بسم الله الرّحمن الرّحيم
الحمد لله والصّلاة والسّلام على رسول الله
لِماذا لا تَكُونِين دَاعِية ؟
قال الله تعالى (وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاًمِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ)33 فصّلت
علّق الحسن البصري-
رحمه الله -على هذه الآية قائلا : "هو المؤمن أجاب الله في دعوته ودعا الناس إلى ما أجاب الله فيه من دعوته وعمل صالحا في إجابته فهذا حبيب الله ، هذا ولي الله!"
أختي في الله ، ألا تُحرّك هذه الآية في نفسك شيئا؟ أتراك تنهّدت حين قرأتِ قول الحسن البصري؟ أتراك شعرت بحسرة البعد؟ أتُراك طمعت في لذّة القرب؟
واهًا لمقام الدّعوة !
لمثله تُشدّ الرّحال ، ولبلوغه يُصرف التّضرع والابتهال ، وثمرته رفقة خير الأنام،ومستقر صاحبه قرب من الرّحيم الرّحمن!
فلله درّ هذه الغيورة التي تكسب الآن عبراتها وترحل بفكرها عن دنياها ، لتحصر أنفاسها في فكرة واحدة " لماذا لا أكون داعية"
أجل أيتها الغالية لماذا لا تكونين داعية ؟
ما الذي يحول بينك وبين ارتقاء مقام الدّعوة ،أشرف المقامات ، لعل أغلب حججك مفادها ظنك أنّك لست مؤهلة،دعيني أسألك أتعرفين أن الصّلاة عمود الإسلام؟ أتعرفين شروطها وأركانها ؟
إذن كم من أخت تعرفين أنها لا تصلي أو قد تصلي صلاة خاطئة ؟لماذا لم يخطر ببالك يوما أن تنصحيها برفق وأدب ؟
هذه دعوة!
أفترين نفسك حقا غير مؤهلة لكلمة نصح؟
أم أنّه التّقصير والعجز والتقاعس عن خدمة دين الله؟
بل هو الهروب من المسؤولية!
فيا سائرة إلى الحياة الطيبة ، لكم أخاف أن تتجه إليك أصابع الاتّهام ، ويصرخ في وجهك
" ارجعي فآمني فإنّك لم تؤمني!"
وذلك لأنّ تقصيرك في الدعوة هو انتقاص من تمام الإيمان تأملي حديث النبي صلى الله عليه وسلم
(لا يؤمن أحدكم حتى يُحبّ لأخيه ما يحبّ لنفسه ) صححه الألباني
أجري حوارًا داخليّا " أأحب أن أدخل الجنة؟ نعم إذن لما لا أدعو غير لدخول الجنة؟أيسعدني أن أكون قريبة من الله؟ نعم ، إذن لم لا أدلّ غيري على سبل التقرب إلى الله؟
أمرك الرسول صلى الله عليه وسلم بأبي وأمي هو أن تبلغي عنه ولو آية ، فمتى ستقولين سمعت وأطعت؟ ثم تجلسين مع طفل صغير أو أم فاضلة أو أخت غالية فتُلقنين أحدهم آية تحفظينها أو حديثا تتعلّمينه؟
هذه دعوة! فعدّي كم فاتك من خير منذ أشرقت
شمس الهداية عليك وأنت غير آبهة بدلالة من حولك على الخير؟
الكثير الكثير ، حسنات بالقناطير ، كان بإمكانك أن تثقلي بها ميزان حسناتك؟ لكنك غفلت وألهتك المغريات وأضعت وقتك في التفاهات وآثرت الملذات على الجنة غزيرة الخيرات...
أفلا تقومين؟ أفلا تبدئين عهداجديدا؟
ღღღ
أختي الحبيبة، أبصر في عينيك بحر حزن ، وأرى في أفقه بصيص أمل، ولذا فسأركب زورق الذكرى(وذكّر فإنّ الذكرى تنفع المؤمنين ) وأنا أحمل بين يدي لك قنديلا حتى أدرك ذلك البصيص فأضع مكانه هذا القنديل ، فإنّك إذا لمسته بقلب صادق أنارت شمعاته ظلام اليأس وأدركت حينها أنّ على أهبة إرساء أول خطوة في طريق الدّعوة...
قنديلي هذا حديث للنبي صلى الله عليه وسلم ، وكيف لا يُنير ظلمة اليأس وكلّ ما تلفّظ به المصطفى بلسم للجراح ، ونور للظلمات
( من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا) صححه الألباني
ليس بعد معرف الحديث إلا
الهرولة بل الرّكض، والشوق يرافقك ، بشراك الجنة إن أنت أخلصت لله في هذه الخطوة العظيمة!
ღღღ
أيتها الداعية إلى الله التحاقك بالركب يجعل لحياتك معنى آخر يجعل منك إنسانة جديدة ، فبعد القرار اتخذي الخطوات العملية:
أوّلا:
لا يفوتنّك يوم إلا وقد كنت آمرة بالمعروف ناهية عن المنكر( أتعجزين أن تكتبي حديثا صحيحا أو تفسير آية أو كلمة طيبة أو ذكرى... فترسليها عبر المسنجر إلى الأخوات في قائمتك؟أتعجزين أن تدلي أختا لك في الله على درس مؤثر أعجبك؟ أتعجزين أن تصححي منكرا في بيتك؟)
ثانيا :
اجتهدي أيّما اجتهاد في طلب العلم واحذري كل الحذر أن تتكلّمي فيما ليس لك به علم فتقولي على الله الكذب !
ثالثا:اعملي بما تعلمته ودعوت الناس إليه وشددي على نفسك في المحاسبة حتى لا تكوني من الذين يأمرون الناس بالبر وينسون أنفسهم .
رابعا: الداعية قدوة في حسن خلقها فإن كنت تلحظين في نفسك بعض التصرفات الخاطئة فقوميها وأصلحي أخلاقك حتى يكتب لك القبول بإذن الله .
خامسا : لا تيأسي أيتها الحبيبة إن لاقتك العراقيل ، بل ابتسمي واعلمي أنّك تسيرين على نهج رسول الله صلى الله عليه وسلم بصبرك على الأذى في الدّعوة إلى الله.
نسمة عبير: أيّتها الداعية إلى الله لا تغفلي عن سيرة النبي صلى الله عليه وسلّم فإنّك إن اقتديت به اهتديت ونجحت في دعوتكِ.
سادسا :احذري من أمراض القلوب
فمنها الرّياء : هذا الداء الذي يسمم أعمالك ، ويجعلها مردودة عليك فاحذري كل الحذر من ذرات الرياء الخفي ، اعملي على تجديد النية باستمرار وحاسبي نفسك قبل العمل أهو خالص لله أم أنّك تريدين به ثناء الناس وإعجابهم...
ومنها العجب: ولتفاديه انسبي الفضل دوما لله واعلمي أنّه لو شاء ما أقامك وأنّ إعجابك بنفسك سيقودك إلى الكبر ومن تكبّر لم يدخل الجنة ، تبرّئي من حولك وقوّتك ، أصبحتِ داعية بالله لا بنفسك تذكّري أنّك أمة فقيرة إلى سيدّها ومولاها.
ومنها الحسد : قد ترين أخواتك في الله وقد تقدمن في طلب العلم ونشطن في الدعوة ، فتجدين في نفسك إحساسا كأنّك تقولين من خلاله ( أهؤلاء منّ الله عليهم من بيننا ) أيتها الحبيبة اقهري هذا الشعور وتخلصي منه إن أردت أن تحققي معنى الإيمان الحق ، تعلمي أن تفرحي لفرح غيرك وتشاركيهم نجاحاتهم ، أنت مؤمنة والمؤمن يحب لأخيه ما يحبّ لنفسه.
سابعا : الداعية إلى الله تحرص على وقتها أشد الحرص، فنظمي أمورك ولا تضيّعي عمرك...
ღღღ
ღهمسة ود: علم + عمل + دعوة + صبر حتى تكوني فالحة غير خاسرة
ولا تنسي (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ)
مُباركة عليك هذه الخطوة نحو الحياة الطيبة
حبيبتي في الله ، ألا تشعرين بالسعادة ؟ مالكِ؟ افرحي واستبشري واحمدي الله
(قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ )
أسعدكِ الله ، ورزقكِ الإخلاص في القول والعمل
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
استشعري معنى الحمد ( الثّناء مع الحب )
سلسلة
ღبدايةُ
الحَياةِالطّيبةღ
الحمد لله والصّلاة والسّلام على رسول الله
لِماذا لا تَكُونِين دَاعِية ؟
قال الله تعالى (وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاًمِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ)33 فصّلت
علّق الحسن البصري-
رحمه الله -على هذه الآية قائلا : "هو المؤمن أجاب الله في دعوته ودعا الناس إلى ما أجاب الله فيه من دعوته وعمل صالحا في إجابته فهذا حبيب الله ، هذا ولي الله!"
أختي في الله ، ألا تُحرّك هذه الآية في نفسك شيئا؟ أتراك تنهّدت حين قرأتِ قول الحسن البصري؟ أتراك شعرت بحسرة البعد؟ أتُراك طمعت في لذّة القرب؟
واهًا لمقام الدّعوة !
لمثله تُشدّ الرّحال ، ولبلوغه يُصرف التّضرع والابتهال ، وثمرته رفقة خير الأنام،ومستقر صاحبه قرب من الرّحيم الرّحمن!
فلله درّ هذه الغيورة التي تكسب الآن عبراتها وترحل بفكرها عن دنياها ، لتحصر أنفاسها في فكرة واحدة " لماذا لا أكون داعية"
أجل أيتها الغالية لماذا لا تكونين داعية ؟
ما الذي يحول بينك وبين ارتقاء مقام الدّعوة ،أشرف المقامات ، لعل أغلب حججك مفادها ظنك أنّك لست مؤهلة،دعيني أسألك أتعرفين أن الصّلاة عمود الإسلام؟ أتعرفين شروطها وأركانها ؟
إذن كم من أخت تعرفين أنها لا تصلي أو قد تصلي صلاة خاطئة ؟لماذا لم يخطر ببالك يوما أن تنصحيها برفق وأدب ؟
هذه دعوة!
أفترين نفسك حقا غير مؤهلة لكلمة نصح؟
أم أنّه التّقصير والعجز والتقاعس عن خدمة دين الله؟
بل هو الهروب من المسؤولية!
فيا سائرة إلى الحياة الطيبة ، لكم أخاف أن تتجه إليك أصابع الاتّهام ، ويصرخ في وجهك
" ارجعي فآمني فإنّك لم تؤمني!"
وذلك لأنّ تقصيرك في الدعوة هو انتقاص من تمام الإيمان تأملي حديث النبي صلى الله عليه وسلم
(لا يؤمن أحدكم حتى يُحبّ لأخيه ما يحبّ لنفسه ) صححه الألباني
أجري حوارًا داخليّا " أأحب أن أدخل الجنة؟ نعم إذن لما لا أدعو غير لدخول الجنة؟أيسعدني أن أكون قريبة من الله؟ نعم ، إذن لم لا أدلّ غيري على سبل التقرب إلى الله؟
أمرك الرسول صلى الله عليه وسلم بأبي وأمي هو أن تبلغي عنه ولو آية ، فمتى ستقولين سمعت وأطعت؟ ثم تجلسين مع طفل صغير أو أم فاضلة أو أخت غالية فتُلقنين أحدهم آية تحفظينها أو حديثا تتعلّمينه؟
هذه دعوة! فعدّي كم فاتك من خير منذ أشرقت
شمس الهداية عليك وأنت غير آبهة بدلالة من حولك على الخير؟
الكثير الكثير ، حسنات بالقناطير ، كان بإمكانك أن تثقلي بها ميزان حسناتك؟ لكنك غفلت وألهتك المغريات وأضعت وقتك في التفاهات وآثرت الملذات على الجنة غزيرة الخيرات...
أفلا تقومين؟ أفلا تبدئين عهداجديدا؟
ღღღ
أختي الحبيبة، أبصر في عينيك بحر حزن ، وأرى في أفقه بصيص أمل، ولذا فسأركب زورق الذكرى(وذكّر فإنّ الذكرى تنفع المؤمنين ) وأنا أحمل بين يدي لك قنديلا حتى أدرك ذلك البصيص فأضع مكانه هذا القنديل ، فإنّك إذا لمسته بقلب صادق أنارت شمعاته ظلام اليأس وأدركت حينها أنّ على أهبة إرساء أول خطوة في طريق الدّعوة...
قنديلي هذا حديث للنبي صلى الله عليه وسلم ، وكيف لا يُنير ظلمة اليأس وكلّ ما تلفّظ به المصطفى بلسم للجراح ، ونور للظلمات
( من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا) صححه الألباني
ليس بعد معرف الحديث إلا
الهرولة بل الرّكض، والشوق يرافقك ، بشراك الجنة إن أنت أخلصت لله في هذه الخطوة العظيمة!
ღღღ
أيتها الداعية إلى الله التحاقك بالركب يجعل لحياتك معنى آخر يجعل منك إنسانة جديدة ، فبعد القرار اتخذي الخطوات العملية:
أوّلا:
لا يفوتنّك يوم إلا وقد كنت آمرة بالمعروف ناهية عن المنكر( أتعجزين أن تكتبي حديثا صحيحا أو تفسير آية أو كلمة طيبة أو ذكرى... فترسليها عبر المسنجر إلى الأخوات في قائمتك؟أتعجزين أن تدلي أختا لك في الله على درس مؤثر أعجبك؟ أتعجزين أن تصححي منكرا في بيتك؟)
ثانيا :
اجتهدي أيّما اجتهاد في طلب العلم واحذري كل الحذر أن تتكلّمي فيما ليس لك به علم فتقولي على الله الكذب !
ثالثا:اعملي بما تعلمته ودعوت الناس إليه وشددي على نفسك في المحاسبة حتى لا تكوني من الذين يأمرون الناس بالبر وينسون أنفسهم .
رابعا: الداعية قدوة في حسن خلقها فإن كنت تلحظين في نفسك بعض التصرفات الخاطئة فقوميها وأصلحي أخلاقك حتى يكتب لك القبول بإذن الله .
خامسا : لا تيأسي أيتها الحبيبة إن لاقتك العراقيل ، بل ابتسمي واعلمي أنّك تسيرين على نهج رسول الله صلى الله عليه وسلم بصبرك على الأذى في الدّعوة إلى الله.
نسمة عبير: أيّتها الداعية إلى الله لا تغفلي عن سيرة النبي صلى الله عليه وسلّم فإنّك إن اقتديت به اهتديت ونجحت في دعوتكِ.
سادسا :احذري من أمراض القلوب
فمنها الرّياء : هذا الداء الذي يسمم أعمالك ، ويجعلها مردودة عليك فاحذري كل الحذر من ذرات الرياء الخفي ، اعملي على تجديد النية باستمرار وحاسبي نفسك قبل العمل أهو خالص لله أم أنّك تريدين به ثناء الناس وإعجابهم...
ومنها العجب: ولتفاديه انسبي الفضل دوما لله واعلمي أنّه لو شاء ما أقامك وأنّ إعجابك بنفسك سيقودك إلى الكبر ومن تكبّر لم يدخل الجنة ، تبرّئي من حولك وقوّتك ، أصبحتِ داعية بالله لا بنفسك تذكّري أنّك أمة فقيرة إلى سيدّها ومولاها.
ومنها الحسد : قد ترين أخواتك في الله وقد تقدمن في طلب العلم ونشطن في الدعوة ، فتجدين في نفسك إحساسا كأنّك تقولين من خلاله ( أهؤلاء منّ الله عليهم من بيننا ) أيتها الحبيبة اقهري هذا الشعور وتخلصي منه إن أردت أن تحققي معنى الإيمان الحق ، تعلمي أن تفرحي لفرح غيرك وتشاركيهم نجاحاتهم ، أنت مؤمنة والمؤمن يحب لأخيه ما يحبّ لنفسه.
سابعا : الداعية إلى الله تحرص على وقتها أشد الحرص، فنظمي أمورك ولا تضيّعي عمرك...
ღღღ
ღهمسة ود: علم + عمل + دعوة + صبر حتى تكوني فالحة غير خاسرة
ولا تنسي (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ)
مُباركة عليك هذه الخطوة نحو الحياة الطيبة
حبيبتي في الله ، ألا تشعرين بالسعادة ؟ مالكِ؟ افرحي واستبشري واحمدي الله
(قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ )
أسعدكِ الله ، ورزقكِ الإخلاص في القول والعمل
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
استشعري معنى الحمد ( الثّناء مع الحب )
سلسلة
ღبدايةُ
الحَياةِالطّيبةღ
تعليق