدثون .. ثم قال محمد بن مسلمة : تأذن لي أن أشم أخرى ؟
    قال : نعم .. فأدخل كلتا يديه في شعره .. وجرَّ رأسه إليه كأنه يشم .. فلما تمكن منه ..
    صاح بأصحابه : اضربوا عدو الله !
    فتسابقت إلى رقبته سيوفهم .. ومع شدة الظلام .. وتعدد السيوف .. وكثرة اضطرابه .. مزقوا رقبته ولم يصيبوا منه مقتلاً .. وجعل يخور ويصيح ..
    قال محمد بن مسلمة : ثم صاح عدو الله صيحة لم يبق حولنا حصن إلا أوقدت عليه نار .. فذكرت رمحاً معي فأخذته .. فوضعته عند سرته .. ثم اتكأت عليه حتى بلغت عانته .. فوقع عدو الله ميتاً .. فرجعنا حتى وصلنا المدينة .. فأقبلنا إلى رسول الله  فبشرناه ..
    فقال : أفلحت الوجوه .. قلنا : ووجهُك يا رسول الله أفلح ..
    فلله در أولئك من أبطال .. تتفجر الشجاعة من عروقهم .. والإيمان من قلوبهم ..
    ألا فليعلم الجبناء الذين يتكاسلون عن نصرة الدين .. أو يشكّون إذا رأوا تسلّط الكافرين ..
    وليعلم الخورةُ والضعفاءُ .. الذين يضطربون إذا رأوا سلاح المشركين .. أو سمعوا عن جيش الملحدين ..
    ليعلمْ هؤلاء وأولئك .. أن القوة ليست دائماً بدبابات وطائرات .. ولا مدافع وغواصات ..
    وإنما العقل قوة .. والإيمان قوة .. والحيلة قوة .. بل والله يمد بقوة .. فالملائكة الأشداء .. والصخور الصماء .. والرياح العاتية .. والأمراض القاضية .. والكيد بالكافرين .. بإرعاب قلوبهم .. واختلاف كلمتهم .. وإبطال مكرهم ..
    كلها قوى تسقط الطائرات .. وتغرق السفن والغواصات ..
    وما يعلم جنود ربك إلا هو ..
    يقف موسى عليه السلام .. أمام البحر .. فيضربه بعصاه .. فإذا بالبحر ينقلب جندياً من جنود الله .. فينشق يبساً للمؤمنين ويغرق الكافرين ..
    ويلقى إبراهيم عليه السلام في النار .. فإذا بها تكون جندياً من جنود الله .. فتكون عليه برداً وسلاماً ..
    ويجتمع الكفار لحرب محمد عليه الصلاة والسلام .. فإذا بالرياح تكون من جند الله .. فتفرق الكفار عن المدينة ..
    ويغزو يوشع عليه السلام .. فيقبل عليه الليل وهو لم يفرغ من عدوه .. فإذا بالشمس تنقلب جندياً من جنود الله .. فتحتبس عن المغيب .. وتنير له الدرب .. حتى انتصر ..
    ويقبل أبرهة من اليمن ليهدم الكعبة .. فإذا بطيور السماء .. تنقلب إلى جند من جند الله .. وترميه بحجارة من سجيل ..
    ويتكبر النمروذ الكافر عن طاعة الله .. فإذا بالذباب يكون من جند الله .. فلا يزال يؤذيه في رأسه حتى مات ..
    وما يعلم جنود ربك إلا هو .. وما هي إلا ذكرى للبشر ..
    ألا فليعلم الناس جميعاً .. مسلمُهم وكافرهم .. برُّهم وفاجرهم ..
    أن هذا الدين عزيز .. تسكب لأجل عزه الدماء .. وتسحق الأشلاء .. فيقوم هذا الدين على أشلاء أنبيائه .. وجماجم أوليائه .. وتوقد مصابيح الهداية بدم الشهداء الأبرار .. الذين يشرون الحياة الدنيا بالآخرة ..
    ليعلموا أن ركب الإسلام سائر بإذن الله .. وأن الله سيُبلِغُ هذا الدين ما بلغ الليل والنهار .. ولن يدع الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله هذا الدين بعز عزيز أو بذل ذليل .. عزاً يعز به الإسلام .. وذلاً يذل به الكفر .
    فالأولى بالمقصرين من أهل الإسلام .. والمعادين له من أهل الكفر والشرك .. أن يستسلموا لشرع الله ..

    ( أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ ءَامَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ ) .. سورة البقرة

    إنها سنة الله في هذا الكون لا تتبدل ولا تتغير ..
    إن النصر لا يتنزل كما ينزل المطر .. ولا يُمكن المؤمنون وهم قاعدون ..
    ومع أن الله قادر على نصر عباده بكن فيكون .. إلا أنه جل جلاله ..
    يبتليهم ويجعل طريق النصر صعباً وشائكاً ..
    ليُميِّز الصادق من الكاذب .. ويَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ
    .. (ذَلِكَ وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَانْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِنْ لِيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ )..
    سورة محمد

    وليتخذ الشهداء الأبرار
    .. (وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ )
    سورة محمد

    ولأن سلعته غالية .. ولا تشترى إلا بثمن غال .. بأرواح تزهق .. وأموال تنفق .. ودماء تسكب ..
    ألا فليعلم الكسالى .. والذين يحبون الراحة والدعة .. أنه لا مكان لهم في صف الأبطال .. فليتنحوا عنه من الآن .. وإلا فإن الأحداث كفيلة بتطهير الصف منهم ..
    سنة على سنة تراكم فوقها تعب الطريق وسوء حال المسلم
    سنة على سنة وأمتنا على جمر الغضى والحزن يشرب من دمي
    يا دار مأساة الشعوب تكلمي وعمي صباح الذل فينا واسلمي
    إنا على المأساة نشرب ليلنا سهراً وفي حضن التوجس نرتمي
    ما بين مؤتمر ومؤتمر نرى شبحاً يعبر عن خيال مبهم
    التوصيات تنام فوق رفوفها نوم الفقير أمام باب الأشأم
    شجب وإنكار وتلك حكاية ماتت لتحيا صرخة المستسلم
    أأبا الفوارس وجه عبلة شاحب وأمام خيمتها حبائل مجرم
    أأبا الفوارس صوت عبلة لم يزل فينا ينادي : ويك عنتر أقدم
    ترنو إليك الخيل وهي حبيسة تشكو إليك بعبرة وتحمحم
    أأبا الفوارس أمطرت من بعدكم سحبُ الهدى غيثاً هنيء الموسم
    لو أن عينك أبصرت إسلامنا لخرجت من كهف الضلال المعتم
    لو عشت في الإسلام ما عانيت من لون السواد ولا نضحت بمنشم


    * * * * * * * * * *
    التعديل الأخير تم بواسطة محبة المساكين; الساعة 14-11-2011, 02:31 AM. سبب آخر: تنسيق الموضوع



  • #2
    رد: فلله در أولئك من أبطال .. تتفجر الشجاعة من عروقهم .. والإيمان من قلوبهم ..

    جزاكم الله خيرا
    وينقل للقسم الناسب

    تعليق


    • #3
      رد: فلله در أولئك من أبطال .. تتفجر الشجاعة من عروقهم .. والإيمان من قلوبهم ..

      جزاكم الله خيرا
      وبارك الله فيكم



      تعليق


      • #4
        رد: فلله در أولئك من أبطال .. تتفجر الشجاعة من عروقهم .. والإيمان من قلوبهم ..

        ينقل لقسم زاد الداعية

        اسئلكم الدعاء ﻻخي بالشفاء العاجل وان يمده الله بالصحة والعمر الطويل والعمل الصالح

        تعليق


        • #5
          رد: فلله در أولئك من أبطال .. تتفجر الشجاعة من عروقهم .. والإيمان من قلوبهم ..

          المشاركة الأصلية بواسطة يكفينى أنى مسلمة مشاهدة المشاركة
          جزاكم الله خيرا
          وينقل للقسم الناسب
          جزاكم الله خيرا ونفع بكم
          تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال
          جعلنا الله وإياكم من اهل الفردوس الأعلى


          تعليق

          يعمل...
          X