:lll:
الطريق الى الالتزام يحتاج إلى إرادة قوية وشجاعة التغيير
أجواء رائعة مهيبة تغمر الملتزم حديثا، رهبة القرب تسحره، شعور قوي بأنه بعث من جديد، خلع عن جسده رداءً متسخا ضيقا، وأهداه الله لباس التقوى، ينتفض قلبه بين أضلعه، يود أن يهتدي الناس أجمعون لكي يذوقوا حلاوة العودة إلى الله.
ولكن يخطئ من يتصور أن الالتزام أمر يسير، وحياة وردية بلا أي مشاكل، لقد أوضح لنا الرسول صلى الله عليه وسلم هذا في قوله: "يأتي علَى النَّاسِ زمانٌ الصَّابرُ فيهِم على دينِهِ كالقابِضِ على الجمرِ"صححه الألباني.. وهل يقطف ثمار الجنة إلا من تعب في غرسها؟
فهناك العديد من العثرات التي يجدها الملتزم حديثا في طريقه إلى الله، إن لم يعِ خطورتها وكيفية التعامل معها؛ ربما يتعثر، ولا يستطيع استكمال الطريق.
فإما أن يجر ذيل الخيبة ويعود إلى حياة الفوضى والمعاصي حيث كان يعربد، أو يقف مكانه في منتصف الطريق؛ لا يطول جنة المقربين، ولا يلهو مع المغرورين. فترى ما هي تلك العثرات؟...
يجمل الدكتور عبد الحكم الصعيدي- الأستاذ بجامعة الأزهر
معاناة الملتزم حديثا فيما يلي:
أولا: الحنين إلى مرحلة التساهل وعدم الالتزام بالضوابط الشرعية، فهو يقارن حاله بعد الالتزام بحالة قبل الالتزام؛ لأن الالتزام مقيد، وهو ما أكده النبي صلى الله عليه وسلم: "حفت الجنة بالمكاره وحفت النار بالشهوات". صحيح مسلم
ثانيا: تخاذل الوسط الاجتماعي والأسري عن مساندته؛ فقد يجد الملتزم حديثا بعض المنغصات التي تؤثر عليه، وقد تصرفه عن التزامه؛ كأن يكون هو الملتزم الوحيد في أسرته، أو لا يستطيع ترك شلة الإخوان غير الملتزمين لما يربطه بهم من روابط.
ثالثا: قلة المعلومات الدينية؛ وهو ما يؤدي إلى حيرته في كثير من الأحوال، وقد لا يسعفه وجود عالم واعٍ يوضح له هذه القضايا
إمكانية مواجهة هذه العقبات من خلال:
ا**العزيمة الصادقة والتوكل على الله، وترك كل أمر يجر إلى الوراء
ا**الصحبة الصالحة التي تعين على الطاعة، حيث يقول تعالى: {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلاَ تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلاَ تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا} ( الكهف: 28).
الانتظام اليومي على ورد ثابت من القرآن الكريم والاستغفار والأدعية النبوية **
عدة خطوات عملية يجب أن يسير عليها الملتزم حديثا؛ تتمثل في:
1 - الاقتراب من الصالحين؛ لأنه يدعم إرادة المتدين، كما يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم: "المؤمن مرآة المؤمن والمؤمن أخو المؤمن يكف عليه ضيعته ويحوطه من ورائه".حسنه الألباني
2 – عدم الانقطاع عن العبادة لأي سبب؛ لأن الانقطاع عن ممارسة الدين يكون بمثابة انقطاع عن الدواء بالنسبة للمريض، فإذا انقطع الملتزم حديثا عن العبادة فسوف ينتكس ويتضاعف مرضه.
3 – تحصيل العلم الديني، وزيادة حضور جلسات الوعظ، وتذكر الموت وأحوال الآخرة؛ لأن ذلك يزيل قسوة القلب، ويحمي المتدين من فساد البيئة المحيطة، ويجعل في قلبه رحمة بنفسه وبالآخرين.
4 – تقوى الله في كل وقت، فعلى كل من دخل الإسلام العملي بعد غيبة أو تغييب؛ أن يتقي الله حيثما كان، ويتوب بسرعة ويندم على أي ذنب اقترفه.
5 - مخالقة الناس بأخلاق حسنة، وعدم مخاطبتهم باعتبار نفسه مفتيا في الدين، وينبغي أن يحمي نفسه من التطرف في الفكر والرأي.
6 – عدم التقوقع وهجر الناس، بل يستعين المتدين بمنظور الدين في فهم الواقع والتعامل مع العالم.
7- عدم النظر إلى غير المتدينين على أنهم يعيشون في عالم الضلال، بل يتواضع لله، ويشكره على نعمة الدين، فربما يتعثر ويرجع في لحظة
الطريق الى الالتزام يحتاج إلى إرادة قوية وشجاعة التغيير
أجواء رائعة مهيبة تغمر الملتزم حديثا، رهبة القرب تسحره، شعور قوي بأنه بعث من جديد، خلع عن جسده رداءً متسخا ضيقا، وأهداه الله لباس التقوى، ينتفض قلبه بين أضلعه، يود أن يهتدي الناس أجمعون لكي يذوقوا حلاوة العودة إلى الله.
ولكن يخطئ من يتصور أن الالتزام أمر يسير، وحياة وردية بلا أي مشاكل، لقد أوضح لنا الرسول صلى الله عليه وسلم هذا في قوله: "يأتي علَى النَّاسِ زمانٌ الصَّابرُ فيهِم على دينِهِ كالقابِضِ على الجمرِ"صححه الألباني.. وهل يقطف ثمار الجنة إلا من تعب في غرسها؟
فهناك العديد من العثرات التي يجدها الملتزم حديثا في طريقه إلى الله، إن لم يعِ خطورتها وكيفية التعامل معها؛ ربما يتعثر، ولا يستطيع استكمال الطريق.
فإما أن يجر ذيل الخيبة ويعود إلى حياة الفوضى والمعاصي حيث كان يعربد، أو يقف مكانه في منتصف الطريق؛ لا يطول جنة المقربين، ولا يلهو مع المغرورين. فترى ما هي تلك العثرات؟...
يجمل الدكتور عبد الحكم الصعيدي- الأستاذ بجامعة الأزهر
معاناة الملتزم حديثا فيما يلي:
أولا: الحنين إلى مرحلة التساهل وعدم الالتزام بالضوابط الشرعية، فهو يقارن حاله بعد الالتزام بحالة قبل الالتزام؛ لأن الالتزام مقيد، وهو ما أكده النبي صلى الله عليه وسلم: "حفت الجنة بالمكاره وحفت النار بالشهوات". صحيح مسلم
ثانيا: تخاذل الوسط الاجتماعي والأسري عن مساندته؛ فقد يجد الملتزم حديثا بعض المنغصات التي تؤثر عليه، وقد تصرفه عن التزامه؛ كأن يكون هو الملتزم الوحيد في أسرته، أو لا يستطيع ترك شلة الإخوان غير الملتزمين لما يربطه بهم من روابط.
ثالثا: قلة المعلومات الدينية؛ وهو ما يؤدي إلى حيرته في كثير من الأحوال، وقد لا يسعفه وجود عالم واعٍ يوضح له هذه القضايا
إمكانية مواجهة هذه العقبات من خلال:
ا**العزيمة الصادقة والتوكل على الله، وترك كل أمر يجر إلى الوراء
ا**الصحبة الصالحة التي تعين على الطاعة، حيث يقول تعالى: {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلاَ تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلاَ تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا} ( الكهف: 28).
الانتظام اليومي على ورد ثابت من القرآن الكريم والاستغفار والأدعية النبوية **
عدة خطوات عملية يجب أن يسير عليها الملتزم حديثا؛ تتمثل في:
1 - الاقتراب من الصالحين؛ لأنه يدعم إرادة المتدين، كما يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم: "المؤمن مرآة المؤمن والمؤمن أخو المؤمن يكف عليه ضيعته ويحوطه من ورائه".حسنه الألباني
2 – عدم الانقطاع عن العبادة لأي سبب؛ لأن الانقطاع عن ممارسة الدين يكون بمثابة انقطاع عن الدواء بالنسبة للمريض، فإذا انقطع الملتزم حديثا عن العبادة فسوف ينتكس ويتضاعف مرضه.
3 – تحصيل العلم الديني، وزيادة حضور جلسات الوعظ، وتذكر الموت وأحوال الآخرة؛ لأن ذلك يزيل قسوة القلب، ويحمي المتدين من فساد البيئة المحيطة، ويجعل في قلبه رحمة بنفسه وبالآخرين.
4 – تقوى الله في كل وقت، فعلى كل من دخل الإسلام العملي بعد غيبة أو تغييب؛ أن يتقي الله حيثما كان، ويتوب بسرعة ويندم على أي ذنب اقترفه.
5 - مخالقة الناس بأخلاق حسنة، وعدم مخاطبتهم باعتبار نفسه مفتيا في الدين، وينبغي أن يحمي نفسه من التطرف في الفكر والرأي.
6 – عدم التقوقع وهجر الناس، بل يستعين المتدين بمنظور الدين في فهم الواقع والتعامل مع العالم.
7- عدم النظر إلى غير المتدينين على أنهم يعيشون في عالم الضلال، بل يتواضع لله، ويشكره على نعمة الدين، فربما يتعثر ويرجع في لحظة
تعليق