الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
فى ظل هذه الظروف الآخيرة قد يتسائل بعض الإخوة والأخوات
لماذا نسكت عن الحق ألسنا على الحق ؟ وألسنا أمة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر ؟ لماذا لا نجهر بالحق ؟؟
وبعض الإخوة يلتزم الصمت ولكنه يفكر فى هذه الأمور
والبعض الآخر يتصرف تصرفات حماسية قد تؤدى بالضرر البالغ عليه وعلى الدعوة
والبعض الآخر قد يتهم مشايخنا ودعاتنا إتهامات جارحة وهذا ما يؤلم القلب
لماذا نسكت عن الحق ألسنا على الحق ؟ وألسنا أمة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر ؟ لماذا لا نجهر بالحق ؟؟
وبعض الإخوة يلتزم الصمت ولكنه يفكر فى هذه الأمور
والبعض الآخر يتصرف تصرفات حماسية قد تؤدى بالضرر البالغ عليه وعلى الدعوة
والبعض الآخر قد يتهم مشايخنا ودعاتنا إتهامات جارحة وهذا ما يؤلم القلب
ومنا من يحمل بداخله هماً ورب الكعبة لا يعلم قدره وحجمه إلا الله فالأمر قد إشتد جداً ويعلم الله أن هذه الكلمات بدموعى أُسطرها لكم
ولكن نثق بوعد الله عز وجل وبوعد رسوله صلى الله عليه وسلم
فمهلاً مهلاً أحبتى فى الله يا من نُقش حبكم فى قلبى يا شباب أهل السنة
ولكن نثق بوعد الله عز وجل وبوعد رسوله صلى الله عليه وسلم
فمهلاً مهلاً أحبتى فى الله يا من نُقش حبكم فى قلبى يا شباب أهل السنة
فهذه بعض ضوابط وشروط الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر لشيخنا بن عثيمين حتى نكون على بصيرة قبل أن نتصرف فى أى شىء
قال رحمه في شرحه للاربعين النووية، الحديث الخامس والعشرين.:
والأمر بالمعروف لابد فيه من شرطين:
الشرط الأول: أن يكون الآمر عالماً بأن هذا معروف، فإن كان جاهلاً فإنه لا يجوز أن يتكلم، لأنه إذا أمر بما يجهل فقد قال على الله تعالى ما لا يعلم.
الشرط الثاني:أن يعلم أن هذا المأمور قد ترك المعروف، فإن لم يعلم تركه إياه فليستفصل، ودليل ذلك أن رجلاً دخل يوم الجمعة والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب فجلس، فقال له: "أصليت؟ قال: لا، قال: قم فصل ركعتين وتجوز فيهما" فلم يأمره بصلاة ركعتين حتى سأله هل فعلهما أولا، فلابد أن تعلم أنه تارك لهذا المعروف.
والنهي عن المنكر كذلك لابد فيه من شروط:
الشرط الأول:أن تعلم أن هذا منكر بالدليل الشرعي،لا بالذوق ولا بالعادة ولا بالغيرة ولا بالعاطفة، وليس مجرد أن ترى أنه منكر يكون منكراً، فقد ينكر الإنسان ما كان معروفاً .
الشرط الثاني: أن تعلم أن هذا المخاطب قد وقع في المنكر، فإن لم تعلم فلا يجوز أن تنهى، لأنك لو فعلت لعد ذلك منك تسرعاً ولأكل الناس عرضك، بل لابد أن تعلم أن ما وقع فيه منكر، مثال ذلك:
رأيت رجلاً في البلد يأكل ويشرب في رمضان ولنقل في المسجد الحرام، فليس لك أن تنكر عليه حتى تسأله هل هو مسافر أم لا؟ لأنه قد يكون مسافراً والمسافر يجوز له أن يأكل ويشرب في رمضان، فلابد أن تعلم أن هذا المخاطب قد وقع في هذا المنكر.
الشرط الثالث: أن لا يزول المنكر إلى ما هو أعظم، فإن زال المنكر إلى ما هو أعظم كان إنكاره حراماً، لأن إنكاره يعني أننا حولناه مما هو أخف إلى ما هو أشد.
وتحت هذه المسألة أربعة أقسام:
القسم الأول:أن يزول المنكر بالكلية .
القسم الثاني:أن يخف.
القسم الثالث:أن يتحول إلى منكر مثله.
القسم الرابع:أن يتحول إلى منكر أعظم.
فإذا كان إنكار المنكر يزول فلا شك أن الإنكار واجب.
وإذا كان يخف فالإنكار واجب، لأن تخفيف المنكر أمر واجب.
وإذا كان يتحول إلى ما هو مثله فمحل نظر، هل يُرجَّح الإنكار أو لا، فقد يرجح الإنكار لأن الإنسان إذا تغيرت به الأحوال وانتقل من شيء إلى شيء ربما يكون أخف، وقد يكون الأمر بالعكس بحيث يكون بقاؤه على ما هو عليه أحسن من نقله لأنه إذا تعود التنقل انتقل إلى منكرات أخرى.
وإذا كان يتحول إلى ما هو أعظم فالإنكار حرام.
فإذا قال قائل :علل أو دلل لهذه الأقسام؟
فنقول: أما إذا كان إنكاره يقتضي زواله فوجوبه ظاهر لقول الله تعالى: (وتعاونوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى ) (المائدة: الآية2) وقوله: (وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ )(آل عمران: الآية104) وقول النبي صلى الله عليه وسلم: "وَالَّذي نَفسي بيَده لتَأمُرنَّ بِالمَعروفِ وَتَنهَونَّ عَنِ المُنكَر وَلِتَأخُذنَّ عَلى يَدِ الظَالِمِ وَلِتَأطُرَنَّهُ عَلى الحقَِّّ أَطراً" وذكر الحديث وعيداً شديداً.
أما إذا كان الإنكار يؤدي إلى تخفيفه فالتعليل أن تخفيف الشر واجب، وقد يقال: إن الأدلة السابقة دليل على هذا، لأن هذا الزائد منكر يزول بالإنكار فيكون داخلاً فيما سبق.
أما إذا كان يتحول إلى ما هو أنكر فإن الإنكار حرام، ودليل ذلك قول الله عزّ وجل : (وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ )(الأنعام: الآية108) فنهى عن سب آلهة المشركين مع أنه أمر واجب، لأن سب آلهتهم يؤدي إلى سب من هو منزه عن كل نقص وهو الله عزّ وجل، فنحن إذا سببنا آلهتهم سببنا بحق، وهم إذا سبوا الله سبوه عدواً بغير حق.
ويذكر عن شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - أنه مر مع صاحب له على قوم من التتر يشربون الخمر ويفسقون، ولم ينههم شيخ الإسلام عن هذا فقال له صاحبه: لماذا لا تنهاهم؟ وكان - رحمه الله - ممن عرف بإنكار المنكر، فقال: لو نهيت هؤلاء لقاموا إلى بيوت الناس ونهبوها وانتهكوا أعراضهم، وهذا أعظم مما هم عليه الآن - فانظر للفقه في دين الله عزّ وجل-.
*******************************
فنسأل الله أن يوفقنا وإياكم وأن يعلمنا وإياكم
ولكل مقام مقال وليس كل ما يُعلم من الحق يقال
ولابد من إختيار الكلام المناسب فى الوقت المناسب والمكان المناسب
وجزاكم الله خيراً
*******************************
فنسأل الله أن يوفقنا وإياكم وأن يعلمنا وإياكم
ولكل مقام مقال وليس كل ما يُعلم من الحق يقال
ولابد من إختيار الكلام المناسب فى الوقت المناسب والمكان المناسب
وجزاكم الله خيراً
تعليق