مذهب لإمام أحمد رحمه الله أنه يرى أن السلف إذا اختلفوا في شيء وليس هناك نص فاصل قاطع فإنه كله يكون جائزا لأنه رحمه الله يعظم كلام الصحابة ويحترمه ولا شك أن هذا الذي ذهب إليه الإمام أحمد من أفضل ما يكون لجمع الأمة واتفاق كلمتها لأن من الناس من يجعل الاختلاف في الرأي الذي يسوغ فيه للإجتهاد سببا للفرقة والشتات, حتى إنه ليضلل أخاه بأمر قد يكون فيه هو الضال و هذا من المحنة التي انتشرت في هذا العصر على ما في هذا العصر من التفاؤل الطيب في هذه اليقظة من الشباب خاصة فإنه ربما تفسد هذه اليقظة وتعود إلى سبات عميق بسبب هذا التفرق, وأن كل واحد منهم إذا خالفه أخوه في مسألة اجتهادية ليس فيه نص قاطع ذهب ينفر عنه ويسبه ويتكلم فيه وهذه محنة أفرح من يفرح بها أعداء هذه اليقظة يقولون: سقينا بدعوة غيرنا! جعل الله بأسهم بينهم, حتى أصبح بعض الناس يبغض أخاه في الدين, أكثر مما يبغض الفاسق والعياذ با لله, وهذا لا شك أنه ضرر, وينبغي لطلبة العلم أن يدركوا ضرر هذا علينا جميعا, وهل جاء ك وحي من الله أن قولك هو الصواب؟ وإذا لم يأته وحي أن قوله هو الصواب فما الذي يدريه؟ لعل قول صاحبه هو الصواب, وهو على ضلال, هذا هو الواقع, والآن ليس أحد من الناس يأتيه الوحي فالكتاب والسنة بين أيدينا, وإذا كان الأمر قابلا للإجتهاد, فلنعذر أحدنا أخاه فيما اجتهد فيه. ولا بأس من النقاش المفيد الهادي بين الإخوة, وأفضل أن يكون النقاش بين المختلفين في غير حضور الآخرين لأن الآخرين قد يحملون في نفوسهم من هذا النقاش ما لا يحمله المتناقشان, فربما يؤول الأمر بينهما إلى الإتفاق ولكن الآخرين الذين حضروا مثلا قد يكون في قلوبهم شئ يحمل حتى بعد اتفاق هؤلاء فيجري الشيطان بينهم بالعداوة وحينئذ نبقى في بلائنا فأقول: جزي الله الإمام أحمد خيرا على هذه الطريقة الحسنة: أن السلف إذا اختلفوا في شئ , وليس هناك نص فاصل , فإن الأمر يكون واسعا كله جائز
المرجع: الشرح الممتع 5\137-137
الشيخ بن صالح العثيمين
باب القضايا المعصرة
__________________
للأمانة منقول
الشيخ بن صالح العثيمين
باب القضايا المعصرة
__________________
للأمانة منقول
تعليق