عيد الميلاد المجيد
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده
وبعد ،،،
فإن يوم العيد يوم فرح وسرور لمن طابت سريرته وخلصت لله نيته وحسن تعامله مع الخلق
يوم العيد يوم توزيع الجوائز والهدايا على الفائزين، إنه الفوز العظيم، فوز بالطاعة وظفر بالأعمال الصالحة
ليس العيد لمن لبس الجديد، وإنما العيد لمن طاعاته تزيد، ليس العيد لمن تمتع بالشهوة وجرى وراء اللذة، إنما العيد لمن خرج من الطاعات ونفسه مطمئنة
إن أعياد المسلمين ترتبط بالطاعة والعبادة، فالفطر بعد صوم رمضان، والأضحى بعد صوم عرفة، عيد الفطر بعد أفضل الشهور عند الله، وعيد الأضحى ختام أفضل الأيام عند الله عز وجل
إن العيد عندنا طاعة يفرح فيه المسلمون بطاعة ربهم عز وجل وهم يخرجون للصلاة واستماع الموعظة يكبرون الله تعالى
وأما أعياد غير المسلمين من أهل الغرب والنصارى فهي مشحونة بالفسق والاختلاط والتبرج والإسراف ولامكان لطاعة أو عبادة ، فلا يصح لمسلم أن يحتفل بها وقد خصنا الله بأفضل منها يومي الفطر والأضحى ، فعن أنس رضي الله عنه قال : قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما في الجاهلية فقال : " ما هذان اليومان ؟ قالوا كنا نلعب فيهما في الجاهلية، فقال رسول الله قد أبدلكم الله خيرًا منهما يوم الأضحى، ويوم الفطر"
أما عند غيرنا ، فنحن لانجد ارتباطاً بين العيد والعبادة عندهم ، وقد يقول قائل أنهم يجتمعون في الكنيسة للصلاة ، فنقول له أنهم يزعمون أنهم يحتفلون بذكرى ميلاد المسيح عليه السلام وهم يخلفونه فيما أمرهم به { أن اعبدوا الله ربي وربكم } ويتخذونه إلهاً أو ثالث ثلاثة ويفصلون الدين عن الدنيا ويحصرونه بعقائد وأفعال لا تمت إلى دين التوحيد بصلة ويجعلون رؤساء دينهم شفعاء ووسطاء
ولو نظرت إلى احتفالهم بعيد الميلاد وأمثاله لعرفت أنه دنيوي ليست له هذه الصفة الروحية التي تبدو فيها أعياد المسلمين ، وإذا كانت أعيادنا تتّسم بالطاعة والرحمة والشفقة والمودة والتعاطف فإن الصفة الغلبة على أعيادهم هي السعي وراء الملذات والشهوات وإطلاق النفوس على هواها وتحريرها من قيود العفة والفضيلة والمروءة والحياء ، فهم لايتورعون عن حضور حفلات الغناء واللهو واختلاط الرجال بالنساء الكاسيات العاريات المتبرجات ومراقصتهن بشكل فاضح يشمئز منه مَن كان في نفسه مثقال ذرة من حياء ، ويشربون الخمور حتى الثمالة فإذا صرعتهم وأصبحوا سكاري أطفأوا الأنوار واختلط حابلهم بنابلهم ، فظُنَّ آنئذٍ شراً ولا تسأل عن الخبر !
ولقد كانت ولادة المسيح عليه السلام هداية ورحمة للبشر لانتشالهم من ظلام الجهل والكفر إلى نور العلم والإيمان ، وأرسله الله سبحانه وتعالى كما أرسل الأنبياء من قبله لدلالة الناس على طريق الحق والهدى وليملأ الدنيا عدلاً كما ملئت ظلماً فخالف هؤلاء الناس أوامره وراحوا يحتفلون بذكرى ميلاده بهذا الشكل المخزي الذي صوّره لهم الشيطان ،
وإن أعجب فعجبي لنفر من المسلمين الذين يشاركون هؤلاء في احتفالاتهم الفاجرة ولا يردعهم عن ذلك دين ولا خلق فأين هؤلاء من قول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم ( من تشبه بقوم فهو منهم)
والله من وراء القصد
وكتبه / صلاح عبد المعبود
تعليق