ما معنى إنزال القرءان على سبعة أحرف ؟
روى البخارى فى صحيحه كتاب بدء الخلق الحديث رقم 2980 :
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ قَالَ حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ عَنْ يُونُسَ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عُبَيْدِاللَّهِ بْنِ عَبْدِاللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِي اللَّهم عَنْهممَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ أَقْرَأَنِي جِبْرِيلُ عَلَى حَرْفٍ فَلَمْ أَزَلْ أَسْتَزِيدُهُ حَتَّى انْتَهَى إِلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ
فما معنى أن القرءان أنزل على سبعة أحرف ؟
اتفق العلماء واختلفوا ....
اتفقوا على أنه لا يجوز أن يكون المراد بالسبعة أحرف القراء السبعة لأن هؤلاء القراء لم يكونوا موجودين أثناء نزول القرءان
واختلفوا فى
تفسير هذا الحديث وذهبوا مذاهب شتى
فأكثر العلماء على أنها لغات ... ثم اختلفوا فى تعيينها
فقال أبو عبيد القاسم بن سلام :
هى لغة قريش وهذيل وثقيف وهوازن وكنانة وتميم واليمن
وقال البعض المراد بالسبعة معانى الأحكام :
كالحلال والحرام والمحكم والمتشابه والأمثال والإنشاء والإخبار
وقيل المراد بها الأمر والنهى والطلب والدعاء والخبر والاستخبار والزجر
وقيل هى : الوعد والوعيد والمطلق والمقيد والتفسير والإعراب والتأويل
على أن الاختلاف بينها لا تتغير به الأحكام من حلال أو حرام كما اورد مسلم فى صحيحه قول ابن شهاب فى كتاب صلاة المسافرين وقصرها الحديث 1355:
حَدَّثَنِي حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِي يُونُسُ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ حَدَّثَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ أَقْرَأَنِي جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَام عَلَى حَرْفٍ فَرَاجَعْتُهُ فَلَمْ أَزَلْ أَسْتَزِيدُهُ فَيَزِيدُنِي حَتَّى انْتَهَى إِلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ قَالَ
ابْنُ شِهَابٍ بَلَغَنِي أَنَّ تِلْكَ السَّبْعَةَ الْأَحْرُفَ إِنَّمَا هِيَ فِي الْأَمْرِ الَّذِي يَكُونُ وَاحِدًا لَا يَخْتَلِفُ فِي حَلَالٍ وَلَا حَرَامٍ ِ
وهو ما أدى بالإمام ابن الجزرى إلى عدم اقتناعه بهذه التفسيرات لمعنى السبعة أحرف وذلك لأن الصحابة الذين اختلفوا ورجعوا إلى الرسول صلى الله عليه وسلم لم يكن اختلافهم فى التفسير او الأحكام ولكن كان فى كيفية القراءة
وفى هذا يقول ابن الجزرى :
ولا زلت استشكل هذا الحديث وأفكر فيه وأمعن النظر فى نيف وثلاثين سنة حتى فتح الله على بما يمكن أن يكون صوابا إن شاء الله تعالى ، وذلك أنى تتبعت القراءات كلها صحيحها وشاذها وضعيفها ومنكرها ، فإذا اختلافها يرجع إلى سبعة أوجه لا يخرج عنها وهذه هى الأوجه السبعة :
الأول : أن يكون الاختلاف فى الحركات بلا تغير فى المعنى والصورة نحو : يحسب بفتح السين وكسرها
الثانى : أن يكون بتغير فى المعنى فقط دون التغير فى الصورة نحو : فتلقى ءادم من ربه كلمات فقرأت برفع ءادم ونصب كلمات ، وبنصب ءادم ورفع كلمات
الثالث : أن يكون فى الحروف مع تغير فى المعنى لا الصورة نحو : تبلوا و تتلوا فى قوله تعالى ( هنالك تبلوا كل نفس ما أسلفت .... الآية ) فهنا ام تتغير هيئة الكتابة باعتبار عدم النقط
الرابع : أن يكون فى الحروف مع تغير فى الصورة لا المعنى نحو : الصراط و السراط
الخامس : أن يكون فى الحروف والصورة نحو : يأتل ، ويتأل
السادس : أن يكون فى التقديم والتأخير نحو : فيقتلون ويقتلون ببناء الفعل الثانى للمجهول كما فى رواية حفص أو ببناء الفعل الأول للمجهول
السابع : أن يكون فى الزيادة والنقصان نحو ووصى ، وأوصى فى قوله تعالى :ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب ... الآية )
فهذه الأوجه السبعة لا يخرج الاختلاف عنها..
تعليق