السلام عليكم
وبشّر المؤمنين بشرى من رسول الله صلى الله عليه وسلم
هزيمةٌ نفسية ُمنكرة :
أحبتي في الله .. تحت زخم هذا الواقع الأليم الضاغط الذي لا يجهله أحد من المسلمين الآن ، سواء كان صغيراً أم كبيراً ، تحت زخم هذا الواقع أرى ريحاً عاتيةً من ريح القنوط واليأس تجتاح الآن كثيراً من القلوب ، من قلوب المسلمين والمسلمات في الشرق والغرب ، تلك الريح العاتية التي انعكست على كثيرٍ من الناس في كلماتهم الخطيرة: " لا فائدة .. إن لله وإنا إليه راجعون .. ضاع الدين .. انتهت الأمة ..
لقد أسمعت لو ناديت حيــــــاً ولكن لا حياةً لمن تنادي
ولو ناراً نفخت بها أضــــــــاءت ولكن أنت تنفخ في رمادِ
أنت تنفخ في قربة مقطوعة ممزقة .. هلك الناس .. " إلى آخر هذه الكلمات التي تجسد الآن الهزيمة النفسية تجسيدا ، وأنا أقرر بأن الأمة قد ابتليت بنكبات وأزمات كثيرة ، بَدءاً بأزمة الردة الحادة ، ومروراً بالهجمات التتارية الغاشمة ، ومرورا بالحروب الصليبية الطاحنة ، وزوال ظل الخلافة، وضياع الأندلس ، واحتلال اليهود لأرض فلسطين إلى آخر هذه النكبات والهزائم ، ومع ذلك فأنا أقول إن أخطر هزيمةٍ قد مُنيت بها الأمة في الواقع أو في العصر الحديث ، هي الهزيمةُ النفسية ، لأن المهزوم نفسياً مشلول الفكر والحركة ، لا يستطيع أن يفكر فضلاً عن أن يخطو على الطريق خطواتٍ عملية جادة ، وتزداد الهزيمة النفسية مع ضَعفِ الإيمان بالله تبارك وتعالى ، ومع التضخيم المستمر لقوة الأعداء والتقليل المستمر لقوة الأمة ، فضلاً عن الجهل بطبيعة الطريق ، فضلاً عن النظرة الضيقة للزمان والمكان ، كل هذه العوامل تَصُبُّ في هذا المستنقع الآثم مستنقع الهزيمة النفسية المنكرة ، فصرت تسمع الآن من يقول: " لقد تخلى الله الآن عن الكون " أقسم بالله سمعتها من ثلاثة أيام من رجلٍ كبير " لقد تخلى الله الآن عن الكون " .. إلى هذا الحد !! وقالها آخر: " أو لم يرى الله هذه الدماء التي تُسفك ، أو لم يرى الله هذه الأشلاء التي تُمزق ، أو لم يرى الله هذه البيوت التي تُدمر وتُهدم ، أين النُصرة؟ أين العزة؟ أين الإستخلاف؟ أين التنفيد؟ .. " وهناك من قال: " لا حل ولا نجاة للأمة من هذه الفتنة إلا أن تتخلى عن الركوعِ إلى الله لتركع في محراب أمريكا " .. إلى هذا الحد من الهزيمة النفسية المنكرة !! .
فإن بشرت: قال الله جل وعلا .. قال الرسول صلى الله عليه وسلم ... تنظر إلى علاماتٍ كبيرة تعلوا الوجوه ، أية بشرى أيها الشيخ الفطن يا من تتدعون أنكم لا تجهلون الواقع ..بم تبشرون أية بشرى والدماء تنزف ؟؟ أية بشرى والأشلاء تُمزق ؟؟ أية بشرى والقدس يصرخ ؟؟ أية بشرى والنساء والأطفال والرجال والشيوخ يصرخون وينادون على الأمة ... دون أن يجيبهم أحد ؟؟
فأردت الليلة أن أبشر حضراتكم بأسلوبٍ جديد ، وبطريقة أخرى ، سأضع الليلة النِقاط على الحروف، في أن الدولة المقبلة لهذا الدين ، لا بالبشريات العامة وإنما بالتفصيل للأحداث التي أخبر عنها الصادق الذي لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه وسلم ، فما من شيء وقع في الأمة ووقع في الأرض وسيقع إلى قيام الساعة إلا وأخبر عنه الذي لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه وسلم ، تدبّروا هذا التأصيل المهم الليلة .. ما من شيء نراه الآن وسيقع في الأيام المقبلة إلا وقد أخبرنا عنه الصادق الذي لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه وسلم .
هذا الواقع الذي تحولت فيه الأمة إلى قصعة مستباحة من كل أمم الأرض أخبرنا عنه النبي صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوى كما في الحديث الصحيح الذي رواه أحمد في مسنده وأبو داود في سننه من حديث ثوبان: " يوشك أن تتداعى عليكم الأمم كما تتداعى الأكلة إلى قصعتها ..
تصور منظر الطيور حينما تُقدم لها الطعام بعد جوعٍ شديد ، تصور مشهد الطيور وهي تتقاتل وتتقاذف ليلتقط كل طائرٍ نصيبه من هذه القصعة ، انظر إلى هذا الكلام النبوي بعين التدبر -" يوشك أن تتداعى عليكم الأمم كما تتداعى الأكلة إلى قصعتها ، قالوا: أومن قلة نحن يومئذ يا رسول الله ، قال: كلا ولكنكم يومئذٍ كثير ولكن غثاء كغثاء السيل وليوشكن الله أن ينزعن المهابة من قلوب عدوكم وليقذفن في قلوبكم الوهن ، قيل وما الوهن يارسول الله ؟ ، قال: حب الدنيا وكراهية الموت "
أيها الأفاضل تدبروا معي ما رواه البخاري ومسلم من حديث حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال: "لقد خطَبَنا النبي صلى الله عليه وسلم خطبةً ما ترك فيها شيئاً إلى قيام الساعة إلا وحدثنا به .. ما ترك فيها شيئا إلى قيام الساعة إلى وحدثنا به ، علمه من علمه وجهله من جهله " .. ما من شيء إلا وحدث به النبي صلى الله عليه وسلم ، فكل أمارات الساعة أخبرنا بها نبينا صلى الله عليه وسلم ، فالساعة علمها عند الله لا يستطيع عاقلٌ فضلاً عن عالم أن يجزم بوقتٍ محدد لإنتهاء الأرض ولقيام الساعة هذا لا يعلمه ملك مقرب ولا نبي مرسل بل هو من العلم الذي اختص به ربنا تبارك وتعالى نفسه .
قال جل وعلا: "يَسْأَلُكَ النَّاسُ عَنِ السَّاعَةِ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ " الأحزاب:63، قال جل وعلا: "يَسْأَلونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا , فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا , إلَى رَبِّكَ مُنْتَهَاهَا , إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرُ مَنْ يَخْشَاهَا" النازعـات :45:42، وفي صحيح مسلم عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن أمين أهل السماء نزل على أمين أهل الأرض فسأله عن الإسلام والإيمان والإحسان في الحديث المعروف ثم قال له: " متى الساعة ؟ فقال: " ماالمسؤول عنها بأعلم من السائل ، قال فأخبرني عن أماراتها قال: أن تلد الأمة ربتها وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاة الشاه يتطاولون في البنيان .. إلى آخر الحديث " . والله تبارك وتعالى يقول: "عَالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَداً , إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُول" الجـن :27:26، وقال جل وعلا:"وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ " البقرة:255 .
وقال جل وعلا بحق نبيه: " وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى , إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى" النجم:3:4 ، وفي مسند احمد بسند صحيح من حديث عبدالله بن عمرو قال: " كنت أكتب كل شيء أسمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم أريد حفظه فنهتني قريش وقالت إن رسول الله بشر يتكلم في الرضا والغضب ، قال عبدالله بن عمرو فأمسكت عن الكتابة حتى ذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: ((اكتب فوالذي نفسي بيدي ما خرج مني إلا الحق )) فعش مع هذا الحق .
روى مسلم في صحيحه من حديث أبي زيد عمرو بن أخطب رضي الله عنه أنه قال: " صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الفجر ثم صعِد المنبر ثم خطبنا حتى حضرت الظهر - تصور !! - صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الفجر ثم صعد المنبر ثم خطبنا حتى حضرت الظهر ، فنزل فصلى – أي الظهر - فصعد المنبر فخطبنا حتى حضرت العصر فنزل فصلى ، فصعد المنبر فخطبنا حتى غربت الشمس ، فأخبرنا بما كان وبما هو كائن فأعلمنا أحفظنا " .. فأعلمنا أحفظنا .. أي ا لكلام النبي صلى الله عليه وسلم .. فما من شيء إلا أخبر به الصادق .
روى أحمد في مسنده والحاكم في مستدركه بسند صححه شيخنا الألباني من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " سيأتي على الناس سنواتٍ خداعات يُصدّق الكاذب ويُكذب فيها الصادق ويؤتمن فيها الخائن ويخون فيها الأمين ، وينطق بها الروبيضة قيل من الروبيضة يا رسول الله قال: الرجل التافه وفي لفظ الرجل السفيه يتكلم في أمر العامة " نطق الروبيضات .. لا في أمر العوام بل في أمر الإسلام ، واقعٌ يجسده له نبينا الصادق الذي لا ينطق عن الهوى .
فهل أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم بما تعيشه الأمة الآن وبما سيُقبل عليها من محنٍ وفتنٍ وملاحم ؟؟؟؟ نعم .. وهذا هو عنصرنا الثاني من عناصر اللقاء :
ثانيا: الأخبار النبوية الفاصلة في الأحداث العالمية الحالية والمقبلة :
فأعرني قلبك وسمعك جيداً لتسمع العجب العُجاب ، ولن أخرج عن الصحيح فهذا ما نُعاهد عليه ربنا ، لقد أخبرنا الصادق الذي لا ينطق عن الهوى أن الله تبارك وتعالى سينصر دينه ، وسُيعلي كلمة الحق ، وسيُذِلُّ الشرك والمشركين ، وأخبرنا أن الجولة المقبلة لدين سيد المرسلين مهما وضع الكفر وأهله في طريق هذا الدين من عقباتٍ وسدود ، واعلم بأن الذي سيهيء الكون .. بل إن الكون كله الآن يتهيأ لهذه المرحلة ، الذي يُهيأ الكون كله لذلك .. هو مالك الملك ، وملك الملوك الذي يقول للشيء كن فيكون ، إن الأحداث تتلاحق الآن بسرعةٍ مذهلة ، ليهيأ الكون من خلال هذه الأحداث لكل ما أخبر عنه الصادق المصدوق الذي لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه وسلم.
لقد أخبرنا نبينا أن المرحلة الأخيرة المقبلة ستبدأ بهدنة ، بصلحٍ آمن بين المسلمين وبين الروم أو بني الأصفر، والروم وبنو الأصفر هُم الأوروبيون والأمريكيون بلا نزاع ، لا تنسى هذا المصطلح لأننا سنستخدمه الليلة كثيراً ، الروم أو بنو الأصفر هم الأوروبيون والأمريكيون بلا خلافٍ بين أهل التأريخ.
روى البخاري وغيره من حديث عوفٍ بن مالك رضي الله عنه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال[1]: " اعدد ستاً بين يدي الساعة ، موتي ، ثم فتح بيت المقدس ، ثم مُوْتَانٌ يأخذ فيكم كقعاص الغنم ، ثم استفاضة المال حتى يُعطى الرجل مائة دينار فيظلُّ ساخطاً ، ثم فتنةٌ لا يبقى بيتٌ من العرب إلا دخلته ، ثم هُدنةٌ تكون بينكم وبين بني الأصفر فيغدرون فيأتونكم تحت ثمانين غايةً تحت كل غايةٍ اثنا عشر ألفاً ".
أعدد ستاً بين يدي الساعة: أعدد ست علاماتٍ أو ست أماراتٍ بين يدي الساعة
- موتي: أي موت النبي صلى الله عليه وسلم.
- ثم فتح بيت المقدس: وقد فتح بيت المقدس أبو عبيدة بن الجراح وأصحاب رسول الله في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنهم جيمعاً أسأل الله عز وجل أن يأذن في فتحه من جديد .
- ثم موتان (بضم الميم) يأخذ فيكم كقعُاص أو كعقاص الغنم (والكلمتان في اللغة صحيحتان): طاعون أو داءٌ فتاك يستشري فيكم كما يستشري الطاعون في الأغنام ، وقد وقع هذا الطاعون في بلاد الشام في " طاعون عمواس " وهو الذي قتل فيه أبوعبيدة ومعاذ بن جبل وكثيرٌ من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.
- ثم استفاضة المال فيُعطى الرجل مئة دينار فيظل ساخطا: وأنت تُعطي الرجل الآن مئة دينار أو مئة درهم وترى السُخط على وجهه بل في كلماته ، إما لعدم القناعة والرضى ، وإما لإن هذا المبلغ لا يستطيع أن يعيش به في زمنٍ ارتفعت فيه الأسعار وغلت فيه المعيشة.
- ثم فتنة لا يبقى بيتٌ في العرب إلا دخلته : يراها كثيرٌ من علمائنا قد تجسدت في وسائل الإعلام بأشكالها وصورها المختلفة من تلفاز وفيديو وجرائد ومجلات ، ولا يخفى على أحد ما تحمله هذه الوسائل من خير وشر وفتنٍ لا يتجاهلها أحد .
- ثم تكون هدنة بينكم وبين الروم أو بني الأصفر فيغدرون فيأتونكم تحت ثمانين غاية تحت كل غاية راية : .. تدبر وفكر في العلامة الأخيرة ثم تكون هدنة بينكم وبين الروم أو بني الأصفر فيغدرون – أي الروم – فيأتونكم تحت ثمانين غاية .. والغاية هي الراية وسميت الراية بالغاية لأنها غاية الجيش فإن سقطت الراية ضاعت الغاية .. فيأتونكم تحت ثمانين غاية تحت كل غاية اثنى عشر ألفا .. جيشٌ يقترب قليلاً من المليون .
وفي رواية أحمد وأبي داود وابن ماجة وابن حبان بسند صحيح أنه صلى الله عليه وسلم قال[2]: " ستصالحون الروم صُلحاً أمنا فتغزون أنتم وهم عدواً من ورائهم – ولم يقل من ورائكم – فتَسْلَمُون وتغنمون ثم تنزلون بمرجٍ ذي تُلول – وسأحدد الآن بالدليل أين هو هذا المرج – ذي تُلول – أي في مكان تكثر فيه الخضرة والمياه – فيقوم رجلٍ من الروم فيرفع الصليب ويقول غلب الصليب غلب الصليب فيقوم إليه رجل من المسلمين فيقتله فعندئذ تغدر الروم وتكون الملاحم فيأتونكم تحت ثمانين غاية تحت كل غاية اثنى عشر الفا " .
يا تُرى من هذا العدو المشترك الذي سيحاربه المسلمون مع الروم ؟؟؟ هل هو الإرهاب على حد تعبير كل وسائل الإعلام الغربية ؟ هل هو المعسكر الشرقي .. روسيا ؟ الصين ؟ اليابان ؟ الجواب: الله أعلم بمراد نبيه .
إلا أن أهل الكتاب يؤمنون إيماناً جازماً بهذه المعركة الحاسمة الكبرى ، بل ويسمونها عندهم بكتبهم "هَرْمَجِدّونْ " هذه اللفظة ليست عندنا أهل السنة ، لينتبه طلبة العلم لذلك هذه اللفظة ليست من ألفاظ السنة ولكنها كلمة من كُتب أهل الكتاب ، لو رجعت مثلاً إلى سِفْر الرؤيا في الإصحاح السادس عشر لوجدت فقرةٌ تقول بالحرف: "وستجمع جيوش العالم كلها في موقعةٍ تُسمى هَرْمَجِدّونْ " وكلمة هَرْمَجِدّونْ كلمةٌ عبرية الأصل مكونة من مقطيعين هَرْ .. مَجِدّونْ ، أما كلمة هَرْ: فهي بمعنىجبل ، ومَجِدّونْ: أو مجيدُ سهلٌ أو وادٍ في قلب فلسطين - تدبّر لتقف على أرض المعركة ، بل لو قرأت عند هؤلاء من اليهود والنصارى لوجدتهم يعتقدون اعتقاداً جازما في هذه المعركة مقبلة ، بل من أعجب ما قرأت وأنا لا أسوق هذا للإستدلال لا .. إنما من باب الاستئناس لتقف على الموضوع من كل جوانبه ، والا ما ذكرت وسأذكر من أدلة ومن كتاب ربنا ومن كلام الصادق نبينا صلى الله عليه وسلم فيه الغنى والكفاية ، يقول الرئيس الأمريكي رونالد ريغان: "إن هذا الجيل بالتحديد هو الجيل الذي سيرى هرمجدون" ، يقول روبن في كتاب دراما نهاية الزمن: "كل شيء سينتهى في بضع من الزمن فسوف تقوم المعركة الكبرى ألا وهي معركة هرمجدون" ، تقول الكاتبة الأمريكية الشهيرة جيلت هالسل: "إننا نؤمن كمسيحيين -هذا على حد تعبيرها- بأن تاريخ الإنسانية سوف ينتهيى بمعركةٍ حاسمة فاصلة تُسمى هرمجدون" ، ويقول القس الأمريكي الخبيث جيمس روجر الذي ناظر الشيخ أحمد ديدات يقول: "كنت أود أن أقول لكم بأننا سوف نُحصِّلُ السلام لكن دعهم يعقدون ما يريدون من إتفاقيات السلام ، فإنهم لن يحققوا شيئا إن هرمجدون مقبلة وسوف يُخاض غمارها في واد مجيد فهناك أيامٌ سوداء مقبلة " .
هذا كلام القوم ، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول – تدبر معي الحديث مرة أخرى - :" ستصالحون الروم صُلحاً أمنا فتغزون أنتم وهم عدواً من ورائهم فتسلمون وتغنمون ثم تنزلون بمرجٍ ذي ثلول فيقوم رجلٍ من الروم فيرفع الصليب ويقول غلب الصليب - فالقوم لا يتحركون في أي مرحلة إلا من منطلق العقيدة وقد أُعْلِنَتْ في أول اللحظات أنها حربٌ صليبية وإن زُيِّنَتْ اللفظة بعد ذلك بالرتوش والكلمات المزخرفة ، شاء الله إلا أن يُظهر شيئا مما تحمله الصدور وصدق العزيز الغفور إذ يقول: " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لا يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ" آل عمران:118 - فيقوم رجل من الروم فيرفع الصليب ويقول غلب الصليب - فيغار رجلٌ مسلم من الموحدين - فيقوم إلى هذا الرجل الصليبي فيقتله ، فعنئذٍ يغدر الروم وتكون الملاحم " .
في هذه المرحلة – تدبر معي جيداً في كل كلمةٍ– في هذه المرحلة التي يغزو فيها الروم ويجمعون فيها الجموع ويعدون فيها العدة لإستئصال الإسلام والمسلمين .. انتبه.. يحدث أمرٌ كونيٌ قدريٌ لا دخلَ فيه لبشرٍ على وجه الأرض ، يقع في الأرض ، كما سينزل عيسى بن مريم ، وكما سيخرج المسيح الدجال ، وكما سيظهر يأجوج ومأجوج ، هذا الأمر الكونُي القدريُ هو ظهور محمدٍ بن عبدالله المهدي عليه السلام ، وأود أن أُأِصل من البداية أن الأحاديث في شأن المهدي قد بلغت مبلغ التواتر ، والحديث المتواتر عند جماهير علماء الأمة يفيد العِلمَ القطعي ، فمن ثَم العلم به واجب والعمل به قطعٌ لازم ، أكرر الأحاديث في شأن المهدي قد بلغت مبلغ التواتر ، والحديث المتواتر عند جماهير علماء الأمة يفيد العلم القطعي ، فمن ثَم العلم به واجب والعمل به قطعٌ لازم .
قال الصادق الذي لا ينطع عن الهوى صلى الله عليه وسلم ، كما في الحديث الذي رواه أحمد وغيره وصحح الحديث العلامة أحمد شاكر والعلامة الألباني رحمهما الله تعالى ، من حديث عليٍ رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "المهديُ منا أهل البيت يصلحه الله في ليلة" … هل تعرفون أيها الأفاضل معنى يصلحه الله في ليلة ؟ يعني ننام ليلةً كهذه الليالي ونستيقظ كل منا يقرأ الجرائد يفتح المجلات يفتح التلفاز يفتح الراديو فيسمع هذا الخبر في كل وكالات أنباء الدنيا: " لقد ظهر محمد بن عبدالله المهدي في مكةَ شرفها الله " .
تدبر حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي رواه أحمد في مسنده بسندٍ صحيح من حديث حذيفة بن اليمان رضي الله عنه أنه صلى الله عليه وسلم قال: " تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها ، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة فتكون فيكم ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها ، ثم تكون ملكاً عاضّا فتكون فيكم ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها ، ثم تكون مُلكاً جبريا – وهو ما تحياه الأمة الآن – فتكون فيكم ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها ، ثم تكون خلافةٌ على منهاج النبوة "
اللهم عجل بها يا أرحم الراحمين .
[1] فتح الباري – كتاب الجزية – باب 15 – حديث رقم 2469- حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِى حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْعَلَاءِ بْنِ زَبْرٍ قَالَ سَمِعْتُ بُسْرَ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا إِدْرِيسَ قَالَ سَمِعْتُ عَوْفَ بْنَ مَالِكٍ قَالَ أَتَيْتُ النَّبِى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِى غَزْوَةِ تَبُوكَ وَهُوَ فِى قُبَّةٍ مِنْ أَدَمٍ فَقَالَ اعْدُدْ سِتًّا بَيْنَ يَدَى السَّاعَةِ ..... " .
[2] صحيح الجامع الصغير وزيادته للألباني 3612 – (المشكاة : 5428) عن ذي مخمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ستصالحون الروم صلحاً أمنا ، فتغزون أنتم وهم عدوّا من ورائهم ، فتسلمون وتغنمون ، ثم تنزلون بمرجٍ ذي تلول فيقوم رجل من الروم فيرفغ الصلي ويقول: غلب الصليب ! فيقوم إليه رجلٌ من المسلمين فيقلته ، فيغدر القوم ، وتكون الملاحم ، فيجتمعون لكم فيأتونكم في ثمانين غاية في كل غايةٍ عشرة ألاف " .
تعليق